عاشق الصفاري
23/12/2003, 03:23 PM
أبها عروس الجنوب
في جنوب غرب المملكة العربية السعودية وبالتحديد في منطقة عسير تزهو عاصمتها مدينة أبها بثوبها من المظاهر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل صيفاً وسط الحر القائظ الذي يسود معظم مناطق المملكة ودول الخليج بوجه عام مما يجعلها في مقدمة المدن الجاذبة للسياح.
وتقع أبها في مرتفعات جبال السروات، وتعلو عن سطح البحر بنحو 2200 متر وتصل إلى أعلى قمة لها في منطقة السودة بارتفاع يزيد عن 3000 متر عن سطح البحر وتطل على السهول الساحلية «تهامة» وجبال «السودة» المتميزة بكثافة غاباتها من جهة الغرب، وعلى جبال وهضاب «القرعاء» و«الجرة» من الجنوب والجنوب الشرقي، وعدد من الهضاب والسهول ذات المساحات الخضراء من ناحيتي الشمال والشرق.
أبها عبر عصور التاريخ
ولأبها موقعها عبر العصور التاريخية المختلفة منذ القدم، فيشير أحد المصادر أن «بلقيس» ملكة سبأ عندما استدعيت لتقابل نبي الله سليمان عليه السلام طلبت من سكان «هيفاء» أن يؤمنوا لها أعداداً من الجمال وتذكر بعض المراجع ـ طبقاً لهذا المصدر ـ أن هيفاء هذه كانت في موقع مدينة أبها الحالية.
ولقد أشرق نور الإسلام على عسير في السنة العاشرة للهجرة، وخضعت أبها لحكم الدولة الأموية والدولة العباسية وأيضًا الدولة الطولونية والإخشيدية والعبيدية، ثم الدولة الأيوبية والمماليك، وأخيراً الدولة العثمانية، حتى جاء عام 1341هـ حيث خضعت للحكم السعودي، وبدأت فيها منذ ذلك التاريخ عوامل الاستقرار والنمو.
وأشارت دراسة أعدتها بلدية أبها إلى أن المدينة كانت عبارة عن أحياء قائمة حول قرية مركزية تدعى مناظر «بكسر الميم» ولم تلبث الأحياء أن اتصلت ببعضها فتكون منها ما يزيد على أربعـين حياً هي التي تعرف اليوم باسم أبها.
وقد اختلف الباحثون المعاصرون في تحديد سبب تسمية هذه المدينة بـ «أبها» فبعضهم يقول: إن الوادي الذي تقع فيه كان يسمى «وادي أبها»، وعندما أنشئت المدينة حملت الاسم نفسه.
ويقول الدكتور غيثان بن علي بن جريس في كتابه «أبها حاضرة عسير» عن الهمزاني في كتابه «صفة جزيرة العرب عند الحديث عن جرش وأحوازها» حيث قال: فأوطان عسير إلى رأس تيه، وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها.. «وقال أيضاً»: والدارة، وأبها، والحللة، والفتيحة، فحمرة وطيب فاتانة والمغوث فجرشة، فالإيداع أوطان عسير من عنز، وتسمى هذه أرض طود.
وقد أصبحت أبها عاصمة عسير ابتداءً من عام 1242هـ، في عهد حاكم عسير في ذلك الوقت الأمير علي بن مجثل المغيدي، وعقب توحيد أجزاء المملكة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدأت أبها تأخذ مكانتها كواحدة من كبريات مدن المملكة، وأخذت تنعم بالمشروعات التنموية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، والثقافية، وأخذت مكانة استراتيجية بحكم كونها ملتقى لشبكة المواصلات التي تمر بجنوب المملكة وأهمها طريق الطائف وطريق جازان وطريق خميس مشيط نجران وطريق جدة الساحلي وطريق وادي الدواسر، كما تبوأت أبها سمة متميزة كمدينة سياحية كبرى يفد إليها الناس للتمتع بمناخها المعتدل في فصل الصيف، وقد عمل أميرها الحالي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على تنميتها وإبراز أبها كمدينة للسياحة والثقافة.
المواقع الأثرية والسياحية في أبها
> هضبة العروس: وتبعد مسافة 5 كيلو مترات عن المدينة، وهي هضبة صخرية مستطيلة الشكل على ارتفاع 350 متراً بها نقوش وكتابات ثمودية ورسومات قديمة من أهمها رسم لعروس على هودج ومن هذا الرسم اشتق اسم الهضبة.
> جرش: وتقع على بعد 30 كيلو مترًا من المدينة، ويعود تاريخها إلى عهود ما قبل الإسلام.
> قلعة شمسان: تقع شمال شرق مدينة أبها على قمة جبل شمسان الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2300 متر فوق سطح البحر وشيدت إبان الحكم العثماني.
> قصر شذا: يقع وسط المدينة، وقد أقيم هذا القصر عام 1348هـ .
أما عن المواقع السياحية، فهي تنتشر بشكل يضيف إلى المدينة المزيد من الروعة والبهاء، ومن أبرزها منتزه عسير الوطني الذي أنشئ عام 1400هـ، على مساحة تصل إلى 450 هكتارًا، ويضم داخله عدة منتزهات هي: منتزه السودة على بعد 23 كيلو مترًا غرباً، ويمتد إلى أعالي جبال عسير، ومنتزه دلغان وهو على بعد 26 كيلو مترًا جنوبًا، وأقيم على مساحة منبسطة، ومنتزه القرعاء: وهو على بعد 30 كيلو متراً من المدينة ويحتوي على أشجار كثيفة ويطل على منطقة تهامة، ويعد منتزه عسير الوطني مأوى لأكثر من 300 نوع من أنواع الطيور التي تعيش في المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم المصادر المرجعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ د. غيثان بن علي بن جريس، أبها حاضرة عسيرة، دراسة وثائقية، 1417هـ 1997م.
ـ وزارة الإعلام، هذه بلادنا، 1421هـ 2000م
في جنوب غرب المملكة العربية السعودية وبالتحديد في منطقة عسير تزهو عاصمتها مدينة أبها بثوبها من المظاهر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل صيفاً وسط الحر القائظ الذي يسود معظم مناطق المملكة ودول الخليج بوجه عام مما يجعلها في مقدمة المدن الجاذبة للسياح.
وتقع أبها في مرتفعات جبال السروات، وتعلو عن سطح البحر بنحو 2200 متر وتصل إلى أعلى قمة لها في منطقة السودة بارتفاع يزيد عن 3000 متر عن سطح البحر وتطل على السهول الساحلية «تهامة» وجبال «السودة» المتميزة بكثافة غاباتها من جهة الغرب، وعلى جبال وهضاب «القرعاء» و«الجرة» من الجنوب والجنوب الشرقي، وعدد من الهضاب والسهول ذات المساحات الخضراء من ناحيتي الشمال والشرق.
أبها عبر عصور التاريخ
ولأبها موقعها عبر العصور التاريخية المختلفة منذ القدم، فيشير أحد المصادر أن «بلقيس» ملكة سبأ عندما استدعيت لتقابل نبي الله سليمان عليه السلام طلبت من سكان «هيفاء» أن يؤمنوا لها أعداداً من الجمال وتذكر بعض المراجع ـ طبقاً لهذا المصدر ـ أن هيفاء هذه كانت في موقع مدينة أبها الحالية.
ولقد أشرق نور الإسلام على عسير في السنة العاشرة للهجرة، وخضعت أبها لحكم الدولة الأموية والدولة العباسية وأيضًا الدولة الطولونية والإخشيدية والعبيدية، ثم الدولة الأيوبية والمماليك، وأخيراً الدولة العثمانية، حتى جاء عام 1341هـ حيث خضعت للحكم السعودي، وبدأت فيها منذ ذلك التاريخ عوامل الاستقرار والنمو.
وأشارت دراسة أعدتها بلدية أبها إلى أن المدينة كانت عبارة عن أحياء قائمة حول قرية مركزية تدعى مناظر «بكسر الميم» ولم تلبث الأحياء أن اتصلت ببعضها فتكون منها ما يزيد على أربعـين حياً هي التي تعرف اليوم باسم أبها.
وقد اختلف الباحثون المعاصرون في تحديد سبب تسمية هذه المدينة بـ «أبها» فبعضهم يقول: إن الوادي الذي تقع فيه كان يسمى «وادي أبها»، وعندما أنشئت المدينة حملت الاسم نفسه.
ويقول الدكتور غيثان بن علي بن جريس في كتابه «أبها حاضرة عسير» عن الهمزاني في كتابه «صفة جزيرة العرب عند الحديث عن جرش وأحوازها» حيث قال: فأوطان عسير إلى رأس تيه، وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها.. «وقال أيضاً»: والدارة، وأبها، والحللة، والفتيحة، فحمرة وطيب فاتانة والمغوث فجرشة، فالإيداع أوطان عسير من عنز، وتسمى هذه أرض طود.
وقد أصبحت أبها عاصمة عسير ابتداءً من عام 1242هـ، في عهد حاكم عسير في ذلك الوقت الأمير علي بن مجثل المغيدي، وعقب توحيد أجزاء المملكة في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدأت أبها تأخذ مكانتها كواحدة من كبريات مدن المملكة، وأخذت تنعم بالمشروعات التنموية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، والثقافية، وأخذت مكانة استراتيجية بحكم كونها ملتقى لشبكة المواصلات التي تمر بجنوب المملكة وأهمها طريق الطائف وطريق جازان وطريق خميس مشيط نجران وطريق جدة الساحلي وطريق وادي الدواسر، كما تبوأت أبها سمة متميزة كمدينة سياحية كبرى يفد إليها الناس للتمتع بمناخها المعتدل في فصل الصيف، وقد عمل أميرها الحالي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على تنميتها وإبراز أبها كمدينة للسياحة والثقافة.
المواقع الأثرية والسياحية في أبها
> هضبة العروس: وتبعد مسافة 5 كيلو مترات عن المدينة، وهي هضبة صخرية مستطيلة الشكل على ارتفاع 350 متراً بها نقوش وكتابات ثمودية ورسومات قديمة من أهمها رسم لعروس على هودج ومن هذا الرسم اشتق اسم الهضبة.
> جرش: وتقع على بعد 30 كيلو مترًا من المدينة، ويعود تاريخها إلى عهود ما قبل الإسلام.
> قلعة شمسان: تقع شمال شرق مدينة أبها على قمة جبل شمسان الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2300 متر فوق سطح البحر وشيدت إبان الحكم العثماني.
> قصر شذا: يقع وسط المدينة، وقد أقيم هذا القصر عام 1348هـ .
أما عن المواقع السياحية، فهي تنتشر بشكل يضيف إلى المدينة المزيد من الروعة والبهاء، ومن أبرزها منتزه عسير الوطني الذي أنشئ عام 1400هـ، على مساحة تصل إلى 450 هكتارًا، ويضم داخله عدة منتزهات هي: منتزه السودة على بعد 23 كيلو مترًا غرباً، ويمتد إلى أعالي جبال عسير، ومنتزه دلغان وهو على بعد 26 كيلو مترًا جنوبًا، وأقيم على مساحة منبسطة، ومنتزه القرعاء: وهو على بعد 30 كيلو متراً من المدينة ويحتوي على أشجار كثيفة ويطل على منطقة تهامة، ويعد منتزه عسير الوطني مأوى لأكثر من 300 نوع من أنواع الطيور التي تعيش في المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم المصادر المرجعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ د. غيثان بن علي بن جريس، أبها حاضرة عسيرة، دراسة وثائقية، 1417هـ 1997م.
ـ وزارة الإعلام، هذه بلادنا، 1421هـ 2000م