ابو سمر
04/09/2007, 07:24 PM
نظرا لما قرأته عن هذا الجبل الجميل في عالية نجد ، في عدد من المواضع، ومنها موضوع الأخ الكريم برج السفرة على هذا الرابط :
http://www.mekshat.com/vb/printthread.php?t=23909 (http://www.mekshat.com/vb/printthread.php?t=23909)
وقد أكون قد قرأت عنه في موضوع آخر في مكان آخر ، جلعني أتشوق لزيارته والاقتراب منه أكثر وأكثر ، وهذا ما تم ولله الحمد ، وأعتذر مقدماً ، إن كان هذا الموضوع قد طرق من قبل ، ومن مختصين أكثر مني ، والشكر موصول للجميع اخوتي الكرام ..
_________________________________________________
يَذْبُل
ورد اسمه في معجم ما استعجم :
يذبل بفتح الياء واسكان الذال، بعدُه باء معجمة بواحدة .
قال يعقوب يذبل جبل
طرف منه لبني عمرو بن كلاب، وبقيته لباهلة مليل وعراض ، ويُقال له يذبل الجوع كأنه أبدا مجدبا .
وقال عنه ياقوت الحموي : ( هو جبل مشهور الذكر بنجد ).
وقال الجوهري في الجزء الثاني من الصِحاح، أن يذبل من جبال باهلة ، وباهلة في الأصل اسم امرأة من همدان .
كما قال صاحب العقد الفريد : باهلة هم بنو مالك بن أعصر، نُسبوا إلى أمهم باهلة، وهم معن، وحارثة، وسعد مناة، أمهم باهلة .
وهو أحد أشهر جبال عالية نجد وأكثرها ارتفاعاً ، ( تبلغ أعلى قممه 1524 متراً فوق مستوى سطح البحر )، ذكره عدد من فحول الشعر في جميع العصور بأشعارهم وجعلوه شاهداً لهم ، يُعرف في العصر الحديث بصبحا : وهو جبل واسع الشهرة يقع على بعد 125كم جنوب غرب محافظة القويعية، وجنوب طريق الرياض - مكة المكرمة بحوالي 65 كم ، يراه المُسافر إلى مكة المكرمة على شماله، ومن مسافة بعيدة جداً تتجاوز المائة كيلو مترا، خاصة للقادم من الحجاز ، نويت منذ مدة طويلة على المسير إليه زائراً للوقوف على سبب شهرته والإقتراب أكثر من تاريخ نجد ، ورغم كثرة ما عبرت طريق الرياض - الحجاز إلاّ إني أكون في عجلة من أمري ، فتوجهت خلال شتاء عام 2006م لزيارته ، مروراً ببلدة الشعراء التي بتنا ليلتنا في صحرائها الباردة ، وقد انحسرت شهرتها ( أي بلدة الشعراء ) بعد ظهور طريق الحجاز الجديد ، حيث كانت تمر بها بعض القوافل المتجة لمكة المكرمة قديماً ، ونزولاً عند رغبة مرافقي الذي يرغب أن يشتم جزءً من تاريخ أجداده الذي عملوا فيها منذ زمن بعيد ..
( هناك هجرة تسمى صبحا ، تقع في طرف سفوحه الجنوبية الشرقية ، ولا أعلم هل الاسم أُطلق عليها ، ثم نُسب الجبل لها ، أم أن الجبل غُير اسمه لصبحا في العصر الحديث ، ثم أُنشئت الهجرة واسميت صبحا نسبة إليه ؟)
الصورة القادمة تبين شكل الجبل الذي يمتد لعدة كيلو مترات من الشمال الشرقي للجنوب الغربي :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900495/original.jpg
يميل لونه للاحمرار إلى البني الداكن، بسبب أن الصخوره الجرانيتية هي المكونة لصخوره ، والحمد لله الذي سلم يذبل من معاول الهدم ، كالتي أصابت الجبال التي تقع شماله وشرقه ، حيث تنقل كتل الصخور الكبيرة لمصانع الرخام، لتحويلها بلاطاً للمنازل والمشاريع الكبيرة .
الصورة التالية لجبل يذبل ( صبحا ) من الجهة الشرقية، حيث توقفنا لإلقاء تحية الوصول إليه ، وتبدو أعلى قممه الشرقية ، ومن هنا بدأنا الاستدارة الكاملة عليه ، ابتداء من سفحه الشمالي الشرقي :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900484/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900485/original.jpg
وقد تغنى بيذبل عدد من الشعراء، ومنهم الخنساء ترثي أخيها صخراً :
أَمِن حَـدَثِ الأَيّـامِ عَينُـكِ تَهمِـلُ * تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِـلُ
أَلا مَـن لِعَيـنٍ لا تَجِـفُّ دُموعُهـا * إِذا قُلـتُ أَفثَـت تَستَهِـلُّ فَتَحـفِـلُ
عَلى ماجِدٍ ضَخـمِ الدَسيعَـةِ بـارِعٍ * لَهُ سـورَةٌ فـي قَومِـهِ مـا تُحَـوَّلُ
فَمـا بَلَغَـت كَـفُّ اِمـرِئٍ مُتَنـاوِلٍ * مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلـتَ أَطـوَلُ
وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَـولِ مِدحَـةً * وَلا صَدَقوا إِلّا الَّـذي فيـكَ أَفضَـلُ
وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى * تَبَعَّـقَ فـيـهِ الـوابِـلُ المُتَهَـلِّـلُ
بِأَوسَـعَ سَيبـاً مِـن يَدَيـكَ وَنِعمَـةً * تَعُمُّ بِها بَـل سَيـبُ كَفَّيـكَ أَجـزَلُ
وَجـارُكَ مَحفـوظٌ مَنيـعٌ بِنَـجـوَةٍ * مِـنَ الضَيـمِ لا يُـؤذى وَلا يَتَذَلَّـلُ
مِنَ القَـومِ مَغشِـيُّ الـرِواقِ كَأَنَّـهُ * إِذا سيـمَ ضَيمـاً خـادِرٌ مُتَبَـسِّـلُ
شَرَنبَثُ أَطـرافِ البَنـانِ ضُبـارِمٌ * لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِـرسٌ وَأَشبُـلُ
هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبـالُ غابَـةٍ * مَخوفُ اللِقاءِ جائِـبُ العَيـنِ أَنجَـلُ
حتى قالت :
أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى * حَليفانِ مـا دامَـت تِعـارُ وَيَذبُـلُ
هنا تبدو سفوحه الجنوبية الغربية :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900488/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900487/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900486/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900489/original.jpg
وذكره المتنبي في قصيدة من بحر الرجز، قالها ارتجالا يصف كلباً :
ومنزل ليس لنا بمنزل ** ولا لغير الغاديات الهطل
ندي الخزامى ذفر القرنفل *** محلل ملوحش لم يحلل
عن لنا فيه مراعي مغزل *** محين النفس بعيد الموئل
أغناه حسن الجيد عن لبس الحلي *** وعادة العري عن التفضل
كأنه مضمخ بصندل *** معترضا بمثل قرن الأيل
يحول بين الكلب والتأمل *** فحل كلابي وثاق الأحبل
عن أشدق مسوجر مسلسل *** أقب ساط شرس شمردل
منها إذا يثغ له لا يغزل *** موجد الفقرة رخو المفصل
له إذا أدبر لحظ المقبل *** كأنما ينظر من سجنجل
يعدو إذا أحزن عدو المسهل *** إذا تلا جاء المدى وقد تلي
يقعي جلوس البدوي المصطلي *** بأربع مجدولة لم تجدل
فتل الأيادي ربذات الأرجل *** آثارها أمثالها في الجندل
يكاد في الوثب من التفتل *** يجمع بين متنه والكلكل
وبين أعلاه وبين الأسفل *** شبيه وسمي الحضار بالولي
كأنه مضبر من جرول *** موثق على رماح ذبل
ذي ذنب أجرد غير أعزل *** يخط في الأرض حساب الجمل
كأنه من جسمه بمعزل *** لو كان يبلي السوط تحريك بلي
نيل المنى وحكم نفس المرسل *** وعقلة الظبي وحتف التتفل
فانبريا فذين تحت القسطل *** قد ضمن الآخر قتل الأول
في هبوة كلاهما لم يذهل *** لا يأتلي في ترك ألا يأتلي
مقتحما على المكان الأهول *** يخال طول البحر عرض الجدول
حتى إذا قيل له نلت افعل *** إفتر عن مذروبة كالأنصل
لا تعرف العهد بصقل الصيقل *** مركبات في العذاب المنزل
كأنها من سرعة في الشمأل *** كأنها من ثقل في يذبل
كأنها من سعة في هوجل *** كأنه من علمه بالمقتل
علم بقراط فصاد الأكحل *** فحال ما للقفز للتجدل
وصار ما في جلده في المرجل *** فلم يضرنا معه فقد الأجدل
إذا بقيت سالما أبا علي *** فالملك لله العزيز ثم لي
كأنها من سرعة في الشمأل *** كأنها من ثقل في يذبل
قال العكبري عن هذا البيت: الشمأل: ريح يهمز ولا يهمز، وهي التي عن شمال القبلة.
ويذبل: جبل عظيم في الحجاز. والمعنى: يريد : كأن الانياب ( أنياب الكلب) مركبة في ريح الشمال من خفة الكلب، وسرعته في العدو، وكأنها من ثقل الكلب على الصيد كالجبل، جعل الكلب في خفة عدوه كالريح، وفي ثقله كالجبل.
أحد المنحدرات الجميلة في سفوحه الغربية ، حيث تكثر أشجار السمر البرية :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900491/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900490/original.jpg
وذكره النابغة الجعدي في إحدى قصائده :
جَهِلتَ عَلَيَّ اِبـنَ الحَيـا وظَلَمتَنـي وَجمَّعتَ قَولاً جـاءَ بيتـاً مُضَلِّـلا
عَدَدتَ قُشَيراً إِذ فَخَـرتَ فَلَـم أُسَـأ بِذاكَ وَلَم أَزمَعكَ عَـن ذاكَ معـزِلا
مَرِحتَ وَأَطـرافُ الكَلاَليـبِ تُتَّقـى فَقَد عَبَـطَ المـاءُ الحَميـمُ فَأَسهَـلا
فَـإِن كُنـتَ تَلحـاهُ لِتَنقُـلَ مَجدَنـاً لِسَبـرةَ فانقُـل ذا المناكِـبَ يَذبُـلا
وَإِنّـي لأَرجـو إِن أَرَدتَ اِنتِقـالَـهُ بكفَّيـكَ أَن يَأتـي عَلَيـكَ ويَثـقُـلا
وَنَحنُ حَبَسنا الحَيَّ عَبسـاً وَعامـراً لِحَسّانَ واِبنِ الجونِ إِذ قِيـلَ أقبَـلا
وَقَد صَعِدَت عَن ذِي بِحارٍ نِساؤُهُـم كإِصعادِ نَسـرٍ لا يَرُمـوُنَ مَنـزِلا
عَطَفنا لَهُم عَطفَ الضَرُوسِ فَصادَفوا مِنَ الهَضبَةِ الحَمراءِ عِـزّاً وَمِعقِـلا
دَعَتنَا النِسـاءُ إِذ عَرَفـنَ وُجُوهَنـا دُعاءَ نِساءٍ لَم يُفارِقـنَ عَـن قِلـى
حَنيِنَ الهِجانِ الأُدمِ نـادى بِوِردِهـا سُقـاةُ يَمُـدّونَ المَواتِـحَ بِـالـدِلا
فَقُلنا لَهُـم خَلُّـوا طَريـقَ نِسائِنـا فَقالُوا لَنـا كَـلاَّ فَقُلنـا لَهُـم بَلـى
فَنَحنُ غِضابٌ مِـن مَكـانِ نِسائِنـا ويَسفَعُنا حَرُّ مِـنَ النـارِ يُصطَلـى
تَفُـورُ عَلَينـا قِدرُهُـم فَنُديِمُـهـا وَنَفثَؤُهـا عَنّـا إِذ حَميُهـا غَــلا
بِطَعنٍ كَتَشهـاقِ الجِحـاشِ شَهيقُـهُ وَضَربٍ لَهُ ما كانَ مِن ساعِدٍ خَـلا
فَلَـم أَرَ يَومـاً كـانَ أَكثَـرَ باكِيـاً وَوَجهاً تَرَى فيـهِ الكآبَـةَ مُجتَلـى
وَمُفتَصَـلاً عَـن ثَـديِ أُمٍّ تُحـبُّـهُ عَزِيزٌ عَلَيهـا أَن يُفارِقـنَ مُفتَلـى
وَأَشمَـطَ عُريانـاً يُـشَـدُّ كِتـافُـهُ يُلاُم عَلى جَهدِ القِتـالِ ومـا ائتَلـى
لَقيِنـا شَراحِيـلَ الرَئيـسَ وَجُنـدَهُ مِنَ السيرِ قَد أَحفَى المَطِـيَّ وأَنعَـلا
تَحَمَّلَ حَيّـاً مِـن كِـلاَبٍ وَعَلَّقُـوا رُؤُوساً تُثَفِّـي مَنـزِلاً ثـمَّ مَنـزِلا
وَجِئنا بِأَبدالِ الـرَؤُوسِ فَلَـم نَـدَع لِبِنتِ كِلابـيٍّ مِـنَ التَبـلِ مِغـزَلا
وَأَطلَقَ عَبدُ اللَهِ غُـلَّ اِبـنِ جَعفَـرٍ عُلاَثَـةَ مَغلُـولاً يُـقـادُ مُكـبَّـلا
وَنَحنُ حَسَبنا عِنـدَ قـارَةِ ضـارِجٍ لِحَنظَلَـةَ العِجلـيِّ لَيـثـاً مُكَـلَّـلا
سَـراةُ مُـرادِ لا يُحـاوِلُ غيرُهُـم سَقَيناهُـمُ بالجَـزعِ قَشبـاً مُثَمَّـلا
تَرَكناهُمُ صَرعَى تَخـالُ رُؤُوسَهُـم بِذِي الرِّمثِ مِن وَادِي الرَمادَةِ حَنظَلا
وَقاتِلَ عَمـرٍو قَـد تَرَكنـا مُجَـدَّلاً يَهِرُّ عَلَيـهِ الذِئـبُ عَرفـاءَ جَيـأَلا
وَنَحـنُ رَهَنَّـا بالأَفاقَـةِ عـامِـراً بِما كانَ فِي الدَردَاءِ رَهنـاً فَأُبسِـلا
جَلَبنا مِنَ الأَكـوَارِ والسِّـيِّ والقَفـا وَبِيشَـةَ جَيشـاً ذا زَوائِـدَ جَحفَـلا
وَهَبنا لَكُم فِيهـا المئِيـنَ وَغـادَرَت مَغارَتُنا خـدّا مِـنَ النـاسِ عُيَّـلا
دَنانِيـرُ نَجبِيهـا العِبـادَ وَغَـلَّـةً عَلى الأَزدِ مِن جاهِ اِمرىءٍ قَد تَمَهَّلا
عَلى مَوطِنٍ أَغشى هَـوازِنَ كُلَّهـا أَخا المَـوتِ كَظّـاً رَهبَـةً وَتَوَيُّـلا
شَراحِيـلُ إِذ لا يَمنَعُـونَ نِساءهُـم وَأَفناهُـمُ خــدّاً فَـخَـدّاً تَنَـقُّـلا
قد يكون من السهل جداً على العين صعود قممه ، لكن من الصعب جداً على باقي الأعضاء الوصول إليها ، هذا ما أأكده بعد خبرة منذ الصغر في تسلق الجبال :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900492/original.jpg
وقبل هؤلاء ، هذا هو الشاعر المخلد الذكر امرؤ القيس ، في معلقته الخالدة، يشكو من طول الليل، وبقاء النجوم في مكانها ، وكأنها شدت بحبال الليِّف بهذا الجبل العظيم حيث كادت ألاّ تغادر مكانها :
قفا نبك من ذِكرى حبيـب ومنـزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخـول فحَوْمـلِ
فتوضح فالمقراة لم يَعـفُ رسمهـاَ لما نسجتْها مـن جَنُـوب وشمـالِ
ترى بَعَـرَ الأرْآمِ فـي عَرَصاتِهـا وقيعانهـا كأنـه حــبَّ فلـفـل
كأني غَداة َ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَلّـوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِـفُ حنظـلِ
وُقوفاً بها صَحْبـي عَلـيَّ مَطِيَّهُـمْ يقُولون لا تهلـكْ أسـى ً وتجمّـل
وإنَّ شفائـي عـبـرة ٌ مهـراقـة ٌ فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ مـن مُعـوَّلِ
كدأبـكَ مـن أمِّ الحويَـرثِ قبلهـا وجارتهـا أمَّ الـربـابِ بمـأسـل
ففاضتْ دُموعُ العين منـي صبابـة نزُولَ اليماني ذي العيابِ المحمَّـلِ
ألا ربَّ يـومٍ لـك مِنْهُـنَّ صالـح ولا سيّمـا يـومٍ بـدارَة ِ جُلْجُـلِ
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي فيا عَجَباً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً عقرت بعيري يامرأ القيس فانـزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخـي زِمامَـهُ ولا تُبعديني مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لـهُ بشِقٍّ وَتحتـي شِقُّهـا لـم يُحَـوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيـبِ تعـذَّرت عَلـيّ وَآلَـتْ حَلْفَـة ً لـم تَحَلَّـلِ
أفاطِمُ مهـلاً بعـض هـذا التدلـل وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتـكِ منـي خَليقَـة ٌ فسُلّي ثيابـي مـن ثيابِـكِ تَنْسُـلِ
أغَـرّكِ منـي أنّ حُبّـكِ قاتِـلـي وأنكِ مهما تأمـري القلـب يفعـل
ومَا ذَرَفَـتْ عَيْنـاكِ إلا لتَضْرِبـي بسَهمَيكِ في أعشـارِ قَلـبٍ مُقَتَّـلِ
و بيضة ِ خـدر لا يـرامُ خباؤهـا تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بهـا غيـرَ مُعجَـلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيهـا ومَعْشَـراً عليّ حِراساً لـو يُسـروّن مقتلـي
إذا ما الثريا في السماء تعرضـت تعرضَ أثنـاء الوشـاح المفصَّـلِ
فجِئْتُ وقـد نَضَّـتْ لنَـوْمٍ ثيابَهـا لدى السِّتـرِ إلاَّ لِبْسَـة َ المُتَفَضِّـلِ
فقالت يميـن الله مـا لـكَ حيلـة ٌ وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلـي
خَرَجْتُ بها أمشـي تَجُـرّ وَراءَنـا على أثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ
فلما أجزْنا ساحة الحـيِّ وانتحـى بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقـافٍ عَقَنْقَـلِ
هصرتُ بِفـودي رأسهـا فتمايلـت عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّـا المُخَلخَـلِ
مُهَفْهَفَـة ٌ بَيْضـاءُ غيـرُ مُفاضَـة ٍ ترائبهـا مصقولـة ٌ كالسجنجـل
كِبِكْرِ المُقانـاة ِ البَيـاضِ بصُفْـرَة ٍ غذاها نميرُ الماء غيـر المحلـلِِ
تصد وتبدي عـن أسيـلٍ وتتَّقـي بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِـلِ
وجيد كجيد الرئـم ليـس بفاحِـش إذا هـيَ نَصّـتْـهُ وَلا بمُعَـطَّـلِ
وفرعٍ يُغشي المتـنَ أسـودَ فاحـم أثيـت كقنـو النخلـة ِ المتعثكـلِ
غدائرهُ مستشـزراتٌ إلـى العلـى تضِل المداري في مُثنـى ومُرسـل
وكشح لطيـف كالجديـل مخصـر وسـاق كأنبـوبِ السقـي المُذلـل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْـنٍ كأنّـهُ أساريعُ ظبي أو مساويـكُ إسحـلِ
تُضـيء الظـلامَ بالعشـاء كأنهـا منـارة ُ ممسـى راهـب متبتـل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشهـا نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلهـا يرنـو الحليـمُ صبابـة إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْـوَلِ
تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبـا وليسَ صِبايَ عن هواهـا بمنسـل
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْـوَى رَدَدتُـه نصيح على تعذَالـه غيـر مؤتـل
وليل كموج البحر أرخـى سدولـهُ علـيَّ بأنـواع الهمـوم ليبتـلـي
فَقُلْـتُ لَـهُ لمـا تَمَطّـى بصُلْبِـهِ وأردَف أعجـازاً ونـاءَ بكلْـكـلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويـلُ ألا انْجَلـي بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنـك بأمثَـلِ
فيا لـكَ مـن ليـلْ كـأنَّ نجومـهُ بكل مغـار الفتـل شـدت بيذبـلِ
كأن الثريا علِّقـت فـي مصامهـا بأمْراسِ كتّانٍ إلـى صُـمّ جَنـدَلِ
وواد كجوف العيـر قفـر قطعتـه به الذئب يعـوي كالخليـع المعيّـلِ
فقلت له له لمـا عـوى إن شأننـا قلـيـل الغـنـى لـمـا تـمـوّلِ
كلانـا إذا مانـال شيئـاً أفـاتـه ومن يحترث حرثي وحرثك يهـزلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيـرُ فـي وُكنُاتُهـا بمنجـردٍ قيـدِ الأوابــدِ هيـكـلِ
مِكَـرٍّ مفـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مـعـاً كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
على الذَّبْلِ جَيّاشٍ كـأنّ اهتزامَـهُ كمـا زَلّـتِ الصَّفْـواءُ بالمُتَنَـزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ علـى الونـا أثـرنَ غبـاراً بالكديـد المركـل
يزل الغلام الخف عـن صهواتـه ويلـوي بأثـواب العنيـف المثقـلِ
على العقبِ جيَّاش كـأن اهتزامـهُ إذا جاش فيه حميُه غَلـيُ مِرْجـلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ علـى صهواتـه وَيُلْـوي بأثْـوابِ العَنيـفِ المُثقَّـلِ
دَريـرٍ كَخُـذْروفِ الوَليـدِ أمَـرّهُ تقلـبُ كفيـهِ بخـيـطٍ مُـوصـلِ
لـهُ أيطـلا ظبـيٍ وساقـا نعامـة وإرخاء سرحـانٍ وتقريـبُ تنفـلِ
كأن على الكتفين منـه إذا انتحـى مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلايـة َ حنظـلِ
فَبـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ وَلجـامُـهُ وباتَ بعيني قائمـاً غيـر مرسـل
فعـنَّ لنـا سـربٌ كـأنَّ نعاجَـه عَـذارَى دَوارٍ فـي مُـلاءٍ مُذَيَّـلِ
فأدبرنَ كالجـزع المفصـل بينـه بجيدِ مُعَمٍّ فـي العَشيـرَة ِ مُخْـوَلِ
فألحَقَـنـا بالهـادِيـاتِ وَدُونَــهُ جواحِرها في صـرة ٍ لـم تزيَّـل
فَعادى عِـداءً بَيـنَ ثَـوْرٍ وَنَعْجَـة ٍ دِراكاً ولم يَنْضَـحْ بمـاءٍ فيُغسَـلِ
فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِـجٍ صَفيـفَ شِـواءٍ أوْ قَديـرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسـه متى ما تَـرَقَّ العيـنُ فيـه تَسَفَّـلِ
كـأنَّ دمـاءَ الهاديـاتِ بنـحـره عُصـارة ُ حِنّـاءٍ بشَيْـبٍ مُرْجّـلِ
وأنـتَ إذا استدبرتُـه سـدَّ فرجـه بضاف فويق الأرض ليس بأعـزل
أحار ترى برقـاً أريـك وميضـه كلمـع اليديـنِ فـي حبـي مُكلـل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيـحُ راهِـبٍ أهان السليط فـي الذَّبـال المفتَّـل
وأضحى يسحُّ الماء عن كـل فيقـة يكبُّ على الأذقـان دوحَ الكنهبـل
وتيماءَ لم يترُك بهـا جِـذع نخلـة وَلا أُطُمـاً إلا مَشـيـداً بجَـنْـدَلِ
كـأن ذرى رأس المجيمـر غـدوة ً من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغـزَلِ
كـأنَّ أبانـاً فـي أفانيـنِ ودقــهِ كَبيـرُ أُنـاسٍ فـي بِجـادٍ مُزَمَّـلِ
وَألْقى بصَحْـراءِ الغَبيـطِ بَعاعَـهُ نزول اليماني ذي العياب المخـوَّل
كأنّ السِّباعَ فيـهِ غَرْقَـى عَشِيّـة ً بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُـلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْـمِ أيْمَـنُ صَوْبـهِ وَأيْسَـرُهُ عَلـى السّتـارِ فَيَـذْبُـلِ
http://www.mekshat.com/vb/printthread.php?t=23909 (http://www.mekshat.com/vb/printthread.php?t=23909)
وقد أكون قد قرأت عنه في موضوع آخر في مكان آخر ، جلعني أتشوق لزيارته والاقتراب منه أكثر وأكثر ، وهذا ما تم ولله الحمد ، وأعتذر مقدماً ، إن كان هذا الموضوع قد طرق من قبل ، ومن مختصين أكثر مني ، والشكر موصول للجميع اخوتي الكرام ..
_________________________________________________
يَذْبُل
ورد اسمه في معجم ما استعجم :
يذبل بفتح الياء واسكان الذال، بعدُه باء معجمة بواحدة .
قال يعقوب يذبل جبل
طرف منه لبني عمرو بن كلاب، وبقيته لباهلة مليل وعراض ، ويُقال له يذبل الجوع كأنه أبدا مجدبا .
وقال عنه ياقوت الحموي : ( هو جبل مشهور الذكر بنجد ).
وقال الجوهري في الجزء الثاني من الصِحاح، أن يذبل من جبال باهلة ، وباهلة في الأصل اسم امرأة من همدان .
كما قال صاحب العقد الفريد : باهلة هم بنو مالك بن أعصر، نُسبوا إلى أمهم باهلة، وهم معن، وحارثة، وسعد مناة، أمهم باهلة .
وهو أحد أشهر جبال عالية نجد وأكثرها ارتفاعاً ، ( تبلغ أعلى قممه 1524 متراً فوق مستوى سطح البحر )، ذكره عدد من فحول الشعر في جميع العصور بأشعارهم وجعلوه شاهداً لهم ، يُعرف في العصر الحديث بصبحا : وهو جبل واسع الشهرة يقع على بعد 125كم جنوب غرب محافظة القويعية، وجنوب طريق الرياض - مكة المكرمة بحوالي 65 كم ، يراه المُسافر إلى مكة المكرمة على شماله، ومن مسافة بعيدة جداً تتجاوز المائة كيلو مترا، خاصة للقادم من الحجاز ، نويت منذ مدة طويلة على المسير إليه زائراً للوقوف على سبب شهرته والإقتراب أكثر من تاريخ نجد ، ورغم كثرة ما عبرت طريق الرياض - الحجاز إلاّ إني أكون في عجلة من أمري ، فتوجهت خلال شتاء عام 2006م لزيارته ، مروراً ببلدة الشعراء التي بتنا ليلتنا في صحرائها الباردة ، وقد انحسرت شهرتها ( أي بلدة الشعراء ) بعد ظهور طريق الحجاز الجديد ، حيث كانت تمر بها بعض القوافل المتجة لمكة المكرمة قديماً ، ونزولاً عند رغبة مرافقي الذي يرغب أن يشتم جزءً من تاريخ أجداده الذي عملوا فيها منذ زمن بعيد ..
( هناك هجرة تسمى صبحا ، تقع في طرف سفوحه الجنوبية الشرقية ، ولا أعلم هل الاسم أُطلق عليها ، ثم نُسب الجبل لها ، أم أن الجبل غُير اسمه لصبحا في العصر الحديث ، ثم أُنشئت الهجرة واسميت صبحا نسبة إليه ؟)
الصورة القادمة تبين شكل الجبل الذي يمتد لعدة كيلو مترات من الشمال الشرقي للجنوب الغربي :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900495/original.jpg
يميل لونه للاحمرار إلى البني الداكن، بسبب أن الصخوره الجرانيتية هي المكونة لصخوره ، والحمد لله الذي سلم يذبل من معاول الهدم ، كالتي أصابت الجبال التي تقع شماله وشرقه ، حيث تنقل كتل الصخور الكبيرة لمصانع الرخام، لتحويلها بلاطاً للمنازل والمشاريع الكبيرة .
الصورة التالية لجبل يذبل ( صبحا ) من الجهة الشرقية، حيث توقفنا لإلقاء تحية الوصول إليه ، وتبدو أعلى قممه الشرقية ، ومن هنا بدأنا الاستدارة الكاملة عليه ، ابتداء من سفحه الشمالي الشرقي :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900484/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900485/original.jpg
وقد تغنى بيذبل عدد من الشعراء، ومنهم الخنساء ترثي أخيها صخراً :
أَمِن حَـدَثِ الأَيّـامِ عَينُـكِ تَهمِـلُ * تُبَكّي عَلى صَخرٍ وَفي الدَهرِ مُذهِـلُ
أَلا مَـن لِعَيـنٍ لا تَجِـفُّ دُموعُهـا * إِذا قُلـتُ أَفثَـت تَستَهِـلُّ فَتَحـفِـلُ
عَلى ماجِدٍ ضَخـمِ الدَسيعَـةِ بـارِعٍ * لَهُ سـورَةٌ فـي قَومِـهِ مـا تُحَـوَّلُ
فَمـا بَلَغَـت كَـفُّ اِمـرِئٍ مُتَنـاوِلٍ * مِنَ المَجدِ إِلّا حَيثُ ما نِلـتَ أَطـوَلُ
وَلا بَلَغَ المُهدونَ في القَـولِ مِدحَـةً * وَلا صَدَقوا إِلّا الَّـذي فيـكَ أَفضَـلُ
وَما الغَيثُ في جَعدِ الثَرى دَمِثِ الرُبى * تَبَعَّـقَ فـيـهِ الـوابِـلُ المُتَهَـلِّـلُ
بِأَوسَـعَ سَيبـاً مِـن يَدَيـكَ وَنِعمَـةً * تَعُمُّ بِها بَـل سَيـبُ كَفَّيـكَ أَجـزَلُ
وَجـارُكَ مَحفـوظٌ مَنيـعٌ بِنَـجـوَةٍ * مِـنَ الضَيـمِ لا يُـؤذى وَلا يَتَذَلَّـلُ
مِنَ القَـومِ مَغشِـيُّ الـرِواقِ كَأَنَّـهُ * إِذا سيـمَ ضَيمـاً خـادِرٌ مُتَبَـسِّـلُ
شَرَنبَثُ أَطـرافِ البَنـانِ ضُبـارِمٌ * لَهُ في عَرينِ الغيلِ عِـرسٌ وَأَشبُـلُ
هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبـالُ غابَـةٍ * مَخوفُ اللِقاءِ جائِـبُ العَيـنِ أَنجَـلُ
حتى قالت :
أَخو الجودِ مَعروفٌ لَهُ الجودُ وَالنَدى * حَليفانِ مـا دامَـت تِعـارُ وَيَذبُـلُ
هنا تبدو سفوحه الجنوبية الغربية :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900488/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900487/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900486/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900489/original.jpg
وذكره المتنبي في قصيدة من بحر الرجز، قالها ارتجالا يصف كلباً :
ومنزل ليس لنا بمنزل ** ولا لغير الغاديات الهطل
ندي الخزامى ذفر القرنفل *** محلل ملوحش لم يحلل
عن لنا فيه مراعي مغزل *** محين النفس بعيد الموئل
أغناه حسن الجيد عن لبس الحلي *** وعادة العري عن التفضل
كأنه مضمخ بصندل *** معترضا بمثل قرن الأيل
يحول بين الكلب والتأمل *** فحل كلابي وثاق الأحبل
عن أشدق مسوجر مسلسل *** أقب ساط شرس شمردل
منها إذا يثغ له لا يغزل *** موجد الفقرة رخو المفصل
له إذا أدبر لحظ المقبل *** كأنما ينظر من سجنجل
يعدو إذا أحزن عدو المسهل *** إذا تلا جاء المدى وقد تلي
يقعي جلوس البدوي المصطلي *** بأربع مجدولة لم تجدل
فتل الأيادي ربذات الأرجل *** آثارها أمثالها في الجندل
يكاد في الوثب من التفتل *** يجمع بين متنه والكلكل
وبين أعلاه وبين الأسفل *** شبيه وسمي الحضار بالولي
كأنه مضبر من جرول *** موثق على رماح ذبل
ذي ذنب أجرد غير أعزل *** يخط في الأرض حساب الجمل
كأنه من جسمه بمعزل *** لو كان يبلي السوط تحريك بلي
نيل المنى وحكم نفس المرسل *** وعقلة الظبي وحتف التتفل
فانبريا فذين تحت القسطل *** قد ضمن الآخر قتل الأول
في هبوة كلاهما لم يذهل *** لا يأتلي في ترك ألا يأتلي
مقتحما على المكان الأهول *** يخال طول البحر عرض الجدول
حتى إذا قيل له نلت افعل *** إفتر عن مذروبة كالأنصل
لا تعرف العهد بصقل الصيقل *** مركبات في العذاب المنزل
كأنها من سرعة في الشمأل *** كأنها من ثقل في يذبل
كأنها من سعة في هوجل *** كأنه من علمه بالمقتل
علم بقراط فصاد الأكحل *** فحال ما للقفز للتجدل
وصار ما في جلده في المرجل *** فلم يضرنا معه فقد الأجدل
إذا بقيت سالما أبا علي *** فالملك لله العزيز ثم لي
كأنها من سرعة في الشمأل *** كأنها من ثقل في يذبل
قال العكبري عن هذا البيت: الشمأل: ريح يهمز ولا يهمز، وهي التي عن شمال القبلة.
ويذبل: جبل عظيم في الحجاز. والمعنى: يريد : كأن الانياب ( أنياب الكلب) مركبة في ريح الشمال من خفة الكلب، وسرعته في العدو، وكأنها من ثقل الكلب على الصيد كالجبل، جعل الكلب في خفة عدوه كالريح، وفي ثقله كالجبل.
أحد المنحدرات الجميلة في سفوحه الغربية ، حيث تكثر أشجار السمر البرية :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900491/original.jpg
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900490/original.jpg
وذكره النابغة الجعدي في إحدى قصائده :
جَهِلتَ عَلَيَّ اِبـنَ الحَيـا وظَلَمتَنـي وَجمَّعتَ قَولاً جـاءَ بيتـاً مُضَلِّـلا
عَدَدتَ قُشَيراً إِذ فَخَـرتَ فَلَـم أُسَـأ بِذاكَ وَلَم أَزمَعكَ عَـن ذاكَ معـزِلا
مَرِحتَ وَأَطـرافُ الكَلاَليـبِ تُتَّقـى فَقَد عَبَـطَ المـاءُ الحَميـمُ فَأَسهَـلا
فَـإِن كُنـتَ تَلحـاهُ لِتَنقُـلَ مَجدَنـاً لِسَبـرةَ فانقُـل ذا المناكِـبَ يَذبُـلا
وَإِنّـي لأَرجـو إِن أَرَدتَ اِنتِقـالَـهُ بكفَّيـكَ أَن يَأتـي عَلَيـكَ ويَثـقُـلا
وَنَحنُ حَبَسنا الحَيَّ عَبسـاً وَعامـراً لِحَسّانَ واِبنِ الجونِ إِذ قِيـلَ أقبَـلا
وَقَد صَعِدَت عَن ذِي بِحارٍ نِساؤُهُـم كإِصعادِ نَسـرٍ لا يَرُمـوُنَ مَنـزِلا
عَطَفنا لَهُم عَطفَ الضَرُوسِ فَصادَفوا مِنَ الهَضبَةِ الحَمراءِ عِـزّاً وَمِعقِـلا
دَعَتنَا النِسـاءُ إِذ عَرَفـنَ وُجُوهَنـا دُعاءَ نِساءٍ لَم يُفارِقـنَ عَـن قِلـى
حَنيِنَ الهِجانِ الأُدمِ نـادى بِوِردِهـا سُقـاةُ يَمُـدّونَ المَواتِـحَ بِـالـدِلا
فَقُلنا لَهُـم خَلُّـوا طَريـقَ نِسائِنـا فَقالُوا لَنـا كَـلاَّ فَقُلنـا لَهُـم بَلـى
فَنَحنُ غِضابٌ مِـن مَكـانِ نِسائِنـا ويَسفَعُنا حَرُّ مِـنَ النـارِ يُصطَلـى
تَفُـورُ عَلَينـا قِدرُهُـم فَنُديِمُـهـا وَنَفثَؤُهـا عَنّـا إِذ حَميُهـا غَــلا
بِطَعنٍ كَتَشهـاقِ الجِحـاشِ شَهيقُـهُ وَضَربٍ لَهُ ما كانَ مِن ساعِدٍ خَـلا
فَلَـم أَرَ يَومـاً كـانَ أَكثَـرَ باكِيـاً وَوَجهاً تَرَى فيـهِ الكآبَـةَ مُجتَلـى
وَمُفتَصَـلاً عَـن ثَـديِ أُمٍّ تُحـبُّـهُ عَزِيزٌ عَلَيهـا أَن يُفارِقـنَ مُفتَلـى
وَأَشمَـطَ عُريانـاً يُـشَـدُّ كِتـافُـهُ يُلاُم عَلى جَهدِ القِتـالِ ومـا ائتَلـى
لَقيِنـا شَراحِيـلَ الرَئيـسَ وَجُنـدَهُ مِنَ السيرِ قَد أَحفَى المَطِـيَّ وأَنعَـلا
تَحَمَّلَ حَيّـاً مِـن كِـلاَبٍ وَعَلَّقُـوا رُؤُوساً تُثَفِّـي مَنـزِلاً ثـمَّ مَنـزِلا
وَجِئنا بِأَبدالِ الـرَؤُوسِ فَلَـم نَـدَع لِبِنتِ كِلابـيٍّ مِـنَ التَبـلِ مِغـزَلا
وَأَطلَقَ عَبدُ اللَهِ غُـلَّ اِبـنِ جَعفَـرٍ عُلاَثَـةَ مَغلُـولاً يُـقـادُ مُكـبَّـلا
وَنَحنُ حَسَبنا عِنـدَ قـارَةِ ضـارِجٍ لِحَنظَلَـةَ العِجلـيِّ لَيـثـاً مُكَـلَّـلا
سَـراةُ مُـرادِ لا يُحـاوِلُ غيرُهُـم سَقَيناهُـمُ بالجَـزعِ قَشبـاً مُثَمَّـلا
تَرَكناهُمُ صَرعَى تَخـالُ رُؤُوسَهُـم بِذِي الرِّمثِ مِن وَادِي الرَمادَةِ حَنظَلا
وَقاتِلَ عَمـرٍو قَـد تَرَكنـا مُجَـدَّلاً يَهِرُّ عَلَيـهِ الذِئـبُ عَرفـاءَ جَيـأَلا
وَنَحـنُ رَهَنَّـا بالأَفاقَـةِ عـامِـراً بِما كانَ فِي الدَردَاءِ رَهنـاً فَأُبسِـلا
جَلَبنا مِنَ الأَكـوَارِ والسِّـيِّ والقَفـا وَبِيشَـةَ جَيشـاً ذا زَوائِـدَ جَحفَـلا
وَهَبنا لَكُم فِيهـا المئِيـنَ وَغـادَرَت مَغارَتُنا خـدّا مِـنَ النـاسِ عُيَّـلا
دَنانِيـرُ نَجبِيهـا العِبـادَ وَغَـلَّـةً عَلى الأَزدِ مِن جاهِ اِمرىءٍ قَد تَمَهَّلا
عَلى مَوطِنٍ أَغشى هَـوازِنَ كُلَّهـا أَخا المَـوتِ كَظّـاً رَهبَـةً وَتَوَيُّـلا
شَراحِيـلُ إِذ لا يَمنَعُـونَ نِساءهُـم وَأَفناهُـمُ خــدّاً فَـخَـدّاً تَنَـقُّـلا
قد يكون من السهل جداً على العين صعود قممه ، لكن من الصعب جداً على باقي الأعضاء الوصول إليها ، هذا ما أأكده بعد خبرة منذ الصغر في تسلق الجبال :
http://www.pbase.com/abosamar/image/84900492/original.jpg
وقبل هؤلاء ، هذا هو الشاعر المخلد الذكر امرؤ القيس ، في معلقته الخالدة، يشكو من طول الليل، وبقاء النجوم في مكانها ، وكأنها شدت بحبال الليِّف بهذا الجبل العظيم حيث كادت ألاّ تغادر مكانها :
قفا نبك من ذِكرى حبيـب ومنـزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخـول فحَوْمـلِ
فتوضح فالمقراة لم يَعـفُ رسمهـاَ لما نسجتْها مـن جَنُـوب وشمـالِ
ترى بَعَـرَ الأرْآمِ فـي عَرَصاتِهـا وقيعانهـا كأنـه حــبَّ فلـفـل
كأني غَداة َ البَيْـنِ يَـوْمَ تَحَمَلّـوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِـفُ حنظـلِ
وُقوفاً بها صَحْبـي عَلـيَّ مَطِيَّهُـمْ يقُولون لا تهلـكْ أسـى ً وتجمّـل
وإنَّ شفائـي عـبـرة ٌ مهـراقـة ٌ فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ مـن مُعـوَّلِ
كدأبـكَ مـن أمِّ الحويَـرثِ قبلهـا وجارتهـا أمَّ الـربـابِ بمـأسـل
ففاضتْ دُموعُ العين منـي صبابـة نزُولَ اليماني ذي العيابِ المحمَّـلِ
ألا ربَّ يـومٍ لـك مِنْهُـنَّ صالـح ولا سيّمـا يـومٍ بـدارَة ِ جُلْجُـلِ
ويـوم عقـرتُ للعـذارى مطيتـي فيا عَجَباً مـن كورِهـا المُتَحَمَّـلِ
فظلَّ العـذارى يرتميـنَ بلحمهـا وشحـمٍ كهـداب الدمقـس المفتـل
ويوم دخلتُ الخـدرِ خـدر عنيـزة فقالت لك الويـلات إنـكَ مُرجلـي
تقولُ وقد مـالَ الغَبيـطُ بنـا معـاً عقرت بعيري يامرأ القيس فانـزلِ
فقُلتُ لها سيري وأرْخـي زِمامَـهُ ولا تُبعديني مـن جنـاك المعلـلِ
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْـتُ ومُرْضـعٍ فألهيتُهـا عـن ذي تمائـمَ محـول
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لـهُ بشِقٍّ وَتحتـي شِقُّهـا لـم يُحَـوَّلِ
ويوماً على ظهر الكثيـبِ تعـذَّرت عَلـيّ وَآلَـتْ حَلْفَـة ً لـم تَحَلَّـلِ
أفاطِمُ مهـلاً بعـض هـذا التدلـل وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
وَإنْ تكُ قد ساءتـكِ منـي خَليقَـة ٌ فسُلّي ثيابـي مـن ثيابِـكِ تَنْسُـلِ
أغَـرّكِ منـي أنّ حُبّـكِ قاتِـلـي وأنكِ مهما تأمـري القلـب يفعـل
ومَا ذَرَفَـتْ عَيْنـاكِ إلا لتَضْرِبـي بسَهمَيكِ في أعشـارِ قَلـبٍ مُقَتَّـلِ
و بيضة ِ خـدر لا يـرامُ خباؤهـا تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بهـا غيـرَ مُعجَـلِ
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيهـا ومَعْشَـراً عليّ حِراساً لـو يُسـروّن مقتلـي
إذا ما الثريا في السماء تعرضـت تعرضَ أثنـاء الوشـاح المفصَّـلِ
فجِئْتُ وقـد نَضَّـتْ لنَـوْمٍ ثيابَهـا لدى السِّتـرِ إلاَّ لِبْسَـة َ المُتَفَضِّـلِ
فقالت يميـن الله مـا لـكَ حيلـة ٌ وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلـي
خَرَجْتُ بها أمشـي تَجُـرّ وَراءَنـا على أثَرَيْنـا ذَيْـلَ مِـرْطٍ مُرَحَّـلِ
فلما أجزْنا ساحة الحـيِّ وانتحـى بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقـافٍ عَقَنْقَـلِ
هصرتُ بِفـودي رأسهـا فتمايلـت عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّـا المُخَلخَـلِ
مُهَفْهَفَـة ٌ بَيْضـاءُ غيـرُ مُفاضَـة ٍ ترائبهـا مصقولـة ٌ كالسجنجـل
كِبِكْرِ المُقانـاة ِ البَيـاضِ بصُفْـرَة ٍ غذاها نميرُ الماء غيـر المحلـلِِ
تصد وتبدي عـن أسيـلٍ وتتَّقـي بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِـلِ
وجيد كجيد الرئـم ليـس بفاحِـش إذا هـيَ نَصّـتْـهُ وَلا بمُعَـطَّـلِ
وفرعٍ يُغشي المتـنَ أسـودَ فاحـم أثيـت كقنـو النخلـة ِ المتعثكـلِ
غدائرهُ مستشـزراتٌ إلـى العلـى تضِل المداري في مُثنـى ومُرسـل
وكشح لطيـف كالجديـل مخصـر وسـاق كأنبـوبِ السقـي المُذلـل
وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْـنٍ كأنّـهُ أساريعُ ظبي أو مساويـكُ إسحـلِ
تُضـيء الظـلامَ بالعشـاء كأنهـا منـارة ُ ممسـى راهـب متبتـل
وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشهـا نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ
إلى مثلهـا يرنـو الحليـمُ صبابـة إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْـوَلِ
تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبـا وليسَ صِبايَ عن هواهـا بمنسـل
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْـوَى رَدَدتُـه نصيح على تعذَالـه غيـر مؤتـل
وليل كموج البحر أرخـى سدولـهُ علـيَّ بأنـواع الهمـوم ليبتـلـي
فَقُلْـتُ لَـهُ لمـا تَمَطّـى بصُلْبِـهِ وأردَف أعجـازاً ونـاءَ بكلْـكـلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويـلُ ألا انْجَلـي بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنـك بأمثَـلِ
فيا لـكَ مـن ليـلْ كـأنَّ نجومـهُ بكل مغـار الفتـل شـدت بيذبـلِ
كأن الثريا علِّقـت فـي مصامهـا بأمْراسِ كتّانٍ إلـى صُـمّ جَنـدَلِ
وواد كجوف العيـر قفـر قطعتـه به الذئب يعـوي كالخليـع المعيّـلِ
فقلت له له لمـا عـوى إن شأننـا قلـيـل الغـنـى لـمـا تـمـوّلِ
كلانـا إذا مانـال شيئـاً أفـاتـه ومن يحترث حرثي وحرثك يهـزلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيـرُ فـي وُكنُاتُهـا بمنجـردٍ قيـدِ الأوابــدِ هيـكـلِ
مِكَـرٍّ مفـرٍّ مُقْبِـلٍ مُدْبِـرٍ مـعـاً كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
على الذَّبْلِ جَيّاشٍ كـأنّ اهتزامَـهُ كمـا زَلّـتِ الصَّفْـواءُ بالمُتَنَـزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ علـى الونـا أثـرنَ غبـاراً بالكديـد المركـل
يزل الغلام الخف عـن صهواتـه ويلـوي بأثـواب العنيـف المثقـلِ
على العقبِ جيَّاش كـأن اهتزامـهُ إذا جاش فيه حميُه غَلـيُ مِرْجـلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ علـى صهواتـه وَيُلْـوي بأثْـوابِ العَنيـفِ المُثقَّـلِ
دَريـرٍ كَخُـذْروفِ الوَليـدِ أمَـرّهُ تقلـبُ كفيـهِ بخـيـطٍ مُـوصـلِ
لـهُ أيطـلا ظبـيٍ وساقـا نعامـة وإرخاء سرحـانٍ وتقريـبُ تنفـلِ
كأن على الكتفين منـه إذا انتحـى مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلايـة َ حنظـلِ
فَبـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُـهُ وَلجـامُـهُ وباتَ بعيني قائمـاً غيـر مرسـل
فعـنَّ لنـا سـربٌ كـأنَّ نعاجَـه عَـذارَى دَوارٍ فـي مُـلاءٍ مُذَيَّـلِ
فأدبرنَ كالجـزع المفصـل بينـه بجيدِ مُعَمٍّ فـي العَشيـرَة ِ مُخْـوَلِ
فألحَقَـنـا بالهـادِيـاتِ وَدُونَــهُ جواحِرها في صـرة ٍ لـم تزيَّـل
فَعادى عِـداءً بَيـنَ ثَـوْرٍ وَنَعْجَـة ٍ دِراكاً ولم يَنْضَـحْ بمـاءٍ فيُغسَـلِ
فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِـجٍ صَفيـفَ شِـواءٍ أوْ قَديـرٍ مُعَجَّـلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسـه متى ما تَـرَقَّ العيـنُ فيـه تَسَفَّـلِ
كـأنَّ دمـاءَ الهاديـاتِ بنـحـره عُصـارة ُ حِنّـاءٍ بشَيْـبٍ مُرْجّـلِ
وأنـتَ إذا استدبرتُـه سـدَّ فرجـه بضاف فويق الأرض ليس بأعـزل
أحار ترى برقـاً أريـك وميضـه كلمـع اليديـنِ فـي حبـي مُكلـل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيـحُ راهِـبٍ أهان السليط فـي الذَّبـال المفتَّـل
وأضحى يسحُّ الماء عن كـل فيقـة يكبُّ على الأذقـان دوحَ الكنهبـل
وتيماءَ لم يترُك بهـا جِـذع نخلـة وَلا أُطُمـاً إلا مَشـيـداً بجَـنْـدَلِ
كـأن ذرى رأس المجيمـر غـدوة ً من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغـزَلِ
كـأنَّ أبانـاً فـي أفانيـنِ ودقــهِ كَبيـرُ أُنـاسٍ فـي بِجـادٍ مُزَمَّـلِ
وَألْقى بصَحْـراءِ الغَبيـطِ بَعاعَـهُ نزول اليماني ذي العياب المخـوَّل
كأنّ السِّباعَ فيـهِ غَرْقَـى عَشِيّـة ً بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُـلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْـمِ أيْمَـنُ صَوْبـهِ وَأيْسَـرُهُ عَلـى السّتـارِ فَيَـذْبُـلِ