المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : >> حلم لم يتحقق <<



د. محمد خليص
24/10/2004, 08:29 PM
الخط الحديدي الحجازي حلم لم يتحقق


ولدت وترعرعت في مدينة عريقه وقديمة قدم التاريخ . تلك المدينه الجميلة الساحرة في مناظرها الطبيعية الخلابة ، مدينة حالمة ترقد في احضان الجبال الحمر الشاهقة تتغغطى بسماء زرقاء صاقية وتتمشى بواديها جداول الماء يتلوى بين بساط اخضر من الأشجار . إنها مدينة العلا والتى كانت تعرف بوادي القرى وهي عاصمة الآثار في المملكة العربية السعودية وعروس الجبال كما اطلق عليها هذا الإسم صاحب السمو الملكي الأمير / سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ، وهي مدينة حباها الله بطقس معتدل وهذه المدينة منذ أن عرفت عقلي وهي ترقد كل ليلة على حلم جميل على امل أن يتحقق ولكنه وللأسف الشديد لايحدث ما تريده وتمثل لقول الشاعر في قوله:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه **** تجري الرياح بمالا تشتهي السفن

وقد تتسائل عزيزي القارء عن ذلك الحلم الذي اصبح صدأ من مرور السنين عليه ، وتطاول وتداول الدهر عليه ألا وهو حلم اعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي ، ذلك الوقف الإسلامي الذي كان يمر بأراضيها وبين بساتينها الغناء ليضيف لحنا جميلا يتمازج مع ايقاع الطبيعه فيشكل سمفونية جميله تشنف لها الآذان وتطرب لسمعها . والخط الحديدي الحجازي كان ولا يزال حلم أهالي وادي القرى ( العـــــلا ) وحلم كل مسلم على وجه الأرض وخاصة المسلمين في بلاد الشام وتركا ومصر والمغرب العربي لما يقدمه لهم من خدمات جليله وراحة للوصول الى اطهر بقاع الأرض على الإطلاق وهما مكة المكرمة والمدينة المنوره لو قدر له ان يعود للحياة ولو انه تم ايصالة الى العاصمة الإسلامية مكة المكرمة التي تهفوا اليها قلوب المسلمين قاطبة . وفي هذا الموضوعاحب أن آخذكم معي في رحلة عبر السنين لنطلع سويا على مراحل انشاء هذا الوقف الأسلامي الذي بني من بيت مال المسلمين وبأيدي المسلمين الذين ضحوا بانفسهم وارواحهم لقيامه حتى انه قيل أن في كل مئة متر على طول الخط يوجد قبر شهيد مسلم قضى نحبه اثناء المساهمة في انشاء هذا الخط الحيوي الذي يخدم الإسلام والمسلمين ويربطهن بمقدساتهم. ويعتبر خط سكة حديد الحجاز من أروع إنجازات السلطات العثماني عبد الحميد الثاني من الناحية السياسية والدينية والحضارية؛ إذ استطاع هذا المشروع العملاق الذي امتد العمل فيه ثماني سنوات متتالية أن يقدم خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، تمثلت في اختصار وقت هذه الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق شهورًا، يتعرضون فيها لغارات البدو ومخاطر ومشاق الصحراء، فأصبحت الرحلة بعد إنشاء هذا الخط الحديدي الذي بلغ طوله (1320) كم تستغرق أيامًا معدودة ينعمون فيها بالراحة والأمان.

وقد عاش المسلمون في كافة البلدان حلم إنشاء الخط الحجازي، وتابعوا مراحل إنشائه، وتبرعوا له من أموالهم، وغطت هذه التبرعات ثلث تكاليفه، وتفجرت الحماسة الدينية في قلوب المسلمين، فالتفوا حول الخلافة العثمانية وسلطانها بعد فترة طويلة من الركود.
وتخيل الكثيرون أن البعث والصحوة بين المسلمين اقترب زمانها، وتجلت هذه المشاعر الفياضة في حماسة العمل وسرعة إنجازه، وعندما وصل أول قطار إلى المدينة المنورة حاملا الحجاج انهمرت الدموع، وانهالت الدعوات للسلطان عبد الحميد.
وقدم بعض الحاقدين والناقمين على السلطان ممن عاصروه أو المؤرخين من خصومه تفسيرات تعسفية ادعوا فيها أن هدف إنشاء الخط الحجازي كان قمع الثورات في الحجاز، ولخدمة أهدافه العسكرية، وتوجهاته الاستبدادية. والواضح أن هؤلاء الخصوم لا يتركون فرصة للتقليل من شأن السلطان عبد الحميد الثاني إلا وجهوا فيها سهام حقدهم ونقدهم إلى شخصه، حتى أعماله العظيمة طبعوها بطابع الاستبداد.
كان إنشاء خطوط السكك الحديدية لربط أجزاء الدولة العثمانية المترامية الأطراف سياسة عليا للسلطان عبد الحميد الثاني، فالشام والحجاز لم يشهدا خطوطًا حديدية إلا في عهده، فكان الخط الحديدي من يافا إلى القدس سنة (1306هـ = 1888م) أول الخطوط الحديدية في الشام، واستهدف السلطان من إنشائه خدمة الحجاج المسيحيين القادمين من أوروبا بحرًا إلى يافا، وبلغ طول هذا الخط (87) كم، كذلك تم إنشاء خط حديدي بين دمشق وبيروت بطول (147) كم كان يقطعها القطار في ست ساعات. فقد كان الحجاج المسلمون يلاقون صعوبات كبيرة أثناء تأديتهم هذه الفريضة قبل إنشاء الخط الحجازي، منها طول المسافة حيث كان طريق الحج العراقي يقترب من (1300) كم، وتستغرق الرحلة فيه شهرًا كاملاً. أما طريق الحج المصري فيبلغ من سيناء (1540) كم، ويستغرق أربعين يومًا، ويزيد خمسة أيام من طريق عيذاب. وطريق الحج الشامي يمتد (1302) كم، وتستغرق الرحلة فيه أربعين يومًا. أما حجاج المناطق النائية من العالم الإسلامي فكانت رحلتهم تستغرق ستة عشر شهرًا وأكثر؛ وهو ما جعل بعض الأغنياء يتقاعسون عن أداء الحج، نظرًا لطول المسافة ومشاق السفر، وندرة المياه، وغارات البدو وقتلهم لبعض الحجاج وسلب أموالهم.

وقد تنحصر أهداف السلطان عبد الحميد في إنشاء الخط الحجازي في هدفين أساسيين مترابطين هما:
• خدمة الحجاج بإيجاد وسيلة سفر عصرية يتوفر فيها الأمن والسرعة والراحة.
• دعم حركة الجامعة الإسلامية التي كانت تهدف إلى تكتيل جميع المسلمين وتوحيد صفوفهم خلف الخلافة العثمانية لمواجهة الأطماع الأوروبية في العالم الإسلامي.

وقامت حركة الجامعة الإسلامية على دعامتين أساسيتين، هما:
• الخلافة والحج، لذلك أراد أن يتخذ من الحج وسيلة عملية كي يلتف المسلمون حول الخلافة.
• ربط إنشاء الخط الحديدي الحجازي بحركة الجامعة؛ فيظهر أمام العالم الإسلامي بصورة الخليفة حامي وخادم الحرمين الشريفين، وبذلك يستقطب المسلمين نحو حركة الجامعة الإسلامية.
وقد واجهت المشروع صعوبات تمويلية، منها ضخامة تكلفته التي قدرت بنحو 3.5 ملايين ليرة عثمانية، والأزمة المالية التي تواجهها الدولة العثمانية، فضلاً عن ذلك فإن السلطان عبد الحميد أراد أن يضفي على مشروعه الطابع الإسلامي؛ ومن ثم أراد أن يتم إنشاء المشروع برأسمال إسلامي دون اللجوء إلى بيوت المال الأجنبية الربوية، فوجه عبد الحميد نداءً إلى العالم الإسلامي عبر سكرتيره "عزت باشا العابد" للتبرع للمشروع. ولقي هذا النداء استجابة تلقائية من مسلمي العالم وانهالت التبرعات، وكان اتساع نطاق هذه التبرعات مظهرًا عمليًا لحركة الجامعة الإسلامية.
تبرع السلطان بمبلغ (320) ألف ليرة من ماله الخاص. وتبرع شاه إيران بخمسين ألفًا، وأرسل خديوي مصر عباس حلمي الثاني كميات كبيرة من مواد البناء، وتألفت في سائر الأقطار الإسلامية لجان لجمع التبرعات.
وأصدرت الدولة العثمانية طوابع تمغات لمصلحة المشروع، وأصدرت أوامر بقطع 10% من رواتب موظفي الدولة لصالح المشروع، وجمعت جلود الأضاحي وبيعت وحولت أثمانها إلى ميزانية الخط، وبذلك انتقلت حماسة إنشاء الخط الحجازي إلى العالم الإسلامي، وكان مسلمو الهند من أكثر المسلمين حماسة له؛ وهو ما أثار غضب بريطانيا، فوضعت العراقيل أمام حملات جمع التبرعات حتى إنها رفضت أن يرتدي المسلمون الهنود الذين اكتتبوا في الخط الأوسمة والنياشين العثمانية. ولم تقتصر تبرعات وإعانات المسلمين على الفترات التي استغرقها بناء الخط فحسب، بل استمر دفعها بعد وصوله إلى المدينة المنورة؛ أملاً في استكمال مدّه إلى مكة المكرمة.

كما تم تشكيل لجنتين -بعد قرار السلطان عبد الحميد- للإشراف على تنفيذ المشروع، الأولى برئاسة عزت باشا العابد ومقرها إستانبول، والأخرى للتنفيذ ومقرها دمشق برئاسة والي الشام. وقام مهندس عثماني بمسح المنطقة التي يمر بها الخط بين دمشق والمدينة المنورة، وكانت سياسة الدولة العثمانية آنذاك هي الاعتماد على المهندسين المسلمين وعدم جلب مهندسين أجانب إلا عند الضرورة.
وتتبع الخط الحجازي بصفة عامة الطريق القديم الذي كانت تسلكه قوافل الحجاج، ولم يحد عنه إلا في بعض المناطق الوعرة، وتم تخصيص بعض القوات العسكرية لحماية العاملين في المشروع من غارات البدو. واحتفل ببدء المشروع في (جمادى الآخرة 1318هـ = سبتمبر 1900م) وابتدأ العمل في منطقة المزيريب من أعمال حواران ببلاد الشام، ثم قررت الحكومة العثمانية إيصال الخط الحجازي إلى دمشق، لذلك قررت إنشاء خط درعا – دمشق، وباشرت العمل من دمشق ومزيريب في وقت واحد، وعهدت إلى مهندسين ألمان بإنشاء الخط، لكنها لم تسمح إلا للمهندسين المسلمين بالعمل في مد الخط في المنطقة الواقعة بين العلا والمدينة المنورة.
صادف المشروع عقبات كثيرة، كان على رأسها نقص المياه، وأمكن التغلب على ذلك بحفر آبار وإدارتها بمضخات بخارية أو طواحين هواء، وجلبت المياه في صهاريج تسير على أجزاء الخط التي فرغ من مدّها. ولمواجهة نقص العمال وتوفير النفقات استخدمت قواتٌ من الجيش العثماني بلغ عددها زهاء ستة آلاف جندي ومائتي مهندس كانوا يعملون في الخط بصفة دائمة. كذلك كانت السيول الجارفة إحدى العقبات التي شكلت خطورة كبيرة وحقيقية على الخط الحجازي في مرحلتي البناء والتشغيل؛ لذلك قام المهندسون بإنشاء مصارف للسيول على طول الخط الرئيسي.
أما الرمال المتحركة التي تعرض صلابة الخط للخطر وتؤدي إلى انقطاع الحركة بتحرك الخط عن مكانه فأمكن التغلب عليها بتغطية منطقة الرمال المتحركة بطبقة من الصلصال، وبُني سد حجري ضيق يمتد موازيًا للخط الحجازي ليحول دون خطر تغطيته بالرمال المتحركة. أما مشكلة الوقود فتم استيراد الفحم من الخارج وأقيمت مستودعات ضخمة لتخزينه.

وتعد تكاليف الخط الحجازي من أقل تكاليف خطوط السكك الحديدية في الدولة العثمانية على الإطلاق رغم ضخامة وكثرة منشآته، فقد بلغ مجموع تكاليفه -بما في ذلك القطارات والعربات وسائر المباني على طول الخط- حوالي أربعة ملايين و283 ألف ليرة عثمانية.
كما تميزت معدلات الإنجاز في إنشاء الخط بارتفاع ملحوظ؛ إذ وصل متوسط معدل الإنجاز السنوي حوالي (182) كم وهو معدل مرتفع جدًا آنذاك،مقارنة بمعدلات الإنجاز الأخرى.
وقد وصل أول قطار إلى المدينة المنورة في (22 رجب 1326هـ = 23 أغسطس 1908م) وأقيم الاحتفال الرسمي لافتتاح الخط الحديدي بعد ذلك بأسبوع ليصادف تولي السلطان عبد الحميد الثاني السلطنة.
وقد أسدى الخط الحجازي خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام؛ حيث استطاع حجاج الشام والأناضول قطع المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في خمسة أيام فقط بدلاً من أربعين يومًا، مع العلم أن الوقت الذي كان يستغرقه القطار هو (72) ساعة فقط، أما بقية الأيام الخمسة فكانت تضيع في وقوف القطار في المحطات وتغيير القاطرات.
وقد حشد الخط عاطفة المسلمين خلف شعار الجامعة الإسلامية، وهذا ما دفع السفير البريطاني في إستانبول ليؤكد أن عبد الحميد ظهر أمام ثلاثمائة مليون مسلم آن ذاك بمظهر الخليفة والزعيم الروحي للمسلمين حين مد سكة حديد الحجاز.
وساعد الخط الحجازي في نهضة تجارية واقتصادية لمدن الحجازومنها مدينة العـــلا ( وادي القرى ) ، وكافة المدن الواقعة على امتداد الخط، التي تحولت إلى مدن تجارية هامة ، وكذلك كان حال المدينة المنورة. وكذلك ظهرت مجتمعات عمرانية نتيجة استقرار بعض القبائل والتجمعات البدوية على جانبي الخط في بعض الجهات واشتغالهم بالزراعة.
ومن مظاهرة حركة العمران التي صاحبت إنشاء الخط إضاءة المدينة المنورة بالكهرباء لأول مرة، حيث ابتدأت إنارة الحرم النبوي الشريف يوم افتتاح سكة الحديد، وتم جعل المدينة المنورة محافظة مستقلة مرتبطة مباشرة بوزارة الداخلية العثمانية.
وقد استخدم الخط الحجازي في بعض الأغراض العسكرية، ولا يتنافى هذا مع كونه أنشئ أساسًا لأغراض غير عسكرية، فأسهم في توطيد سلطة الدولة في المناطق الثائرة في بعض المناطق في قلب الجزيرة العربية، ووفر حماية قوية للأماكن المقدسة في مكة والمدينة.

واستمرت سكة حديد الحجاز تعمل بين دمشق والمدينة المنورة ما يقرب من تسع سنوات نقلت خلالها التجار والحجاج، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى ظهرت أهمية الخط وخطورته العسكرية على بريطانيا؛ فعندما تراجعت القوات العثمانية أمام الحملات البريطانية، كان الخط الحجازي عاملاً هامًا في ثبات العثمانيين في جنوبي فلسطين نحو عامين في وجه القوات البريطانية المتفوقة. وعندما نشبت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين واستولت على معظم مدن الحجاز، لم تستطع هذه القوات الثائرة السيطرة على المدينة المنورة بسبب اتصالها بخط السكة الحديدية ووصول الإمدادات إليها، واستطاعت حامية المدينة العثمانية أن تستمر في المقاومة بعد انتهاء الحرب العالمية بشهرين؛ لذلك لجأ الشريف حسين –تنفيذًا لمشورة ضابط الاستخبارات البريطاني لورانس- إلى تخريب الخط ونسف جسوره وانتزاع قضبانه في عدة أجزاء منه، وكانت الذريعة التي سوّلت للحسين القيام بهذا العمل اللاأخلاقي التخريبي تتمثل في احتمال قيام "أحمد جمال باشا" قائد الجيش العثماني الرابع باستغلال سكة حديد الحجاز في نقل قواته لضرب الثورة العربية في عقر دارها.
كان الخط الحجازي يمر في أراضي الدولة العثمانية، وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى أصبح الخط يمر في أراضي أربع دول نتيجة لتغير الخريطة السياسية للشرق العربي الآسيوي وتفتيته إلى عدة دول وكيانات سياسية، وهي سوريا والأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية، فسيطرت كل دولة على الجزء الذي يمر في أراضيها، وأيدت عصبة الأمم ذلك التقسيم على يد القانوني السويسري "أوجين بورل" سنة (1344هـ = 1925م)
وتعددت محاولات إعادة الحياة لهذا الخط الحجازي، ومنها عقد مؤتمر في الرياض سنة (1375هـ = 1955م) جمع سوريا والأردن والسعودية، ولم توضع قراراته موضع التنفيذ، وتوقف العمل بالمشروع، وبعد أحد عشر عامًا من نسيان المشروع، تشكلت لجان وعقدت اجتماعات وصدر مرسوم بتشكيل هيئة عليا للخط الحجازي من وزراء المواصلات في البلدان الثلاث لكن لم تظهر أية بوادر واقعية لتشغيله. وكم استبشر سكان مدينة العـــلا ( وادي القرى ) عندما سلم الخط لشركة قامت بإزالة الخط القديم وترميم الكباري والجسور واعادة ردمه وصرف عليه مبالغ طائله مما جعلهم يعودوا لحلمهم القديم واستبشروا خيرا ولكن وللاسف لم يغير ذلك شيئ وانما كانت مبالغ ذهبت أدراج الرياح فتكفلت العوامل الطبيعية ببعثرة الجهود وضياع المجهود فلم يتحقق الحلم واصبح الحلم في مهب الريح تذرؤه الرياح فبقي حلم طائر في الهواء لم يصل إلى السماء ولم يبق على الأرض.
وفي عام (1399هـ = 1978م) تم الاتفاق بين البلدان الثلاثة على إنشاء خط عريض جديد يربط بين هذه الأقطار، ووضعت دراسات المشروع، ووقع الاختيار على شركة "دوش كنسول" لتحضير دراساته وخرائطه، وكانت نتيجة الدراسات إيجابية، فتوالت اجتماعات اللجان واعتمدت قرارات بأن تنفذ كل دولة من الدول الثلاثة على نفقتها الجزء الذي يمر في أراضيها، لكن يبدو أن مشروع الخط الحجازي قد وضع في قبر النسيان، منتظرا بعثا أو نشورا نأمل أن يكون. وقد تجددت الآمال وانتعشت الذاكرة عندما نما ألى اذهاننا ما تناقلته الصحف ووكالات الأنباء مؤخرا في عزم حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ممثلة في المؤسسة العامة لسكك الحديد في إنشاء خطوط حديدية تربط شرق البلاد بغربها وشمالها بجنوبها ، وهذا ما بعث التفاؤل بالنفوس لعله يشمل هذا القرار إعادة تشغيل الخط الحديدي الحجازي لما له من اهمية عظمي وجليله في خدمة ضيوف الرحمن القادمين من تركيا وسوريا ولبنان والأردن ، وكذلك الحجاج والمعتمرين والزوار القادمين من قارة افريقيا عبر ميناء العقبه ومينائ ضبا والوجه وحقل . اضافة الى ماله من جدوى اقتصادية كبيره تتمثل في انتعاش الإقتصادي على طول امتداد الخط وخدمة التجارة والصناعة وكذلك خدمة قواتنا المسلحة في التنقل بين اطراف مملكتنا الحبيبة وكذلك المواطنين بوسائل آمنه لتجنبهم واهليهم عناء الحوادث المميته على الطرقات الطوية والتى اتت على الكثير من شباب امتنا والذي نعتبرهم رأس المال الحقيقي وثروتنا النفيسة التي يجب ان نحافظ عليها بكل ما اوتينا من قوة .

الدكتور / محمد بن حمد خليص الحربي
مستشار الموارد البشرية والتدريب - ارامكو السعودية
وأديب وكاتب سعودي - الظهران

tabuki
24/10/2004, 10:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماقصرت يا دكتور كفيت و فيت و اتحفتنا بهالمعلومات
ولكن اذا كانت البلدية عندنا هدمت الجسور و باعت العربات وش ترجى منها
مع العلم ان كل الدول مستغلة خط الحديد و الاردن مستغله لنقل الفوسفات ماعدا عشرين كيلو من المدوره للحدود السعودية

عليم العطش
25/10/2004, 01:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلت يادكتورالخط الحديدي الحجازي حلم لم يتحقق
وعسى الله ان يقيظ له من يعيد امجاده لينفع المسلمين0
ولكن(صرخه في وادي ولاحياه لمن تنادي)
تحياتي
عليم العطش

عبد العزيز العجاجي
25/10/2004, 04:38 AM
الأصل كُتب بواسطة عليم العطش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلت يادكتورالخط الحديدي الحجازي حلم لم يتحقق
وعسى الله ان يقيظ له من يعيد امجاده لينفع المسلمين0
ولكن(صرخه في وادي ولاحياه لمن تنادي)
تحياتي
عليم العطش

*القبطان*
25/10/2004, 07:53 PM
الدكتور / محمد بن حمد خليص الحربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما قرئت موضوعك ورئيت ما متكبد المسلمون لنشاء هذه السكة الحديدية
وما بذلُه من تضحية وجهد وأموال
تفطر قلبي المن على هذا الكنز العضيم المهمل
لهذه السكة الحديدية أهمية دينية واقتصادية وأثرية
اذاً لماذا لا نرى أي اهتمام لهذا الكنز لماذا يفرط به ويترك للعبثين
أمل إن يتحقق هذا الحلم ونره على الطبيعة بذاً الله
وجزاك الله عنا ألف خير

صقر
25/10/2004, 08:57 PM
عزيزي الدكتور / محمد بن حمد خليص الحربي

قرأت هذا التحقيق الرائع والمعلومات الغزيرة وعني شخصيّاً أول مرة أسمع بعض المعلومات من خلال هذا التحقيق الشامل.

نشكرك جزيل الشكر على هذا التحقيق ونطمع منك بالمزيد وإطلاعنا على ما لديك من علم وخبرة.

جزاك الله خير الجزاء على هذا العمل .

وبارك الله فيك.

المسفهل
25/10/2004, 09:49 PM
شكرا لك أخي الكريم على هذا المقال الذي نكأ الجراح
ولف على العيون عصابة سوداء قاتمة من اليأس وعدم
التفاؤل في إعادة إعماره مرة ثانية لقد قرأت المقال ورأيت
كيف عقدت المؤتمرات والاجتماعات ولكنها كلها تبوء بالفشل
إن الأمة زمن ضعف الدولة الإسلامة التركية خير منا بمراحل
طويلة لقد تظافرت الجهود وضحى الناس باموالهم وأوقاتهم بل
وبألرواحهم من أجل إقامة هذا الخط الحديدي الذي ينفع المسلمين
فمتى يا ترى نكون في مستوى إولئك القوم إن المسلمين - حتى
لا نبخسهم - مستعدون للمشاركة في إعادة هذا الخط حيث إنه من
أعظم أعمال البر فمتى يأتي ذلك اليوم ؟؟؟ !!!

بُرج السفرة
26/10/2004, 05:33 AM
د. محمد خليص :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع بعناية فأذا هو موضوع نافع
شكر الله لك هذا الطرح
ونسأل الله أن يعز الاسلام والمسلمين

د. محمد خليص
26/10/2004, 07:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني اخواتي الأفاضل.

اضافة لما جاء اعلاة من اهمية هذا الخط وجدواه الإقتصادية فهو ايضا خط لو اعيد تشغيله ليس على العديد من المسلمين في كل من تركيا ولبنان وسوريا والأردن أداء فريضة الحج دون الخوف من مخاطر الطريق والحوادث المميته التي تحصل في طريق الموت كما يطلق عليه ( طريق الشمال ) او في منعطفات طريق تبوكالمدينه مابين الطلعة والقليبة وكذلك منعطفات خيبر والصلصلة ، ناهيك عن رداءة الخط وكونه مسار واحدا وغيرها من اسباب عديدة تعيق المسافر على تلك الطرق ومن اهمها رداءة الخدمات من مطاعم وورش وقطع غيار الخ.

شكرا لكم جميعا وجزاكم الله خيرا ووفقكم على مروركم من هنا وتعليقاتكم فلكم مني التحية والتقدير

تحياااااااااااتي
د. محمد