المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز الإلهي في خلق الإبل ..



عاشق الصفاري
15/06/2004, 10:49 PM
الإعجاز الإلهي في خلق الإبل


ارتبط الجمل عبر التاريخ بحياة البادية، واشتهر بدوره في الرحلات والأسفار بصفته سفينة للصحراء، فهو أقدم حيوان أليف عرفه العرب منذ فجر التاريخ، وهو من صناع الحضارات العظيمة، فالجمال كانت إحدى الوسائل القديمة للانتقال والحركة ونقل الثقافات والحضارات والرحلات التجارية، وكانت تشارك الإنسان العربي حياته، ونجدها مذكورة في حكاياته وأساطيره، وحروبه وأفراحه وتجارته، فكانت تشارك في الحرب، وتحمل قوافل التجارة من بلد إلى آخر، وتزف عليها العرائس في هودجها الشهير، وتحرس حدود الدول وتشارك في مطاردة المهربين وسط الصحاري والجبال الوعرة، وإلى جانب هذه الفوائد المتعددة للإبل يستفاد من ألبانها وأوبارها ولحومها وجلودها.

الإبل في القرآن:

وعندما جاء الإسلام لفت القرآن الكريم أنظار العرب إلى هذا المخلوق العجيب الذي يعرفونه جيدًا، فهو رفيقهم في الأسفار والرحلات وقوافل التجارة، وهم أهل الإبل وأعرف الناس بها، فقال الله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} [الغاشية: 17]، أفلا ينظرون إلى عجائب قدرة الله في الإبل ليتدبروا ويتفكروا في خلقها على هذه الصورة المتناسقة مع بيئتها التي تعيش فيها. ثم جاء التعميم حول فوائد الأنعام ومن بينها الإبل في قوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم} [النحل: 705].

الجمل صانع حضارة:

وتاريخ الإبل يرجع إلى ما قبل الميلاد بأكثر من ثمانية آلاف سنة، حيث وجد الجمل في شمال غرب أفريقيا، وكانت الجمال في نشأتها الأولى متوحشة، وبدأ ظهور النوع المتسأنس في جنوب الجزيرة العربية ومصر والصحراء الكبرى في فترة الحكم الروماني.

الجمل في تراثنا:

والجمل العربي أكبر الجمال حجمًا في العالم، وله سنام واحد، وهو أصبر على الجوع والعطش من غيره، ولا يكاد يعرف التعب إليه سبيلاً، فهو يسير 50 كيلومترًا دون توقف، ويمكنه حمل نحو 275كجم، ويستطيع السير بحمله الثقيل مدة 12 ساعة دون كلل، لذا يسمى سفينة الصحراء.

وهو حيوان طائع سهل المراس ويضرب به المثل في الصبر على تحمل العطش الشديد، يتميز الجمل العربي بصفات جسدية تمكنه من التكيف مع البيئة الصحراوية، إذ ينتهي كل من أطرافه بإصبعين يغطي كل أصبع بحافر صغير، الوسطى للإصبعين مما يسهل سيره على الرمال والصخور، واللسان والفم والأسنان قد تكيفت كي تتمكن من اقتلاع النباتات الصحراوية ومضغها، وعلى ظهره سنام واحد يختزن المواد الدهنية، كما أنه يختزن المياه في أنسجة وفي أكياس موجودة في معدته، ويستطيع هذا الجمل تحمل فقدان 40 في المائة من ماء جسمه، وهو لا يفرز إلا كمية قليلة من الملح بحيث يبقى مقداره في الدم ثابتًا. ويبلغ ارتفاعه حوالي مترين ويزن حوالي 600 كلغ بينما يبلغ طول رقبته وجسمه نحو 3 أمتار.

ولقد اعتبرت قدرة الجمال على السير مسافات طويلة دون ماء، وهي تحمل الأثقال من الأسباب التي جعلت تحرك البشر في الصحراء، وفي العالم القديم يزدهر، مما أدى إلى زيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين الأجناس المختلفة.

وللجمال في حضارتنا العربية والإسلامية تاريخ طويل بدءًا من رحلة الشتاء والصيف التي كانت وسيلتها الوحيدة هي الجمال، ومرورًا بناقة سيدنا صالح المعجزة التي ذبحها قوم ثمود، وانتهاءً بالهجرة النبوية المباركة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبي بكر من مكة المكرمة إلى المدينة والتي استخدمت فيها الإبل.

أوجه الإعجاز في خلقه:

وإذا نظرنا إلى أوجه الإعجاز الإلهي في خلق الإبل، والتي جعلت القرآن الكريم يدعونا إلى النظر في عظمة هذا الخلق البديع نجد أن قدرة الله وحكمته تتجلى في كل جزء من أجزاء جسم الجمل، والتي تتمثل فيما يلي:

1- خُفُّ الجمل الموجود في نهاية القدم مخلوق بصورة بديعة، حيث يتألف من أصبعين اثنتين لكل منهما ظفر مفلطح كبير، وتحتهما وسادة عريضة من جلد لحمي تُيَسِّر للجمل السير السهل على الأرض الصخرية الزلقة أو الرمال الموَّارة دون أن تغوص القدم فيها، والتي تتميز بها طبيعة الصحارى والجبال، خاصة وأن الجمال تحمل أوزانًا ثقيلة إلى جانب وزن جسمها الضخم، والوبر الموجود على الخف يساعد الجمل على تحمل حرارة الأرض الرملية، كما أن أخفاف البعير وثفناته كلها مواد عازلة للكهرباء تحميه من الصواعق الكهربائية التي تحدث بين السحب، وارتفاع الجمل يصل إلى نحو المترين من عند الكتفين، ويرجع ذلك إلى طول أرجلها التي تبعد جسمها عن سطح الأرض لتتقي حرارتها.

2- وجه الجمل طويل بارز، وأنفه يشبه الشق، يفتحه الجمل ويغلقه حسب ظروفه، وهذا يساعده على منع دخول الرمال في أنفه عند أكله لطعام موجود على الرمال. كما أن شفة البعير العليا غليظة حساسة ومشقوقة إلى نصفين ليتمكن من تحريكهما ورفعهما إلى أعلى ليتحاشى أذى النباتات الشوكية عندما يتناولها فلا تلحق به ضررًا.

3- وعينا الجمل تنفتحان بزاوية مائلة تغطيها رموش طويلة وتستقران داخل تجويف قوي، ولعينيه أجفان طويلة جدًا، وبهذه الصفات يستطيع الجمل مقاومة العواصف الرملية.

4- ومن عجائب خلق الله في الجمل أن الأنف ينفتح وينغلق متى شاء البعير، وفتحته محسوبة بمقدار، وهو عبارة عن مصفاة هواء من النوع الممتاز الدائم، كما أن في أنفه جهازًا عجيبًا يسمى جهاز التيار العكسي الذي يساعده على الاقتصاد الشديد في ضياع ماء البدن أثناء التنفس، حيث يتفرد الجمل بأن الغشاء المخاطي في أنفه جاذبٌ للرطوبة، فالهواء الذي يدخل أنف الجمل جافًا يتشبّع بالرطوبة التي يهبها له غشاء الأنف، حتى إذا مرّ بالأنف وهو خارج عاد غشاء الأنف فاجتذب جلّ ما فيه من ماء بحيث لا يضيع من ماء جسمه إلا النزر اليسير، وكلما اشتد القيظ (شدة الحر) ازداد جذب غشاء الأنف للرطوبة واقتصاده في الماء.

5- أما سنام الجمل فهو مستودع ضخم للشحم يفيده وقت الحاجة، وهو كتلة من أنسجة دهنية ومياه مُستقلبة (متحولة) عن مواد أخرى، وبذلك يكون السنام مستودعًا للماء والغذاء معًا!! ويتميز الجمل بقدرة هائلة على البقاء بدون ماء لفترة طويلة، ويرجع ذلك إلى قدراته البيولوجية التي أودعها الله فيه، والتي تجعله قادرًا على التكيف والاحتفاظ بالماء عن طريق عمليات شديدة التخصص تقوم بها الكلى.



والجمل لا يقتصد في الماء فحسب، لكنه يولد الماء أيضًا!، فقد زوده الخالق سبحانه بجهاز لتوليد الماء، حيث تتفكك الشحوم المتراكمة في سنام الجمل إلى محاصيل نهائية، من أهمها الهيدروجين الذي لا يلبث أن يتحد بالأوكسجين الآتي مع هواء التنفس فيؤلفان "الماء" الذي يحتاجه الجمل.

6- رقبة الجمل الطويلة ليست عبئًا عليه، فهي تتحرك وتلتف في كل اتجاه بكل سهولة ويسر، وتساعد الجمل على الوصول إلى أغصان الشجر المرتفعة، وتمكنه من الأعشاب والحشائش على سطح الأرض، ويضع رأسه على جسمه عندما تشتد الرياح ليتقي شدتها وما تحمله من تراب وغبار.

7- الإبــل تـتـعايــــش مــــع ارتــفــاع أو انخفاض درجة الحرارة فلديها منظم بيولوجي للحرارة يساعدها في السيطرة على درجة الحرارة والبقاء على قيد الحياة رغم التذبذب الشديد في مستوى بلازما الدم، ففي الشتاء يكثر الوبر ويتلبد على جسمه فيقيه ويحميه من البرد، وفي الصيف يسقط الوبر لتتم عملية التبريد بالتعرق، فالعرق يخرج من مسام الجسم بدقة محسوبة، ويتحكم الجمل في درجة حرارة جسمه حسب ظروف الجو مما يمكنه من العيش في الصحراء وتحمل تقلبات الجو المختلفة.

8- والجمل ليس له مرارة مما يساعده على تناول كميات كبيرة من الغذاء ولساعات طويلة، وهذه الخاصية تساعده على تكوين كميات كبيرة من احتياجات الشحوم والدهون، وبصفة خاصة في السنام لتساعده على تحمل الظروف الشاقة في مواسم الجفاف والمجاعة.

9- وإذا نظرنا إلى الجمل باعتباره وسيلة للسفر والترحال وحمل الأثقال والأمتعة، سنجد أن الجمل هو الحيوان الوحيد الذي يستقر عليه الهودج أو المحمل، لأن جسم الجمل في المشي شبه مستقر لكونه يتمايل إلى الأمام وإلى الخلف ولا تتحرك سوى قوائمه بحركة متوازية، ويمتص الجسم ضربات الأرجل على الأرض فلا يحس الراكب إلا بالتمايل فقط، لذلك تسهل إقامة الهودج على الجمل، ولا يمكن هودجة الحصان أو البغل.

http://www.b3reen.4t.com/amages/ajza2.gif

الفاروع
16/06/2004, 07:06 AM
مشكور ياعاشق الصفاري

راع الكحيلة
16/06/2004, 07:40 PM
بارك الله فيك
وجزاك الله خير على المعلومات

بن سليم
16/06/2004, 10:57 PM
بعد التحية والاحترام :

أخوي العزيز :

عاشق الصفاري

كل الشكر والتقدير لموضوعك المتميز عن الابل ,,,,,,, آآآآآه ياعيني على الابل

يعجز المرء عن الوصف والتعليق عن الابل والإعجاز الإلهي و سبحان الله والحمد لله على هذه


النعمه ..........


تحياتي .....................

أخوكم : بن سليم:D

محب البر
16/06/2004, 11:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم عاشق الصفاري

مشكور على هذا المعلومات القيمة الأبل وجزاك الله خير

مع تحيات
أبو مروان

عاشق الصفاري
17/06/2004, 02:13 PM
ياهلا فيكم أخواني واشكركم على مروركم المتواضع للموضوع ..

تالي الاولين*
21/06/2004, 08:26 AM
الأصل كُتب بواسطة بن سليم
بعد التحية والاحترام :

أخوي العزيز :

عاشق الصفاري

كل الشكر والتقدير لموضوعك المتميز عن الابل ,,,,,,, آآآآآه ياعيني على الابل

يعجز المرء عن الوصف والتعليق عن الابل والإعجاز الإلهي و سبحان الله والحمد لله على هذه


النعمه ..........


تحياتي .....................

:D

ريف النشاما
22/06/2004, 07:52 AM
الأصل كُتب بواسطة بن سليم
بعد التحية والاحترام :

أخوي العزيز :

عاشق الصفاري

كل الشكر والتقدير لموضوعك المتميز عن الابل ,,,,,,, آآآآآه ياعيني على الابل

يعجز المرء عن الوصف والتعليق عن الابل والإعجاز الإلهي و سبحان الله والحمد لله على هذه


النعمه ..........


تحياتي .....................

أخوكم : ريف:D

الجيب الربع
22/06/2004, 11:17 PM
أخي عاشق الصفاري


بارك الله فيك على هذه المعلومات الوافيه أول كان الواحد يعرف البعير بالشكل بس أما الآن بعد هالمعلومات والكتلوج المرفق صرنا والله نفصفص البعير قطعه قطعه ونرفع خشومنا بعد

الله يحفظك

الربذي
19/07/2004, 04:50 PM
الأصل كُتب بواسطة ريف النشاما


عاشق الصفاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاك خير الجزاء على هذة المعلومات القيمة واستشهادك بكلام رب العالمين سبحانة وتعالى وهو من خلق واعلم

الربذي
19/07/2004, 05:09 PM
اخي عاشق الصفاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لى بزيادة بسيطة على مضوعك الرائع يالغالي
وهو من مشاهدتي لبعض الجمال وهي جالسة بالصحراء(افا طلعت خكري ماهقيتك) وقت الحر تكون متوجة بجسمها وراسها ناحية الشمس لماذا لااعلم قد يكون اتقاء لاشعة الشمس وبهذى الطريقة تكون جفونها حاجبة لضو الشمس
لو يدري ابوي الله يحفظة اني اقول للجمل جالس سان الله لايوريك باكبر ماعندة يقول لايسمعك احد البعير يقال لة بارك يالخبل :D :D

http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk9009_.jpg

بــح ــر الــكــرم
21/07/2004, 02:28 PM
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
الأصل كُتب بواسطة ريف النشاما

--------------------------------------------------------------------------------



عاشق الصفاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاك خير الجزاء على هذة المعلومات القيمة واستشهادك بكلام رب العالمين سبحانة وتعالى وهو من خلق واعلم



__________________

عاشق الصفاري
23/07/2004, 11:14 PM
حياكم الله اخواني ..
وأشكرك يالربذي على المعلومات

الفقع
24/07/2004, 11:35 PM
مشكور ياعاشق الصفاري



ما جاكم صفاري الا الحين


وشكرا

بــرق الشمال
25/07/2004, 12:51 AM
اخوي عاشق الصفاري دائما في الطليعه
(زيت سوبر شل):D الله يعطيك العافيه على هالمعلومات
الجيده والقيمه اكرر شكرا لك:D

اخت الجميع
26/07/2004, 04:12 PM
موضوع رائع بمعنى الكلمه تسلم اخوي

سبحان الله

ابوقاسم
26/07/2004, 11:30 PM
مقارنة بين الحصان والجمل .............
قد اقيم سباق بين جمل وحصان في استراليا والمسافة 180كم قطعها الحيوانان في زمن متقارب في يم واحد ولكن احصان بعد فتة انتهى عمره ومات بينما الجمل نام تلك لليلة واستيقظ في اليوم التالي وقطع نفس امسافة في نفس اوقت وهذا يدل عى قوة اجمل وكانة في اليوم السابق كن في نزهة ..........
شوفوا القوة والتحمل ..............
شكرا على الموضوع وهذا سفينة لصحراء بلامنازع............

عبدالله العمرو
27/10/2008, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

(( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلِقَت ))

لم يخصّها الخالق سبحانه بهذه الآية إلا لأن في خلقها إعجازاً وعجباً يميّزها عن بقية الأنعام ...

ولهذا فإن ما تفضلت بذكره أخي عاشق الصفاري من إعجاز قد يكون بعضاً من شيء ....
وسيكتشف العالم المزيد من إعجاز الخالق سبحانه ...

يعطيك العافية وسلمت يداك على طرح هذا الموضوع الرائع ....

واسمح لي يتقييمه ***** :good:

تحياتي لشخصك /