المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع الشايع بين الدخول فحومل ، نقف حيث وقف امرؤ القيس .



عبد الله المنصور
02/05/2009, 12:16 AM
مع الشايع بين الدخول فحومل ، نقف حيث وقف امرؤ القيس .

***

نعم ، ولكنها ليست للبكاء على الأحباب والديار ، وإنما هي كما يقول هذا الشاعر يذكر وقفةً وقفها في منزل :


فَحَبَستُ فيها الرَّكْبَ أَحدِسُ في *** كل الأمور وكنتُ ذا حَدْس


وهذا خاطرٌ ألمَّ بي - قديمًا - وأنا أتدبّرُ كلام الأستاذ / عبد الله الشايع في كتابه الجليل ، ( مع امريء القيس بين الخول فحومل ) ، وأنظرُ في أعقابه ، وصدوره ، وكنتُ أتعجبُ من تأتيه إلى الغاية التي يصنع من أجلها كتابه ، ومن ضبطه للفكرة التي تحيك في ذهنه ، ومن أخذه بيد القاريء أخذًا رفيقًا بلا إحساسٍ منه إلى ما يريد أن يقنعه به ، مما جعلني أُعيره نصيباً وافرًا من اهتمامي آنذاك ، وأقفُ عند آراءه معجبًا .

إلا أنني كنت إذا رأيتُ اضطرابًا في بعضِ آراءه ، أو تضادًا ؛ فإني لا أغفلُ عن تقييد ما عنّ لي إما على طرةِ الكتاب ، وإما في ذهني ، ومن تلك الأشياء التي كنتُ لا أجدُ لها وجهًا مُقنعاً ، وما زالتْ قائمةً في نفسي ، هي أننا لو سلّمنا للأستاذ بأنَّ الدخول وحومَل رمالٌ ، وأنَّ هذه الرمال في الدهنا ، فكيف نصنع بقوله :


كأني غداة البين يوم تحمَّلوا *** لدى سَمُراتِ الحييّ ناقفُ حنظل


والسمر كما نعرفُ مما لا ينبتُ في الدهنا ، لا قديمًا ولا حديثاً ، فكيفَ لنا أن نقول : إنّ الدخول وحومَلَ كثيبان ، ثم هما في الدهنا خاصَّةً . هذا أمرٌ مشكلٌ حقَّاً ، ولا يمكنُ أنْ نقولَ إن امرأ القيس : لا يفرقُ بين السمر وغيره من الشجر ، وما ينبتُ في الرمل ، وما لا ينبتُ فيه ، والشعراء أعرف الناس بذلك حتى قال ذو الرُّمة :


خليليّ مُدَّ الطَرفَ حتى تبيّنا *** أظعنًا بعلياء الصَّفا أم نخيلها
فقالا على شك، نرى النخْلَ أو نرى*** لميّةَ ظُعْنا باللوى نَستحِيلُهَا.
فقلتُ: أعِيدا الطرفَ (ما كَان مَنِبَتـا ) ** مِنَ النخْل خَيشومُ الصفَا فَأَميلهَا


ولا يمكنُ أن نقول أيضًا : إنَّ العرب الذين سمعوا هذه القصيدة ، وكانت تنشدُ على أسماعهم يعرفونَ ذلك ثم لا يردُّونه عليه .
وقد تحققت من ذلك بنفسي ، فسألتُ بعضَ شيوخ البادية عن وجود ( السمر ) في تلك الناحية ، فأنكر أن يكون ثمَّ سمر إنكاراً شديداً .




من لديه حلّ لهذا الأمر ، فليأتني به ؟!!

عاشق الاثار
02/05/2009, 03:04 AM
،


،


اخي سليل كرام


انت تعلم ان مناخ الجزيرة العربية تغير طوال هذه الحقب من الزمن التي تفصلنا عن امرئ القيس وبتغير المناخ


بالتاكيد تتغير النباتات والاشجار وهذا التغير بالتاكيد الى الاسوء وبالتالي الى انقراض بعض النباتات والاشجار


واليك نصوص تثبت لك ان بعض الاشجار انقطعت من بعض المواقع


اولا نص مالك بن الريب في مرثيته لنفسه


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلــــة *****بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا


فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه***وليت الغضا ماشى الركاب ليالـيـا


لقدكان في أهل الغضا لودنا الغضا *** مزار ولـكـن الغضا ليس دانـيــا


ومعلوم ان منازل ابن الريب ومنازل اهله كما ذكر في ذات القصيدة هي السمينة ( النقع ) - الرقمتان ( ذبحة ) بوادي الباطن - فلج ( وادي الباطن )
- اود ( حجرة البشوك )
فاين الغضا الذي ذكره في منازلهم ولو سالت كبار السن لانكروا وجود الغضى في هذه المنطقة


ثانيا ماذكر الأصمعى قال: قال أبو سوسى الأشعرى: دلونى على موضع أقطع به هذه الفلاة. قالوا هوبجة تنبت الأرطى، بين فلج وفليج. فحفر الحفر، وهو حفر أبى موسى، على خمس ليال من البصرة


اين هذا الارطى الذين ينبت في حفر الباطن وولو سالت كبار السن لانكروا وجود هذا الارطى في وادي الباطن


ولا يخفى على مثلك ان هجرات القبائل العربية ومنها هجرت بني هلال العامرية من نجد الا بسبب هذه التغيرات المناخية التي تسببت بالقضاء على بعض الاشجار والنباتات في مواضع من الجزيرة العربية


اخيرا وعلى حسب معلوماتي المتواضعة في علم النباتات ان السمر نوع من انواع الطلح وكثير من الناس يخلط بينهما للتشابه الكبير بينهما

والطلح كثير في منطقة التيسية

والله اعلم


،

عبد الله المنصور
02/05/2009, 12:02 PM
انت تعلم ان مناخ الجزيرة العربية تغير طوال هذه الحقب من الزمن التي تفصلنا عن امرئ القيس وبتغير المناخ


بالتاكيد تتغير النباتات والاشجار وهذا التغير بالتاكيد الى الاسوء وبالتالي الى انقراض بعض النباتات والاشجار


أهلاً بك أخي ( عاشق آثار ) :



لقد ذكّرتني بهذا الكلام ، قِصةََ المثل : « أشبه شَرْجٌ شَرْجا لو أنَّ فيه أسيمرًا » ، ودونك القصة ، ولك أن تقرأ وتعجب ، وهم يقولون فيها : إنّ صاحب هذا المثل ، هو لقيم بن لقمان ، وكان هو وأبوه قد نزلا منزلاً ، يُقال له ( شَرْج ) ، فذهب لُقيمٌ يعشي إبله ، وقد كان لقمان ، حسد ابنه لقيمًا ، وأراد هلاكه فحفر له خَنْدقا ، وقطع كلَّ ما هنالك من ( السمر ) ، ثم ملأ به الخندقَ وأَوْقدَ عليه لِيَقعَ فيه لُقيمٌ ، فلما عرف المكان ، وأنكر ذهاب ( السمر) ، قال : أشبه شَرْجٌ شَرْجا لو أنَّ في شَرْجٍ أُسَيْمِرا . فذهبت مثلا !

ونحن نقول : فلعلَّه من سوء حظ سمراتِ امريء القيس قد أصابها ما أصاب جاراتِها في شَرْج ( شرْي ) ! ، فتسلَّطَ عليها أحدُ من يتعصّبُ على امريء القيس من حجاج البصرةِ الذين يمرون بالقرب منهما ، فترك الأرض صفصفاً مثل الراحةِ البيضاء ، ومنذ ذلك الحين ، والناس لم يقفُوا لهذه السمرات على أثر !!

أرجو من الأخ أن يعذرني على هذا الكلام ، فقد جمحَ بي الخيالُ شيئاً قليلاً ، ولنعد لننظرَ في هذا المثل ، فقد استوقفني هذا المشهد المؤلم . أبٌ تحمله الأبوة على حسد ابنه ثم يحمله الحسد ، على أن يلقي بابنه في النار ! هذا أمرٌ فظيعٌ ... وأشدُّ فظاعةً منه ، قطعه لتلك ( الأسيمر ) ، أي السمرات ، كما يقوله الذي فسَّر لنا هذا المثل .
وأنا لا أعجبُ من هذه القصة ، وإنما أعجبُ أن يصحفَ الكلام ، ثم يفسرُ هذا التصحيفُ بكلامٍ مُختلَقٍ لا وجود له على أنه كلامٌ سليمٌ .
وقد تقبَّلَ ياقوت هذه الحكاية بقبولٍ حسنٍ ، ولم يكتفِ بذلك حتي تكلَّم لنا صرفيَّاً عن هذه الكلمة كلمة ( أسيمرًا ) ، وهي في نظري قصّةٌ فاسدةٌ ، ومثلٌ محرَّف ، ولا شأن لتلك السمرات ، في الموضوع ، ولا ذنبَ لهنّ ، وإنما المثل هكذا : (( أشبه شَرجٌ شرجًا ، لو أنّ فيه سَمِيراء )) ، أي البلد المعروف غرب شَرْج ، سميراء ، ولكن تصحف عليهم فظنَّ أنّ ألف التأنيث الممدودة ألف النصب ، قاتل الله التصحيف ، حيث أفسد على أهل العلم عقولهم بهذه الخرافات المنكرة ، والتمحلات البعيدة .



وسوف أكمل كلامي عن رأيكم ، في وقتٍ قريب - إن شاء الله تعالى- .

محمد الشاوي
02/05/2009, 01:46 PM
لقد كان لي مثل رأيك وكنت أتساءل : أين سمرات الحي التي يقصدها امرؤ القيس ؟!!

حيث لا تنبت تلك الناحية أشجار السمر ولا قريبا منها .

وقد كنت أرد على من يؤيد رأي الشايع بمثل هذا التساؤل .

ولكن بعد قراءتي للكتاب بدأت أميل إلى ما مال إليه صاحب هذا الرأي الجديد وأقول :

الطلح والسمر من فصيلة واحدة تسمى ( الطلحيات ) فلعل العرب قديما يطلقون اسم الطلح على السمر والسمر على الطلح ( ربما )

ولعل امرؤ القيس أراد بسمرات الحي أشجار الطلح المنتشرة في مجاري الأودية ونهاياتها التي تتقبلها الدهناء بصدر رحب

عبد الله المنصور
05/05/2009, 11:15 AM
=======

إن مَوْضِعَ هذا الكلام ، في الأصل ، أن يكون بين يدي ردنا السابق ؛ وإنما فصلناه ، وحقُّه الاتصال ، لبعضِ ما قد يعرضُ للمرء ، وكما قال أبو عُثمان : ( كان في الحقِّ أن يكون هذا الباب في أول هذا الكتاب ؛ ولكنّا أخرناه لبعضِ التدبير )،[ البيان والتبيين 1 : 57 ] ، فمن أراد قراءة الرد بأوائله ، وأواخره ، فعليه بالرجوع إلى الرد الأول ، فإنما هما كالشي في إطارٍ واحد ، وكاتب الموضوع السابق ، هو نفس كاتب هذا الكلام .
وسوف نجلو في هذا المقام ما أشرنا إليه في الرد الماضي ، إنجازًا لوعدنا ، وإتمامًا للكلام .

وقبل أن نقبلَ على اعتراضات أخينا ( عاشق الآثار ) ، أو ما يراه رأيًا ، فإني أريد من القراء الكرام أن يعرفوا أنا نردُّ على الأستاذ عبد الله الشايع بكلامه هو ، وبمنهجهِ الذي رضيه لنفسه هو في تحقيق المواضع ، وإذا نحنُ طالبناه بشيءٍ فإنما نطالب بما أخذ المؤلف نفسه به أمام القراء ، من أول كتابٍ صدر له إلى آخركتاب عرفناه له . ولن نعرضَ هنا إلى ذكرِ أمثلةٍ من كُتُبِه ، فهي مبثوثةٌ ، لا تخفى على من قرأ كتابًا واحدًا من مؤلّفاته ، ولكنَّ العجبَ أن هذا المنهج ، خفي عند تحقيقه لهذا الموضع بالذات ، وصار كأنَّ الذي ضربه على نفسه شيئًا لا يعنيه ، وتعجبُ أيضًا كيف أنَّ هذا المحقق الماهر الذي يستوقفه أدنى شيءٍ ، وتردُّه أدنى كلمةٍ ، يخفى عليه أمر واضحٌ بيِّنٌ لا يكلِّفه بحثًا هو أمر هذه ( السمرات ) ، أو بالأصح يحاول أن ينساها ، ويتناسى أمرها ، وكأنّنا بالأستاذ وهو يتردد بين الدخول وحومَل ، يُقَلِّبُ طرفَه في الخلاء يمينًا ، وشِمالًا عسى أن تقعَ عينه على سمرةٍ ، أو على جزعِ سمرةٍ بالٍ مُتهدِّم ، وكأننا به لمّا لم يجد شيئاً ، ظلَّ كأنه الذي قال فيه الشاعر :


فأطرقَ إطراقَ الشجاعِ ، ولو يرى ** مساغًا لنابيه الشُّجاعُ لصمَّما

[ الشُّجاع ] ،هنا ، الأفعى . أو كالذي قال فيه زهيرٍ :



وكان طوى كَشْحًا على مُستكنَّةٍ ** فلا هو أبداها ولم يتكلَّمِ


وعَلِمَ أنه إنْ تكلَّم عن هذه ( السمرات ) ، فتح على نفسه بابًا ، لا يود أن ينفتح ، وسقطت أدلّتُه في هُوَّةٍ لا قرار لها ، فرأى من الحزم أن يبتلعَها في جوفه على ما فيها من شوك وأذى ، ثمَّ ما هي إلا روغة يروغها تحتَ ذهول القارئ ، فإذا هو متطوِّحٌ إلى تحقيق موضعٍ آخر من الكتاب ، مُؤثرٌا حرارةِ الحيرةِ في شأن تلك ( السمرات ) ، لنفسه وحدها ، دون سائر القراء ، ومُكرًا منهجه على ما لم يكن أَلف .

تلك قصتنا مع الأُستاذ ، أو هكذا ينبغي أن تكون قصَّتنا معه كما أملاها لنا الصمتُ الرهيب الذي لفّ ذلك الفصل من كتاب ( مع امرئ القيس ، بين الدخول فحومل ) .


◊ وبقي أن نذكرَ رأينا فيما ساقه [ الأخ عاشق الآثار ، والأخ محمد الشاوي ] ، وجلُّ رأي أخينا عاشق الآثار ، يذهبُ إلى فكرةٍ واحدةٍ تقريبًا ، هي قضيَّةُ ( التصحّر ) ، وهذا رأي له وزنُه ، لوكان الأستاذ يذهبُ في اجتهاده ، إلى أنهما موضعانِ ، في بطنِ وادٍ من تِهامةَ ، مثلاً ؛ لأنَّ طبيعةَ تلك الأرضِ ، وتركيبتها صالحةٌ لمثل هذا النوع من الشجر ، ولو لم نجد بعد البحثٍ الطويلِ شيئًا من سمر ، ويومئذٍ يمكننا أن نقول بالتصحُّر ، كما ذهب أخونا . إلا أنْ هذا لم يقع ، هذا أمر .



{ تحقيقُ موضِع « الغضى »}


وقد استدلَّ على ذلك بأبياتِ مالك بن الريب ، ولا أرى في ذلك دليلاً ، لأنَّ الشاعرَ لم يُردْ ما ذكره الأخ ، وإنما أراد أرضًا أخرى ، وقبل أن نُقدِمَ على اختارِ موضعٍ، مُحدَّدٍ لهذه الأرض ، نلقي نظرةً في كتب اللغة ، على هذه الشجرة وأين تنْبُت ،. فجاء في اللسان : والغَضَى من نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى ابن سيده . وقال أيضًا : قال أَبو حنيفة – يريد الدِّيْنَوَري - : وأَهلُ الغَضَى أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك . وقال أيضًا في موضعٍ آخر : ابن الأَعرابي ،[ يقال ] فَرْشٌ من عُرفط ، وقَصِيمةٌ من غَضىً ، وأَيْكَةٌ من أَثْل ، وغالٌّ من سَلَم ، وسَلِيلٌ من سَمُرٍ ، للجماعة منها ، وقال أَبو حنيفة : القَصِيمُ ، بغير هاء ، أَجَمة الغضى . وبالرجوع إلى مادةِ ( ق ، ص ، م ) ، نجده يقول :والقصيمةُ ، مَنبِتُ الغضى ، والأرطى ، والسلم ، قال الليث – ما زلنا ننقل هذا الكلام عن اللسان - : القصيمةُ من الرمل ما أنبتَ الغضى ، قال أبو منصورٍ – يريد الأزهري – وقولُ الليث في القصيمة ، ما يُنبتُ الغضى ، هو الصَّواب .

من هذه النصوص نستطيع أن نخرجُ بثلاثة أمور اتصف به شجر الغضى :

الأول : أنه ينبُتُ في الرمل .

الثاني : أنه يكثر في نجدٍ ؛ ولذلك سُمِّى أهل نجدٍ بأهل الغضى ، واجعل أنت هذه الكلمة على ذُكرٍ منك ، إذا عرضنا لأبيات مالك بن الريب .

الثالث : أنّ مَنْبِتَ الغضى ، يسمّى القصيمة ، وثسمَّى ، أيضًا ، القطعةُ من الغضى ، القصيمة ، وتسمّى أيضًا ، القصيم ، أما قوله : والقصيمةُ ، مَنبِتُ ، الأرطى ، والسلم . فهي مما زيد على كلام الجوهري كما يقول الزبيدي في ( التاج ). وهو الصحيح ؛ لأنه لاينبتُ السلم عندنا بالقصيم .

هذا كلام أهل اللغة ، وأما البلدانيون ، فيقول ياقوت :
قال أبو منصور – يريد الأزهري - : القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فَلْج، وأنشد ابن السكيت:



يارِيَّها اليوم على مُبين ... على مُبين جرَدِ القصيم




وقال أبوعبيد السكوني: القصيم بلد قريب من النباج يَسرَةً في أقوازه ، وأجارعه .


وقال الأصمعي بعد ذكره الرُمة : وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم، وهو رمل لبني عبس . انتهى .


ويريد الأزهري بقوله : يشقُّه طريق بطن فلج ، أي طريق البصرة ، لأنه يطؤه على امتداده ، إلى أن يصل إلى القصيم ، متجهًا إلى الغرب ، أو كما يقول الشيخ محمد العبودي : هذا صحيحٌ إذا أُريد بـ( بطن فلجٍ) ، ما يُسميه أهالي القصيم بـ( الباطن ) ، وهو جزءٌ من مجرى ( وادي الرمة ) ، بعد أنْ يتجاوز الوادي محاذاة مدينتي بريدة ، وعنيزة مُشرِّقَاً . انتهى كلامه .
ويجوزُ أنْ يُريد موضِعًا آخرى واقعًا في بطن فلْج يُنبِتُ نوعًا من الجنبة ، يكون في القفاف ، والغلظ يُسمّى القصيم ، وهو نوعٌ من القيصوم ، أو هو القيصوم كما قال أبو عمرو الشيباني في كتاب [ الجيم ] : وجنبة القفاف : الصِّلِّيان، والهلتي، والأمرار - وهي الجعدة، والعبيثران - والشيح، والقيصوم، والقصيم .
وهذا النبات لا يزال يعرف عند أهل الحفر ، ينبتُ هنالك ، وعلى أطراف الوادي ، ولعلَّ ( قريةَ القيصومةِ ) التي تقع شرقًا عن الحفر على بعد 15 كيلاً تقريبًا ، هي التي أرادها الأزهري ، ولكن وقوعها خارج الوادي ، ينفي أن تكون هي .
وكلّ هذا الذي ذكرناه ليس له علاقة بما ذكره مالك بن الريب ، وإنما نحن هنا نوجِّه كلام الأزهري على افتراضِ صحةِ وصفه . مع أنّ قوله : موضِعٌ معروفٌ ، ينفي أن يكون هو هذا الذي افترضناه ؛ لأنه لا يوجد في معاجم البلدان قصيمًا في هذه الجهه ، فكيف يكون مع ذلك معروفًا .

* وقد ظهر لنا جليّاً من جميع هذه النصوص ، أنّها لا تنطبقُ إلا على موضعٍ واحدٍ فحسب ، هو هذا القصيم المعروف ، فهو رملٌ ، وفي نجدٍ ، ويُسمَّى باسم هذه الشجرة ، ولا يزالُ الغضى يوجدُ في أقوازه ، وأجارعه ، وهو ما عناه مالك بن الريب بقوله في قصيدته :


لقد كانَ في أهل الغضى لو دنى الغضى ** مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

فأهل الغضى -كما يقول أبو حنيفة الدينوري - ، هم أهل نَجْد ، والذي من أشهر بلدانه القصيمِ . والشاعر ذكر النبات ، وأراد مكان النبات ، كما ذكر الله تبارك وتعالى ، التينَ والزيتونَ ، وأراد مكانهما ، وهو الشام . ويدلُّك على أن الشاعر أراد القصيم المعروف أنه ذكر مواضع في القصيدة ، محيطةً به ، كـ(عنيزة ) ، ( وبولان ) ، ( والسمينة ) ، ولم يذكر مما هو خارجٌ عن القصيم إلا موضعينِ تقريباً ، هما ( أُوْد ) ، و ( الرقمتان ) ، على أنَّ بعضَ العلماء المتقدمين كأبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي ، صاحب كتاب ( الأمالي ) ، المتوفّى سنة 310 هـ ، = يرى أن الرقمتين بـ( السمينة ) لا بـ( بطن فلجٍ ) ، كما يقول وكيعٌ صاحبُ ( المناسك ، وأماكن طرقِ الحج ) راجع [ الأمالي : 40 ] ، واليزيديُّ هذا ، هو أولُ من روى هذه القصيدة عن ابن حبيبَ كاملةً - فيما نعلم - ، وقبل أبي عليٍّ القالي الذي روى لنا أيضًا هذه القصيدة أماليه . ولا يعنينا الآن التحققَ من هذا الموضِع ، هل هو الذي ببطن فلْج أو هو الذي بالقرب من ( النقع ) ؟ هذا لا يعنينا ، وقد نُخالفه في ذلك ، وإنما الذي يعنينا أنَّ اليزيديّ على تقدُّمه ذكره في أنحاء القصيم .

وقد أضربنا في هذا المقام عن كثيرٍ من أقوالهم التي تذهب صريحةً إلى أنه القصيم المعروف ، خشيةَ أن نطيل أكثر مما أطلنا ، وإن أحببتَ التبيُّنَ ، والفحص عن هذا الموضع ، فراجع ( أرجوزة الطريق ) التي أوردها وكيعٌ في ( المناسك ) من صفحة 625 إلى 631 ، فهي تهديك إلى المكان الصحيح .




***


* وأمَّا خبرُ أبي موسى الأشعري الذي جعلته شاهدًا على نزوع النباتات عن أوطانها ، ورحِيلها إلى غيرها ، ففيه ، زيادةً ، على فساد الكلام ، واضطرابه ، انقطاعُ السند ، وانظره - إن شئتَ - في كتابِ وكيعٍ ؛ فقد جاء مضطربًا أيضًا ، وهو ما يدعونا ، إلى ترك الثقةِ من ذات ألفاظه خاصةً ، لأنه ذكره في كلامه على ( الحفير ) ثم قال : فأمر ببئر فاحتفرت ، فأنبطت عذبةً ، فقيل : حفرُ أبي موسى ، وكان على مرحلةٍ ، من البصرة ! . وأين البصرةُ من حفر أبي موسى ( حفر الباطن ) ، هذا كما ترى خلطٌ قبيح ، ومن هذه الجهة جرحنا صحّةَ هذا الخبر ، وأما من جهةِ فساد لفظه فإنك تركتَ أن تُتمَّ قراءة الخبر حتى آخره ، وأخذتَ عرضَ هذا الأدنى ، فوقعتَ فيما وقعتَ فيه ، ودونك نصّ ياقوت ؛ فقد قال بعد أن ساق هذا الخبر : قال النَّضرُ– يريد ابن شُميل ، وهو من علماء أهل اللغة الذين أخذوا عن الخليل – قال : والهَوبَجة أن تحفر في مناقع الماءِ ثماداً يسيلون الماء إليها فتمتلىء فيشربون منها.انتهى

والعلماءُ مجمعون على أن الأَرطى لا ينبُتُ إلا في الرمل ، ولا ينبتُ في المناقع ، وحولَ المياه . وهذا وحده كافٍ لدفع هذا الخبر .

* وصَدقَ كبارُ السنِّ الذين ذكرتهم في أرضكم ، فإنه لا قرار لهذا النباتِ في تلك الجهات ، كما أنّه لا قرار للسمر بين الدخول وحومل ، وتوضِح ، والمقراة ، ولا في الدهناء عامةً .

◊وقولكما ، إنَّ السمرَ ، نوعٌ من الطلح ، وإنَّ بينهما من التشابه في الصورة ، والتقارب في المرآة ، ما قد يحملهم على أنْ يطلقوا أحدهما على الآخر ، فإني أطالبُ بالحجة ، من كلام ، العربِ ، أومن شِعرهم ، على تصديق ذلك ، فإن تعذر هذا فأُطالب بالحجَّة على أنّ العربيَّ في ذلك الزمن لا يُفرّق بين أحدٍ منهنَّ ، ونريد أنْ تكونَ هذه الحجَّةَ صحيحةٌ ، ممكنةٌ في الواقع .

وأمَّا أننا نسقطُ لفظًا صريحًا لا يقبلُ التأويل لمجرّد احتمالاتٍ خياليّةٍ لا دليلَ عليها ، فهذا في رأينا ضربٌ من التعسُّفِ ، وضِيقِ في العطن ، بل هو ضربٌ من الجهلِ ، وعدم الهيبةِ للعلم ، الذي حمله إلينا العلماء .

ولو استقام هذا الأصل الذي نبني عليه نتائجنا ، لجاز لكلِّ من أراد نفي خبرٍ ، أو كلمةٍ ، أن يُورد عليها مثلُ هذه الاحتمالات الظنِّيّة فتسقط ، وما أحسبُ أن خبرًا – مهما كان صحيحًا – يمتنع إسقاطه على هذا الأصل .

وانظر ماذا قال الأصمعيُّ لمَّا سمِعَ أبا عبيدةَ ينْشدُ بيتًا ، فخلَّطَ فيه ، وهو يدُلكَ على تمييزهم ما يروون ، وعلى مؤاخذتم لمن يخطئون ، جاء في [ نزهة الألباء ، في طبقات الأدباء لابن الأنباري : 100 ] : ( وكان أبو عبيدةَ ينشدُ قولَ حاجبِ بن زرارة ، يوم جَبَله :


شتَّان هذا ، والعِناقُ ، والنوم *** والمشربُ الطيِّبُ ، في ظل الدَّوْم

وكان الأصمعيُّ ، ينكرُ عليه ، ويقول : ما لابن الصبّاغ ، ولهذا ! وأنَّى لأهل نجدٍ دَوْمٌ ، والدَّومُ شجرُ المُقل ، وهو بالحجاز ، وحاجبٌ نجديٌّ ، فأنّى له دَوْم ؟ ! وكانَ الأصمعي ينشده « في الظلِّ الدَّوْم » ، أي الدائم . انتهى ، ولنا كلامٌ على هذا الخبرِ في موضوع ( الطرائف ) ، وما يهمنا هنا ، هو أن نعرف كيفَ كان العلماء ، يميِّزون بينها ، ويحوطون هذه النباتات ، من الخطأ .

وحتى لا يتسع ما بيننا ، وبين الأستاذ الشايع ، فلتأتني بشاهدٍ واحدٍ من الشعر الصحيح ، اقترنَ فيه ذكر السمرُ بالدهناء ، ولك أن نضربَ صفحًا عن كلامِنا هذا كُلِّه ، وإلا فالأمر كما قال مُضَرِّ بن رِبْعيّ :



رأى القوم في دَيمُـومة مُدلهمَّةٍ ** شِخاصاً تمنَّوا أن تكون ، فحالا


فقالوا سَيَالات يُرَيْنَ ولم نَكنْ ** عَهِدْنا بـ(صحراء الثُوير ) سَيالا




***


ويظلُّ هذا الإشكال قائمًا ، ونظلُّ نحن ننتظرُ من الأعضاء ، والقرّاء ، إجابةً شافيةً على هذا الأشكال الذي افتتحنا به هذا الموضوع ، وليس العبرةُ عندنا ، وعند الناس بطول الإجابة ، وإنما بصحتها .



***



كتبه / عبد الله المنصور

خليف العيد
05/05/2009, 11:58 AM
اخوي عبدالله المنصور
لقد حاولت مجاراتكم في علم البلدانيات ولاكن للاسف لم استطيع

اشكرك على موضوعك
وكذلك الشكر موصول للاخوة محمد الشاوي وعاشق الاثار
على مداخلتهم


تحياتي
ابوسامي

محمد الشاوي
05/05/2009, 12:25 PM
أخي الفاضل عبدالله المنصور ..

لست أملك أن أشتشهد بالشعر مثل ماتملك

كما أنه ليس من حقك أن ترمي بالجهل من أبدى رأيا لا تراه أنت صوابا ..

وقل لي بربك :

أي لفظ صريح أسقطناه ؟!!

وأي احتمالات خيالية جئنا بها ؟!!

سامحك الله وعفا عنك .



وأما ما ذكرت من أن العرب كانوا دقيقين جدا في التفريق بين النبات فهو صحيح ولكن ليس بالدرجة التي تتصورها أنت ..

واستشهادك بقصة الأصمعي مرفوض ولا نقبله لأن الدوم ينبت في نجد مما يلي الحجاز فقد رأيناه بأم أعيننا في الحناكية

ورأيناه بقرية أم الدوم التي تقع شرقا من صحراء ركبة وهي من نجد بلا شك

وأيضاً كيف يفسر الدوم بالدوام مع علمه أن الظل زائل ولا يدوم

ولو صح ذلك لكان الأصمعي كالذي يفر من الرمضاء إلى النار .

وهذا الأصمعي الذي تحتج به - على جلالة قدره - بشر وقد يغيب عنه مايغيب عن غيره من الناس

ولا أدل على ذلك من قصته مع بيت زهير بن أبي سلمى :

ثُمَّ اِستَمَرّوا وَقالوا إِنَّ مَشرَبَكُم == ماءٌ بِشَرقِيِّ سَلمى فَيدُ أَو رَكَكُ


قال الأصمعي : سألت بجنبات فَيد عن رَكك. فقيل: ماء هاهنا يُسمى ركّا. فعلمت أن زهيراً احتاج فضعَّف

وأرى أن رواية أبي عبيدة لبيت حاجب بن زرارة هي الصواب وأن الأصمعي قد شطح فيها وجانب الصواب ..

وأنت رويت لنا قبل ذلك قصتة في رواية بيت أبي ذؤيب :
بأَسفلِ ذاتِ الدَّيْرِ أُفرِدَ جَحشُها *** فقد وَلِهتْ يومينِ فهي خَلوجُ

وكذلك تفسيره للديلم في بيت عنترة الذي يقول فيه :
( زوراء تنفر عن حياض الديلم )

وارجع إلى طرائفك لترى أوهام الأصمعي هناك .


أخي الكريم :

لا يسيغ لي أن أرميك بالجهل لأنك تبدي رأياً تختلف فيه معي كما لا أرضى أن تصفني بذلك

والحوار بهذه الطريقة لن نجني منه إلا الشوك يارعاك الله .


وأما مطالبتك بنص يفيد بإطلاق العرب اسم السمر على الطلح فدونك ما طلبت :

قال البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب :

"والسمر" بفتح السين وضم الميم: جمع سمرة، وهو شجر الطلح. والطلح: نوع من العضاه،
وهو شجر عظام والعضاه بكسر العين: جمع عضاهة، وهو كل شجر عظيم وله شوك .. "

وفي كتاب ( شرح أدب الكاتب ) لابن الجواليقي القصة التالية والتي تتعلق ببيتي امرئ القيس :

فلمّا رأت أن الشريعة همها == وأن البياض من فرائصها دامي
تيممت العين التي عند ضارج == يفيء عليها الظل عرمضها طامي

" أخبرني المبارك بن عبد الجبار عن علي بن عمر عن عبيد الله بن محمد المروزي الكاتب
عن ابن الأنباري عن العنزي عن علي بن الصباح عن هشام بن محمد عن فروة بن سعيد
بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ناس من أهل اليمن فقالوا يا رسول الله أحيانا الله بيتين من شعر امرئ القيس
خرجنا نريدك فلما كنا ببعض الطريق ضللناه فبتنا على غير ماء فلم نزل ثلاثا على ذلك
حتى استذرينا بظل الطلح والسمر فبينا نحن على ذلك إذ أقبل راكب على بعير متلثم
بعمامة فتمثل رجل منا بقول امرئ القيس فلما رأت... البيتين

فقال الراكب من يقول هذا قلنا : امرؤ القيس قال : فوالله ما كذب هذا ضارج عندكم فحبونا إليه على الركب فوجدناه ماء
قد علاه العرمض وهو الطحلب فشربنا منه حتى روينا وحملنا ما كفانا حتى وقفنا على
الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاك رجل شريف في الدنيا مذكور فيها
منسي في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار"

والذي يهمنا في هذه القصة هو قولهم :

( فلما كنا ببعض الطريق ضللناه فبتنا على غير ماء فلم نزل ثلاثا على ذلك
حتى استذرينا بظل الطلح والسمر )

ولا شك عندي أن المكان الذي نزلوه ليس فيه إلا الطلح وحده أو السمر وحده إذ من النادر أن يوجدا في مكان واحد .

وهاهم لا يفرقون بينهما - ليس جهلا - ولكن لأن الطلح والسمر من جنس واحد ومتشابهان إلى حد كبير

وها نحن نرى في الواقع من لا يفرق بين الطلح والسمر وكثيرا مايسألني من يذهب معي :

كيف نعرف الطلح من السمر ؟

وهذا يدل على الشبه الكبير بينهما إذ لا يفرق بينها إلا خبير بها .

هاقد جئناك بما طلبت من النصوص ومن الواقع فهل بقي شيء ؟


تحياتي .

عاشق الاثار
06/05/2009, 03:31 AM
وقد تقبَّلَ ياقوت هذه الحكاية بقبولٍ حسنٍ ، ولم يكتفِ بذلك حتي تكلَّم لنا صرفيَّاً عن هذه الكلمة كلمة ( أسيمرًا ) ، وهي في نظري قصّةٌ فاسدةٌ ، ومثلٌ محرَّف ، ولا شأن لتلك السمرات ، في الموضوع ، ولا ذنبَ لهنّ ، وإنما المثل هكذا : (( أشبه شَرجٌ شرجًا ، لو أنّ فيه سَمِيراء )) ، أي البلد المعروف غرب شَرْج ، سميراء ، ولكن تصحف عليهم فظنَّ أنّ ألف التأنيث الممدودة ألف النصب ، قاتل الله التصحيف ، حيث أفسد على أهل العلم عقولهم بهذه الخرافات المنكرة ، والتمحلات البعيدة . .




اولا : الا تعلم يا اخ عبدالله ان بين شري وسميرا 150كم



وانك حملت النص ما لا يحتمل ونلت من اهل العلم ومنهم ياقوت الحموي على جلالة قدره وسعة علمه باستنتاجك الذي لم يسبقك له احد


واود ان انبهك الى امر وهو ان التصحيف مشكل على مثلي ومثلك والمتاخرين
لان علومنا تكون على الورق وفي ثنايا الكتب
اما اولئك القوم المتقدمين فان علومهم ياخذونها سماعا ويحفظونها بين صدورهم ويدوننها لنا فكيف يكون للتصحيف طريق الى علومهم




ثانيا : نقلت الرقمتان الى القصيم وخالفت الثقات الذين سلكوا درب حاج البصرة ووصفوه بدقة متناهية من حيث المسافة بين المنازل واعداد البرك والحصون والقصور ولم نجد لا زيادة ولا نقصا حين تتبعنا الدرب لتستشهد بقول عالم بالادب لا لشي سوى موافقته لهواك الذي ارتئيت انه الصواب




ثالثا : قل لي بالله عليك رجل يرثي نفسه حين دنا موته هل تظن انه يتوجد على شجر الغضى لذات الغضى الذي ينبت في القصيم فقط كما تزعم ام على اهله الذين كانت منازلهم دون القصيم بلاشك ولا ريب وهي السمينة وقد كان موضعهم من منابت الغضى وقد صرح لك بمراده انه يريد اهل الغضى




لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى *** مزار ولكن الغضى ليس دانيا



و اذا كانت النباج ليست من القصيم فمن باب اولى ان السمينة ليست من القصيم


لان النباج دون القصيم بالنسبة لاهل السمينة


وهذا دليل ان ارض السمينة كانت من منابت الغضى كذلك



رابعا : تحتج على رواية الاصمعي بالاضطراب وانقطاع السند وكانك تناقش رواية حديث نبوي شريف




بل الذي نعلمه عن علماء اهل الحديث انه لا سند في المغازي والسير فكيف في البلدانيات



و سواء كانت الرواية لحفرالبطن او للحفير ( وهو تصغير للاول للتفريق بينهما وهو لا يزال بهذا الاسم بالعراق وهو على مسافة 60 كم من البصرة ) فكلاهما تم حفرهما بامر ابي موسى الاشعري وهذا لا يقدح بالرواية بسبب موضع الاستشهاد بها سواء للحفر او للحفير ويرد عليك الخلط القبيح الذي زعمت


وكلاهما لاينبت الارطى الان




هذا ما كتبته على عجل ولي معك مداخلات اخرى ان شاء الله .




ولكن ارجو منك ان تخفف الحدة في ردودك لان هذا العلم من العلوم الظنية التي يكثر فيها الخطاء فلا تظن انك معصوم من الخطاء حتى تنال من الاخرين
واعلم ان الخطاء ليس في تحديد موضع اندثر من مئات السنين ولكن الخطاء ان تقول عن شيخ جليل اجهد نفسه واتعباها بالسفر والترحال والبحث كالشيخ الشايع بهذه النبرة الحادة والمجحفة بحقه






،

beddo
19/05/2009, 12:00 PM
الأخ عبدالله المنصور هلا واصلت الحديث عن الموضوع من اوسع ابوابه واستعرضت المآخذ التي تؤيد

رأيك ومارايك بوصف الشاعر: ترى بعر الآرام في عرصاتها وقيعانها كأنه حب فلفل

والقيعان تتلاشى في المناطق الرملية ارجو المواصلة وافادة المتابعين جزاك الله خيرا

الدرع العربي
20/05/2009, 05:53 PM
أيها الإخوة :
إذا كان العرب هم الذين سموا شرجا باسمه فما لنا وللقيم بن لقمان وأساطيره !
ورد المثل عَرَضًا في معظم المصادر بالصيغة التالية :
أشبه سرحٌ سرْحًا لو أن فيه أُسيمرًا
أما الطرح الباقي فمفيد من جميع جوانبه فإلى المزيد

الشمطري
21/05/2009, 12:14 AM
بإنتظاركم
يا عمالقـــــة

لأكمال النقاش

ابو اديب1
21/05/2009, 05:51 PM
عزيزي عاشق الآثار

كما تعلم أن أختلاف المناخ ومور كثيرة اعطيك مثال
في ديرتي بقرب المدينة المنوره وادي الصفراء في ايام الامطار كنت اتجول مع رجل كبير في السن
وهو رجل معاصر لهذه المنطقو ولكن هجرها من اكثرمن 30 سنة ولم يعد لها
وتلك السن وهو يتجول في الأدوية رأى عشبه وبدا ينظر اليها بستغراب وان اتأمله فقلت له
عسى خير قال :
هذه العشبه وأن طقل ارعى بالغنم لم أرها أبدا وهذه العشبة تنبت في الشمال وفي مناطق معينه فقط
وقلت طيب ويش الي جاب هذه العشبه هنا قال الشايب بفطنه أهل البادية :
الحلال قلت نعم قال نعم الحلال ينشرى وهو يأكل من هذه العشبه ولم يجي هتا يخرج مع فضلات
الغنم ولما يجي المطر تنمو وتزهر وتصبح عشبه جيدة وتنتشر في المنطقة .

عرفت المقصود
تحياتي

beddo
26/05/2009, 01:05 PM
الأخوة الأفاضل الموضوع كان محل نقاشاتكم التي استفدنا منها ولكن لم يتوصل المتابع الى مايروي نهمته

وكتاب الشيخ عبدالله من ابرز اعماله حيث وفق فيه ايما توفيق ولازال رأيه في الدخول وحومل ونقله لهما

من عالية نجد الى الدهنا هو الرأي المبرز السائد وانصح الجميع بأقتناء الكتاب ففيه علم جم وآراء سديدة

بل لعله الكتاب الذي ابرز اسم الشيخ عبدالله هو وكتابه عن سوق عكاظ