فرسان
18/08/2003, 02:01 AM
60 نوعا من المرجان وغزلان وطيور نادرة تحتضنها البراري والسواحل في 176جزيرة في البحر الأحمر
الرياض: ناصر العلي
كشفت دراسات حديثة انجزتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها في السعودية حول محمية فرسان، عن توفر 1300 غزال بالمحمية بالاضافة الى 60 نوعاً من المرجان و120 نوعاً من الطيور. كما اعتبرت الدراسات ان اكبر تجمع نباتي للقندل يوجد على ساحل البحر الاحمر. وأوضحت الدراسات توفر أكثر من 120 نوعاً من الطيور في محمية جزر فرسان (الساحل الجنوبي للبحر الأحمر) منها 18 نوعاً من الطيور البحرية، و40 نوعاً من الطيور الشاطئية، و62 نوعاً من الطيور الأرضية، اضافة الى 24 نوعا من الطيور التي سجلت في دراسات سابقة. وتمثل الطيور المقيمة والمتكاثرة في فرسان نسبة 22 في المائة، والمقيمة ولا تتكاثر فيها بنسبة 13 في المائة، والطيور المهاجرة العابرة بنحو 27.5 في المائة، أما التي تقضي الشتاء من الصيف بنحو 37.5 في المائة.
وأشار الدكتور أحمد محمد المنسي الباحث بادارة أبحاث البيئة البحرية بالهيئة الى أنه تتوفر في محمية جزر فرسان بيئات بحرية وأرضية عديدة ومتنوعة. وأهم البيئات البحرية هي بيئات المانجروف وبيئات الحشائش البحرية وبيئات الشعاب المرجانية، أما البيئات الأرضية فتشمل مزارع النخيل والمزارع الأخرى وبيئات أشجار السمر والسدر والبشام والأيفوروبيا وأخاديد الأحافير المرجانية، ونباتات زهرية تبلغ نحو 88 نوعاً تنتمي الى 49 عائلة نباتية. وسجلت في محمية فرسان 7 أنواع من الحشائش البحرية، والحشائش في خيران المعادي ومحسور وسجيد ذات كثافة وانتاجية عالية وتعتبر مصدراً هاماً للتغذية للأحياء البحرية العاشبة مثل عرائس البحر والسلاحف البحرية وبعض أنواع الأسماك والقشريات وقنافذ البحر والحلزونيات وبعض أنواع الجمبري.
60 نوعاً من المرجان وتعد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر فريدة من نوعها مقارنة ببقية شعاب بحار العالم على حد قول د. المنسي، فهي ذات تنوع عال،ٍ اذ تبلغ 250 نوعاً، ومن هذه الأنواع يوجد حوالي 76 نوعاً من المرجان في جنوب البحر الأحمر. وقد دلت الدراسات الأولية على وجود 60 نوعاً من المرجان في محمية جزر فرسان. ويتوقع تسجيل المزيد من الأنواع خلال الدراسات المقبلة. وتعتبر الشعاب المرجانية من البيئات البحرية الهامة ذات الانتاجية العالية والتنوع الكبير، حيث تعيش فيها مجموعة كبيرة من الحيوانات مقارنة بما تحويه البيئات البحرية الأخرى، حيث أنها بيئة هامة لنمو وتغذية وتكاثر أنواع عديدة من الأسماك.
وحول نباتات المانجروف يبين د. المنسي أنه ينمو نوعان من نباتات المانجروف في المنطقة المحمية، وهما الشورة والقندل. وتضم الجزر اثنين من تجمعات القندل التسع المنتشرة على الساحل السعودي بالبحر الأحمر، وتحتل نباتات المانجروف في محمية جزر فرسان أهمية بيئية ذات طبيعة خاصة نظراً لكونها توفر المأوى والمكان المناسب لنمو صغار الأسماك والقشريات بوجه عام وتمد أوراق نباتات المانجروف العديد من الكائنات بالغذاء الغني بالبروتين العضوي، اضافة الى أنها تعمل على حماية الشواطئ من التعرية حيث تساعد جذورها على تماسك التربة بجانب عملها كمصائد للرسوبيات تمنع نزولها الى البحر وبالتالي عدم ترسبها على بيئات أخرى مثل بيئة الشعاب المرجانية.
ويشير د. المنسي الى أن المحمية يتوفر بها نحو 1300 غزال تنتشر في جزيرة فرسان الكبير، وزفاف، والسجيد، وقماح. وتقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها بدراسات دورية على قطعان الغزلان لدراسة سلوكياتها والنواحي البيولوجية بها وأماكن توزيعها لغرض المحافظة عليها، وتعتبر هذه المجموعة الأكبر التي تعيش في البراري السعودية. ويتميز هذا النوع بخصوصيته في فرسان نتيجة لانعزاله لفترة طويلة في اطار جزر فرسان عن الأنواع الأخرى الموجودة في المناطق الأخرى من السعودية والعالم.
* جزر فرسان محميات طبيعية في البحر الأحمر
* تقع جزر فرسان في جنوب البحر الأحمر وهي من المحميات التابعة للهيئة، وتقع على بعد 42 كيلومتراً عن مدينة جازان. ويضم أرخبيل فرسان حوالي 176 جزيرة وتتكون الجزر من مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي يصل ارتفاعها في المتوسط الى 20 متراً ويبلغ أقصى ارتفاع لها 72 متراً. وقد برزت الجزر نتيجة لاندفاع كتل ضخمة من الملح الماسيوني الى الأعلى مكونة قباباً ملحية صخرية قامت برفع ما عليها من رسوبيات كلسية. ويرجع تاريخ الشعاب القديمة المكونة لسطح الجزر الى 120 ـ 170 ألف سنة.
وتعرضت هذه الشعاب الى عدة انكسارات وتصدعات نتيجة لتوسع قاع البحر الأحمر المستمر بمعدل سنتيمترين في السنة، وقد أدى انخفاض مستوى ماء البحر خلال العصر الجليدي في حقيبة البلاستوسين (17 ـ 30 ألف سنة) الى ما بين 120 ـ 150 متراً الى توقف نمو الشعاب المرجانية نتيجة لارتفاع مستوى الملوحة، ثم عاد مستوى ماء البحر الى الارتفاع منذ 15 ألف سنة تقريباً حتى وصل الى مستواه الحالي قبل نحو 7 آلاف سنة، ولهذا تعتبر الشعاب المرجانية القائمة بجزر فرسان حديثة نسبياً حيث لا يتجاوز عمرها الزمني سبعة آلاف سنة، وجميع الجزر غير مأهولة ما عدا فرسان الكبير، والسجيد، وقماح، ويربط بين أكبر جزيرتين في أرخبيل فرسان جسر حديث يربط جزيرة فرسان الكبير بجزيرة سجيد، ويبلغ تعداد السكان بجزر فرسان حوالي 5 آلاف نسمة وتعد مهنة الصيد المهنة الرئيسية للسكان الى جانب ممارسة الغوص التقليدي لاستخراج اللؤلؤ.
المصدر
جريدة الشرق الأوسط
الرياض: ناصر العلي
كشفت دراسات حديثة انجزتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها في السعودية حول محمية فرسان، عن توفر 1300 غزال بالمحمية بالاضافة الى 60 نوعاً من المرجان و120 نوعاً من الطيور. كما اعتبرت الدراسات ان اكبر تجمع نباتي للقندل يوجد على ساحل البحر الاحمر. وأوضحت الدراسات توفر أكثر من 120 نوعاً من الطيور في محمية جزر فرسان (الساحل الجنوبي للبحر الأحمر) منها 18 نوعاً من الطيور البحرية، و40 نوعاً من الطيور الشاطئية، و62 نوعاً من الطيور الأرضية، اضافة الى 24 نوعا من الطيور التي سجلت في دراسات سابقة. وتمثل الطيور المقيمة والمتكاثرة في فرسان نسبة 22 في المائة، والمقيمة ولا تتكاثر فيها بنسبة 13 في المائة، والطيور المهاجرة العابرة بنحو 27.5 في المائة، أما التي تقضي الشتاء من الصيف بنحو 37.5 في المائة.
وأشار الدكتور أحمد محمد المنسي الباحث بادارة أبحاث البيئة البحرية بالهيئة الى أنه تتوفر في محمية جزر فرسان بيئات بحرية وأرضية عديدة ومتنوعة. وأهم البيئات البحرية هي بيئات المانجروف وبيئات الحشائش البحرية وبيئات الشعاب المرجانية، أما البيئات الأرضية فتشمل مزارع النخيل والمزارع الأخرى وبيئات أشجار السمر والسدر والبشام والأيفوروبيا وأخاديد الأحافير المرجانية، ونباتات زهرية تبلغ نحو 88 نوعاً تنتمي الى 49 عائلة نباتية. وسجلت في محمية فرسان 7 أنواع من الحشائش البحرية، والحشائش في خيران المعادي ومحسور وسجيد ذات كثافة وانتاجية عالية وتعتبر مصدراً هاماً للتغذية للأحياء البحرية العاشبة مثل عرائس البحر والسلاحف البحرية وبعض أنواع الأسماك والقشريات وقنافذ البحر والحلزونيات وبعض أنواع الجمبري.
60 نوعاً من المرجان وتعد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر فريدة من نوعها مقارنة ببقية شعاب بحار العالم على حد قول د. المنسي، فهي ذات تنوع عال،ٍ اذ تبلغ 250 نوعاً، ومن هذه الأنواع يوجد حوالي 76 نوعاً من المرجان في جنوب البحر الأحمر. وقد دلت الدراسات الأولية على وجود 60 نوعاً من المرجان في محمية جزر فرسان. ويتوقع تسجيل المزيد من الأنواع خلال الدراسات المقبلة. وتعتبر الشعاب المرجانية من البيئات البحرية الهامة ذات الانتاجية العالية والتنوع الكبير، حيث تعيش فيها مجموعة كبيرة من الحيوانات مقارنة بما تحويه البيئات البحرية الأخرى، حيث أنها بيئة هامة لنمو وتغذية وتكاثر أنواع عديدة من الأسماك.
وحول نباتات المانجروف يبين د. المنسي أنه ينمو نوعان من نباتات المانجروف في المنطقة المحمية، وهما الشورة والقندل. وتضم الجزر اثنين من تجمعات القندل التسع المنتشرة على الساحل السعودي بالبحر الأحمر، وتحتل نباتات المانجروف في محمية جزر فرسان أهمية بيئية ذات طبيعة خاصة نظراً لكونها توفر المأوى والمكان المناسب لنمو صغار الأسماك والقشريات بوجه عام وتمد أوراق نباتات المانجروف العديد من الكائنات بالغذاء الغني بالبروتين العضوي، اضافة الى أنها تعمل على حماية الشواطئ من التعرية حيث تساعد جذورها على تماسك التربة بجانب عملها كمصائد للرسوبيات تمنع نزولها الى البحر وبالتالي عدم ترسبها على بيئات أخرى مثل بيئة الشعاب المرجانية.
ويشير د. المنسي الى أن المحمية يتوفر بها نحو 1300 غزال تنتشر في جزيرة فرسان الكبير، وزفاف، والسجيد، وقماح. وتقوم الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها بدراسات دورية على قطعان الغزلان لدراسة سلوكياتها والنواحي البيولوجية بها وأماكن توزيعها لغرض المحافظة عليها، وتعتبر هذه المجموعة الأكبر التي تعيش في البراري السعودية. ويتميز هذا النوع بخصوصيته في فرسان نتيجة لانعزاله لفترة طويلة في اطار جزر فرسان عن الأنواع الأخرى الموجودة في المناطق الأخرى من السعودية والعالم.
* جزر فرسان محميات طبيعية في البحر الأحمر
* تقع جزر فرسان في جنوب البحر الأحمر وهي من المحميات التابعة للهيئة، وتقع على بعد 42 كيلومتراً عن مدينة جازان. ويضم أرخبيل فرسان حوالي 176 جزيرة وتتكون الجزر من مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي يصل ارتفاعها في المتوسط الى 20 متراً ويبلغ أقصى ارتفاع لها 72 متراً. وقد برزت الجزر نتيجة لاندفاع كتل ضخمة من الملح الماسيوني الى الأعلى مكونة قباباً ملحية صخرية قامت برفع ما عليها من رسوبيات كلسية. ويرجع تاريخ الشعاب القديمة المكونة لسطح الجزر الى 120 ـ 170 ألف سنة.
وتعرضت هذه الشعاب الى عدة انكسارات وتصدعات نتيجة لتوسع قاع البحر الأحمر المستمر بمعدل سنتيمترين في السنة، وقد أدى انخفاض مستوى ماء البحر خلال العصر الجليدي في حقيبة البلاستوسين (17 ـ 30 ألف سنة) الى ما بين 120 ـ 150 متراً الى توقف نمو الشعاب المرجانية نتيجة لارتفاع مستوى الملوحة، ثم عاد مستوى ماء البحر الى الارتفاع منذ 15 ألف سنة تقريباً حتى وصل الى مستواه الحالي قبل نحو 7 آلاف سنة، ولهذا تعتبر الشعاب المرجانية القائمة بجزر فرسان حديثة نسبياً حيث لا يتجاوز عمرها الزمني سبعة آلاف سنة، وجميع الجزر غير مأهولة ما عدا فرسان الكبير، والسجيد، وقماح، ويربط بين أكبر جزيرتين في أرخبيل فرسان جسر حديث يربط جزيرة فرسان الكبير بجزيرة سجيد، ويبلغ تعداد السكان بجزر فرسان حوالي 5 آلاف نسمة وتعد مهنة الصيد المهنة الرئيسية للسكان الى جانب ممارسة الغوص التقليدي لاستخراج اللؤلؤ.
المصدر
جريدة الشرق الأوسط