المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اطلالة على أحياء بريدة القديمة



باقي لون
25/07/2008, 10:14 PM
اطلعت على كتاب الأستاذ والمؤرخ الكبير:سليمان ا لنقيدان..
والذي يحمل عنوان (من شعراء بريده تراجم واشعار شعبيه) وفيه قصص ودراسات واخبار وآثار..
وقد احتوى الكتاب على ذكر العديد من شعراء بريده المتقدمين ومما يميز هذا الكتاب انه لم يسبق ان نشرلافي كتاب ولافي اي وسيله اخرى ايا من محتوياته وقد اخذ المؤلف مادة هذا الكتاب من افواه كبار السن وبذل قصارى جهده للتأكد من صحة المعلومه فهو كتاب قيم وممتع ،ومن اطلاعي على ابواب هذا الكتاب شدني باب بعنوان (اسواق بريده القديمه واحياؤها) ..
فقد تكلم الكاتب عن اسواق بريده منذ تأسيسها ثم عرج على الاحياء القديمه وهي:احيالة اربيشه،حي الحويزّه ،حي العجيبه،حي العكيرشه،حي فلآجه حي الصقعا،حي المطّا،حي الصنقر،حي الرفيعه،حي البوطه..
وسوف نأتي على ذكر هذه الاحياء تباعا بعون الله.
(حيالة ربيشه)وفيها روايتان.
قال المؤلف -رحمه الله-:من عادتي عند كتابة موضوع ما،له علاقة بأشخاص متوفين ان اتصل بأحفادهم ممن اتوسم فيهم المعرفه وعندهم الاجابه الصحيحه فيما يتعلق بأجدادهم ،وان كنت افضل الروايه القديمة على الحديثه،لأن الروايه كلما تقادم عهدها كانت الى الصواب اقرب بسبب قربها من وقوع الحادث ،او لأن الرواه الذين يحفظون قد قل عددهم بنهاية القرن الرابع عشر.
لكن..اذا اختلفت الروايات ،وتضاربت الاقوال حولها، هذه تأخذ بناصية اليمين ،وهذه تأخذ بناصية الشمال ، فما على الكاتب حيال ماسمع الا تحكيم العقل والمنطق من خلال الشواهد والادله،وسرد الحوادث وتسلسلها ،فيأخذ بما هو اقرب الى الصواب ويترك ما سواه،فان تقاربت الاقوال دون بعد ظاهر فما على الكاتب
الا ان يورد الروايتين معا،ويترك للقارئ حرية الحكم للأخذ بهذه الروايه اوتلك..
الروايه الاولى:
كانت ربيشه في اول امرها مزرعه عامره بالنخيل والاشجار،وهي واقعه الى الجنوب من بريده خارج سور احجيلان .اي خارج عمران بريده،وكان كل ماحولها صحراء مليئه بالثعالب والسحالي واليرابيع،فلما توفي صاحب المزرعه وهومن عائلة الربيش،وذالك في بداية القرن الثالث عشر الهجري ، ورثتها بنت له يقال انه لم ينجب غيرها لا ذكور ولا اناث،وقيل بل ماتوا ولم يبقى له من الذريه عند وفاته سواها، وقد اشتهرت باسم اربيشه نسبة الى عائلتها الربيش.
وقد وصف احد الرواة ممن يوثق بروايتهم.
فقال:امرأه صالحه متعبده زاهده تحب فعل الخير والاحسان ،ثم اوضعت قليبها وماتت نخيلها،وقبل ان تنتقل الى الدار الاخره وقد كبرت في السن رأت انه من الصواب ان تقتطع جزءا من هذه الحياله وتكتبها سبيل لوجه الله،بغية الاجر والثواب،فتكون مسيلا لسيول بريده من ناحيه،وينتفع بها السكان فيأخذون من طينها لتعمير بيوتهم من ناحيه اخرى ،فجزاها الله خير الجزاء وغفر لها،ما الجزء الباقي من الحياله فقد القتسمه الورثه،وكانت احيالة اربيشه كلما جادت السماء بأمطار غزيره في موسم الشتاء يهرع الناس لها من اجل النزهه والتمتع بالماء والاستحمام وغسل ملابسهم، حيث تكونت فيها حفر عميقه يتصل بعضها ببعض قد يصل عمق بعضها الى خمسة امتار.
ثم توسعت بريده وزحفت البيوت اليها فأصبحت حي من احيائها.
وقد بذلت في البحث عن ماضيها وسبب تسميتها غاية مايبذل من جهد للوصول الى معرفة اصلها ومنشئها ،فكتبت ماكتبت ،غير ان مايؤسف له عدم الوصول الى معرفة اسم المالك ،واسم ابنته التي ورثتها.
وكان اول من عمّروسكن الى جوارها في مطلع القرن الرابع عشرسليمان السلامه،
عبيد آل عبد المحسن،ثم جاء افراد من عائلة الربيش فعمّروا وسكنوا فيما يخصهم من الارض ،ثم جاء الفراج والزنيفير وعمّروا وسكنوا وهكذا..
يحد حيالة ربيشة من الشمال المصعدَا وباب السور الجنوبي ، ومن الغرب ملك الفضل وملك آل شقير ، ومن الجنوب ملك الفلاج ، ومن الشرق أرض خالية.
وهي الآن سوق تجاري عظيم ، عاج بالحركة بعد أن انتزعت الدولة جميع البيوت الواقعةفي هذا الحي ، يقال له السوق المركزي , وقد أقيم فوق جزء من أرضها من ناحيتها الجنوبية مضخة ضخمة لمياه مجاري سيول بريدة تابعة للبلدية.
الرواية الثانية
فيقول الأخ"أحمد بن سليمان الربيش" وهو من المهتمين بأخبار الماضي،روى رواية فيها بعض الأختلاف ، لكنه لم يتعصب لرأيه بعد أن أطلعته على ما كتبت ،قال كانت حيالة ربيشة في الأصل مملوكة لجد الربيش كلهم وهو :مبارك بن عبدالله بن اربيش .
وقد أوصى قبل وفاته بأن يقتطع جزء منها لتكون مسيل لأهل بريدة ، أما بقية الأرض فقد اقتسمها الورثة من أبنائه :صالح ،وعبدالله وعبدالرحمن ، وهذا الأخيرهو جد - جد سليمان بن عبد الرحمن الربيش _الملقب "الهديّه" .والله أعلم .