عاشق الصفاري
14/11/2003, 03:51 PM
(قطن) جبل أشم يقع بين القصيم والمدينة المنورة، وبالتحديد إلى الغرب من منطقة القصيم، وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات من (عقلة الصقور) الواقعة في أقصى غرب منطقة القصيم، حيث تبعد حوالي 150 كيلومتراً إلى الغرب من بريدة حاضرة منطقة القصيم، وهذا الجبل على يمين الذاهب إلى المدينة المنورة، ويرى على مسافة بعيدة حيث إنه جبل متفرد.
الوصف
لهذا الجبل منظر فريد ورائع، حيث يعرف عند كثير من الناس بـ( خيمة قطن)، حيث إن أحد قمم هذا الجبل على شكل (خيمة)، ولهذا الجبل رعان وقمم متعددة منتشرة على مساحة كبيرة ويتخلله فضاءات واسعة ومساحات حصينة، وله عدة ألوان زاهية، فمن ألوان جباله ما هو مقارب للحمرة، ومنها ما هو مقارب للسواد، ومنها ما هو مقارب للبياض. وتشتهر أرض قطن بجودة بنات (الكمأة) فيها، والذي ينتشر في الأرض الواقعة حوله، وتنتشر حوله كذلك شجيرات (الطلح) الصحراوية التي تنبت من مياه الأمطار والشلالات النازلة من سفوح الجبل، وما أروع أيام (الربيع) في قطن، حيث تخضر الأرض وتزهو بمختلف أنواع الزهور من صفراء وبيضاء ومختلف أنواع النباتات التي تزيد هذا الجبل روعة وجمالاً، وتصدح في أجوائه الطيور البلابل بأصواتها الزاهية الرائعة وتلتقي فيه خضرة الأرض بزرقة السماء في جو عليل من أطيب أجواء نجد.
قطن في المعاجم والتاريخ
قال أبوحنيفة: قطن جبل في نجد في بلاد بني أسد على يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادر من النقرة.
وقال ابن إسحاق: قطن ماء من مياه بني أسد بنجد بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبدالأسد في سرية فتقل فيه سعود بن عروة.
وقال ياقوت عن أبي عبدالله السكوني: قطن جبل مستدير ململم يجري من رأسه عيون لبني عبس من الحاجر والمعدن، وبه ماء يقال له السليع.
وقال نصر: قطن آخره نون: جبل في ديار عبس بن بفيض عن يمين النياح والمدينة بين أثال وبطن الرمة.
وقال الإمام محمد بن سعد في خبر سرية أبي سلمة بن عبدالأسد: (ثم سرية أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي إلى (قطن) وهو جبل بناحية فيد به ماء لبني أسد بن خزيمة في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة وسلمة بني خويلد قد سارا في قومهما، ومن أطاعهما بدعواتهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة وعقد له لواءً وبعث معه مائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصال، وقال: سر حتى تنزل أرض بني أسد فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم، فخرج فأغذَّ السير ونكب عن سنن الطريق، وسبق الأخبار وانتهى إلى أدنى (قطن) فأغار على سرح لهم فضموهه، وأخذوا رعاءً لهم مماليك ثلاثة وأفلت سائرهم، فجاؤوا جمعهم فحذروهم، فتفرقوا في كل ناحية ففرق أبوسلمة أصحابه ثلاث فرق في طلب النعم والشاء فآبوا إليه سالمين، قد أصابوا إبلاً وشاءً ولم يلقوا أحداً، فانحدر أبوسلمة بذلك كله إلى المدينة.
يوم قطن
جرى في (قطن) يوم مشهور من أيام العرب في الجاهلية المشهورة بالقتال والغزوات. قال ابن عبدربه الأندلسي: (وقفت بنو عبس بقطن، وأقبل حصين بن ضمضم فلقي تيمان أحد بني مخزوم بن مالك فقتله بأبيه ضمضم، وكان عنترة بن شداد قتله بذي المريقب، فأشارت بنو عبس وحلفاؤهم بنو عبدالله بن غطفان، وقالوا: لا نصالحكم ما بل البحر صوته، وقد غدرتم بنا غير مرة، وتناهض القوم: عبس وذبيان فالتقوا (بقطن)، فقتل يومئذ عمرو بن الأسلع عيينة، ثم سفرت السفراء بيتهم، وأتى خارجة بن سنان أبا تيمان بابنه فدفعه إليه، فقال: في هذا وفاء من ابنك!، فأخذه فكان عنده أياماً، ثم حمل خارجة لأبي تيمان مائة بعير قادها إليه واصطلحوا وتعاقدوا.
أشعار في (قطن)
ورد في قطن العديد من الأشعار في الجاهلية والإسلام، فهو مورد ماء من موارد العرب المشهورة، وهو مكان حصين ومرعى مشهور.
قال عباد المالكي:
لمن ديار عفت بالجزع من رقم
إلى قصائره فالجفر فالهدم
إلى المجيمر والوادي إلى (قطن)
كما يخط بياض الرقم بالقلم
وقال إعرابي:
سلم على (قطن) إن كنت تألفه
سلام من كان يهوى مرة (قطناً)
أحبه والذي أرسى قواعده
حباً إذا أظهرت آياته بطنا
ياليتنا لا نريم الدهر ساحته
وليته حيث سرنا غربة معنا
ما من غريب وإن أبدى تجلده
إلا سيذكر بعد الغربة الوطنا
أنظر وأنت بصير هل ترى (قطناً)
من رأس حوران من آت له (قطنا)؟؟
ياويحها نظرة ليست براجعة
خيراً ولكنها من غيرة قمنا
وقد وصف امرؤ القيس سحاباً من بعيد، فتخيل بعضه فوق قطن فقال:
علا (قطناً) بالشيم أيمن صوبه
وأيسره على الستار فيذبل
وقال الأصعمي: وما بين (الفوارة) والمغرب جبل يقال له (قطن) به مياه أسماؤها (السُّليع)، و(العاقرة)، والثيلة، والممها، وهي لبني عبس كلها. وقال الزمخشري: هو لبني عبس وأنشد:
أين انتهى يا ابن صميعاء السنن
ليس لعبس جبل غير قطن
ولا يزال قطن في وقتنا الحاضر كما وصفه الجغرافيون القدماء وبلونه الأحمر، وما اشتهر به من مياه عذبة حيث تسقى من مياهه العذبة (عقلة الصقور) وبعض قرى القصيم، وأنشئت فيه عام (1347هـ) هجرة ياسمه (قطن) وهناك طريق مسفلت يصل هذه الهجرة بطريق القصيم المدينة، كما أنه حالياً متنزه مشهور لأهالي القصيم أيام الربيع.
المراجع:
1- العقد الفريد لابن عبدربه الأندلسي (ج 6)
2- معجم بلاد القصيم للشيخ محمد العبودي (ج 5)
الوصف
لهذا الجبل منظر فريد ورائع، حيث يعرف عند كثير من الناس بـ( خيمة قطن)، حيث إن أحد قمم هذا الجبل على شكل (خيمة)، ولهذا الجبل رعان وقمم متعددة منتشرة على مساحة كبيرة ويتخلله فضاءات واسعة ومساحات حصينة، وله عدة ألوان زاهية، فمن ألوان جباله ما هو مقارب للحمرة، ومنها ما هو مقارب للسواد، ومنها ما هو مقارب للبياض. وتشتهر أرض قطن بجودة بنات (الكمأة) فيها، والذي ينتشر في الأرض الواقعة حوله، وتنتشر حوله كذلك شجيرات (الطلح) الصحراوية التي تنبت من مياه الأمطار والشلالات النازلة من سفوح الجبل، وما أروع أيام (الربيع) في قطن، حيث تخضر الأرض وتزهو بمختلف أنواع الزهور من صفراء وبيضاء ومختلف أنواع النباتات التي تزيد هذا الجبل روعة وجمالاً، وتصدح في أجوائه الطيور البلابل بأصواتها الزاهية الرائعة وتلتقي فيه خضرة الأرض بزرقة السماء في جو عليل من أطيب أجواء نجد.
قطن في المعاجم والتاريخ
قال أبوحنيفة: قطن جبل في نجد في بلاد بني أسد على يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادر من النقرة.
وقال ابن إسحاق: قطن ماء من مياه بني أسد بنجد بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبدالأسد في سرية فتقل فيه سعود بن عروة.
وقال ياقوت عن أبي عبدالله السكوني: قطن جبل مستدير ململم يجري من رأسه عيون لبني عبس من الحاجر والمعدن، وبه ماء يقال له السليع.
وقال نصر: قطن آخره نون: جبل في ديار عبس بن بفيض عن يمين النياح والمدينة بين أثال وبطن الرمة.
وقال الإمام محمد بن سعد في خبر سرية أبي سلمة بن عبدالأسد: (ثم سرية أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي إلى (قطن) وهو جبل بناحية فيد به ماء لبني أسد بن خزيمة في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة وسلمة بني خويلد قد سارا في قومهما، ومن أطاعهما بدعواتهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة وعقد له لواءً وبعث معه مائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصال، وقال: سر حتى تنزل أرض بني أسد فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم، فخرج فأغذَّ السير ونكب عن سنن الطريق، وسبق الأخبار وانتهى إلى أدنى (قطن) فأغار على سرح لهم فضموهه، وأخذوا رعاءً لهم مماليك ثلاثة وأفلت سائرهم، فجاؤوا جمعهم فحذروهم، فتفرقوا في كل ناحية ففرق أبوسلمة أصحابه ثلاث فرق في طلب النعم والشاء فآبوا إليه سالمين، قد أصابوا إبلاً وشاءً ولم يلقوا أحداً، فانحدر أبوسلمة بذلك كله إلى المدينة.
يوم قطن
جرى في (قطن) يوم مشهور من أيام العرب في الجاهلية المشهورة بالقتال والغزوات. قال ابن عبدربه الأندلسي: (وقفت بنو عبس بقطن، وأقبل حصين بن ضمضم فلقي تيمان أحد بني مخزوم بن مالك فقتله بأبيه ضمضم، وكان عنترة بن شداد قتله بذي المريقب، فأشارت بنو عبس وحلفاؤهم بنو عبدالله بن غطفان، وقالوا: لا نصالحكم ما بل البحر صوته، وقد غدرتم بنا غير مرة، وتناهض القوم: عبس وذبيان فالتقوا (بقطن)، فقتل يومئذ عمرو بن الأسلع عيينة، ثم سفرت السفراء بيتهم، وأتى خارجة بن سنان أبا تيمان بابنه فدفعه إليه، فقال: في هذا وفاء من ابنك!، فأخذه فكان عنده أياماً، ثم حمل خارجة لأبي تيمان مائة بعير قادها إليه واصطلحوا وتعاقدوا.
أشعار في (قطن)
ورد في قطن العديد من الأشعار في الجاهلية والإسلام، فهو مورد ماء من موارد العرب المشهورة، وهو مكان حصين ومرعى مشهور.
قال عباد المالكي:
لمن ديار عفت بالجزع من رقم
إلى قصائره فالجفر فالهدم
إلى المجيمر والوادي إلى (قطن)
كما يخط بياض الرقم بالقلم
وقال إعرابي:
سلم على (قطن) إن كنت تألفه
سلام من كان يهوى مرة (قطناً)
أحبه والذي أرسى قواعده
حباً إذا أظهرت آياته بطنا
ياليتنا لا نريم الدهر ساحته
وليته حيث سرنا غربة معنا
ما من غريب وإن أبدى تجلده
إلا سيذكر بعد الغربة الوطنا
أنظر وأنت بصير هل ترى (قطناً)
من رأس حوران من آت له (قطنا)؟؟
ياويحها نظرة ليست براجعة
خيراً ولكنها من غيرة قمنا
وقد وصف امرؤ القيس سحاباً من بعيد، فتخيل بعضه فوق قطن فقال:
علا (قطناً) بالشيم أيمن صوبه
وأيسره على الستار فيذبل
وقال الأصعمي: وما بين (الفوارة) والمغرب جبل يقال له (قطن) به مياه أسماؤها (السُّليع)، و(العاقرة)، والثيلة، والممها، وهي لبني عبس كلها. وقال الزمخشري: هو لبني عبس وأنشد:
أين انتهى يا ابن صميعاء السنن
ليس لعبس جبل غير قطن
ولا يزال قطن في وقتنا الحاضر كما وصفه الجغرافيون القدماء وبلونه الأحمر، وما اشتهر به من مياه عذبة حيث تسقى من مياهه العذبة (عقلة الصقور) وبعض قرى القصيم، وأنشئت فيه عام (1347هـ) هجرة ياسمه (قطن) وهناك طريق مسفلت يصل هذه الهجرة بطريق القصيم المدينة، كما أنه حالياً متنزه مشهور لأهالي القصيم أيام الربيع.
المراجع:
1- العقد الفريد لابن عبدربه الأندلسي (ج 6)
2- معجم بلاد القصيم للشيخ محمد العبودي (ج 5)