خليف العيد
16/10/2008, 10:15 PM
احبتي في الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع هو لاحد رحلاتي مع الاعضاء
ابوريان وولد نجد وابنائه وهو زيارتنا لمدينة فيد التاريخية
http://www.mdmn.net/up/f00594e812.jpg (http://www.mdmn.net/)
أقوال المؤرخين في قدم فيد قبل الإسلام
قال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي مبيناً قدم (فيد) في التاريخ : "(فيد)- بفتح الفاء، وإسكان الياء المثناة التحتية ، والدال المهملة – من أقدم القرى وأشهرها ، ولقدمها تمحل ابن الكلبي والزجاجي أنها سميت بفائد ، أو (فيد) بن حام من بني عمليق".
" وكانت فيد من بلاد بني نبهان من طيء ومعهم أخلاط غيرهم في القرية ، ولكونها في بلاد بني نبهان أقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخيل النبهاني، وكتب له كتاباً بذلك ، وقال له : (قد أقطعتك فيداً ، وما حازت) ، وورد في(تاريخ الطبري): "وأقطعه فيداً وأرضين معه" ، وبقي بنو نبهان هم أهلها إلى القرن الخامس الهجري ، وقد يمتد زمنهم إلى ما بعد هذا ، ولكن لا تسعفنا النصوص التي اطلعنا عليها". ويستدل من كلام الجاسر أن فيداً كانت قرية لها وجود ، وليس فلاة من الأرض، ويتأكد من كلام البكري : "أقطع النبي صلى الله عليه وسلم زيداً فيد لأنها كانت بأرضه".
وإذا فالإقطاع وقع على قرية، أو ماء، أو منهل في أرض زيد الخيل، والأرجح أنها قرية عامرة بالسكان ، وأنها من أقدم القرى الموجودة في بلاد العرب، ومن أوضح الأدلة على ذلك أن الأقدمين يحاولون نسبتها إلى الأمم الباعئدة كالعماليق وعاد، على ما في خبر طويل أورده صاحب كتاب (المناسك) عن أسماء العوجاء والغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وأجأ وسلمى، كما أورد غيره يثرب والربذة، وغيرهما من أسماء القرى التي كثيراً ما يحاول المتقدمون نسبتها إلى أمم قديمة لقدمها؛ حيث لا يجدون تعليلاً لأسماء تلك القرى أو الأمكنة. وقد اثبت علماء الآثار في عصرنا الحاضر أـن (فيداً) يعود تاريخ إلى ما قبل الإسلام ، فقد جاء في كتاب (مقدمة عن آثار المملكة) ما نصه : " فيد تقع على بعد 120 كم جنوب شرقي حائل ، وبها ما يسمى خرائب قصر خراش، الذي يعتقد أن يكون موقع مدينة قديمة ، تعود إلى ما قبل الإسلام.".
أقوال المؤرخين والرحالة في فيد بعد الإسلام ، وأخبار الحاج فيها:
- قال الحميري (المتوفي سنة 300هـ): فيد : مدينة في نصف الطريق بين مكة وبغداد ، وأهلها طيئ ، وهي في اصل جبلهم المسمى بسلمى ، وفيها مات وكيع بن الجراح منصرفاً من الحج سنة سبع وتسعين ومائة (197هـ)، قال مروان ابن محمد الطاهري: ما وصف لي أحد قط إلا رأيته دونو الصفة إلا وكيع بن الجرح ، فإني رأيته فوق كل صفة ، وما رأيت أحد قط أخضع منه. وبفيد نزل سعد بن أبي وقاص لما وجهه عمر بن الخطاب بالجيوش الحرب العراق، فأقام بها شهراً ، وارتفع بالناس إلى زرود".
- وقال ابن رستة في كتابه (الأعلاق النفسية) الذي كتبه بعد سنة 310هـ: "ومن الأجفر إلى فيد 36 ميلاً ، وهو منزل فيه قناة يزرع عليها، وهي كثيرة الأهل ، وفيها ينزل عامل الطريق ، وفيها مسجد جامع ، وهو نصف الطريق ، والبلد لطيئ".
- الجزيري في (الدرر الفوائد) ذكر فيد عام 310هـ، عندما ذكر إسحاق بن عبدالملك العباسي، وقيل: أحمد العباسي الهاشمي، الذي حج بالناس هذه السنة، وكيف اعترضه أبو طاهر القرمطي، ونهبه لهم ، مما سنورده لاحقاً في هذه الدراسة عندما نتحدث عن هجمات القرامطة على فيد.
- والجزيري أيضاً ذكر عام 412هـ حج قاضي القضاة محمد الناصحي، وكيف هاجمهم بعض الأعراب بقيادة حمادي بن عدي – من بني نبهان – وكيف قتل على يد شاب سمرقندي من الحجاج – مما سنذكره لاحقاً عندما نتحدث عن هجمات الأعراب على فيد.
- وذكر الجزيري أيضاً في سنة 559هـ كيف أ، الحاج لقوا شدة، وانقطع منهم كثير في فيد والثعلبية وواقصة، وهلك منهم خلق كثير في البرية لتعذر الظهر والزاد ، ولم يمضِ الحاج إلى مدينة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأسباب، ولشدة الغلاء فيها، وعدم القوت، ووقع الغلاء والوباء في البادية ، فهلك منهم خلق كثير لا يحصون، وهلكت مواشيهم ، وكانت الأسعار بمكة غالية جداً.
- وقال البكري المتوفي سنة 478هـ عن فيد : فيد – بفتح أوله ، وبالدال المهملة - : هو الذي ينسب إلى حمى فيد.
- وفي عام 580هـ مر الرحالة ابن جبير في فيد بعد أداء مناسك الحج ، ووصف فيداً قائلاً : " واصبحنا على فيد يوم الأحد (الخامس عشر من المحرم)، وهي حصن كبير مبرج مشرف في بسيط من الأرض، يمتد حوله ربض يطيف به سور عتيق البنيان، وهو معمور بسكان الأعراب ، ينتعشون مع الحاج في التجارات والمبايعات، وغير ذلك من المرافق ، وهناك يترك الحاج بعضهم زادهم إعداداً للإرمال من الزاد عند انصرافهم ، ولهم بها معارف يتركون أزودتهم عنده، وهذا نصف الطريق من بغداد إلى مكة على المدينة ، شرفها الله ، أو أقل يسيراً ، ومنها إلى الكوفة أثناء عشر يوماً في طريق سهلة طيبة ،والمياه فيها بحمد الله موجودة في مصانع كثيرة" .
- وياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـأ يورد أقوال من سبقه في فيد، منها ما ذكرناه آنفاً ،من أن هقيل للمؤرج : " لماذا أكنيت بأبي فيد ؟ قال : فيد : منزل بطريق مكة ، والفيد ورد الزعفران، ويجوز أن يكون من قولهم : استفاد الرجل فائدة ، وقل ما يقولون : فاد فائدة". وقول الزجاجي: " وفيد : بليدة في نصف طريق مكة إلى الكوفة، عامرة إلى الآن ، يودع الحاج فيها أزوادهم وما يقل من امتعتهم عند أهلها" .
- وفي عام 727هـ زار ابن بطوطة الرحالة المشهور فيداً إثر خروجه من مكة المكرمة، برفقة أمير ركب العراق: البهلوان محمد الحويج، وهو من أهل الموصل .. قال في رحلته: " ثم أسرينا ليلاً ، وصبحنا بحصن فيد، وهو حصن كبير في بسيط من ألأرض، يدور به سور ، وعليه ربض ، وساكنوه عرب يتعيشون مع الحاج في البيع والتجارة، ، وهناك يترك الحاج بعض أزودهم حين وصولهم من العراق إلى مكة – شرفها الله تعالى
– فإذا عادوا وجدوه، وهو نصف الطريق من مكة إلى بغداد، ومنه إلى الكوفة مسيرة أثني عشر يوماً في طريق سهل، به المياه في المصانع . ومن عادة الركب أن يدخلوا هذا الموضع على تعبئة واهبة للحرب إرهاباً للعرب المجتمعين هنالك، وقطعاً لأطماعهم عن الركب ، وهناك لقينا أميري العرب، وهما : فياض وحيار ، وهما أبناء الأمير مهنا بن عيسى ، ومعهما من خيل العرب ورجالهم من لا يحصون كثرة، فظهر منهما المحافظة على الحاج ، والرجال ن والحوطة لهم ، وأتى العرب بالجمال والغنم ، فاشترى منهم الناس ما قدروا عليه" .
- والجزيري المتوفي سنة 980هـ تقريباً وصف فيد بقوله : فيد : هو حصن كبير ببرج مشرف في بسيط من الأرض ممتد حوله ربض، يطوف به سور عتيق البنيان ، معمور بسكان من الأعراب ، يتعايشون مع الحاج في التجارة والمبايعات .. وعادة أمير الحاج العراقي أن يدخل إلى فيد بطبل وزينة وتعبئة وأبهة إرهاباً للمجتمعين بها من الأعراب لئلا يداخلهم الطمع فيهم ، والماء بهذا الموضع كثير في آبار تمدها عيون تحت الأرض، ووجد الجاج بها مصنعاً قد اجتمع الماء فيه من المطر، وفي هذا المحل يختار الحاج من الأغنام والأعسال واللبن ، ويشترون من الجمال ما يحتاجون إليه" . وفي عام 1310هـ (1889م) أطلق أيوب صبري باشا ، في كتابه (مرآة جزيرة العرب) على فيد : (حقوقية فيد) فقال عند وصفه طريق بغداد : " وحقوقية فيد التي تتمتع بالمياه الجارية والبرك الكثيرة". - وقد وصف موزل (فيد) التي مر بها عام 1336هـ (1915م) فقال: " وقرية فيد لقبيلة أسلم، وهي تتألف من ثلاثين كوخاً". - وقد مرت فيد بتغير كبير عندما بدأ الحاج السفر بطريق حائل، وعندما اتخذت القوافل الطريق المار بواحة العدوة، وذلك قبل القرن السابع عشر الميلاد. كما كتب فصلاً ضافياً في تحديد حماها، وذكر تاريخها القديم عول فيه على (معجم ما استعجم) ، وأصله من كلام الهجري ، كما في كتاب (وفاء الوفاء) للسمهودي. - ويتابع حمد الجاسر قوله في المعجم الجغرافي: وفيد الآن قرية كبيرة ، يقارب عدد سكانها ألف نسمة، نصفهم بدو رحل ، وفيها مدرسة عدد تلاميذها 84. - والمسافة بين فيد وحائل تقارب مائة كيل. وبين فيد والأجفر 72 كيلاً . ومن فيد إلى القرنين – وليس القرنتين ، ولا القريتين – كما في كتاب ابن خرداذبة (المناسك) 36 كيلاً ، والقرنان تلال صخرية على ما ذكر موزل. وذكر ياقوت أن بين الأجفر وفيد بركة وقصراً يدعى القرائن ، وكذا جاء في كتاب (المناسك) ، وحدد المسافة بينها وبين فيد بـ 12 أو 11.5 ميلاً ، وقال: هما أكيمتان سوداوان عن يسار الطريق، ولكنه حدد موقعهما بين فيد وتوز، أي : في غرب فيد لا شرقيه، وهو الصواب ، لا كما ذكر ياقوت
http://www.mdmn.net/up/51729ac659.jpg (http://www.mdmn.net/)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع هو لاحد رحلاتي مع الاعضاء
ابوريان وولد نجد وابنائه وهو زيارتنا لمدينة فيد التاريخية
http://www.mdmn.net/up/f00594e812.jpg (http://www.mdmn.net/)
أقوال المؤرخين في قدم فيد قبل الإسلام
قال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي مبيناً قدم (فيد) في التاريخ : "(فيد)- بفتح الفاء، وإسكان الياء المثناة التحتية ، والدال المهملة – من أقدم القرى وأشهرها ، ولقدمها تمحل ابن الكلبي والزجاجي أنها سميت بفائد ، أو (فيد) بن حام من بني عمليق".
" وكانت فيد من بلاد بني نبهان من طيء ومعهم أخلاط غيرهم في القرية ، ولكونها في بلاد بني نبهان أقطعها الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخيل النبهاني، وكتب له كتاباً بذلك ، وقال له : (قد أقطعتك فيداً ، وما حازت) ، وورد في(تاريخ الطبري): "وأقطعه فيداً وأرضين معه" ، وبقي بنو نبهان هم أهلها إلى القرن الخامس الهجري ، وقد يمتد زمنهم إلى ما بعد هذا ، ولكن لا تسعفنا النصوص التي اطلعنا عليها". ويستدل من كلام الجاسر أن فيداً كانت قرية لها وجود ، وليس فلاة من الأرض، ويتأكد من كلام البكري : "أقطع النبي صلى الله عليه وسلم زيداً فيد لأنها كانت بأرضه".
وإذا فالإقطاع وقع على قرية، أو ماء، أو منهل في أرض زيد الخيل، والأرجح أنها قرية عامرة بالسكان ، وأنها من أقدم القرى الموجودة في بلاد العرب، ومن أوضح الأدلة على ذلك أن الأقدمين يحاولون نسبتها إلى الأمم الباعئدة كالعماليق وعاد، على ما في خبر طويل أورده صاحب كتاب (المناسك) عن أسماء العوجاء والغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وأجأ وسلمى، كما أورد غيره يثرب والربذة، وغيرهما من أسماء القرى التي كثيراً ما يحاول المتقدمون نسبتها إلى أمم قديمة لقدمها؛ حيث لا يجدون تعليلاً لأسماء تلك القرى أو الأمكنة. وقد اثبت علماء الآثار في عصرنا الحاضر أـن (فيداً) يعود تاريخ إلى ما قبل الإسلام ، فقد جاء في كتاب (مقدمة عن آثار المملكة) ما نصه : " فيد تقع على بعد 120 كم جنوب شرقي حائل ، وبها ما يسمى خرائب قصر خراش، الذي يعتقد أن يكون موقع مدينة قديمة ، تعود إلى ما قبل الإسلام.".
أقوال المؤرخين والرحالة في فيد بعد الإسلام ، وأخبار الحاج فيها:
- قال الحميري (المتوفي سنة 300هـ): فيد : مدينة في نصف الطريق بين مكة وبغداد ، وأهلها طيئ ، وهي في اصل جبلهم المسمى بسلمى ، وفيها مات وكيع بن الجراح منصرفاً من الحج سنة سبع وتسعين ومائة (197هـ)، قال مروان ابن محمد الطاهري: ما وصف لي أحد قط إلا رأيته دونو الصفة إلا وكيع بن الجرح ، فإني رأيته فوق كل صفة ، وما رأيت أحد قط أخضع منه. وبفيد نزل سعد بن أبي وقاص لما وجهه عمر بن الخطاب بالجيوش الحرب العراق، فأقام بها شهراً ، وارتفع بالناس إلى زرود".
- وقال ابن رستة في كتابه (الأعلاق النفسية) الذي كتبه بعد سنة 310هـ: "ومن الأجفر إلى فيد 36 ميلاً ، وهو منزل فيه قناة يزرع عليها، وهي كثيرة الأهل ، وفيها ينزل عامل الطريق ، وفيها مسجد جامع ، وهو نصف الطريق ، والبلد لطيئ".
- الجزيري في (الدرر الفوائد) ذكر فيد عام 310هـ، عندما ذكر إسحاق بن عبدالملك العباسي، وقيل: أحمد العباسي الهاشمي، الذي حج بالناس هذه السنة، وكيف اعترضه أبو طاهر القرمطي، ونهبه لهم ، مما سنورده لاحقاً في هذه الدراسة عندما نتحدث عن هجمات القرامطة على فيد.
- والجزيري أيضاً ذكر عام 412هـ حج قاضي القضاة محمد الناصحي، وكيف هاجمهم بعض الأعراب بقيادة حمادي بن عدي – من بني نبهان – وكيف قتل على يد شاب سمرقندي من الحجاج – مما سنذكره لاحقاً عندما نتحدث عن هجمات الأعراب على فيد.
- وذكر الجزيري أيضاً في سنة 559هـ كيف أ، الحاج لقوا شدة، وانقطع منهم كثير في فيد والثعلبية وواقصة، وهلك منهم خلق كثير في البرية لتعذر الظهر والزاد ، ولم يمضِ الحاج إلى مدينة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأسباب، ولشدة الغلاء فيها، وعدم القوت، ووقع الغلاء والوباء في البادية ، فهلك منهم خلق كثير لا يحصون، وهلكت مواشيهم ، وكانت الأسعار بمكة غالية جداً.
- وقال البكري المتوفي سنة 478هـ عن فيد : فيد – بفتح أوله ، وبالدال المهملة - : هو الذي ينسب إلى حمى فيد.
- وفي عام 580هـ مر الرحالة ابن جبير في فيد بعد أداء مناسك الحج ، ووصف فيداً قائلاً : " واصبحنا على فيد يوم الأحد (الخامس عشر من المحرم)، وهي حصن كبير مبرج مشرف في بسيط من الأرض، يمتد حوله ربض يطيف به سور عتيق البنيان، وهو معمور بسكان الأعراب ، ينتعشون مع الحاج في التجارات والمبايعات، وغير ذلك من المرافق ، وهناك يترك الحاج بعضهم زادهم إعداداً للإرمال من الزاد عند انصرافهم ، ولهم بها معارف يتركون أزودتهم عنده، وهذا نصف الطريق من بغداد إلى مكة على المدينة ، شرفها الله ، أو أقل يسيراً ، ومنها إلى الكوفة أثناء عشر يوماً في طريق سهلة طيبة ،والمياه فيها بحمد الله موجودة في مصانع كثيرة" .
- وياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـأ يورد أقوال من سبقه في فيد، منها ما ذكرناه آنفاً ،من أن هقيل للمؤرج : " لماذا أكنيت بأبي فيد ؟ قال : فيد : منزل بطريق مكة ، والفيد ورد الزعفران، ويجوز أن يكون من قولهم : استفاد الرجل فائدة ، وقل ما يقولون : فاد فائدة". وقول الزجاجي: " وفيد : بليدة في نصف طريق مكة إلى الكوفة، عامرة إلى الآن ، يودع الحاج فيها أزوادهم وما يقل من امتعتهم عند أهلها" .
- وفي عام 727هـ زار ابن بطوطة الرحالة المشهور فيداً إثر خروجه من مكة المكرمة، برفقة أمير ركب العراق: البهلوان محمد الحويج، وهو من أهل الموصل .. قال في رحلته: " ثم أسرينا ليلاً ، وصبحنا بحصن فيد، وهو حصن كبير في بسيط من ألأرض، يدور به سور ، وعليه ربض ، وساكنوه عرب يتعيشون مع الحاج في البيع والتجارة، ، وهناك يترك الحاج بعض أزودهم حين وصولهم من العراق إلى مكة – شرفها الله تعالى
– فإذا عادوا وجدوه، وهو نصف الطريق من مكة إلى بغداد، ومنه إلى الكوفة مسيرة أثني عشر يوماً في طريق سهل، به المياه في المصانع . ومن عادة الركب أن يدخلوا هذا الموضع على تعبئة واهبة للحرب إرهاباً للعرب المجتمعين هنالك، وقطعاً لأطماعهم عن الركب ، وهناك لقينا أميري العرب، وهما : فياض وحيار ، وهما أبناء الأمير مهنا بن عيسى ، ومعهما من خيل العرب ورجالهم من لا يحصون كثرة، فظهر منهما المحافظة على الحاج ، والرجال ن والحوطة لهم ، وأتى العرب بالجمال والغنم ، فاشترى منهم الناس ما قدروا عليه" .
- والجزيري المتوفي سنة 980هـ تقريباً وصف فيد بقوله : فيد : هو حصن كبير ببرج مشرف في بسيط من الأرض ممتد حوله ربض، يطوف به سور عتيق البنيان ، معمور بسكان من الأعراب ، يتعايشون مع الحاج في التجارة والمبايعات .. وعادة أمير الحاج العراقي أن يدخل إلى فيد بطبل وزينة وتعبئة وأبهة إرهاباً للمجتمعين بها من الأعراب لئلا يداخلهم الطمع فيهم ، والماء بهذا الموضع كثير في آبار تمدها عيون تحت الأرض، ووجد الجاج بها مصنعاً قد اجتمع الماء فيه من المطر، وفي هذا المحل يختار الحاج من الأغنام والأعسال واللبن ، ويشترون من الجمال ما يحتاجون إليه" . وفي عام 1310هـ (1889م) أطلق أيوب صبري باشا ، في كتابه (مرآة جزيرة العرب) على فيد : (حقوقية فيد) فقال عند وصفه طريق بغداد : " وحقوقية فيد التي تتمتع بالمياه الجارية والبرك الكثيرة". - وقد وصف موزل (فيد) التي مر بها عام 1336هـ (1915م) فقال: " وقرية فيد لقبيلة أسلم، وهي تتألف من ثلاثين كوخاً". - وقد مرت فيد بتغير كبير عندما بدأ الحاج السفر بطريق حائل، وعندما اتخذت القوافل الطريق المار بواحة العدوة، وذلك قبل القرن السابع عشر الميلاد. كما كتب فصلاً ضافياً في تحديد حماها، وذكر تاريخها القديم عول فيه على (معجم ما استعجم) ، وأصله من كلام الهجري ، كما في كتاب (وفاء الوفاء) للسمهودي. - ويتابع حمد الجاسر قوله في المعجم الجغرافي: وفيد الآن قرية كبيرة ، يقارب عدد سكانها ألف نسمة، نصفهم بدو رحل ، وفيها مدرسة عدد تلاميذها 84. - والمسافة بين فيد وحائل تقارب مائة كيل. وبين فيد والأجفر 72 كيلاً . ومن فيد إلى القرنين – وليس القرنتين ، ولا القريتين – كما في كتاب ابن خرداذبة (المناسك) 36 كيلاً ، والقرنان تلال صخرية على ما ذكر موزل. وذكر ياقوت أن بين الأجفر وفيد بركة وقصراً يدعى القرائن ، وكذا جاء في كتاب (المناسك) ، وحدد المسافة بينها وبين فيد بـ 12 أو 11.5 ميلاً ، وقال: هما أكيمتان سوداوان عن يسار الطريق، ولكنه حدد موقعهما بين فيد وتوز، أي : في غرب فيد لا شرقيه، وهو الصواب ، لا كما ذكر ياقوت
http://www.mdmn.net/up/51729ac659.jpg (http://www.mdmn.net/)