المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزر فرسان ( 2 )كنوز معمارية قديمة توثق تاريخ قرون من عشق الإنسان للطبيعة



فرسان
12/08/2003, 03:27 AM
كنوز معمارية قديمة توثق تاريخ قرون من عشق الإنسان للطبيعة .


فرسان جزيرة الشعر واللؤلؤ تسبح على ظهر المرجان
غابات القندل تعانق الشاطئ في بوابة السياحة الجديدة

* يغمرك البشر وأنت تخوض عُباب البحر ولجاته تكابده قد غمرك الشوق إلى عناق قامات نخيلها وقد بدأت لكن للتو فرسان من خلف صخورها وهَلَّ وميضُ أنوارها على مهل من الأفق البعيد.

انها ارض تعشق ناسها وزوارها وحينما تتجول على صخراتها المرجانية العتيدة أو شواطئها الرملية الدافئة تجذبك دهشة المكان وروعة الزمان في هذا المكان القصي من بلادنا..

انها حقاً عوالم من الدهشة والانبهار.. فلا تملك إلا ان تُطلق لخيالك العنان.. ولناظريك السفر عبر هذه العوالم.

وفرسان الجزيرة العذراء التي تسبح على ظهر صخور وشواطيء مرجانية وسط هدير البحر الهائل واستفزازات رشقات امواجه.. تشعرك وكأنك حَفيُ بها منذ أمد بعيد.. إذا حكاية فرسان وناسها طويلة وقصص غرامية من مكابدة الشوق والألم والأمل.. وقافية الشعر وأنات الشجن يرويها كبار السن ويرددها صغارهم دهشة عجيبة يحار فيها المرء الذي يخالط ابناء المجتمع الفرساني.

فالطفل يشعر بأحاسيسه منذ ان يبدأ العظام ويدب على اليابسة وكبير السن يختزل في ذاكرته اسفاراً من الشعر ودانات البحر.. وأسفاراً.

وحق ان يطلق عليها جزيرة الشعر واللؤلؤ وكلما يزور المرء الجزيرة.. يستشعر الجديد في سجل التنمية والعمران رغم التنائي والبعد بفعل المكان والزمان..

وغرائب الطبيعة والبيئة الفرسانية وعجائبها الفاتنة لا تنتهي وبالرغم من واقعيتها وقد تعودها ابناء فرسان.. إلا انها من كثر تردادها اصبحت شبيهة بالاساطير فبمقدور الزائر ان يتأمل في تروي لجمال الظباء العربية وهي تسرح وتمرح بين الصخور وغابات الشورى والقندل أو حتى المراتع الخضراء بين مزارع النخيل والبيوت القديمة وكأن لسان حال الشاعر تعنيها مع اختلاف الاستعارة بين الحقيقة ووجه الشبه حينما خاطب محبوبته:

يا ظبية البان ترعى في خمائله

فليهنك اليوم ان القلب مرعاك

ناهيك ان أهالي فرسان قد اتاهم الله من فضله في هبات ربما اختصوا بها عن غيرهم ومن ذلك موسم صيد اسماك الحريد الذي يصلهم كل موسم في رحلات جماعية هائلة من مسافات بعيدة حتى شواطيء الجزيرة ووسط احتفالية بهيجة،

كذلك موسم هجرة الطيور بالآلاف وعلى الاخص منها مايسمى بالجراجيح وهي طيور صغيرة الحجم ذات نكهة طبيعية تتحط في جزر فرسان فيقبل الأطفال والشباب على صيدها وطبخها.

وذاكرة فرسان تنبض بالحيوية والابداع على الدوام فمساجدها القديمة وبيوتاتها التاريخية الشهيرة بنقوشها ورسوماتها الفنية البديعة وقلاعها الاثرية تجسيد حي لتاريخ موغل في القدم.

وهي تنادي وبلسان أهلها بتدخل وكالة الآثار بوزارة المعارف..!! لحمايتها وصيانتها لا تسويرها ووضع لوحات تحذيرية عليها.

فيجي النجدي على سبيل المثال الذي جاء والده من حوطة بني تميم في منطقة الرياض قبل قرن من الزمان إلى جزيرة فرسان قام بانشاء مسجد وأهتم بتجميله وتحسينه ويقول ولده يحيى الذي شارف السبعين عاماً، هذا المسجد بناه والدي يرحمه الله قبل نحو 80سنة وزينه ورصعه بالألوان البديعة التي جلبها من أماكن بعيدة من هذا العالم وجعل له محراباً منحوتاً من الصخر.

ولما رأيت بعض اجزاء المسجد بدأت تتصدع وألوانه تبهت لمرور وقت طويل على انشائه ولآثار الرطوبة والأمطار فقد قمت بترميمه على حسابي الخاص وبطريقة عادية لانني لا املك قدرة في المحافظة عليه كما أسس ولان أي جهة من الجهات المختصة لم تبادر لترميمه أو اصلاحه.

ومايقال عن مسجد النجدي ينسحب بالضرورة على بيت الرفاعي الذي يعد آية في فن النقش والزخارف بجزيرة فرسان وعشرات من الكنوز المعمارية القديمة في جزر فرسان.

ولأهمية المنازل القديمة تاريخياً وسياحياً.. فقد بادر معالي أمير منطقة جازان محمد بن تركي السديري إلى حث محافظة وأهالي فرسان على اصلاح هذه المنازل وترميمها وتأجيرها للسواح والزائرين لفرسان كمعالم قديمة جميلة ماتزال تحافظ على رونقها وطبيعتها، وقد تحمس لذلك كثيراً محافظ فرسان الاستاذ خالد حمد القصيبي.. ولكن لقلة ذات اليد لدى معظم ابناء فرسان كما يقول فقد تعثر او توقف البدء في المشروع الذي يكلف أكثر من مليون ريال وكان في حالة تنفيذه يضفي على فرسان مزية فريدة تتمثل في مزاولة السياحة على مفهومها الطبيعي والتاريخي.

وفرسان إلى غير ذلك فهي بحاجة إلى اكتشاف سياحي جديد وإلى ان تولى عناية خاصة من الجهات المعنية وحينما كنت برفقة بعض مسئولي ومستشاري الهيئة العليا للسياحة وأديب فرسان وشاعرها الاول إبراهيم عمر مفتاح دهش الجميع لطبيعة فرسان الفريدة وجمال شواطئها الآخاذ ولم تكن الفترة المقررة كافية للاطلاع على معالم الجزيرة ونتمنى ان يكون التنسيق مباشراً بين وكالة الآثار والهيئة العليا للسياحة وهيئة الحماية الفطرية وانمائها وامارة المنطقة ممثلة في محافظة فرسان للحفاظ على هوية فرسان وجزرها الطبيعية حتى لو تم الاستثمار فيها اقتصادياً وتنموياً.

ولعل من معالم الطبيعة الساحرة التي لم تنصف اعلامياً ما يسمى بغابات القندل وهي شاطيء مطوق على مساحة كبيرة باشجار القندل في شكل بديع يثير البهجة والسعادة في النفس إلى جانب ما يطوقه من صخور متعددة الاشكال والألوان وتحلق الطيور البحرية باعشاشها فوق أغصان الشجر واسوء ما يعرقل الوصول إلى الموقع بشكل مناسب هو الطريق والذي علمت ان مكتب الحياة الفطرية في فرسان قد اعترض على اصلاحه وزفلتته للمتنزهين بحجة ان المواقع المحيطة به (محمية) وتوجد بها انواع كثيرة من الغزلان و من الطيور النادرة وان كنت اظن انه مبرر غير موضوعي لان الطريق سيخدم المحمية ويسهل وصول منسوبي الهيئة وخبرائها إلى المواقع المطلوبة في وقت مناسب وسيعطي اهمية اعلامية وسياحية حتى لو امكن تمهيده فقط.

ومما لفت النظر ان غابات القندل لا تتواجد إلا في هذا الموقع من فرسان ويقول المؤرخ ابراهيم مفتاح ان الهيئة قد جلبت خبيراً يابانياً لاستزراع بذور وشتلات منه في مواقع اخرى من فرسان وخاصة منطقة الميناء ورغم ان طبيعة البحر متقاربة إلا ان العملية لم تنجح في استزراع القندل في موقع آخر.

بقي ان نقول قبل الختام ان ايجاد بدائل أو وسائط بحرية جديدة تخدم اهالي فرسان امر مهم للغاية فمع تقادم العيارات الحالية وبطء حركتها ومع النمو المتزايد سواء من زوار فرسان أو في اقتصاد الجزيرة وخدمتها تنموياً فإن الوقت قد حان لان تدخل وزارة المواصلات وتجد حلولاً مناسبة بدلا من عقد ندوات النقل البحري ووسائط اعلامياً ومع رجال الاعمال دون تنفيذه على ارض الواقع وهو ما يأمله سكان فرسان.. وزوارها منذ سنوات بعيدة


منققققققققققققققققققول

قاهر الصحراء
12/08/2003, 07:57 AM
لكن هناك مشكلة في فرسان يعاني منها الكثير عند زيارة فرسان وهي عدم وجود فنادق او شقق مفروشة
بكثرة مما جعل الزوار يتضايقون كثيرا من اعادة الزيارة واتمنى ان تلاقي حلا لهذه المشكلة في اسرع وقت

فرسان
13/08/2003, 01:35 AM
قاهر الصحراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة للسكن في فرسان فقد اقيمة عدد من الفنادق منها ماهو فخم ومنها ماهو متوسط والاخير متواضع

لكن مشكلتنا الحقيقية مع السياحة هي النقل البحري فقط ونتمنا ان تزول المشكلة

تحياتي فرسان