سامر
24/11/2003, 03:42 AM
لله في مخلوقاته دليل على وحدانيته سبحانه ومن ذلك التأمل في سلوك الحيوانات وغرائزها العجيبة التي تبعث على الدهشة والانبهار وفي هذا المقال نتجول في سياحة ايمانية داخل هذا العالم لنستخرج دلائل الوحدانية المشرقة في سلوك هذه الكائنات وغرائزها العجيبة 0
في مساء السادس من ايار لعام 1976 م وفي مدينة ( فريولي ) الايطالية ارتفعت اصوات الحيوانات فجأةً ودون ما سبب ظاهر : الكلاب تنبح وتجري هنا وهناك والقطط مذعورة الفئران تملأ الازقة الجياد والابقار هائجة وعصبية وكأن شيئا ما يستثير هذه الحيوانات ويدفعها بهذا التصرف العجيب لم يصدق سكان المنطقة ماشاهدوه باعينهم وما ان حلت الساعة 9 من تلك الليلة حتى شعر السكان بالأرض تميد من تحت اقدامهم وماهي الا ثوان معدودة حتى ضرب زلزال عظيم المنطقة مخلفا ما يزيد على 1000 قتيل
وحادثة اخرى مماثلة في ( سان فرناندو ) حيث اطلع المحللون على تقرير سبق الكارثة هناك وفيه : ( جيوش من الجرذان تملأ شوارع بلدة سان فرناندو بالقرب من لوس انجلوس الامريكية ــ مع ان الناس كانوا يفترضون ان بلدتهم تخلو تماماً من الجرذان وفي اليوم التالي تصيب هزة عنيفة وادي سان فرناندو وتؤدي الى كارثة بيئية
لقد اثارت هذه الحوادث وامثالها اهتمام ودراسة عدد من العلماء خاصة وانها تتكرر بين فترة واخرى لقد اصبح الامر جلياً واضحا في حتمية وجود غرائز خفية للحيوانات تزودها بنوع استشعار لايدركه البشر بحواسهم المحدودة واجهزتهم المعقدة الحديثة 0
من أولئك العلماء الذين اهتموا بهذه الظاهرة ( هلموت تريبوش ) الاستاذ بجامعة برلين الذي قام باستثارة الاهتمام بالموضوع قديما في عام 1976 م واخذ يجمع الادلة على وجود ردود فعل غريزية للحيوانات تشبه الى حد كبير ما حدث قبيل كوارث معاصرة كزلزال مصر الاخير 1992 م عندما اضطربت الحيوانات في حديقة الحيوان بالجيزة قبل عشرين دقيقة من الزلزال المدمر
وفي عام 1977م عقد في الولايات المتحدة الامريكية مؤتمر علمي اشترك فيه عدد من العلماء من مختلف التخصصات واهمها علوم الارض والحياة لدراسة امكانية استخدام الحشرات والحيوانات في التنبؤ عن قرب وقوع الزلازل وقد تم رصد الحالات التي سجلت اثناء المتابعة فلم يحدث ان سجلت حالة واحدة لم يصدق فيها انذار تلك الحيوانات عبر تصرفها الملحوظ قبل الكارثة وبالفعل اقيمت اول مستعمرة من نوعها في التاريخ تضم العديد من الحيوانات والحشرات والهدف الذي انشئت من اجله هو دراسة تصرف هذه الحيوانات وردود افعالها كإشارات لكوارث قريبة قادمة
لقد بات اليابانيون يدركون بعد تعرض اليابان للعديد من الهزات الارضية ان تصرف ( سمك الزينة ) يفوق في هذا المجال اكثر الآت الرصد دقة فقبل وقوع الزلزال بساعات يصاب هذا النوع من الاسماك بحالات غريبة من اضطراب في السلوك وذعر ثم تأخذ بالدوران والاندفاع داخل احواضها اندفاعا جنونيا 0
وكلما قرأت عن هذه الحقائق العلمية اظل اتفكر في الاحاديث التي ذكرت سماع الحيوانات لعذاب القبر كما ورد في البخاري واذكر ايضا قصة اضطراب فرس الصحابي اسيد بن الحضير رضي الله عنه عندما كان يقرأ القرآن في احدى الليالي فذهب اليها فرأى في السماء مثل الظلة البيضاء فيها امثال المصابيح وكانت السبب في اضطراب الفرس فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال له ( أو تدري ماذاك؟) قال لا قال ( تلك الملائكة دنت لصوتك ) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن
بل لقد صرح صلى الله عليه وسلم في حديث آخر ان لدى بعض الحيوانات مقدرة خارقة على رؤية ما لا يستطيع البشر رؤيته بحواسهم حيث قال صلى الله عليه وسلم { إذا سمعتم اصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكاّ وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً } رواه مسلم وغيره 0
ان هذه التصرفات بلا شك تنم عن وجود غرائز كامنة مركبة في هذه الحيوانات وهي التي تدفعها الى استشعار ما قد يعجز البشر عن ادراكه بحواسهم الضعيفة ولقد تباينت آراء العلماء المتخصصين عند دراسة هذه السلوكيات والغرائز التي تنم عن قدرات (خارقة ) فهناك رأي مفاده ان هذا السلوك يعود الى التقلبات في الحقول المغناطيسية ووجود استجابة قوية عند بعض الحيوانات في هذا المجال ولكن ثبت بالمشاهدة والمتابعة المستمرة عدم استقرار هذا العامل كمعيار ثابت يمكن ان تفسر به سلوكيات بعض الحيوانات في ظروف مماثلة كما حدث مثلا داخل عربات قطار في محطة للشحن بايطاليا كانت هذه العربات مصنوعة من صفائح فولاذية رقيقة يوجد بداخلها حيوانات محتجزة ومع ذلك لم يؤثر على مقدرتها بالرغم من كون المكان محكما ومعزولا ضد التقلبات المغناطيسية والموجات الكهربائية
ويرجع البعض الآخر هذه الغريزة الى قوة خارقة في حاسة السمع لدى هذه الحيوانات والحشرات بحيث تسمع التحركات التي تسبق الزلزال في باطن الارض
ويرجح البعض نظريه الحساسيه المفرطه لدى هذه الحيوانات لمعرفه التغيير الذي يحدث على الصخور قبل الزلزال 0
بينما يفضل البعض ان ينسب هذه التصرفات الذكيه الخارقه الى (الغريزه العمياء) !!! كما ذكر بعضهم صراحة حيث قال : (الغريزة فعالية عمياء لانها تقوم بعملها دون ان يكون لفاعليتها أي غرض اوهدف )0
وهذا يتطلب من القارئ البصير وقفة متأملة ناقدة لدحض مثل هذا التفسير الذي يهرب من الحقائق الثابتة حوله ومن ادراك سر عظيم يزيد المؤمن ايمانا
فهذه السلوكيات الغريزية وامثالها غير قاصرة عند حد استشعار الزلازل ونحوها من الكوارث البيئية فحسب بل تتجاوزها الى سلوكيات اخرى فذه وغريبه لاتتصل البتة بالظروف البيئية احيانا لعلنا نتطرق اليها في الموضوعات القادمه ومنها مثلا طريقه بناء الطائر لعشه التي لاتختلف في طيور المجموعه الواحده او بناء العنكبوت لعشه او عجائب هجره الطيور ومافيها من اسرار او خصيصه( التوقيت الزمني ) الذي يحكم سلوكيات هذه المخلوقات وكذلك خصيصه ( طرائق الاتصال والالتقاء ) فمن الاسرار الخفيه على البشر ماتتواصل او تتخاطب به هذه الحيوانات والحشرات فقد اختفت لغه الكلام ليحل محلها قدرات خارقه تساعدها على التخاطب والتواصل ومن القدرات قدره الابصار ليلا والقدره على اكتشاف الفريسه في الظروف غير العاديه وكل هذا وغيره من آثار قدرة الله التي امرنا ان نتأمل فيها وفي انفسنا والكون من حولنا (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )
للموضوع بقية انشاء الله وعيدكم مبارك مقدما والسلام عليكم ورحمة الله
================================================== =====
المراجع :الاعجاز العلمي العدد11 شوال 1422
في مساء السادس من ايار لعام 1976 م وفي مدينة ( فريولي ) الايطالية ارتفعت اصوات الحيوانات فجأةً ودون ما سبب ظاهر : الكلاب تنبح وتجري هنا وهناك والقطط مذعورة الفئران تملأ الازقة الجياد والابقار هائجة وعصبية وكأن شيئا ما يستثير هذه الحيوانات ويدفعها بهذا التصرف العجيب لم يصدق سكان المنطقة ماشاهدوه باعينهم وما ان حلت الساعة 9 من تلك الليلة حتى شعر السكان بالأرض تميد من تحت اقدامهم وماهي الا ثوان معدودة حتى ضرب زلزال عظيم المنطقة مخلفا ما يزيد على 1000 قتيل
وحادثة اخرى مماثلة في ( سان فرناندو ) حيث اطلع المحللون على تقرير سبق الكارثة هناك وفيه : ( جيوش من الجرذان تملأ شوارع بلدة سان فرناندو بالقرب من لوس انجلوس الامريكية ــ مع ان الناس كانوا يفترضون ان بلدتهم تخلو تماماً من الجرذان وفي اليوم التالي تصيب هزة عنيفة وادي سان فرناندو وتؤدي الى كارثة بيئية
لقد اثارت هذه الحوادث وامثالها اهتمام ودراسة عدد من العلماء خاصة وانها تتكرر بين فترة واخرى لقد اصبح الامر جلياً واضحا في حتمية وجود غرائز خفية للحيوانات تزودها بنوع استشعار لايدركه البشر بحواسهم المحدودة واجهزتهم المعقدة الحديثة 0
من أولئك العلماء الذين اهتموا بهذه الظاهرة ( هلموت تريبوش ) الاستاذ بجامعة برلين الذي قام باستثارة الاهتمام بالموضوع قديما في عام 1976 م واخذ يجمع الادلة على وجود ردود فعل غريزية للحيوانات تشبه الى حد كبير ما حدث قبيل كوارث معاصرة كزلزال مصر الاخير 1992 م عندما اضطربت الحيوانات في حديقة الحيوان بالجيزة قبل عشرين دقيقة من الزلزال المدمر
وفي عام 1977م عقد في الولايات المتحدة الامريكية مؤتمر علمي اشترك فيه عدد من العلماء من مختلف التخصصات واهمها علوم الارض والحياة لدراسة امكانية استخدام الحشرات والحيوانات في التنبؤ عن قرب وقوع الزلازل وقد تم رصد الحالات التي سجلت اثناء المتابعة فلم يحدث ان سجلت حالة واحدة لم يصدق فيها انذار تلك الحيوانات عبر تصرفها الملحوظ قبل الكارثة وبالفعل اقيمت اول مستعمرة من نوعها في التاريخ تضم العديد من الحيوانات والحشرات والهدف الذي انشئت من اجله هو دراسة تصرف هذه الحيوانات وردود افعالها كإشارات لكوارث قريبة قادمة
لقد بات اليابانيون يدركون بعد تعرض اليابان للعديد من الهزات الارضية ان تصرف ( سمك الزينة ) يفوق في هذا المجال اكثر الآت الرصد دقة فقبل وقوع الزلزال بساعات يصاب هذا النوع من الاسماك بحالات غريبة من اضطراب في السلوك وذعر ثم تأخذ بالدوران والاندفاع داخل احواضها اندفاعا جنونيا 0
وكلما قرأت عن هذه الحقائق العلمية اظل اتفكر في الاحاديث التي ذكرت سماع الحيوانات لعذاب القبر كما ورد في البخاري واذكر ايضا قصة اضطراب فرس الصحابي اسيد بن الحضير رضي الله عنه عندما كان يقرأ القرآن في احدى الليالي فذهب اليها فرأى في السماء مثل الظلة البيضاء فيها امثال المصابيح وكانت السبب في اضطراب الفرس فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال له ( أو تدري ماذاك؟) قال لا قال ( تلك الملائكة دنت لصوتك ) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن
بل لقد صرح صلى الله عليه وسلم في حديث آخر ان لدى بعض الحيوانات مقدرة خارقة على رؤية ما لا يستطيع البشر رؤيته بحواسهم حيث قال صلى الله عليه وسلم { إذا سمعتم اصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكاّ وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً } رواه مسلم وغيره 0
ان هذه التصرفات بلا شك تنم عن وجود غرائز كامنة مركبة في هذه الحيوانات وهي التي تدفعها الى استشعار ما قد يعجز البشر عن ادراكه بحواسهم الضعيفة ولقد تباينت آراء العلماء المتخصصين عند دراسة هذه السلوكيات والغرائز التي تنم عن قدرات (خارقة ) فهناك رأي مفاده ان هذا السلوك يعود الى التقلبات في الحقول المغناطيسية ووجود استجابة قوية عند بعض الحيوانات في هذا المجال ولكن ثبت بالمشاهدة والمتابعة المستمرة عدم استقرار هذا العامل كمعيار ثابت يمكن ان تفسر به سلوكيات بعض الحيوانات في ظروف مماثلة كما حدث مثلا داخل عربات قطار في محطة للشحن بايطاليا كانت هذه العربات مصنوعة من صفائح فولاذية رقيقة يوجد بداخلها حيوانات محتجزة ومع ذلك لم يؤثر على مقدرتها بالرغم من كون المكان محكما ومعزولا ضد التقلبات المغناطيسية والموجات الكهربائية
ويرجع البعض الآخر هذه الغريزة الى قوة خارقة في حاسة السمع لدى هذه الحيوانات والحشرات بحيث تسمع التحركات التي تسبق الزلزال في باطن الارض
ويرجح البعض نظريه الحساسيه المفرطه لدى هذه الحيوانات لمعرفه التغيير الذي يحدث على الصخور قبل الزلزال 0
بينما يفضل البعض ان ينسب هذه التصرفات الذكيه الخارقه الى (الغريزه العمياء) !!! كما ذكر بعضهم صراحة حيث قال : (الغريزة فعالية عمياء لانها تقوم بعملها دون ان يكون لفاعليتها أي غرض اوهدف )0
وهذا يتطلب من القارئ البصير وقفة متأملة ناقدة لدحض مثل هذا التفسير الذي يهرب من الحقائق الثابتة حوله ومن ادراك سر عظيم يزيد المؤمن ايمانا
فهذه السلوكيات الغريزية وامثالها غير قاصرة عند حد استشعار الزلازل ونحوها من الكوارث البيئية فحسب بل تتجاوزها الى سلوكيات اخرى فذه وغريبه لاتتصل البتة بالظروف البيئية احيانا لعلنا نتطرق اليها في الموضوعات القادمه ومنها مثلا طريقه بناء الطائر لعشه التي لاتختلف في طيور المجموعه الواحده او بناء العنكبوت لعشه او عجائب هجره الطيور ومافيها من اسرار او خصيصه( التوقيت الزمني ) الذي يحكم سلوكيات هذه المخلوقات وكذلك خصيصه ( طرائق الاتصال والالتقاء ) فمن الاسرار الخفيه على البشر ماتتواصل او تتخاطب به هذه الحيوانات والحشرات فقد اختفت لغه الكلام ليحل محلها قدرات خارقه تساعدها على التخاطب والتواصل ومن القدرات قدره الابصار ليلا والقدره على اكتشاف الفريسه في الظروف غير العاديه وكل هذا وغيره من آثار قدرة الله التي امرنا ان نتأمل فيها وفي انفسنا والكون من حولنا (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )
للموضوع بقية انشاء الله وعيدكم مبارك مقدما والسلام عليكم ورحمة الله
================================================== =====
المراجع :الاعجاز العلمي العدد11 شوال 1422