أمرؤ القيس
28/09/2004, 06:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي مرتادي المكشات
أود أن أشارككم بهذا التقرير المبسط أملا بأن يحوز على رضاكم وأستحسانكم
ويعود بالفائده على الجميع
================================================== =====
المنطقة الشرقية من جزيرة العرب قد تبدو للبعض بأنها منطقة نفط وأعمال.... صحارى مترامية الأطراف وجِمال .... خلجان متناثرة وسباخ وأوحال ... تارة تهب رياح رطبة من الجنوب وتارة اخرى جافة من الشمال ... ومن الوهلة الأولى لايكاد الأنسان العادي يكون أي صورة حضارية أو تاريخة لهذه المنطقة الفريده. فعلى ضوء البحث الأثري الحديث أًثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن المنطقة الشرقية تعد الحلقة المفقودة من سلسلة الحضارة الأنسانية لمنطقة الجزيرة العربية و الشرق الأدنى. فمنذ فجر التاريخ أستوطن سواحل المنطقة الشرقية كثير من الأقوام والشعوب التي تميزت بنهج حضاري مبدع يعد بأنه لبنه أساسية ودوراً هاماً في تطور ونضوج الحضارة البشرية في هذا الجزء من العالم. وسوف تركز هذه المقالة المتواضعة على أهم دلائل الأستيطان المبكر لهذا الجزء أو ما يعرف بـثـقـافة العُبيد " بضم العين و تسكين الياء" .
ففي أحد أيام الربيع المشمسة من عام 1968 وفيما كانت الشمس تتوسط كبد السماء, كانت السيدة الباحثة الأمريكية الحسناء قريس بيركهولد "Grace Burkholder"والتي تبلغ من العمر حوالي40 ربيعا تسرح وتمرح في نزهة استكشافيه وكانت نسمات برد الربيع العليل تدغدغ وجنتيها والأرض اكتست حلة خضراء نثر عليها زهور بهية . لقد كان عبق المكان يفوح برائحة زكيه وبالتحديد في منطقة الدوسريه وهي المنطقة المقابلة لتحليه المياه بالجبيل. وفجأة و على سطح تله لمحت تحت قدميها قطع غريبة كثيرة متناثرة هنا وهناك, لم تكن من صنع الطبيعة. فمن الوهلة الأولي أحست بأنها بصدد أماطة اللثام عن كنز تاريخي لا يقدر بثمن. وفعلا بهذا الاكتشاف المميز استطاعت أن تخلد أسمها في كتب الآثار و التاريخ. وبعد بحث بسيط تبين أن هذه المنطقة ألأثريه تعود لفترة العُبيد وبذلك تم أعادة كتابة تاريخ المنطقة.
الفترة التاريخية التي نحن يصددها والتي نشأت بها ثـقـافة العُبيد هي الفترة التي أعقبت ما يعرف بنهاية العصر الحجري الحديث الذي بدأ حوالي 16000 سنه قبل الميلاد وانقضى حوالي 5500 ق.م . وحسب ماأشارت أليه الحفريات الأثريه بأن ثقافة العبيد في المنطقة الشرقية قد بدأت حوالي 5000 ق.م - وأنتهت حوالي 3600 سنه ق.م بظهور وأنبثاق الحضارة السومريه ، أو ما يعرف بأول حضارة مدنية في التاريخ الأنساني. ولكن في عجالة دعونا نبحث الأسباب التي أدت إلى إنتشار هؤلاء البشر " العُبيد" على سواحل المنطقة الشرقية أمتدادا إلى بلاد الرافدين. فبأنتهاء العصر الجليدي الرابع أى حوالي 18000 سنه ق.م وأبتداء الفترة الدفيئة الثالثه التي نعيشها حاليا بدأت جزيرة العرب في التصحر رويدا رويدا ونضوب الموارد المائية والغطاء النباتي مما دفع هؤلاء الأقوام إلي هجر هذه الصحاري والأتجاه شرقا إلى سواحل الخليج طلبا لمصدر الغذاء والماء.
وبذلك أستوطنت هذه الأقوام سواحل المنطقة الشرقية ومن أهم المواقع المستكشفة في المنطقة الشرقية هي موقع الدوسريه وموقع عين قناص في واحة الأحساء ، وموقع تل أبو خميس الواقع برأس الزور وأيضا الكثير من المواقع البسيطه في بعض الجزر كالبا طنه والمسلميه وجنه . من المثير جداً بأنه عندما تم أستكتشاف هذه المواقع الأثرية في أواسط الستينات من القرن المنصرم, بدأ المؤرخون بأعادة كتابة التاريخ نظراً للأهمية القصوى التي سوف تلعبه هذه الأستكتشافات في شرح تطور نمط حياه الأستياطان المبكر لهذه المنطقه.
ومن أهم و أول المستكشفات الأثرية لثقافة العُبيد سجل بأسم السيدة قريس بيركهولدر وكانت الملتقطات السطحية الكثيرة من الفخار الملون الخاص بهذه الفتره والأدوات الصوانيه ، كالأسهم والكاشطات والنصول والمقاطع. يعتبر فخار العُبيد من أروع المكتشفات أذ أنه يتصف بخاصية جمالية رائعة من ناحية التشكيل والتلوين أخذين بعين الاعتبار الفترة الزمنية السحيقة التي سبقـت التاريخ الإنساني الحديث التي تم بها صناعة هذا النوع من الفخار. العجينة الطينية التي صنعت منها الفخار تميل إلى اللون الأصفر البرتقالي والأخضر المصفر والأحمر حسب معدلات حرقها أثناء التصنيع. كما طليت سطوحها بألوان بنيه داكنة أوحالكة للسواد. وتزدان هذه الأنية الفخارية بزخارف مضلعة أو مشجرة و بأشكال فريدة. المثير للدهشة أن هذه الألوان مازالت ثابتة وواضحة ولم يفسدها التأكل الزمني ولعلي أرجح بأن بعض هذه الألوان قد أستخدم في صناعتها خليط من العناصر الكميائية زيادةً على بعض عصارات الأعشاب البرية و البحريه.
كسر فخارية من فترة العبيد
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub1.jpg
فخار العبيد المزخرف
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub21.jpg
أما الأدوات الصوانية فهي فريده وتمتاز بدقه عاليه وقد صنعت معظمها من حجر الصوان الشفاف أو البني الفاتح والغامق. جميع المكتشافات الأثرية قد أكدت التواصل البشري والأقتصادي مابين الجهه الشرقيه من جزيرة العرب وحضارة بلاد الرافدين.
أدوات حجرية صوانية – سكين –ونصل-مشعله
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub31.jpg
عندما قمنا بزيارة موقع الدوسريه شاهدنا أن هؤلاء القوم قد أستوطنوا ربوة مرتفعة نسبياً يحدها من الشرق شاطئ البحر وتحيط بها السباخ من جميع الأتجاهات تقريباً , حيث ان هذه السباخ في زمنهم كانت عبارة عن بحيرات عذبة نسبياً . وهذا يوحي بأن اختيار الموقع قد تم بعد تمحيص دقيق, إذ أن المسطحات المائيه كانت تمثل خط دفاع طبيعي ضد الحيوانات الضاريه و يسهل التعرف على حدود المستوطنة للأغراب. ويؤكد ذلك كثرة المستوطنات في الجزر الأنفة الذكر القريبة من الساحل. أيضاً على مايبدو أن قاطني مستوطنة الدوسريه قد أعتمدوا على البحر كمصدر غذاء رئيسي وهذا مايؤكده الكمْ الهائل من الأصداف والمحارالمنتـشرحول المستوطنة. وهذا علي العكس من مستوطنة عين قناص بواحة الأحساء التي أعتمدت على الثمار والخضروات. مما ينبغي ذكره بأن مصطلح العُبيد الذي أطلقه الأثريون لهذه المواقع الأستيطانيه في الخليج هي تعود إلى تل العُبيد الأثري الواقع في بلاد الرافدين الذي تم لأول مره أستكتشاف هذا النوع من الفخاريات " بواسطة السير ليونارد وولي" .
رأس رمح صواني بيد طفله
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub4.jpg
هناك بعض الأثريين يرجحوا بأن سواحل المنطقه الشرقيه من الجزيره العربيه كانت أحد المراكز الرئيسيه التي أنبثـقت منها وهج الحضاره في منطقه الشرق الأدنى القديم ، والبعض الأخر يرى بأن هذه المواقع الأستيطانية هي أمتداد لحضارة سومر التي تأسست في بلاد الرافدين. وتعليقاً على هذه النظريات الأثريه أميلُ إلى القول بأن هذه المستوطنات البشريه قد نشأت أولا على سواحل الخليج العربي عندما تمتْ الهجرة الأولى من قلب الجزيرة العربية بسبب الجفاف ومن ثم أمتدت شمالا بأتجاه بلاد الرافدين حيث وفرة المياه والغذاء وبعد ذلك تكونت مستوطنات بشريه أرقى أدت بدورها في النهايه إلى نشؤ بما يعرف أول حضارة مدنية أنسانية وهي الحضاره السومرية. هذه الفرضية تستند إلى أن أقدم فخار من نوع العبيد قد عثر عليه في موقع عين قناص في واحة الأحساء. أخيراً قد يقول قائل أيةُ حضارةُ نتحدث عنها .. اين القصور والقلاع ..؟؟ وبدورنا نجيبه بأن ما يعرف بثقافة العُبيد يرجع لها الفضل بعد الله في تأسيس النواة الأولى من الحضارة البشرية لهذه المنطقة.
ما بعد النص:
• بعض الاستنتاجات التي وردت في هذا التقرير تمثل رأي الكاتب وليست بالضرورة تستند على حقائق علمية أو تاريخية.
• الفخار المصور تم تنظيفه وتلميعه لكي تبرز معالمه وزخارفه التشكيلية
• السيدة الباحثة الأثرية مارني قولدنق Marny Golding كانت برفقة السيدة قريس أثناء اكتشاف موقع الدوسرية وسجل هذا الاكتشاف الفريد باسميهما.
• المضحك المحزن بأن أحد سكان البادية أقام بيت شعر على التل وأتلفت كفرات السيارات معظم الآثار الفخارية, وبعد ذلك تم تسييج المنطقة الأثرية.
أعزائي مرتادي المكشات
أود أن أشارككم بهذا التقرير المبسط أملا بأن يحوز على رضاكم وأستحسانكم
ويعود بالفائده على الجميع
================================================== =====
المنطقة الشرقية من جزيرة العرب قد تبدو للبعض بأنها منطقة نفط وأعمال.... صحارى مترامية الأطراف وجِمال .... خلجان متناثرة وسباخ وأوحال ... تارة تهب رياح رطبة من الجنوب وتارة اخرى جافة من الشمال ... ومن الوهلة الأولى لايكاد الأنسان العادي يكون أي صورة حضارية أو تاريخة لهذه المنطقة الفريده. فعلى ضوء البحث الأثري الحديث أًثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن المنطقة الشرقية تعد الحلقة المفقودة من سلسلة الحضارة الأنسانية لمنطقة الجزيرة العربية و الشرق الأدنى. فمنذ فجر التاريخ أستوطن سواحل المنطقة الشرقية كثير من الأقوام والشعوب التي تميزت بنهج حضاري مبدع يعد بأنه لبنه أساسية ودوراً هاماً في تطور ونضوج الحضارة البشرية في هذا الجزء من العالم. وسوف تركز هذه المقالة المتواضعة على أهم دلائل الأستيطان المبكر لهذا الجزء أو ما يعرف بـثـقـافة العُبيد " بضم العين و تسكين الياء" .
ففي أحد أيام الربيع المشمسة من عام 1968 وفيما كانت الشمس تتوسط كبد السماء, كانت السيدة الباحثة الأمريكية الحسناء قريس بيركهولد "Grace Burkholder"والتي تبلغ من العمر حوالي40 ربيعا تسرح وتمرح في نزهة استكشافيه وكانت نسمات برد الربيع العليل تدغدغ وجنتيها والأرض اكتست حلة خضراء نثر عليها زهور بهية . لقد كان عبق المكان يفوح برائحة زكيه وبالتحديد في منطقة الدوسريه وهي المنطقة المقابلة لتحليه المياه بالجبيل. وفجأة و على سطح تله لمحت تحت قدميها قطع غريبة كثيرة متناثرة هنا وهناك, لم تكن من صنع الطبيعة. فمن الوهلة الأولي أحست بأنها بصدد أماطة اللثام عن كنز تاريخي لا يقدر بثمن. وفعلا بهذا الاكتشاف المميز استطاعت أن تخلد أسمها في كتب الآثار و التاريخ. وبعد بحث بسيط تبين أن هذه المنطقة ألأثريه تعود لفترة العُبيد وبذلك تم أعادة كتابة تاريخ المنطقة.
الفترة التاريخية التي نحن يصددها والتي نشأت بها ثـقـافة العُبيد هي الفترة التي أعقبت ما يعرف بنهاية العصر الحجري الحديث الذي بدأ حوالي 16000 سنه قبل الميلاد وانقضى حوالي 5500 ق.م . وحسب ماأشارت أليه الحفريات الأثريه بأن ثقافة العبيد في المنطقة الشرقية قد بدأت حوالي 5000 ق.م - وأنتهت حوالي 3600 سنه ق.م بظهور وأنبثاق الحضارة السومريه ، أو ما يعرف بأول حضارة مدنية في التاريخ الأنساني. ولكن في عجالة دعونا نبحث الأسباب التي أدت إلى إنتشار هؤلاء البشر " العُبيد" على سواحل المنطقة الشرقية أمتدادا إلى بلاد الرافدين. فبأنتهاء العصر الجليدي الرابع أى حوالي 18000 سنه ق.م وأبتداء الفترة الدفيئة الثالثه التي نعيشها حاليا بدأت جزيرة العرب في التصحر رويدا رويدا ونضوب الموارد المائية والغطاء النباتي مما دفع هؤلاء الأقوام إلي هجر هذه الصحاري والأتجاه شرقا إلى سواحل الخليج طلبا لمصدر الغذاء والماء.
وبذلك أستوطنت هذه الأقوام سواحل المنطقة الشرقية ومن أهم المواقع المستكشفة في المنطقة الشرقية هي موقع الدوسريه وموقع عين قناص في واحة الأحساء ، وموقع تل أبو خميس الواقع برأس الزور وأيضا الكثير من المواقع البسيطه في بعض الجزر كالبا طنه والمسلميه وجنه . من المثير جداً بأنه عندما تم أستكتشاف هذه المواقع الأثرية في أواسط الستينات من القرن المنصرم, بدأ المؤرخون بأعادة كتابة التاريخ نظراً للأهمية القصوى التي سوف تلعبه هذه الأستكتشافات في شرح تطور نمط حياه الأستياطان المبكر لهذه المنطقه.
ومن أهم و أول المستكشفات الأثرية لثقافة العُبيد سجل بأسم السيدة قريس بيركهولدر وكانت الملتقطات السطحية الكثيرة من الفخار الملون الخاص بهذه الفتره والأدوات الصوانيه ، كالأسهم والكاشطات والنصول والمقاطع. يعتبر فخار العُبيد من أروع المكتشفات أذ أنه يتصف بخاصية جمالية رائعة من ناحية التشكيل والتلوين أخذين بعين الاعتبار الفترة الزمنية السحيقة التي سبقـت التاريخ الإنساني الحديث التي تم بها صناعة هذا النوع من الفخار. العجينة الطينية التي صنعت منها الفخار تميل إلى اللون الأصفر البرتقالي والأخضر المصفر والأحمر حسب معدلات حرقها أثناء التصنيع. كما طليت سطوحها بألوان بنيه داكنة أوحالكة للسواد. وتزدان هذه الأنية الفخارية بزخارف مضلعة أو مشجرة و بأشكال فريدة. المثير للدهشة أن هذه الألوان مازالت ثابتة وواضحة ولم يفسدها التأكل الزمني ولعلي أرجح بأن بعض هذه الألوان قد أستخدم في صناعتها خليط من العناصر الكميائية زيادةً على بعض عصارات الأعشاب البرية و البحريه.
كسر فخارية من فترة العبيد
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub1.jpg
فخار العبيد المزخرف
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub21.jpg
أما الأدوات الصوانية فهي فريده وتمتاز بدقه عاليه وقد صنعت معظمها من حجر الصوان الشفاف أو البني الفاتح والغامق. جميع المكتشافات الأثرية قد أكدت التواصل البشري والأقتصادي مابين الجهه الشرقيه من جزيرة العرب وحضارة بلاد الرافدين.
أدوات حجرية صوانية – سكين –ونصل-مشعله
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub31.jpg
عندما قمنا بزيارة موقع الدوسريه شاهدنا أن هؤلاء القوم قد أستوطنوا ربوة مرتفعة نسبياً يحدها من الشرق شاطئ البحر وتحيط بها السباخ من جميع الأتجاهات تقريباً , حيث ان هذه السباخ في زمنهم كانت عبارة عن بحيرات عذبة نسبياً . وهذا يوحي بأن اختيار الموقع قد تم بعد تمحيص دقيق, إذ أن المسطحات المائيه كانت تمثل خط دفاع طبيعي ضد الحيوانات الضاريه و يسهل التعرف على حدود المستوطنة للأغراب. ويؤكد ذلك كثرة المستوطنات في الجزر الأنفة الذكر القريبة من الساحل. أيضاً على مايبدو أن قاطني مستوطنة الدوسريه قد أعتمدوا على البحر كمصدر غذاء رئيسي وهذا مايؤكده الكمْ الهائل من الأصداف والمحارالمنتـشرحول المستوطنة. وهذا علي العكس من مستوطنة عين قناص بواحة الأحساء التي أعتمدت على الثمار والخضروات. مما ينبغي ذكره بأن مصطلح العُبيد الذي أطلقه الأثريون لهذه المواقع الأستيطانيه في الخليج هي تعود إلى تل العُبيد الأثري الواقع في بلاد الرافدين الذي تم لأول مره أستكتشاف هذا النوع من الفخاريات " بواسطة السير ليونارد وولي" .
رأس رمح صواني بيد طفله
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk7471_ub4.jpg
هناك بعض الأثريين يرجحوا بأن سواحل المنطقه الشرقيه من الجزيره العربيه كانت أحد المراكز الرئيسيه التي أنبثـقت منها وهج الحضاره في منطقه الشرق الأدنى القديم ، والبعض الأخر يرى بأن هذه المواقع الأستيطانية هي أمتداد لحضارة سومر التي تأسست في بلاد الرافدين. وتعليقاً على هذه النظريات الأثريه أميلُ إلى القول بأن هذه المستوطنات البشريه قد نشأت أولا على سواحل الخليج العربي عندما تمتْ الهجرة الأولى من قلب الجزيرة العربية بسبب الجفاف ومن ثم أمتدت شمالا بأتجاه بلاد الرافدين حيث وفرة المياه والغذاء وبعد ذلك تكونت مستوطنات بشريه أرقى أدت بدورها في النهايه إلى نشؤ بما يعرف أول حضارة مدنية أنسانية وهي الحضاره السومرية. هذه الفرضية تستند إلى أن أقدم فخار من نوع العبيد قد عثر عليه في موقع عين قناص في واحة الأحساء. أخيراً قد يقول قائل أيةُ حضارةُ نتحدث عنها .. اين القصور والقلاع ..؟؟ وبدورنا نجيبه بأن ما يعرف بثقافة العُبيد يرجع لها الفضل بعد الله في تأسيس النواة الأولى من الحضارة البشرية لهذه المنطقة.
ما بعد النص:
• بعض الاستنتاجات التي وردت في هذا التقرير تمثل رأي الكاتب وليست بالضرورة تستند على حقائق علمية أو تاريخية.
• الفخار المصور تم تنظيفه وتلميعه لكي تبرز معالمه وزخارفه التشكيلية
• السيدة الباحثة الأثرية مارني قولدنق Marny Golding كانت برفقة السيدة قريس أثناء اكتشاف موقع الدوسرية وسجل هذا الاكتشاف الفريد باسميهما.
• المضحك المحزن بأن أحد سكان البادية أقام بيت شعر على التل وأتلفت كفرات السيارات معظم الآثار الفخارية, وبعد ذلك تم تسييج المنطقة الأثرية.