المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرائف في المواضع والبلدان



عبد الله المنصور
16/08/2008, 06:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





اجتَمَعَ عندي عَدَدٌ من الطرائف في هذا الموضوع ، فكنتُ بعد ذلك إذا مَرَّ بي شيءٌ منها أدرجتُه في سِجلٍّ خاصٍّ بها ، وفلكها يجري حول التصحيف والأخطاء في التحديد والوصف وغير ذلك مما هو خارجٌ عن المألوف .


واليوم أحببتُ أنْ أضعَ بين يديكم خبراً طريفاً منها ، وهو خبَرٌ رواه أبو الفرج الأصبهاني في كتاب ( الأغاني دار الشعب 20 / 9072) ، وياقوتُ الحَموي في كتاب ( معجم البلدان : مادة : هبود ) ، وقد نقَلتُ مافي كتابِ أبي الفرج الأصبهاني لإنَّه ساق هذا الخبر بإسناده ، ولإنَّه في كتاب ( الأغاني ) أتَمُّ لفظاً ، وأكْملُ معنى ، ثمَّ إنَّ الخَبرَ إذا وُجدَ في غير مظانِّه كان أَملَحَ مَوقعاً ، وأدعى إلى الاستطراف .


وكلُّ منا عنده من هذه الطرائف شيءٌ ، فلا يمنع من ذكرها ههنا ، فالمرء لا يخلو أن يكون لديه رصيدٌ من هذه المُلح ، إما وهو يقرأ أو وهو في رحلةٍ ميدانيةٍ أو وهو تائهٌ أو يبحثُ عن معلمٍ في بلدٍ ما أو في مجلسٍ ضمَّه بأناس .



[1]


الخبر الأول



وقد جاء في تَرجمةِ ابن مُناذر ، الذي قال له سفيانُ بن عُيينة : بارك الله فيك ! فلقد تفرَّدتَ بمراثي أهل العراق .


واشتهر برثاء عبد المجيد بن الشيخ المُحدث عبد الوهاب الثقفي في قصيدته التي يقول فيه :


كُلُّ حيٍّ لاقى الحِمامَ فمودي *** ما لِحيٍّ مُؤَمَّلٍ من خلود



أخبرني محمد بن مزبد بن أبي الأزهر قال : حد ثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال :


قال ابن مناذر : قلت :

يقدح الدهر في شماريخ رضوى


ثم مكثتُ حولاً لا أَدْري بِمَ أُتمِّمُه ، فسمعت قائلاً يقول :هبُّود ؛ قلت : وما هبُّود ، فقال لي : جُبَيلٌ في بلادنا ، فقلت :

ويحط الصخور من هبُّود


وسمع أعرابيٌّ هذا البيت ، فقال : ما أجهل قائله بهبُّود ! واللهِ إنَّها لأُكَيْمَةٌ ما توارى الخارىءَ ، فكيف يَحُطُّ منها الصخور!.


أخبرني عمي ، قال : حدثنا الكُرانيُّ ، قال : حدثني أبو حاتم ، قال : سمعتُ أبا مالك عمرو بن كِرْكِرة يقول :
أنشدني ابنُ مُناذرٍ قصيدَتَه الدَّاليَّة ، التي رثى فيها عبد المجيد ، فلمَّا بَلغَ إلى قوله :


يقدحُ الدَّهرُ في شماريخِ رَضْوى *** ويَحُطُّ الصُّخورَ من هبُّود

قلت له: هبُّود أي شيء هو فقال : جبل فقلت : سَخِنَتْ عينُك ! هبُّود والله بئرٌ باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء خلقه الله ، وقد والله خَرِيْتُ فيها مرَّات .
فلمَّا كان بعد مدة وقفتُ عليه في مسجد البصرة ، وهو ينشدها ، فلما بلغ هذا البيت أنشدها :


ويحط الصخور من عبُّود

فقلتُ له: عبُّود أيُّ شيء هو ؟ فقال : جَبَلٌ بالشام ، فلعلك يابن الزانية خَرِئْتَ عليه أيضاً ؟ فضحكت ثم قلت : لا ، ما خَرِئْتُ عليه ، ولا رَأَيْته وانصرفتُ عنه وأنا أضحك.



انتهى وإلى الخبر القادم

محمد الشاوي
16/08/2008, 01:30 PM
أخي الكريم


سليل كرام


موضوع طريف وجميل


وفكرة رائعة ..


وما دمت طلبت منا المشاركة في الموضوع وعلى نفس النسق في إيراد الطريف من أخبار المعالم وما يحصل من قصص ...



فأنا سأذكر خبرا طريفا يورده الأدباء وعلماء البلدان حول امرئ القيس وكثرة ذكره للمواضع


وهي قصة مشهورة ولا مانع من الاستطراف بها ...


أورد ابن قتيبة في كتابه ( الشعر والشعراء ) مايلي :


أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فضلوا الطريق ومكثوا ثلاثاً لا
يقدرون على الماء، إذ أقبل راكبٌ على بعيرٍ، وأنشد بعض القوم:
لمّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها == وأَنَّ البَيَاضَ من فَرَائِصِهَا دامِي
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عِنْد ضَارِجٍ == يَفِيءُ عليها الظَّلُّ عَرْمَضُهَا طامِي


فقال الراكب: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، فقال: والله ما كذب، هذا ضارجٌ
عندكم، وأشار إليه، فمشوا على الركب، فإذا ماءٌ غدقٌ، وإذا عليه العرمض والظل يفىء
عليه، فشربوا وحملوا، ولولا ذلك لهلكوا.



وأورد القصة أيضا ابن الجواليقي في شرح أدب الكاتب برواية فيها زيادة وهي :



فلمّا رأت أن الشريعة همها == وأن البياض من فرائضها دامي
تيممت العين التي عند ضارج == يفيء عليها الظل عرمضها طامي


أخبرني المبارك بن عبد الجبار عن علي بن عمر عن عبيد الله بن محمد المروزي الكاتب
عن ابن الأنباري عن العنزي عن علي بن الصباح عن هشام بن محمد عن فروة بن سعيد
بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ناس من أهل اليمن فقالوا يا رسول الله أحيانا الله بيتين من شعر امرئ القيس
خرجنا نريدك فلما كنا ببعض الطريق ضللناه فبتنا على غير ماء فلم نزل ثلاثا على ذلك
حتى استذرينا بظل الطلح والسمر فبينا نحن على ذلك إذ أقبل راكب على بعير متلثم
بعمامة فتمثل رجل منا بقول امرئ القيس فلما رأت. البيتين فقال الراكب من يقول هذا قلنا
امرؤ القيس قال فو الله ما كذب هذا ضارج عندكم فحبونا إليه على الركب فوجدناه ماء
قد علاه العرمض وهو الطحلب فشربنا منه حتى روينا وحملنا ما كفانا حتى وقفنا على
الطريق


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاك رجل شريف في الدنيا مذكور فيها
منسي في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار" ..




فانظر كيف اهتدى هؤلاء العطاشى إلى الماء ببيتين من الشعر .

عبد الله المنصور
16/08/2008, 02:31 PM
ذلكَ ما أردتُّ أخي محمَّد ، و شكر الله لك على هذه المُثابرة ، وستعلمُ إذا فكَّرتَ ، ونفضتَ ما في زوايا ذِهنك أنَّ الأفقَ أمامك رحبٌ ، وأنَّ الإخوة الأعضاء مُتَعطِّشون إلى مثل هذه النُكت .


ومن منَّا لمْ يُخطيء في قراءة اسم جبلٍ أوقريَةٍ أو مَنهلٍ أو وادٍ ، ثم لا يعلم بذلك الخطأ حتى ينفجر من أمامه بالضحك ، فيُدركَ أنَّه اخترع اسماً جديداً من عنده ، لا سيَّما إذا سأل أهل بَلَدٍ أوقريةٍ عن مكان في بلدهم ، ولا سيَّما إذا أخذ المرءُ اسمَ الموضع من شِعرٍ ، أونصٍّ قديمٍ ، أو مُعْجَمٍ ، أو خارطةٍ غيرِ مُشَكَّلة ، وانطلقَ يسأل عنه ناطقاً له كما قرأه ، ومن ذلك على سبيل المثال - كما يقولون - أني سألتُ شخصاً عنْ إِمَّرة هكذا بهذا اللفظ فلقيتُ منه عناءً كبيراً مثل ما لقي مني .


وسوفَ أُوردُ ما وقعَ لي أنا ، و ما وقع لكبار البلدانيين من المُتَقَدمين والمُتأخرين ، وذكروه في كُتُبهم ، ورحلاتهم .


وأنواعُ هذه النُّكتِ شتَّى ، منها في الوصف ، ومنها في التحديد ، ومنها في القراءة ، ومنها ما يُستَملحُ فقط وليس فيه شيءٌ مما ذُكر .


أما خبرُ امرىء القيس فهو كما قُلْتَ خبرٌ طريفٌ مشْهور ، وقد ذكره ابنُ عساكر في تاريخه من طُرُقٍ كثيرة ، وهذه ميزةُ هذا الكتاب .

عبد الله المنصور
16/08/2008, 05:17 PM
[ 2 ]



الخَبَرُ الثاني




من الكتاب الثاني من ( نظرات في معاجم البلدان ) ، في صفحة ( 272 و273) للأُستاذ المُحِّقق / عبد الله بن محمَّد الشايع .


قال بعد أنْ نقل عِبارة بعضِ شُرَّاح ديوان امريء القيس ، وكان الشارح لم يزد على قوله : المُجيْمِرُ : جَبلٌ


قال : ( واقتصاره على هذا التَّعريف يُذَكِّرني بتعريف راعي غَنَمٍ ، وجَدْتُه في إحدى الرحلات ، في مكانٍ يَقَعُ في " حمى ضَريَّة " بين جَبَل " وسط " ، وجَبَل " عسعس " ، فأحببتُ أنْ أسأله عن هضَبَةٍ لفَتتْ نظري بشكلِها الغريب ؛ حيْثُ يُوجدُ في أعلاها فَتْحةٌ ، وفي وسَط الفتحة حَجَرٌ كبير على شَاكلةِ بابٍ ، ومن يَنظرُ إلى تلك الفتحة يتخيَّلها باباً مفتوحاً .


ونظراً إلى أَنَّ هذا الرَّاعيَ من جَنوبِ آسيا فقد تَردَّدتُ في سُؤاله ، ولكن قُلتُ لنفسي : لعلَّ الرجلَ لِطول مُكْْثه في تلك الأرض ، ورعي ماشِيَته حولها عَرَفَ اسمها .


وعند ما سألتُه عن اسمِها قال :


هل تُريدُ اسمها بالعَربي ، أو بالأُردي ؟!


فقلتُ : بلْ بالعربي ، وهذا يكفي .


فقال : اسمها (( جَبَل )) !



فكانتْ إجابتُه نِكْتَةٌ . لا لإجابته ، ولكن لإقدامي على سؤاله .. ) .






تم ، وإلى الخبر القادم

محمد الشاوي
16/08/2008, 05:49 PM
خبر جميل ( وفسر الماء بعد الجهد بالماء ) ;)


كثير من شراح الدواوين المتأخرين إذا مر بهم موضع ما بالقصيدة
اكتفوا بقولهم : كذا : اسم موضع :confused: :confused:


وياله من شرح ؟؟؟!!!




الجبل الذي يقصد الشيخ عبدالله هو هذا الذي في الصورة التالية


وهو في نفس الموقع الذي حدده الشيخ





http://www.mekshat.com/pix/upload/images39/mk43589_d6.jpg



تجده في الرابط التالي :


http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=92654 (http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=92654)


تحياتي يابن الكرام .

ابن طيبة
16/08/2008, 05:55 PM
مشكوووووووووور

عبد الله المنصور
18/08/2008, 01:56 AM
لقَد همَّني أمرُ الصورة ، وكنتُ شديدَ الحِرْصِ عليها ؛ لأني أحببتُ ألا يفوتَ الأعضاء من ذلك الخبر شيءٌ ،

فكنتُ أراها في الكتاب ولا أدري كيف أُخلِّصها منه ، و أدرجها مع الخبر ، فَجئتَ أنتَ بها قبلَ أن يرتَدَّ إليَّ

طرفي كالسهم المُنْصلِت .


فلا عَدِمناك يا أبا فارس .

عبد الله المنصور
18/08/2008, 02:04 AM
مشكوووووووووور

شكراً لك أخي [ ابن طيبة ] على اجتيازك

عبد الله المنصور
18/08/2008, 04:15 AM
[ 3 ]



الخَبَرُ الثَّالث




من مُقَدِّمَةِ ( مُعْجَمِ البُلْدان ) ، لياقُوت بنِ عبدِِ الله الحَمَوي ؛ نِسْبةً إلى مديْنَةِ " حَماة " ، في صَفْحةِ ( 10 ) ، وهذا خبرٌ لولاه لَفقدنا خيْراً كثيراً ، ولبقي في مكتبتنا العربيةِ فراغٌ لا يسُدُّه شيءٌ ، ولهذا الخَبَر أشباهٌ ، نبدأُ بهذا لإنَّ صاحبَه يُعدُّ كبير البدانيينَ على الإطلاق .


يقول ياقوت : ( وكان من أوَّل البَواعثِ لِجمعِ هذا الكِتاب أنَّني سُئلتُ بمرو ، في سَنةِ خمس عشْرةَ وستمئةٍ في مجلِسِ شيخنا الإمام أبي المُظَفَّر عبد الرحيم ابن الإمام الحافظ أبي سعد عبد الكريم السَّمْعاني ، تَغَمَّدهما الله برحمته ، ورضْوانه = عن " حُباشةَ " اسمِ مَوضِعٍ جاءَ في الحديثِ النَّبوي ، وهو سُوقٌ من أَسواقِ العَرَب في الجاهليَّة . فَقلتُ : أرى أَنَّه حُباشَةُ ، بضَمِّ الحاء ، قِياساً على أصلِ هذه اللفظةِ في اللغة ؛ لأنَّ الحُباشَةَ : الجماعةُ من الناس من قبائِلَ شتَّى ، وحَبَشْتُ له حُباشةً أي : جَمَعْتُ له شيئاً .


فانبرى لي رجُلٌ من المُحَدِّثينَ ، وقال : إنَّما هو حَباشَةُ بالفَتْح . وصَمَّمَ على ذلك وكابَرَ ، وجاهَرَ بالعِناد من غَيْرِ حُجَّة ، وناظرَ ، فأردتُ قَطْعَ الاحتجاجِ بالنَّقْل ؛ إذ لا مُعوَّلَ في مثلِ هذا على اشتقاقٍِ ، ولا عَقْلٍ ، فاستعصى كَشْفُه في كُتُبِ غَرائِبِ الأحاديث ، ودواوينِ اللغاتِ معَ سَعَة الكُتُب التي كانتْ بِمَرْوَ يومئذٍ ، وكثْرةِ وجودها في الوُقُوف [ جمْعُ وَقْفٍ ] ، وسهولةُ تناولها ، فلم أَظفرْ به إلاّ بعد انقضاءِ ذلكَ الشَّغَب والمِراء ، ويأسٍ من وجوده ببحثٍ واقْتراء ، فكان والحمد لله مُوافقاً لما قٌلتُه ، ومكيلاً بالصاع الذي كِلته ، فألقي في رُوعي افتقار العالم إلى كِتابٍ في هذا الشأنِ مضبوطاً ، ليكون إلى ضوء الصواب داعيا ، وشرح صدري لنيلِ هذه المنقبة التي غفل عنها الأولون ، ولم يهتد إليها الغابرون .. ) .



فتَدَبَّر بأيِّ شيءٍ عاد هذا المَجلِسُ على الناسِ من نِعْمة





تمَّ ، وإلى الخبَر القادم

محمد الشاوي
18/08/2008, 11:47 AM
استمر رعاك الله ووفقك فنحن متابعون ومستمتعون جدا ...

جمران
21/08/2008, 02:39 PM
مرحبا بأخينا (سليل كرام )بمكشات ولقد تصفحت ردودك
ووجدتها تنم عن خبرة ليست سهلة بعلم البلدانيات
سر يارعاك الله فنحن بشوق لما سوف تخطه يداك
ألف هلا
اخوك جمران

محمد الشاوي
21/08/2008, 03:36 PM
هذه قصة ربما تكون بعيدة عن مرادك من هذا الموضوع


ولكن سأدرجها ولا مانع من منحها مخالفة نظامية إن اقتضى الأمر :p


وقصدي تحريك الموضوع فقط



ذكر ياقوت أبياتاً جميلة ليحيى بن طالب الحنفي وقصتها التالية :


كان يحيى بن طالب الحنفي مولى لقريش باليمامة وكان شيخا فصيحا دينا يقرىء الناس وكان عظيم التجارة
وذكر مثل ما تقدم فخرج إلى خراسان هاربا من الدين فلما وصل إلى قومس قال :


أقول لأصحابي ونحن بقومس = ونحن على أثباج ساهمة جرد


بعدنا وبيت الله عن أرض قرقرى = وعن قاع موحوش وزدنا على البعد



فلما وصل إلى خراسان قال :


أيا أثلات القاع من بطن توضح == حنيني إلى أطلالكن طويل
ويا أثلاث القاع قلبي موكل == بكن وجدوى غيركن قليل
ويا أثلاث القاع قد مل صحبتي == مسيري فهل في ظلكن مقيل
ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة == إلى قرقرى قبل الممات سبيل
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة == يداوى بها قبل الممات عليل
أحدث عنك النفس أن لست راجعا == إليك فحزني في الفؤاد دخيل
أريد انحدارا نحوها فيصدني == إذا رمته دين علي ثقيل


قال أبو بكر بن الأنباري :


وقد غني بهذه الأبيات عند الرشيد فسأل عن قائلها فأخبر فأمر برده وقضاء دينه


فسئل عنه فقيل إنه مات قبل ذلك بشهر .


وقد قال :


خليلي عوجا بارك الله فيكما = على البرة العليا صدور الركائب
وقولا إذا ما نوّه القوم للقرى = ألا في سبيل الله يحيى بن طالب


وبطن توضح حاليا يقع عند قرية البرة ( شمال غرب الرياض ) في منطقة الوشم
والشطر الثاني من البيت الأول يروى ( حنيني إلى أفيائكن طويل )

عبد الله المنصور
22/08/2008, 01:30 AM
أعتذر إلى الإخوة الفضلاء من هذا الانقطاع الذي خرج عن مشيئتي ، مقدرا لهم ترقبهم وانتظارهم .

فنا أول المتضررين منه ، و قدأصبحت كأنني مشرد عن وطني .

وسوف أعود قريبآ - إن شاء الله تعالى - فأواصل حلقات الموضوع ؛ بحيث لا ينفصل بعضها من بعض .



شكرآ لكم جميعا مرة أخرى

محمد الشاوي
19/09/2008, 11:34 PM
في كتاب معالم الطريق لوكيع

عن يحيى بن سعيد أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه

فقال : ما أسمك؟
قال : جمرة

قال : ابن من ؟
قال : ابن شهاب .

قال : ممن أنت؟
قال : من الحرقة .

قال : وأين تسكن ؟
قال : بحرة النار .

قال : بأيها ؟
قال : بذات لظى .

قال : أدرك أهلك فقد أحترقوا ..

هدير الموج
20/09/2008, 05:14 PM
موضووع طريف تسلم يدك

دمت بحفظ الرحمن

الدرع العربي
21/09/2008, 03:06 PM
فكرة طريفة وجيدة يا سليل الكرام
من الطرق التي فعلتها في زمن سابق حيث لم تكن الخرائط بهذه الدقة وحيث كانت المعلومات نادرة وكاتب هذه الأسطر لم يكن له من خبرة التجوال ما يكفيه للإمساك بزمام المبادرة في الحديث الذي يجعل البدوي الحاذق يقدّر من يحادثه ، ... مقدمة أنساني آخرُها أولَها
أقول : تلك الطريقة كانت كما في الأسطر أدناه :
إذا مررت بناحية لا أعرف منها قليلا ولا كثيرا عمدْتُ وصاحبي الذي يكون معي إذ ذاك فوقفنا بعيدا عن البيوت بحيث لا يستطيع من فيها إلا رؤية سيارتنا وأشخاصنا من بعيد ثم نصبنا حامل ( الكاميرا ) ورفعنا أوراقا أو خريطة لتلمع مع الشمس ثم نصبنا آلة التصوير على حاملها ونظرنا باتجاه معاكس للبيوت ثم انتقلنا على أرجلنا قليلا ثم فعلنا كفعلنا السابق ثم عدنا إلى سيارتنا واتجهنا نحو أحد البيوت ثم سألنا عن بغيتنا فجاءتنا إجابات كالسيل الجارف فاستطعنا من خلالها أن نستخلص إجابات متقنة لما سيمطروننا به من أسئلة فإذا اطمأن بعضنا إلى بعض لم نشأ إلا أن نصدقهم القول بطبيعتنا وموطننا إلا أننا نقول إننا قد نكتب شيئا أو نرسم خريطة يستفيد منها المواطن في التعريف بموضعه ..
يا سليل الكرام : ألزمتنا بالفصحى الفصحى فأصبحت كلماتنا تسترق الخُطا كاللص حيث تنام أناملنا على لوحة المفاتيح حتى توقظها كلمة جاءت واثقة بعد طول نأيٍ لتقول اكتبيني

عبد الله المنصور
19/01/2009, 11:40 AM
السلام عليم ورحمة الله وبركاته :


هذه ثلاثة أشهرٍ أو تزيد من توقُّفي عن إمداد هذا الموضوع بالخبر بعد الخبر ، وعن بسط لسان الشكر يومئذٍ إلى الذين جادوا ببعضِ ما لديهم من المُلَح والطرائف - على قلِّتهم -
، وعذري في ذلك ضئيلٌ لا يدفع عن نفسي ملامة اللائمين ، وعَتْب العاتبين ، ولو قال لي أبو فارس والأخ سعد ما قالا لم أقل لهما : مَهْلا ، دعا عنكما لومي ، فأنا من أطلقَ لسانهما بذلك إذ وعدتُ بأنْ أصل هذه الأخبار بحيثُ لا ينفصل بعضها من بعض ، وكأني بواحدٍ من هؤلاء القراء يقول : وأيَّ شيء جعلتَ لنا عليك حتى نجد سبلاً إلى لومك ، كثيراً ممن تبصرُ يَعِد فلا يفي بما وَعد ، فلم تبسط لنا من دَخيلةِ أمرك ، ولم تعتذر وقد قِيلَ : إنّ المعذيرَ يشوبها الكَذِب .
وأقول له صدقتَ ولكني امرؤٌ على هذا طُبِعْتُ ، وإن نسي غَيْري فإني لم أنس ، وما عاتبَ المرء الكريم كنفسه .

وغايتي من هذه الطرائف-وإن قَصُرت - قد تقع من بعض الإخوان موقعاً كريما ، ويجد فيها مُتعته ، وكما قال :


ولكنَّ البلادَ إذا اقشَعَرَّتْ *** وصَوَّح نَبْتُها رُعي الهشيمُ

وسوف أذكر ههنا ما قَدرتُ عليه من هذه الطرائف والأخبار والتصحيحات ، وسأضعها على دفعاتٍ ، ما زاحتْ العِلَلُ عن وجهي ، والخبرُ القادم للشيخ العلاَّم / حمد الجاسر ، ثم لأبي سعيد الأصمعي ، وله أيضاً معَ أبي عُبَيدةَ مَعْمَر بن المثنَّى ، ثمَّ لأحد المعاصرين الأحياء ، ثم لأعرابيَّةٍ وجدتُ خبرها في مُعجم البلدان ، ثم إذا جدَّ شيءٌ ذكرتُه في حينه .

أسأل الله المعونة والتوفيق .

محمد الشاوي
19/01/2009, 12:52 PM
ها أنذا أحد العاتبين

لا أرضى إلا أن تكفر عن نفسك بمواصلة الملح والطرائف فتجيء بها متتابعة لا تنقطع

طرفة تتلوها طرفة

وملحة تتبعها ملحة

حتى إذا أكملت العقد الدري ثلاثا وثلاثين درة ..

رضينا بعد ذلك


نحن بانتظار المكفرات ثم بعد ذلك تبدأ جولتك من جديد .

عبد الله المنصور
23/01/2009, 09:58 PM
ها أنذا أحد العاتبين

لا أرضى إلا أن تكفر عن نفسك بمواصلة الملح والطرائف فتجيء بها متتابعة لا تنقطع

طرفة تتلوها طرفة

وملحة تتبعها ملحة

حتى إذا أكملت العقد الدري ثلاثا وثلاثين درة ..

رضينا بعد ذلك


نحن بانتظار المكفرات ثم بعد ذلك تبدأ جولتك من جديد .
هذا يا أبا فارس موضع المثل : ( إنْ كُنْتَ بي تَشُدُّ أَزْركَ فأرخه ) ، ، كيفَ لي بهذا العدد ، إنك لتلتمسُ عسيراً ، وما مثلتُ نفسي في هذا المقام إلا بقول هذا الراجز ، وكان مصيبًا فيما أراد :


سار بنا القباعُ سَيْراً نُكْرًا *** يسيرُ يوماً ويُقيمُ شَهراً

ولكني أطوي كشحي على هذا ، ولا أبديه ؛ لئلا أحرضَ على نفسي أولاً .

ولعلك علمتَ أنها لا تقدح فيَّ مُجاملةًٌ ، فاتخذتَ معي هذه اللهجة ، وما أعذبَها و أصدقَها ، فشكراً لك أخي محمد ، وإليك الخبر ....

عبد الله المنصور
23/01/2009, 10:08 PM
[ 4 ]




الرابع من هذه الطائفة ، على سَمْتِ الخَبَر الذي نَقَلتُه لياقوت ، وهو لحمد الجاسر ، ذكرَه أولاً في [ بلاد يَنْبع ] ، ثم أعاده في مجلَّة العَرَب عام 1412هـ تَحتَ مقالاتٍ سمَّاها ( سوانحاً ) ، ثم جُمِعَتْ هذه المقالات بَعدَ موتِه ، وصدرتْ بأَخَرَةٍ قبل ثلاثة أعوامٍ في مجلَّدين بعنوان ( من سوانح الذكرايات )

وهو مُثْبَتٌ في صفحة 134 من كتاب [ بلاد ينبع ] ، وفي العدد ( 166 ) من مجلَّة العرب ، وفي صفحة 452 من سوانح الذكرايات .

وفي الخبر اختلاف في الزياد والنقص ، وهو اختلافٌ في حكاية تفاصيل القصّة فقط ، لا في أصل الخبر ، بين كتاب [ بلاد ينبع ] ، و كتاب [من سوانح الذكريات ] ، جاء في الكتاب الأوَّل مُوجزًا مُختصرًا وفي الكتاب الثاني جاء بشيء من التَّفصيل .
وأنا ناقلٌ ما في بلاد ينبع ، لسببين :
الأول / أنه هناك أخصر ، وأقصر ؛ فأحببتُ ألاَّ يذهب وقتُ القارىء في قراءة ما لا يجرُّ إليه نفعاً .
الثاني/ أني وجدتُ عبارة الجاسر في هذا الكتاب أشبه بالغرض الذي أريده في هذه الأخبار، ولأنه في هذا الكتاب يكتبُ على أنه يؤلف كتاباً لا على أنه ينشىء مقالًا .
وإليكم الخبر.

[ بلاد ينبع :134 ]

قال الشيخ / حمد الجاسر – وهو يتكلَّمُ عن اطباعاته الخاصة عن ينبع - : ( كان أوّل درسٍ قُمْتُ به أمام طُلاَّب السَّنة السادسة شرح أبياتٍ من قَصيدة أبي العلاءٍ المعريّ المعروفة :



ألا في سبيل المَجْد ما أنا فاعل *** عَفافٌ ، وإقدامٌ ، وحَزمٌ ، ونائلُ



وكُنْتُ قد راجَعْتُ شَرْح بعضِ مُفرداتها ، ومنها هذا البيت التالي :



يَهُمُّ الليالي بعضَ ما أنا مُضمرٌ *** ويَثقُل رضوى دون ما أنا حامل



فكان مما قُلْتُ في أول يومٍ دَخَلْتُ المدرسة ، وفي أولِ دَرسٍ ألقيتُه : "رضوى جَبلٌ قريبٌ من المدينة ، سَهلٌ ، تَرْقاه الإبلُ ! "، ولعلي في ذلك رجعتُ إلى أحد شُرُوح مقامات الحريري ، فما كان من الطّلاب عند ما سمعوا هذا الكلام مني إلا أنْ قالوا بصوتٍ واحدٍ : لا يا أستاذ ها هو رضوى أمامك – وكانت النافذة مفتوحة – وليس قريبًا من المدينة ، ولا تستطيع الإبل أن ترقى أعلاه .
فقال الجاسر حين سمع ذلك منهم ، وعلم أنه أصبح بين حاذفٍ ، وقاذفٍ: "سررتُ من هذا التصحيح ، وشكرتُ الطُّلاّب ، وبَيَّنْتُ لهم أنَّ أكثرَ الذين يُحَدِّدون المواضع في بلاد العرب كانوا يعتمدون على النقل ، وما كانوا يكتبون عن مُشاهدةٍ ، فجاءت كتابتهم خاطِئةً ، وحمدتُ لتلاميذي موقفَهم .

إلى هنا تكون الطُّرفةُ التي وعدتُ بها قد انتهتْ ، وسقط بذلك كفَّارةٌ واحدةٌ من كفَّارتٍٍ لَزمتني لأخي محمد !، ولكنَّ خبر الشيخ لم ينته بعد ، فهو يعلِّق على هذا الموقف بعقب ذلك في صفحة 135 فيقول : ربَّ ضارَّةٍ نافِعة ، لا أزال أذكرُ لهذه المدينة الكريمة يداً عليَّ لن أنساها ، وإنْ لم يكن لها الأثرُ المباشِر فيها ، إلا أنني أرى الفضلَ يرجع إليها .

وهو يريد بتلك اليد ، بيعه - تحتَ تأثير الحاجة في تلك الأيام وهو في ينبع - لكتاب [ مُعْجم البلدان ] الذي اشتراه من مكة على رجلٍ من أماثل أهل ينبع وقد شرط على هذا الرجل أنْ ينسخ لنفسه نُسخةً من هذا الكتاب في مدة شهرٍ قبل أنْ يدفَعه إليه فأذن له ذلك الرجلُ بذلك .

ثم يقول واصفاً أثر هذا الموقف عليه فيما بعد : ( لقد أصبح لديَّ بعد هذا العمل – يريد انتساخه ما يتعلَّق بأمكنة الجزيرة ، ومواضعها من [ معجم البلدان ] = مَيلٌ قويٌّ ، ورغبةٌ شديدةٌ في تَعَرُّف أماكن بلادنا، بل اتَّجهتُ اتجاهًا تامًَّا إلى هذه الناحية فيما بعد ، وأصبحتُ أَجد في ذلك مُتْعةً أيّ مُتعة .

فهذا خبرُ الشيخ ولا ينبغي أنْ يُفهم منه على أنَّ هذه الحادثة هي فاتحةُ أمر الشيخ حمد الجاسر في المواضع والبلدان كما هو ظاهر كلام عبد الله الغذَامي في كتاب [ حمد الجاسر ، في عيون الآخرين ] ، فإنَّ ذلك خطأٌ مَحظ ، وإنما حَمِي قلبُ الشيخِ لهذه الحادثةِ ، وعزمَ على إحياء هذا العلمِ ونَفْي ما لصِقَ بهِ من خَبَثِ التَّصحيف ، والتحريف ، والأوهام ، على منهجٍ علميٍّ مُحكَمٍ .لا ينبغي أنْ يُفهمَ على وجهٍ غير هذا.

والدّليل على هذا أمورٌ
الأول :
وهو من نصِّ كلامه في هذا الخبر الذي نقلناه هنا ، وهو قوله : ( وبَيَّنْتُ لهم أنَّ أكثرَ الذين يُحَدِّدون المواضع في بلاد العرب كانوا يعتمدون على النقل ، وما كانوا يكتبون عن مُشاهدةٍ ، فجاءت كتابتهم خاطِئةً ) .
فقد دلَّ أنه على اطِّلاعٍ على كلام البلدانيين ، قبل أن يلتقي بهؤلاء الطلاب.
الثاني :
قوله في المقالة التي نشَرها في العدد ( 166 ) عامَ 1411 هـ وهي قبل مقالته التي تكلَّم فيها عن ينبع بعددين وهو : ( وكنتُ قد اقتنيتُ نُسخةً من مطبوعة الخانجي المصريَّة من هذا الكتاب – كتاب معجم البلدان لياقوت – على نُدْرةِ نُسخه ، في أول الستين من القرن الماضي ، نقدتُّ عنها للشيخ عبد الفتاح فِدا ، شيخُ الكُتُْبيّة بباب السلام بمكة ما يزيد على ثلاثة أمثال مرتبي الشهري ) .
وقبل أنْ نأخذ في الشاهد من هذا الكلام علينا أن نُنبِّهَ على الوهم الذي وقعَ الشيخ فيه وذلك قوله : في أول الستين من القرن الماضي أي : شرائه للكتاب ، والصوابُ أنه في أول الخمسين من القرن الماضي ؛ لأنه تلك الفترة كانَ في مكة فيما بين آخر سنة 1348هـ إلى أول 1353 هـ أي قبل أنْ يذهب إلى ينبع سنةَ 1354 هـ ، ويدرس فيها ، ولو كان كما قال ( في أول الستين ) ، لكان شراؤه للكتاب بعد رحيله من ينبع ، سنةَ 1357 هـ ، وهذا ما لا يكون ؛ لأنه كيف يبيع الكتاب ولم يشتره بعدُ على هذا التقدير . وإنما أطلتُ في بيان هذا الخطأ ، ليتبيَّن أنَّ الشيخ قد اشترى هذا الكتاب ، وهو في مكة قبلَ أنْ يذهب إلى ينبع ، وحتى يوقفَ على أنَّ حرصَ الشيخ ، وكَلَفَه بهذا العلم قَبْلَ أن تقعَ له تلك الحادثة مع طلابه ، ولأنّ الشيخَ ممن تُعدُّ سقطاته ، وممن عُرفَ بشدَّة التحري ، والتَّوثيق .






تم الخبر ، وإلى الخبر القادم خبر أبي سعيد الأصمعي



وأنا على نِجْزِ قضائه ، قد حَرّرتُه جَهْدي

محمد الشاوي
24/01/2009, 06:40 AM
هذا خبر يعدل مائة ..

ولكن لا مفر من الثلاثين يا سليل الكرام .

zpady
24/01/2009, 10:36 AM
موضوع طريف وجميل

عبد الله المنصور
24/01/2009, 09:54 PM
هذا خبر يعدل مائة ..

ولكن لا مفر من الثلاثين يا سليل الكرام .
ثناؤك جمل هذه الصفحة ، و أما بقية هذه الطرائف التي وعدت بها ؛ فالنية معقودة عليها ، وحسبك من جهتي أنا صحة النية ، ولا تبل بعد ذلك إن زادت على هذب العدد ، أو نقصت .

عبد الله المنصور
26/01/2009, 09:40 PM
موضوع طريف وجميل أرجو أن يكون على وفق ما تحبون - أخي الكريم -.

عبد الله المنصور
26/01/2009, 10:13 PM
[ 5 ]






من كتابِ [ معجم ما استعجم ] لأبي عُبيْدٍ عبدِ الله بن عبد العزيز البَكْريِّ المتوفَّى سنةَ 487 هـ ، صاحبِ الكتاب المشهور : (( اللآلِى )) الذي يُسمِّه بعضُ الناس خطأً( سِمطَ اللآلِى ) ، وإنما السِّمطُ للميمني ، ولكن أَبْهمه الميمنيّ رَحمه الله بهذه الكلمة ، فزلَّتْ فيه أقدامٌ ، حتّى نصَّ على هذا الدكتور محمود الطَّناحي في كتاب [ مدخلٍ إلى تاريخ نَشرِ التراث العربي : 127] ، وقال : فكلمةُ (( سِمْطٍ )) من وضعِ الأستاذ الميمني .



وليس هذا موضعَ الكلام على (( اللآلِي )) ، وتصحيح عنوانه .





***




وخبرنا الذي سنجنيه لكم ، في هذه المرَّة ، هو من صِنوه الآخر كتابِ [ معجم ما استعجم ] ، اللذين هما في بابيْهما كخَلِيلَيْ صفاء ، وفَرْقَدَيْ سماء ، وهذا الكتابُ يكفيه جلالةً تلكَ المقدِّمة الفائقة ، بما اشتملَتْ عليه من أقوال العلماء المُسندة ، والأشعار الصحيحة ، وهي مقدِّمةٌ لاينقضي - حقًّا - عجبُ من تأمَّلَ فيها ، ولا سيَّما إذا تذكَّر الإنسانُ أنَّ الذي كتبها رجلٌ من أهل الأندلس ، بينه وبين هذه البلاد ، ما يزيد على /5000 كيلٍ .

ولكنَّ المؤسفَ أنَّ هذا الكتاب لم يقع في يدٍ تُحسنُ التعامُلَ معهَ ، وتَجلو مُحيَّاه مما علِقَ به ، وتُخرجُه للناس كما أراد مُؤلِّفه ، وكما قُدِّرَ لأخيه الآخر (( اللآلِى )).ولا نريد بقولنا هذا أنْ يكونَ آيةً من آياتِ الإبداع في التحقيق ؛ فهذا بعيد ، ولكن كان من الرأي في مثل هذا الكتاب لو أُسندَ عملُه ، وتحقيقه إلى أهله ؛ فهُم أكثرُ فَهْمًا ، وتَفَرُّساً لطوايا هذا السِّفْرِ من أيِّ شَخصٍ آخر.

وقد حسَبْتُ وحديْ أخطاءَه فإذا هي تفوقُ الحَصر ، واطَّلعتُ على نُسخةِ الشيخ حمد الجاسر ، من هذا الكتاب ، في مكتبته الخاصَّة فرأيتُ من تعليقاته وتصويباته شيئًا كثيرًا ، كأنَّه - رحمه الله - على عِلْمٍ بحاجة الكتاب إلى تحقيقٍ جديد غير تحقيق السَّقَّا ، وحسبك عَيْباً بهذه الطَّبعة أنها لم تُعارض إلا بمخطوطات مصرٍ ، بل مَخطوطات القاهرةِ وحدها فقط ! .

وسمعنا في هذه الأيام أنّ نفرًا ممن لهم قدمٌ في نشر النصوص يقومون على تحقيقه بإشراف ( مركز حمد الجاسر الثقافي ) ونرجو ألا يكونَ هذا من مُرمَّعاتِ الأخبار [ أي : التي لا يدرى ما صحَّتها ] .

ومن هذه الأخطاء الشنيعة التي يعلم بفسادها من له أدنى معرفة ، قولُ أبي عُبيد البكري في صفحة / 6 ، وهو يتكلّم عن حدود جزيرة العرب : ( وقال أبو عُبيد – يريد الهروي – عن الأصمعيِّ خِلافَ هذا ، فذكر أنَّ طولها من أقصى عدن أَبْينَ إلى ريف العراق ، وأنَّ عرضَها من جُدّة وما والاها من ساحل البحر ، إلى أطرار الشَّام) ، وهذا نصٌّ ضِقْتُ به ، وحيّرني طويلاً ، ثم علمتُ بعدَ مُدّةٍ أنَّ البَكْريَّ ينقلُ كلام أبي عبيدٍ الهرويِّ هذا الخاطئ من كتابه [ غريب الحديث 3 : 441 ] ، ويكتفى بما جاء فيه ، غيرَ مُكَلِّفٍ نفسَه الرجوعَ إلى كُتُبه الأُخرى ، ليجده على الصَّواب كما في كتابِه [ الغريب المصنَّف 1 : 474 ] ، وهذا كلامه : ( الأصمعي : جزيرة العرب ما بيْن عدَن أبينَ إلى أطرار الشام في الطول . وأمّا في العرض فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطيء البحر إلى ريف العراق ) .

والخطأُ قديمٌ – كما ترى -وقَعَ فيه أبو عبيد القاسم بنُ سلاّم نفسُه ، وتابعه عليه البكري ؛ ولكنَّ العجبَ من البكري ، إذ لم يفطن لهذا ، وقد شرح لأبي عبيدٍ ( كتابَ الأمثال ) المعروف بـ ( فصل المقال ) ، وكتاب أبيات ( الغريب المصنَّف ) .

وأمثال هذا في الكتاب كثيرةٌ أطول من أنْ نأتي عليها ، وهذا شيءٌ أستثقله على القرّاء ، لأنه يفصل بهم عن الغرض الأعلى وهو سِياقةُ خبر الأصمعي ، و أجدني بهذه الاستطرادات قد تباعدتُ من موضوعنا ، فلنبحثْ عن طريقٍ نافذٍ نَخلصُ منه إلى كتابنا لينطقَ لنا بالخبر .




***



ففي صفحة / 2 من [ معجم ما استعجم ] يقول البكري قاصًّا السبب الذي من أجله انصرفَ الأصمعي إلى التأليف في المواضع فيما بعد : ( قال ابنُ قتيبة : قرىءَ يومًا على الأصمعيِّ في شِعر أبي ذؤيب :



بأَسفلِ ذاتِ الدَّيْر أُفردَ جحشُها *** فقد ولِهتْ يومينِ فهي خَلُوج





فقال أعرابيٌّ حضَرَ المجلسَ للقارىء : ضُلَّ ضلالُك ! إنما هي (( ذاتُ الدَّبر )) ، بالباء المعجمة الواحدة ، وهي ثنيَّةٌ عندنا . فأَخذ الأصمعيُّ بذلك فيما بعد ) انتهى كلام ابن قُتيبة ، وقد نقله البكريُّ بنصِّه من كتاب ابن قتيبة [ الشعر والشعراء 1 : 83 ] ، كما أشار المُحقِّقُ ، وفي كلا الكتابين أنَّ الحاضِرَ للمجلس أعرابيٌّ مجهول ، وهو خطأٌ من ابنِ قتيبة تابعه البكريُّ عليه ، والصوابُ ما قرأتُه في كتاب[ شرح ما يقع فيه التَّصحيف ، والتَّحريف 1 : 212 . طبعة دمشق ]لأبي أحمدٍ الحسنِ بن عبد الله العسكري يرويه بتمامه على وجهٍ آخر قال : أخبرني محمد بن يحيى ، أخبرنا الطَّيّب بنُ محمد ، حدثنا موسى بن سعيد بن سَلْمٍ قال : كان الأصمعيّ يجيءُ إلى أبي فَيقرأُ عليه إخوتي الأشعارَ ، ثمّ جاءَنا أبو عمروٍ الشيباني وابنُ الأعرابي ، فحضر أبو عمرو الشيباني ، ونحن نقرأُ على الأصمعيّ شِعْرَ هُذيْلٍ ، فمرَّتْ قَصيدةُ إبي ذُؤيبٍ التي أَوَّلها :





سقى أمَّ عمروٍ كلَّ آخِرِ لَيلةٍ *** حناتمُ سودٌ ماؤُهنَّ ثَبيج





فلّما بلغنا قوله :





بأَسفلِ ذاتِ الدَّيْرِ أُفرِدَ جَحشُها *** فقد وَلِهتْ يومينِ فهي خَلوجُ





قال أبو عمروٍ للأصمعي : أهكذا تَروِيه (( بأسفلِ ذاتِ الدّيْر )) ؟ قال : نعم ، قال : وأيُّ دَيْرٍ هناك ؟ إنَّما هو (( بأسفلِ ذاتِ الدَّبر )) أي النَّحْل ، فَضَحكَ الأصمعيُّ ، وتركَ جوابَه ، وقال : متى صارَ الدّبر – وهو مَسْفَلٌ – تُنْسَبُ إليه المواضِعُ ، وتُضافُ إليه ؟ ثمَّ أنشدنا أشعاراً كثيرةً في ذِكر العرب للدَّيْرات ، ودخل أبي ونحنُ في ذلكَ فعرَّفناه ، فقال : يا أبا سعيد ! ليسَ في هؤلاء أحدٌ أخذ عن مثلِ أبي عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمر ، والخليل بن أحمد ، وسلَمةَ بن عيَّاش ، ويونُسَ بن حبيبَ وأبي الخطَّاب الأخفش ، وخَلَف الأحمر فسكَّنَ من نفْسه وكان نافرًا ).



فهذه هي الرواية الأصحُّ من الروايتين ، وهي الرواية المتَّصلة الإسناد .
والحقُّ ما قاله أبو عمرو الشيباني ، ولكنَّ الأصمعيَّ أَنِفَ أن يخضع بهذا لأبي عمرو الشيباني في حَضرةِ ابنِ الأعرابي وهو كوفي ، و الأصمعيُّ بصريٌّ ، فعََطْعَط [ أي : رفعَ صوتَه ، وأَجْلَبَ عند الخصومة ] واستطال بلسانه عليه ، ، وحاولَ أنْ يغالطه بقوله له : و متى صارَ الدّبر – وهو مَسْفَلٌ – تُنْسَبُ إليه المواضِعُ ، وتُضافُ إليه ؟ ، وليس في كلامه هذا حُجَّةٌ – كما ترى - ، ولكنَّ هذه المُغالطة ملأتْ صدْرَ أبي أحمد العسكريّ ، فجعلَ هذا من أوهام أبي عمرو الشيباني ، وليس الأمر كما ظنّ ، وذلك لِجهاتٍ :
الأُولى / ما ذكره الشيبانيُّ نفسُه ، وهو أنّ النَّحلَ يسمَّى : دَبْرًا ، ولا أحد يجهل قصةَ الصحابي ( حميِّ الدَّبر ) ومعلومٌ أنَّ بلاد هذيلٍ إلى هذه الساعة يُشتارُ منها العسلُ ، وهي مواطنه ؛ فلماذا لا يكونُ أبوذُؤيبٍ قَصدَ مكانًا من بلاده ذا نَحْلٍ وعسل ؟ وذلك غير خافٍ .

الثانيةُ / أنه لا يوجد في معاجم البلدان موضعٌ بهذا الاسم ، وما عُهد في تلك البلاد ( دَير ) لا في الجاهليّة ، ولا في الإسلام.

الثالثة / في شرح أشعار الهذليين المطبوع ، للسكري فقد رواها (( بأسفل ذات الدَّبْر )) ، وقال في شرحها : شُعبةٌ فيها دبرٌ ، و (( الدَّبْر )) النحل . و أكادُ أجزمُ بأنّ السكريَّ رواها عن الأصمعي ، فإنّه نصَّ على أنه رواها عن الأصمعي ، في أوائل القصيدة ، ترى ذلك في المجلد الأول صفحة / 136 .

الرابعة / أنه لا يلزمُ من ذكرِ العربِ للدِّياراتِ في أشعارها وُجودُ ذلك المكان .

ومن طريفِ ما وجدتُ للأصمعي من أوهامٍ في المواضع والبلدان ما قرأتُه في صفحة / 172 من كتاب [ طبقاتِ النَّحويين ، واللّغويين ] لأبي بكرٍ الزُّبَيْديّ ، طبعة دار المعارف ، قال أبوبكر : ( وقال أبو العباس : صار أبو مُحلِّمٍ يومًا إلى أحمد بن سعيدٍ بن سَلْمٍ ، وقد وَلِيَ أحمدُ اليمامةَ ، والبحرينِ ، وطريقِ مكة ، ومعه أعرابيٌّ ، فاستأذن ، فقيل له : هو نائم ، فعدلَ إلينا ؛ وكنتُ مع جماعةٍ بالقُربِ من بابه ، فقال لي يا أبا العباس ، يَحجُبُني صديقُك ؟ ! فقلتُ : لا والله ؛ ما خرجتُ حتى نام ؛ فقال : لا والله ولكنه كما قال الشاعرُ :



شاهَ الوجوهُ لِبغْثانٍ على أَمِرٍ *** شيب المفارق أعلى نشئها بال



لا يصبرون على خَطْبٍ ألمَّ بهم *** ولا يفارقهم إلا أخٌ قالِ





قال : ثمَّ أقبلَ الأعرابي فقال : وكذلك الكذَّاب – يعني الأصمعي – يقول : الدَّيْلمُ الأعداء ، ولا والله ما الدَّيْلم إلا ماء ، وقد وردته غَيْرَ مرّة ، وهذا الحرفُ في شعر عنترة :





شَربَتْ بماء الدُّحرضينِ فأصبحتْ *** زوراءَ تنفرُ عن حِياض الدَّيلم ِ





قال الأصمعي : هم الأعداء ، وهو اسمُ ماءٍ ، فغلِطَ الأصمعي. انتهى





ومن الطريفِ في هذا الأمر أنَّ أحمد بن سعيدٍ الذي جاءَ في هذا الخبر ، هو أخو من روى الخبر السابق موسى بن سعيد بن سلْم ، وإنما قدَّمنا هذا الخبر وأخرَّنا ما هو ألصقُ بهذا الخبر الخامس لأجل هذه المناسبة الطريفة بين الأخوين .


***

.



تم ، وإلى الخبر القادم خبرِ الأصمعي مع أبي عبيدة

لبيد بن ربيعة
26/01/2009, 10:30 PM
:) هنيئاً لمنتدانا الغالي مكشات بأمثالكم من الأدباء الأربّاء وهذه النقول الجميلة وفقكم الله جميعاً لكل خير

ودمتم بود،،

محمد الشاوي
27/01/2009, 06:56 AM
الغالي سلسل كرام ...
رحمك الله وغفر لك ..

لقد ذكرتني باستطراداتك هذه بالشيخ على الطنطاوي رحمه الله ..

ولكن لا أكتمك سر إذا قلت إنني أستفيد من هذه الاستطرادت كثيرا بارك الله فيك وفي وقتك

ابراهيم2008
28/01/2009, 02:25 AM
بارك الله فيك على الموضوع

المحتسب
29/01/2009, 08:56 PM
يعطيك العافيه اخوي سليل كرم على الطرفة واضحك الله سنك

الدرع العربي
30/01/2009, 11:57 PM
أخي سليل كرام :
كتاباتك تتسم باللغة الفصيحة التي قَلّ أن يسير على خُطاها المُحْدَثون ، وهذا فخر لك - لا شك - ، لكني أمام عبارة دخيلة على العربية استخدمها المتفذلكون الذين أضر بهم ( حماسهم ) لمجامع إفساد اللغة العربية سواء في البلد الذي لا يُنقِّط الياء في نهاية الكلام أو في البلد الذي عَرّب الأحفورة الجيولوجية إلى مستحاثّة ، وقد قلتَ :
"من أهل الأندلس ، بينه وبين هذه البلاد ، ما يزيد على /5000 كيلٍ "
وعلم الله أن الكِيل - بكسر الكاف - لمن الكلمات التي يمجها السمع وتنتحر لديها الأذواق ، فهلا قلت : " 5000 ميلٍ عصريِّ " !!!
وفي معرض حديثك عن معجم الوزير البكري قلت :
"حاجة الكتاب إلى تحقيقٍ جديد غير تحقيق السَّقَّا "
ولَعَمري إن السقا ، رغم جهده المشكور في إخراج الكتاب ، إلا أنه قد أساء إليه بجهله في البلدانيات ، وليس تحقيقه (بل تَخْـفِيقُـهُ) لكتاب سيرة ابن هشام بأقل شرا مما فعل في كتاب البكري ، ولن تجد نفسك في رضى عما فعله السقا حتى ترى تخفيق محمد محيي الدين عبد الحميد لكتاب السمهودي ( على رأي مجمعهم : محيَى الدين ، السمهودَى ).
شكر الله سعيك .

عبد الله المنصور
01/02/2009, 08:45 AM
:) هنيئاً لمنتدانا الغالي مكشات بأمثالكم من الأدباء الأربّاء وهذه النقول الجميلة وفقكم الله جميعاً لكل خير

ودمتم بود،،



أشكر لك - أخي محموداً - وقوفَك على هذه الأخبار ، راجيًا أنْ توافق فيها ما تحب .

عبد الله المنصور
01/02/2009, 09:03 AM
الغالي سلسل كرام ...
رحمك الله وغفر لك ..

لقد ذكرتني باستطراداتك هذه بالشيخ على الطنطاوي رحمه الله ..

ولكن لا أكتمك سر إذا قلت إنني أستفيد من هذه الاستطرادت كثيرا بارك الله فيك وفي وقتك

و إيَّاك رَحِم..

وأين العياليمُ الخُسُف من النِّطافِ الرِّقاق !

ولستُ أخفي عنك أني على علمٍ بقلَّةِ من يبش بمثل هذه المقالات ، ولكني كتبتها لكم ، ولأمثالكم ، ممن يقدرها قدرها .

فشكرًا لك أخي محمد .

عبد الله المنصور
01/02/2009, 09:10 AM
أخويَّ الكريمين [ إبراهيم ، والمحتسبَ ] و أنا سررتُ بدخولكما ، واجتيازكما .

عبد الله المنصور
01/02/2009, 09:51 AM
أخي سليل كرام :
كتاباتك تتسم باللغة الفصيحة التي قَلّ أن يسير على خُطاها المُحْدَثون ، وهذا فخر لك - لا شك - ، لكني أمام عبارة دخيلة على العربية استخدمها المتفذلكون الذين أضر بهم ( حماسهم ) لمجامع إفساد اللغة العربية سواء في البلد الذي لا يُنقِّط الياء في نهاية الكلام أو في البلد الذي عَرّب الأحفورة الجيولوجية إلى مستحاثّة ، وقد قلتَ :
"من أهل الأندلس ، بينه وبين هذه البلاد ، ما يزيد على /5000 كيلٍ "
وعلم الله أن الكِيل - بكسر الكاف - لمن الكلمات التي يمجها السمع وتنتحر لديها الأذواق ، فهلا قلت : " 5000 ميلٍ عصريِّ " !!!
وفي معرض حديثك عن معجم الوزير البكري قلت :
"حاجة الكتاب إلى تحقيقٍ جديد غير تحقيق السَّقَّا "
ولَعَمري إن السقا ، رغم جهده المشكور في إخراج الكتاب ، إلا أنه قد أساء إليه بجهله في البلدانيات ، وليس تحقيقه (بل تَخْـفِيقُـهُ) لكتاب سيرة ابن هشام بأقل شرا مما فعل في كتاب البكري ، ولن تجد نفسك في رضى عما فعله السقا حتى ترى تخفيق محمد محيي الدين عبد الحميد لكتاب السمهودي ( على رأي مجمعهم : محيَى الدين ، السمهودَى ).
شكر الله سعيك .
أشكرُ لك أخي [ الدرع العربي ] ، اهتمامك ، وانتباهك ، وإنْ كُنتُ أخالفك الرأيَ فيما ذهبتَ إليه لأمور :

1- أنَّ كلمة ( كيل ) مُعرَّبةٌ من ( كيلو ) ، فإذا عرفنا أنها معرّبة من ذلك ، سقط الخوفُ من التَّحوُّبِ في استعمال ما عرِّب ، وأين أنت من كلمة ( متر ، وتلفاز ) .

2- أني رأيتُ جِلَّة العلماء يستعملها ، كالجاسر ، والرافعي ، والطنطاوي فيما أظن .

3- أنَّ تبَدُّلنا بهذه اللفظة ( الكيل ) ، لفظةَ ( الميل العصري ) يفضي إلى أمور :

أ- الاضطرار إلى استعمال كلمتين ، وهذا الذي - لاشك - أثقل من كلمة واحدة.

ب - أن يكون اللفظ ملبسًا ، لأنه يختلط بالمعنى اللغوي ، وما يستعمله البلدانيون المتقدمون في كُتبهم ، والميل الأمريكي ، وشيءٌ يضطرنا إلى هذه الأمور ليس بأفضل مما لا يضطرنا إلى شيءٍ منها .

ج - أن التقييدَ بكلمة (عصري ) أشدُّ إلباسًا ؛ لأنه يجوزُ أنْ يسأل سائل عن نسبته إلى أيِّ العصور ، هل هو قبل ألفَ عامٍ ، أو هو الآن ، أو بعد مئتي سنةٍ ؛ فهي كما ترى أشدُّ إشاعةً من كلمة ( كيل ) ، والعلماء إذا استعملوا هذه اللفظة أي ( عصريّ ) كانوا يقيدوها ، فهم يقولون مثلاً : الأصمعيُّ عصريُّ أبي عُبيدة وهكذا .



وأحيّيك أخي مرةً أخرى على ما أبديتَ من استحسانٍ لما كتبتُ .

ارنون
01/02/2009, 10:14 AM
موضوع جميل شكرا على الجهود

عبد الله المنصور
01/02/2009, 10:49 AM
موضوع جميل شكرا على الجهود

وأنت قد استوجبت منا الشكر لاجتيازك .

رعاد مطر
01/02/2009, 11:16 AM
بارك الله فيك

الدرع العربي
02/02/2009, 09:39 PM
دعني أحيّي فيك هذه الأريحية واعلم أني وافقتك في جل ما قلت وليس فيه كله
رحمني الله وإياك

تصريح
04/08/2010, 09:05 AM
نرفعه الآن برجاء أن يُكمل الأديب البلداني الأستاذ عبد الله المنصور ما استأنفه من هذه الطرائف, ولكي يقوم بسداد دينه تجاه الأستاذ الكريم محمد الشاوي الذي لزمهِ.

ننتظر الأستاذ

الدرع العربي
17/06/2011, 11:21 PM
لقَد همَّني أمرُ الصورة ، وكنتُ شديدَ الحِرْصِ عليها ؛ لأني أحببتُ ألا يفوتَ الأعضاء من ذلك الخبر شيءٌ ،

فكنتُ أراها في الكتاب ولا أدري كيف أُخلِّصها منه ، و أدرجها مع الخبر ، فَجئتَ أنتَ بها قبلَ أن يرتَدَّ إليَّ

طرفي كالسهم المُنْصلِت .


فلا عَدِمناك يا أبا فارس .

لقد شققت سمع الشاوي بياء النداء !
كيف أيها الأديب الأريب يأتيك الشاوي بالصورة التي أردتها قبل أن يرتد إليك طرفك ثم تناديه بياء النداء ؟
أم إنك لم يكد يرتد إليك طرفك مرة أخرى حتى كان الشاوي قد وصل إلى موضع أبعد من عرش بلقيس !

عصا الترحال
18/06/2011, 04:42 PM
مازال هذا الموضوع متجددا رغم توقفه
بارك الله فيك

محمد الشاوي
18/06/2011, 07:07 PM
لقد شققت سمع الشاوي بياء النداء !
كيف أيها الأديب الأريب يأتيك الشاوي بالصورة التي أردتها قبل أن يرتد إليك طرفك ثم تناديه بياء النداء ؟
أم إنك لم يكد يرتد إليك طرفك مرة أخرى حتى كان الشاوي قد وصل إلى موضع أبعد من عرش بلقيس !



هذه الياء ليست للنداء

بل هي ياء الدلال

كقول الحبيب لحبيبه ياحبيبي ياعمري ياروحي ياحياتي ياعسل :p

ليتني أملك من السرعة ما أعطاه الله عفريت سليمان عليه السلام

إذا لتوضأت في القصيم وأقمت في المدينة وصليت في مكة وقرأت وردي في صنعاء

ولكن بعد أن يسقط النظام :D

الدرع العربي
19/06/2011, 07:25 PM
هذه الياء ليست للنداء


بل هي ياء الدلال


كقول الحبيب لحبيبه ياحبيبي ياعمري ياروحي ياحياتي ياعسل :p


ليتني أملك من السرعة ما أعطاه الله عفريت سليمان عليه السلام


إذا لتوضأت في القصيم وأقمت في المدينة وصليت في مكة وقرأت وردي في صنعاء


ولكن بعد أن يسقط النظام :D


مكشات جهة غير سياسية

محمد الشاوي
19/06/2011, 07:55 PM
مكشات جهة غير سياسية

المقصود النظام القبلي :D

الدرع العربي
24/06/2011, 01:59 PM
هذه منظومة على شكل قصيدة جادت بها قريحتي المتواضعة فلست من فرسان الشعر العامي ، وفيها طرائف بلدانية ، جرت أحداثها في منطقة عفيف وما حولها ..



عفيف



عفيف .. منطقة جميلة في بلادنا الغالية ، وحين يكسوها الربيع بحلله الأنيقة تكون سحرا للألباب .



قمت بجولات ميدانية تنيف على الثلاثين خلال الأعوام 1415- 1416- 1417 هـ لرسم خريطة مفصلة لها ، وكان معظم هذه الجولات صحبة تلميذ وفيّ وزميل فاضل هو الأخ فهد بن عايض النفيعي .



وثناء على المواقف الخالدة التي قابلَنا بها كثير من المواطنين الأخيار كانت هذه الأبيات ، وليس الهدف منها المديح ، ولكنه صدى كل موقف نبيل قد يقرأُه صاحبه فيعرف أن للفضل من يشكره ، وقد تجاهلت كل موقف يخالف ذلك ، وهي – بحمد الله – مواقف نادرة ..



للعــزّ يا ذكــــرى الـزّمـان الّـذي فـاتْ * والـوقـت يـمــضـــي له طـراة وحـلاةِ



ولولا الــزمن فـوّات والعــمـر فـــوّاتْ * ما ظنّي اكتــب للـــــــوفا ذكــريـــاتي



تســــقي عفيف النـاشــيات المغــيــثاتْ * وتشــــمل طـوارفـها وكـــلّ الجــهاتِ



عفيف ديــــرة مــدركـيـــن الجمــالاتْ * واهــل الــوفا والـمـجــــد والطّـايـلاتِ



دار الكـــرام اهل الصّـــخا والمـروّات * صــــرح ن رسـا سـاسه بعــــزّ وثباتِ



جا لي بها في ماضــي الوقت ســجّاتْ * مع الـرّفيـــــق اللي عشــــقها ســوات



قليل جنس ن في العـــرب والقـــرابات * من حســـن خلقه نال زيـــن الصـفاتِ



فهـد ولــــد عايض ليـا حلّـــت ازمـاتْ * خلّـــه على يمــــناك واحفـظ وصـاتي



نعم ن بـابو عايـــض بكـــلّ المجـالات * يا كــــثر مـا عـنــــده من مْـــمَـيّـزاتِ



طيــــر الهَـداد اللي له الجزل صيدات * الله يمــــتّع لــه بطـــول الـحيــــــــــاةِ



عامين اخذنا في هكا الصّـوب جـولات * ما بين حـــــــــرّ وبرد : قيظ ومشـات



أيّــــام تمـــضي كنّـها بـــسّ لحْــظـاتْ * لا زانـــت الخـــوّة نســـــيت الشّـــقـاةِ



مرّ ن مع العضْـــــيان والا الغــبـــيّات * ومــــرّ ن مع الجــذعـان والا الحــفـاةِ



ومع العـــوازم في الدّيــــار العذيّــــات * والاد مرشــــد والـفعـــايـل خَــــــواتِ



ومقــادم الكرزان في الحـــرب قـادات * فعـولـهم لامـــجــــادهـم شـــــاهـــداتِ



كم فـرّجوا في غبّـــة الكـون كــــربات * مـركاضـــهم تجْـلـَـى بـه المعضــلاتِ



عيّـــنت ابن هـندي طـــروقه مْخَــــّلاةْ * مـتعــب جـــهام الجيش والصّـــافـنات



يــامـــا ضـرب في صارمه كلّ جمهاة * وقــطع على غـــــازيـه درب النّـــجاةِ



صـوته ليـا جا له غـضــب وانفـعالات * من الصّــلف تصـــقط بـه الحــامـلات



واللـي وفيّــــين ن بكـــــلّ الــمهـمّــات * ألاد مشْـــــيـب ســـــقم عيــن العْـــداةِ



مروّيـة حـدب السّـــيوف الشّــطيـرات * واهل الكـــرم في حــــزّة المـوجبــات



عتــبان فيهم زود نجـــدة وفــــزعـات * تاريــخـهم يشـــــهد لــهم بحْـسَـــــناتِ



تاريخـهم يشــــــهد لـهـم بالسّــــجلات * أمجــــادهم عـلى العـــزا مرســـــياتِ



ونوب ن مع القمشـان والا العضــيلات * والا مـــوازيـن ن عَــداها الشـــــــمات



مطران فيهم ســاعة الضيـــق شِــدّات * طعـونــــهم يــوم اللّـــقا مـدْمـــــــيات



للنّــفس في هضـب الديـاحين مشـــهاة * منزل بريْـــه مطـــــوّعـين العْــــصاةِ



يامــــا حلى شــوفةْ رياضـــه مريفات * وابْـــلـهْ على حيـــرانـهـا عــاطــفـات



يا ما جرى في ساحته من خصـومات * ويا مـــا نتــج عنها من مْشــــاحـنـات



وهضب القليب اللي ذكر في الروايات * عقبــــه غدوا عبس وفزارة شــــــتاتِ



مشّــــوا به الغـــبرا وداحـــس مجاراة * يا شَـــــــرّهـم ودمـيّـــهم ســـــايــلات



قلّــــة تـوافيــــقْ وقـرادة وفســــــقات * جـــرّت نتايــــج يــــوم جَـــفْر الهَـباةِ



ووادي الجريراللي عريض المساحات * عــــــــذب الفيـــافي مدهل المرْزْمات



ياما حلى ممشـــاه من عقب ســــيلات * وعوص النضا في ســاحته ســارحات



قبلي ســــجا يـبدا جنوب ن من اجلات * ســـــــــيول الرّوافــد فـيه متْــداحمات



واخر مصبّــه في الــــرّمَة عند ابانات * غرب العــريق وشــرقي صخيــبرات



كم دار حـوله من نزاع وصــــراعات * حرب البســوس من الشــهود الثّــقاتِ



تغلـــب وبكر اخـــــوان قبل الخلافات * وكليــب جبّـــار ن على النّــاس عاتي



ضيّـق على بكر الفجوج الوســــيعات * حتى مــــــواردهم غـدنْ مصْــفـــيات



وتعرّضـه جسّــــــاس وابليس ما مات * وجــــــرّ المصايب وارّث المشكلات



عقب الذنايب صاروا قســـوم واشتات * والشّــــــــرّ طبّــق من عقب واردات



وكم ثار بين النّـــــــير والخنفســيّـات * عجّ الرّمك بايّــــــــامها المــوغــلات



وبين العرايس والاناصـر وشــــرثات * وبين الاكيــــــثال الحمر وكْـبشــــاتِ



ويوم اللّـــوَى حدّد دريـــــد اقتراحات * وعيّـــــت هوازن تقبــل التّـــوصيات



قـال المــــوارد فـــوقها القوم جمعات * وقلوبـــــــــهم مـن فعلــكم دامـيـــات



جزم ان تجيـــهم عن خبركم بلاغات * ولا ذا بـــوقت خـــلاف ومعــــاندات



وجتهم جموع ن لاحقـــــــتهم بغــرّات * في الليــلة الظــــــــلما ولا من سْـواةِ



خلوا جثـــثهم للذّيـــــــاب المجيــــعات * واخــــــــو دريد بســـاعة الغـــدر ماتِ



واليوم ابا اذكـر ذكريـــــات ن مثيرات * من الذّهـــــــن ما تحـتاج لمذكّــــراتِ



مواقف ن فيها العــلوم الطّـــــريـــفات * تعـــدادها نمــــــــــلا به مجلّــــــدات



في المردمة رجل ن لفضـــله علامات * شـــــرواه يا مال اليســـــــر والغــناةِ



المـدح ما يكفي جنــــــــابه مجـــــازاة * بجــد فعــــــــوله جزلـــة ن باهـــراتِ



وابو حريـــــبة ما نـــوفّـــــــيه هيهات * اللــي بيــــوته للنّــــــظر بــــــارزات



ربّى عيــــــاله في المكارم ربـــــوّاتْ * وعــــدودهـم في جمّـــــها راهيــــات



وراعي السّــــريحية زبــون الونيّــات * ابن مصـــــوّي مــرذي المســـــمنات



ما بين حســــــلة وام اذاخر وطخفات * ترفع له البيــــــــــضا على النّــايفات



وجاره مــن القمشــــان فعله هــوالات * حوصــــــان ريف اللي شكــنّ الحَـفاةِ



وحِيلان فيها اهل الفعــــول الحميـدات * عــــــوازم ن ما تهــــمل الواجــبـــات



وعلى النّـــصايف يرمي الفال مــرّات * وبحــــور اهـــلها بالنّــــدى طاميــات



ما خــاب من وجّه للاخيــــار وجهات * ســــــــعود وعياله هــل المكــــرُمات



النّـــيّـــة تْذلّــــل جميع الصّـــــعوبات * ندْني جيـــــوب ن للهدف مدْنيـــــــات



ودليـــــل بن عرنان ما عنه صــــدّات * ناره تنــــــادي كـــلّ من مــرّ يــــاتي



في موقع ن جاده من الغيـث غشــنات * تخْضــرّ ريضــانه بزيــن النّــــبــات



عسـعس نخصه كلّ مرّة بمكشــــــات * مـع زْمَــــــلا واحيـــانْ مـع عـايْــلاتِ



ولابن نقــا باطــراف نومـان قـــامات * راعي مــعامــــــيـل ن لكيـــفه طــراة



وفي فيضـة العوجا رفيق المســــرّات * انوار بيــــــــته بالغلـــس واضـــحات



طحنا عليه مع الغســـق عقب طلعات * فـوق العــــريق اللي عليه الشّـــــــفاة



ولْشــايب العــــــوجا مزوح وعيارات * راعي كــــــرم ودْلاله مســــــاطرات



وزبار راعي مصــودعة طيّـب الذّات * اللي يـدربــــل لابــله المقــــــــــفيــات



ما ردّته عنّــا الخيــــــار النّـــجيــبات * حتّى وهنْ عــن ســـاحته مبْـعــــدات



وفي مقيــــبرة للطّيـــب بانت دلالات * ليت اســـــمها طــــابة مع الطيّـــبات



بعض الاسامي يا هل العِرف شــينات * مع طيــــــــبكم لا شـــكّْ متْــناقْضاتِ



لنـا من افـــعال اكرم الخــلق قــدوات * قــد غيّــرَ اسْــمًا شـــافهــنْ شـــاذّاتِ



وللعصــر في فيضـــــة تريكة مزيّات * قلوب اهلـها زينـــــــة ن صــــــافيات



وفي نايضيّـة مخْيط اهل الشّــــكالات * ودُور ن على مـــدّ النّـــظـر لايــحات



وْجيه السعد ما جات يوم ن مشـــيحات * مســــتبشـــرات ن سَــفرة ن ضاحكات



وعـلى قرينيــســات وجّـــه عربسـات * الدرب ســــمْـحْ وْلا به تْعـــــرّجـــات



فيـها كفيـــف ن والقلــوب البصـيـرات * أوامـــره عـنـد الـعــــرب نـافــــــذات



وفي وادي الشّـــــبرم ديار ومحــلات * للي خيـــول امجــادهم مــسْـــــرجات



من لابــــــة ن يروون حـدّ الرّهيــفات * ما احــد ن يغطّ اذكار فعـل السّْــــلاتِ



في البادريّــة ريف ركب ن منيـــخات * ذوي خضــــيْر لكلّ خيــر ن حْـضــاةِ



وســـكّـان حشّــاشـة يـديــهـم نديّـــات * ورْباعــــــهم بـيــبانها مْــشَـــرّعــات



وفـتًى بســــلطانة له من التــحيّـــــات * شـــــروى الجميع بعــدل ومــوازنات



ومْــدرْهم اللي بـــايمـــن الغالبــيّـــات * مبــــناه في الخبـــرا قويّ العَـــــــزاةِ



واهل النّــــباه اهل الـــرّْباع المعـــذّاةْ * لهم عــن التّــقصــير حـــرز وبَـــراةِ



وراعي الخريصية وانا اشهد شهادات * جيـــــناه في حــــــزّةْ هــجــاد وبيـاتِ



رصـيده من الطّــيب ما هو ريـــالات * يا جعل نســـــله كثر شـــعب الفـرات



على المنــابر تنكــتب لــه دعــــايـات * عــسى ديــاره بالـــرّخــا عـامـــرات



واللي عقيب العصر في الاشـــعريّات * على عمَــلْـنا يــطـــلـب البيّْـــــــــنات



قلـــــنا ترى الاخيار يمّ مْغَــطِيّــــــات * والحقّْ مــا يحتـــــــاج لمــجامــــلات



وفصّــــل لنا اللي نطلبـه من جـوابات * وقال الشّـــحم والطّــيب ومهيّــــــلات



واللي لحقنا من صـــــــلاته ركوعات * قال اســـمروا هذا العشـــا والمـــبات



مبناه له في الطّــيب ساس ن وميـدات * بابو سْـــــــلَـيْم ولا يبي تـــــزكيـــاتِ



وعلى المحامـة للمواجيــــب دعْــوات * من اثنــــين عـند البيــــر وِرد ن رْواةِ



في البَـرّْ ما صكَّـت عليـــهم عمارات * دايـــم يـســـجّـون النّــظـر بالفـَــــلاة



وتسقي الجثــوم وقــدّ ذيك الحضافات * غرّ المزون تْــســـاق متْـــتابعـــــات



تلقى شـــماله فيضــته خمســـة ابيات * أبوابـهم لـضيـــــوفهم مشْــــــرَعـات



بيـوت السّـــموءل للسّـــياحين مــهداةْ * حتى لـو انّ ســـنيــنها مرمـســــــات



قال الكرام لــــهم عــداد ن قليــــــلات * وقصــــيرهم ما احد ن ينــوله بتـــاتِ



ومن حول الاصفر للشّـكالة اجرايات * والطّـــيب يظهـر ماش دونــه غــطاةِ



للثـّــــامريّـــة يــذْكـر النّـــعم كـــرّات * في معـــرفتْها مكســــب ن وثـْــمَراتِ



ديرة علي ؟! هذا جواب الســـوالات * ديـــرة عـــلي ما هي مـن الخافـيـات



وكـم مــرّة ن ناخذ بنـــــــومان لــفّات * في فيضـــــــته وقْــفات ومْــقابـــلات



تنـــــافس محطّتها كبــار المحطـّــات * والميـــــذنة لمبـــــــاتها نيّــــــــرات



لنا عليها بعـض الاحيــــــان روجات * نكمّـــــل العــــزبة بـمســــــــتلزمات



وعن طاعة الوافيـن اخذنا احتياطات * في كــلّْ يــــوم اعـــذارْنــا والـْــمـاتِ



وتلــزيم بـدر القــوس ما بـــه مراواة * ما يحتـــري شــرح ن ولا مْــقـدّمات



مبــناه في الصــهلوج ما به متــاهات * وعــلى الـكـــرام رْبـــاعــــهم دالاّتِ



وجزْنا مع دْحِيل الفْلا بصمت وسْكات * ورْكـــابنا يــمّ اللّــوى مــوجْـــــــفات



واديه قد جـــا له من الغيـــث دفــعات * تنـســـاق من حــرّة كشـــــب نـازلات



وبيـن الينـــوفـيّــات والرطــرطيّـــات * ما احلى الريــاض زهـورها زاهيات



فيها الخيـام الواســـعات النّـظيــــفات * على الـرّفاع اطنــــابها معْــــــنـزات



وكيــف ن منــقّى يعتنَى له بحمســات * لا هــــوب محــروق ن ولا به نـيـــاةِ



ودون اللّـمِيســـة لي مـناوي وغـايات * وشـــوف الرّجـال الطّيّــبيـن امنـياتي



لي بالدَّراعـيــن الكــــرام ارتبــاطـات * من لابـــــة ن امجـــادها مْـــدوَّنــــات



واهل الطّوال لْهم على الطيب عزْمات * وحْرابْ في يــــوم اللّـــقا فـــــــارْيات



بــيـوتــهـم يـمّْ المضـيّــح مْضِــيحـات * ونعـــم ن ليا قـــالوا لك هــويــمــلاتِ



واهل الشّْــواطـن يوم دور القــوامات * مثل الجبال الشّـــــمّخ الـــرّاســـيــات



الذّكر عنـهم واصـــل ن له مســـــافات * ومن زارهم يلـــــقى الحقـــيقة ثـــباتِ



عبــادل ن فيـــهم عــزايـم وصــملات * نـعـم ن ليا عـــــدّوا هـــل الغــانـمــات



لا عنــدهم زوم ن ولا من حـــزازات * وعن كلّ شــــرّْ دروبــهم مغْــلـقــات



ومواقـف ن فيها عجــب واسـتـثـارات * مـا هي غــريــبة لــكنْ مـصــادفــات



طـفل ن بوادي الثّــعل لــزّمْ بقـــلطات * نعـم ن بـابـــــوه ونـعـم بالتّــــربـيـات



ينشا الفتى عنده على الطّــيب نوهات * والتّــربيــة للطّــيب اســاس ونــــواةِ



يا حافظـين السَّـــلم طـــبع ن وعـادات * وعــادات اوايـلكم بـــكم مكْــــمَــلات



من الحْـــفاة وْلا حشــا ما انــتم حْــفاةْ * سْـــلومْــكـم عــن الحَـــفا واقــــيــات



وورع ن بــدارة كفّ عـنده عـــبارات * عـبّــر عـن افكاره بخمــس كْــــلمات



" كلّ الهْـجر قـــدّام عـيــنك غبـــيّات * " وحنّــــا لها يــوم المــواقف حْـــماةِ



لله درّك يــــــــا ســـــليـل البطــولات * يا مجنّـب ن هـــرجك عن الخـايـعات



ذكّــــرتـني قــــول ابن كلثوم بالـذّات * عـذب المـعــاني ما يجي به صَـــراةِ



فـطيــمنا يـخـضـــع عـناتـيت وطـْـغاةْ * وفي غـيـرنا هـــــذي من المعــجزات



والشّـايب اللي في صفو خط اشـارات * بـــاكــورتــــه ريــشـــةْ بــلــــيّـا دواةِ



قــــلنا لـه بحــوث التّــــواريخ مــلغاةْ * ســــــمّ الهْـجر من غير هزّ العَصــاةِ



ويوم ن بوادي فايــزة صــار هلشــات * عصــريّــة ن راحــت عليــنا فــــواتِ



ما مـنهم اللي جـا لــنا مـنـه نــجــدات * والعـرس ذيــك خـيـــــامـه مبنّــــيَات



بعـــدين عــدنـا وللتّــوافــيـق حــزّات * شـفـنا رْجـالْ شـــبــورهـم وافــيـــات



ومفــزاعنا يــمّ الطّـــويـلة مــشــــقّاتْ * نقــطـع فجـــــوج ن دونـــها خالــيات



في حدّ عرق سـبـيع غـرب الهْبَـــيّات * عدّ ن خــلا وذيـــــــابه مهــــرفْــلات



واثْـر الطّــــويلة بايســر القطّــبيّــات * تبــعد عن التّــمهيد عشــرْ خْــطواتِ



الطّـــيب من طبع الوجيه السّـــفيرات * اللــي على ما في يـديــهـم جْــــــنــاةِ



كـسّــابة السّـــــمعة قـويّــــين ارادات * بعــيـد ن عـن الــزّلاّت والـعـايـجـات



ولولا الرّدي ما بــان للطّــيب ميـزات * وهــايــــب ن مـن ربّي مْـــقسّـــــمات



ولا تســتوي جــزلاتها والهــــزيلات * ما بـيــــنهم بــالـــذّمّــة مـــقـارنـــات



كلّ ن بضدّه يتّـضـــح والملا افــــوات * من خلـــقة الدّنيا وهـــم في افـــتخاتِ



لا شــكّ مـعــرفة الحمايل تــجــارات * حـقــايق ن عــند العــرب مــثـْـبـتـاتِ



هــذي عفيف امّ الفــجوج الفســيحات * حـدودها لاهل الطـّْـــــرَقْ متْـــعْـباتِ



يانـس باراضـيها مســيّـرْ وكـشّــــات * ولســـــــانها يــا مــرحـبـا وتْـــهلاتِ



مـــن الرَّحـــاويــّة لغــربي ذقــانــات * ومــا حــدّتــه وعــلة عـلى امّ القلاتِ



ومــن الثــمامــيّــة بطـرّاف رمــحات * ومـن الــرمــيثي ليــن شــرقي غــثاةِ



وما حـدّه البــكري وغــربيّْ كـبْشــات * حتى وســـط وبــويْــب وهويشـــلات



وما حـدّته جَــفــرة جنوبيّْ حسْـــلات * حـتّى النّـــجـج واكـوامــه الصّـافّـاتِ



وتيــما طـلال وطـامية والذّريْــــرات * حتى جـبـــال الـقــــبّ واوريــنـبــاتِ



والقحـطـمـة والـرّاغ والمـيســــريّـات * والـحـــزم وامّ عـنيـقْ ومْــــوالــيـات



قطـعةْ عـزيزةْ من وطــــنّا مســــمّـاةْ * في قـلب نجـد ن موطــن المـكــرُمات



في ديــرة ن مــرّت عليها الحضـارات * أرض الجـزيـرة مســـرح الملــحمات



في حكم اخو نورة بامــان ن وخيرات * وديــارنــا في عـــدله مـحـصّـــــنـات



زانت تحَــت حكمه جميــع العلاقـات * والشّــــرع للــدّولـة أهــمّ السّـــــمات



للنّهـضة اســـتحدث وقـــوّم وزارات * باللي يـخــــصّ حــدودهن مــلْزمات



العـــــلم كثـَّــف له مــدارس وادارات * والصّـــحّة اعتــــزّت بمســتـشـفـيات



وللتّــنمـيــة قامــت مـصالح وهـيـئات * تمشــي عـلى تقـــرير ومْخــطّــطات



ومن شـان تقريب الدّيار القصـــيّـات * عـبّــد دروب وجـهّـــزْ مْــواصـلات



وزوّد محـاكم تنصـف النّاس وقْضــاةْ * تثــبيــت حــقّ وفــضّ لــمْنـازعــات



ومع الدّول حـدّد جمــيع الســياســات * وحــدودنا بـــالـــقـــوّة مـــجــــوّدات



الله يـديــم لْـــنا الـــرّخـا والمـلــــذّات * في وقـتـــنا وايّــــامْــنا المـــــقـبلات



وعاشت حكومة حامي ارض القداسات * للعـــدل والإصـــلاح والمنـــجـــزات



وصــلاة ربّي عـدّ وبـــل المْخـــيلات * على نبـــيّ ن خـصّـــصـه بالصّـــلاةِ



سعد بن علي الماضي .. الشَّعْراء / الثّلاثاء 17/ 2/ 1420 هـ 1/ 6/ 1999 م

ملحوظة : ما كان في هذه المنظومة من أسماء مواضع وأحداث ، بعضها حّقق تحقيقا نسبيا ، وبعض الأحداث لم تجرِ أحداثها هنا ولكن ما دار في أذهان العامة كان مما جاء في الأبيات ، فإن لم أكن اليوم مقتنعا بصحة الأحداث وبعض التحقيقات فعذري أنها قيلت في زمن لا أمتلك فيه الكثير من المعرفة الحقة

محمد الشاوي
25/06/2011, 01:37 PM
نفسك طويل أطال الله في عمرك وبارك فيه

قصيدة أعجبتني قافيتها فشجعني ذلك على القراءة منها

وسأعود إليها لأكمل بقيتها إن شاء الله

وأنا شخصيا أطمع بأخت لها فصيحة

فهل ستجود قريحتك بها ؟

لا فظ فوك

الدرع العربي
26/06/2011, 06:06 PM
نفسك طويل أطال الله في عمرك وبارك فيه





قصيدة أعجبتني قافيتها فشجعني ذلك على القراءة منها


وسأعود إليها لأكمل بقيتها إن شاء الله


وأنا شخصيا أطمع بأخت لها فصيحة


فهل ستجود قريحتك بها ؟


لا فظ فوك




قد جادت قريحتي منذ زمن ولكنها مهداة إلى أحد الإخوة الذين ذهبوا معي في رحلاتي القصيرة والطويلة ، وقلت في أولها :

قفا نستنطق الدمن اللواتي * تعفاها عفاء العافياتِ
مواضعَ قد نأت عنها سعادٌ * وهند وخولةٌ متأبداتِ
تُطيف بها الثعالب وابن آوى * وأقطاع الذئاب العاويات
تلوح لنا بطخفة والثريا * وهضب مداخل والناميات
وعسعس والجثوم وذي طلال * فأبرق راكس فثعاليات
وآرامٍ وشابتها وأبلى * فحسلةَ والذنائب والسفاة
وفي قطنٍ ورَمان وتوز * وفيدَ وإبضةٍ وقصائرات
وفي نملى ويذبل والمطالي * وبدوة والسوادة والحصاة
ومن كشب إلى حضن فتين * فملحة والدخول وحوضيات
تعاورها الرياح فكل ركن * سفته سافياء السافيات
... إلخ

محمد الشاوي
26/06/2011, 07:40 PM
قد جادت قريحتي منذ زمن ولكنها مهداة إلى أحد الإخوة الذين ذهبوا معي في رحلاتي القصيرة والطويلة ، وقلت في أولها :

قفا نستنطق الدمن اللواتي * تعفاها عفاء العافياتِ
مواضعَ قد نأت عنها سعادٌ * وهند وخولةٌ متأبداتِ
تُطيف بها الثعالب وابن آوى * وأقطاع الذئاب العاويات
تلوح لنا بطخفة والثريا * وهضب مداخل والناميات
وعسعس والجثوم وذي طلال * فأبرق راكس فثعاليات
وآرامٍ وشابتها وأبلى * فحسلةَ والذنائب والسفاة
وفي قطنٍ ورَمان وتوز * وفيدَ وإبضةٍ وقصائرات
وفي نملى ويذبل والمطالي * وبدوة والسوادة والحصاة
ومن كشب إلى حضن فتين * فملحة والدخول وحوضيات
تعاورها الرياح فكل ركن * سفته سافياء السافيات
... إلخ


قد بلغنا أنها 700 ( سبعمئة ) بيت !!

أهكذا هي ؟

فإن كانت كذلك فلم اختزلتها في عشرة أبيات ؟!!!!

أظناً بها علينا ؟ أم شفقة علينا من طولها ؟

الدرع العربي
27/06/2011, 12:11 AM
قد بلغنا أنها 700 ( سبعمئة ) بيت !!




لو اجتمع شعر الجن والإنس منذ خلقوا إلى قيام الساعة لم يبلغوا الرقم الذي وضعتَه بين قوسين لأنه لا وجود له إلا في سراديب مقامع اللغة التي أسقطت الألف .
أما قصيدتي فجاوزت نصف السبعمائة ( نصف الـ 700 ) .
لم أجد شبيها بهذه الكلمة إلا ( تغرب في عين حمئة ) .
لله طلابنا المساكين ، ماذا بثت عليهم الوزارة من فيروسات نسيان أثر الأسلاف :
1- حذف ألف المائة .
2- الفصل بين المضاف والمضاف إليه .
3- البناء على الحكاية .
وهكذا

Al3rands
28/06/2011, 01:18 PM
عافاك الله موضوع شيق

الدرع العربي
29/06/2011, 12:12 AM
عافاك الله موضوع شيق

نيابة عن عبد الله المنصور الذي يبدو أني اعتنيت بموضوعه أكثر منه أقول :
الله يعافيك

محمد الشاوي
29/06/2011, 07:41 AM
المنصور معزول عن العالم بسبب عدم توفر النت

أعانه الله على عزلته

محمد الخيال
24/06/2014, 12:59 PM
من طرائف البلدان
فلجه ديرة خرقاء ذي الرمة العامرية
التي كانت تقول : أنا منسك من مناسك الحج

شبب ذو الرمة بخرقاء العامرية بغير هوى , وإنما كانت كحالة فداوت عينه من رمد كان به فزال , فقال لها : ما تحبين حتى أعطيك , فقالت : عشرة أبيات تشبب بي , ليرغب الناس في إذا سمعوا أن في بقية للتشبيب , ففعل.
ومن خلال بحثي للتعرف على مواضع اعطاءات الرسول عليه السلام في نجد اعطاءه للعداء بن خالد البكائي مياه بالقرب من زج لاوه والزجيج بالقرب من فلجه احدى منازل الحاج البصري
وكانت خرقاء العامرية تحل فلجه , ويمر بها الحاج , فتقعد لهم وتحادثهم وتهاديهم , وكانت تقول : أنا منسك من مناسك الحج , لقول ذي الرمة فيها :
تمام الحج أن تقف المطايا * على خرقاء واضعة اللثام

وخرقاء العامرية، شاعرة ومن أخبارها ما جاء في كتاب الأغاني، ومن ذلك:
فقد حج محمد بن الحجاج الأسيدي التميمي، فلما صار بمران منصرفا، فإذا هو بغلام أشعث الذؤابة قد أورد غنيمات له، فجاءه فاستنشده. فقال له: إليك عني، فإني مشغول عنك. فألح عليه. فقال: أرشدك إلى بعض ما تحب. انظر إلى ذلك البيت الذي يلقاك، فإن فيه حاجتك، هذا بيت خرقاء ذي الرمة. فمضى محمد بن الحجاج نحوه، فطرح بالسلام من بعيد. فقالت خرقاء: ادنه. فدنا. فقالت: إنك لحضري، فمن أنت؟ قال: من تميم. وهو يحسب أنها لا معرفة لها بالناس. قالت: من أي تميم؟. فأعلمها. فلم تزل تنزله حتى انتسب إلى أبيه. فقالت: الحجاج بن عمير بن يزيد؟ قال: نعم. قالت: رحم الله أبا المثنى، قد كنا نرجو أن يكون خلفا من عمير بن يزيد. ثم قالت: حياك الله يا بني، من أين أقبلت؟ قال: من الحج. قالت: فما بالك لم تمر بي وأنا أحد مناسك الحج، إن حجك ناقص، فأقم حتى تحج، أو تكفر بعتق. قال: وكيف ذلك؟ قالت: أما سمعت قول غيلان عمك:
(تمام الحج أن تقف المطايا % على خرقاء واضعة اللثام)
. ثم أنشدته لنفسها في ذي الرمة:
(لقد أصبحت في فرعي معد % مكان النجم في فلك السماء)
(إذا ذكرت محاسنه تدرت % بحار الجود من نحو السماء)
(حصين شاد باسمك غير شك % فأنت غياث محل بالفناء)
(إذا ضنت سحابة ماء مزن % تثج بحار جودك بارتواء)
(لقد نصرت باسمك أرض قحط %كما نثرت عدي بالثراء)
فقال: أحسنت يا خرقاء، فهل سمع ذلك منك ذو الرمة؟
قالت: إي وربي. قال: فماذا قال؟ قالت: قال: شكر الله لك يا خرقاء، نعمة ربيت شكرها من ذكرها. فقالت: أثقلنا حقها، ثم قالت: اللهم غفرانك هذا في اللفظ ونحتاج إلى العمل.

محمد الخيال
15/07/2014, 02:00 AM
موقع منزل فلجه
بعد ابرقا حجر و قبل الدفينه
منقول من كتاب طريق الحج البصري
لسعيد بن دبيس العتيبي


https://drive.google.com/file/d/0B4eTXvOrEtwOUnhIZUFGWGVnRVE/edit?usp=sharing


https://drive.google.com/file/d/0B4eTXvOrEtwOYWhtUXVadVhwOFk/edit?usp=sharing


https://drive.google.com/file/d/0B4eTXvOrEtwOaXpWc24xZkZET00/edit?usp=sharing


https://drive.google.com/file/d/0B4eTXvOrEtwOQ2VxeXBoNWx3VUk/edit?usp=sharing


https://drive.google.com/file/d/0B4eTXvOrEtwOMkVDbkRfdjc5LUk/edit?usp=sharing