بدرسرور
30/12/2009, 07:09 PM
كان لرجل زوجتان ولدت كل منهما بنتا واحدة فأسمت الأولى ابنتها (فود تود) وأسمت الثانية ابنتها (نب تود) وحدث أن توفيت أم (نب تود) وهي صغيرة فانتقلت الى بيت الضرة أم (فود تود) ولما أصبحتا في سن الصبا بدأت ملامح الجمال تظهر بجلاء على البنت اليتيمة في الوقت الذي ظهرت فيه ملامح القبح على أختها .
اغتاظت المرأة من جمال ابنة ضرتها فبدأت تبحث عن مصدر للجمال يمكن أن تستفيد منه ابنتها وبالسؤال عرفت أن (اركب) يستطيع أن يغير مظهر الإنسان وتحويل المرء الى الصورة التي يريدها فأرسلت المرأة ابنتها الى (اركب) ليجعلها جميلة وزودتها بالنصائح فسارت البنت وحيدة في طريق خلوي لا حياة فيه ولما سارت لساعات طويلة وجدت امرأة عجوز تجلس وحيدة في ظل شجرة ولما اقتربت منها طلبت العجوز من البنت أن تعينها على قتل القمل الموجود في شعر رأسها .
رفضت البنت في كبرياء وقالت (لا يمكن لي أن أضع يدي فوق رأسك القذر أيتها العجوز) ثم إني مستعجلة للقاء (اركب) فقالت لها العجوز (سيري في دربك فستصلين بيته في منتصف النهار وسوف يكون هو خارج البيت وستجدين أطفاله في الظل فانقليهم الى العراء تحت الشمس وإذا وجدت الزير في داره مملوءا بالماء اقذفيه خارج البيت وإذا وجدت في داره كمية من حطب الحريق خذيه واقذفيه خارج البيت أيضاً .
سارت البنت حتى وصلت الى دار (اركب) وعملت بنصيحة العجوز فحملت الأطفال من الظل الى الشمس وأفرغت ماء الزير وحملت الحطب وألقت به خارج البيت وبعد قليل جاء (اركب) يصدر صوتا مخيفا كصوت الرعد ويتمتم (أني اشتم رائحة إنسان نوبي) ولما دخل البيت وجد أطفاله يصرخون ولما اقترب منهم شرحوا له ما قامت به البنت الزائرة من أعمال التخريب .
سأل (اركب) البنت عن أسباب قدومها ولما عرف قصدها وضع (حلة) مغطاة على النار ووضع فيها ماء وقطعة من الفحم وطلب من البنت أن تعتني بالنار الموقدة تحت الحلة وأوصاها بأن لا ترفع الغطاء عن الحلة ثم خرج وبعد مضي وقت طويل وبدافع من حب الاستطلاع رفعت البنت غطاء الحلة لتعرف ما بداخلها فطارت نقطة من الماء المخلوط بالفحم ووقعت على وجهها وبسرعة فائقة عم السواد الشديد جسد البنت ولما صرخت أقبل (اركب) وقال لقد فعلت ذلك في نفسك بإرادتك أنت ولأنك غير أمينة ولقد حذرتك من رفع الغطاء ولكنك أهملت تحذيري وليس لي علاج لما حدث فاذهبي لأهلك .
نهضت البنت كئيبة حزينة وذهبت لأمها فتألمت الأم غاية الألم وزاد حقدها على ابنة ضرتها ففكرت في إرسالها لنفس المكان لتصاب بمثل ما أصيبت ابنتها به من نكبة .
أقنعت المرأة البنت اليتيمة لتذهب الى (اركب) لطلب المزيد من الجمال فقبلت البنت وسارت الى بيت (اركب) وفي منتصف الطريق رأت امرأة عجوز تجلس تحت شجرة فذهبت نحوها وألقت عليها التحية ثم عرضت عليها كل ما تستطيع من خدمات فطلبت منها العجوز أن تعينها على (فل القمل) من رأسها فجلست بالقرب منها وبدأت تلقط القمل من رأسها وتقتله ثم أخذت طرحتها وفستانها وذهبت الى النيل وغسلتها وجاءت بالماء من النيل وملأت قلة صغيرة كانت فارغة بالقرب منها .
ولما نهضت وودعت المرأة وهي تتجه نحو (اركب) نصحتها المرأة بأن تعتني بأطفال (اركب) عندما تصل دياره لأنه سيكون غائبا عن البيت فسارت البنت حتى وصلت الى بيت (اركب) فوجدت أطفاله يرقدون في الشمس فنقلتهم الى الظل ووجدت الزير خاليا من الماء فملأته من النيل ووجدت البيت خاليا من حطب الحريق فخرجت وجمعت كمية منه ووضعته في البيت وبعد قليل اقبل (اركب) يزأر يملأ الأفق بصوت مخيف ولما صار عند الباب صرخ قائلاً (إني اشتم رائحة إنسان نوبي) .
امتلأ قلب البنت بالخوف وتوجه (اركب) الى أطفاله يسألهم فنقلوا إليه كل ما قدمته هذه البنت من عاطفة نحوهم ومن خدمات للبيت في غيابه فسر (اركب) واكرم البنت ثم وضع (حلة) على النار فيها قليل من الماء ووضع فيها قطعة من الذهب وطلب من البنت أن تعتني بالنار الموقدة تحت (الحلة) ثم خرج وبعد مضي وقت طويل وبدافع من حب الاستطلاع رفعت البنت الغطاء فإذا بنقطة من الماء تطير وتقع على وجهها وبسرعة فائقة يعم جسدها لون ذهبي براق واكسبها ذلك نورا وجمالا عظيماً .
امتلأ قلب (نب تود) بهجة وسرورا بما نالته من فتنة وجمال فودعت (اركب) وأطفاله وسارت عائدة الى بيت أبيها . وهناك استقبلتها زوجة أبيها بالسخط والحقد والحسد .
انتشر خبر ما بلغته هذه البنت من جمال وعم الخبر المنطقة فأقبل شاب ثري وطلب الزواج منها ، وأقيمت الزينات والحفلات وتمت ليلة العرس كأبهى ما تكون ليلة عرس ولما كان الناس مشغولين بالرقص استدرجت المرأة العروس وأدخلتها في قسيبة (صومعة كبير مصنوعة من الطين تحفظ فيها الحبوب والتمر بكميات كبيرة لوقت الحاجة) مليئة بتسالي (أسلي) ونصحتها بأن تأكل اكبر قدر ممكن منه لتزداد سمنا وجمالا وفي نيتها تقديم ابنتها للعريس بدلا عن العروس الحقيقية ولما شعرت ابنتها (فود تود) بوجود أختها داخل القسيبة سألتها عن حالها فردت بأنها في غاية السعادة والمتعة بما تحويه القسيبة من خير كثير فطلبت منها الدخول ولو الى حين فقبلت (نب تود) وخرجت وأدخلت أختها .
قرر العريس رحيل العروس الى دياره الى في البر الغربي في نفس الليلة فنقل الناس أدوات وعفش العروس الى المراكب ولما انتهوا من كل شيء زفت العروس (ملفوفة بالفركة) الى المركب ودخل المرافقون والمرافقات وأبحرت والزغاريد تشق عنان السماء وقد كانت أم (فود تود) تقف عند الشاطئ مع المودعين وعندما ابتعدت المركب عن الشاطئ قالت بصوت مرتفع وهي متأثرة (حليلك يا بنتي) (فود تود) الله يديك العافية والسعادة في بيتك الجديد ، عندئذ صاحت ابنتها من داخل القسيبة قائلة (أنا ما زلت باقية هنا يا أمي فلا تتحسري) صدمت الأم لفشل خطتها فصاحت تنادي الذين في المركب (هوي يا جماعة انتو نسيتوا المفراكة) (تعالوا راجعين وشيلوا باقي عفش العروس) فرد المرافقون للعريس قائلين (كفانا ما عندنا فقد حبا الله عريسنا بهذه الفاتنة ذات الأدب والأخلاق والجمال الفريد) ثم واصلوا رحلتهم الى قريتهم في البر الغربي (ونب تود) اليتيمة تجلس الى جوار عريسها الشاب .
اغتاظت المرأة من جمال ابنة ضرتها فبدأت تبحث عن مصدر للجمال يمكن أن تستفيد منه ابنتها وبالسؤال عرفت أن (اركب) يستطيع أن يغير مظهر الإنسان وتحويل المرء الى الصورة التي يريدها فأرسلت المرأة ابنتها الى (اركب) ليجعلها جميلة وزودتها بالنصائح فسارت البنت وحيدة في طريق خلوي لا حياة فيه ولما سارت لساعات طويلة وجدت امرأة عجوز تجلس وحيدة في ظل شجرة ولما اقتربت منها طلبت العجوز من البنت أن تعينها على قتل القمل الموجود في شعر رأسها .
رفضت البنت في كبرياء وقالت (لا يمكن لي أن أضع يدي فوق رأسك القذر أيتها العجوز) ثم إني مستعجلة للقاء (اركب) فقالت لها العجوز (سيري في دربك فستصلين بيته في منتصف النهار وسوف يكون هو خارج البيت وستجدين أطفاله في الظل فانقليهم الى العراء تحت الشمس وإذا وجدت الزير في داره مملوءا بالماء اقذفيه خارج البيت وإذا وجدت في داره كمية من حطب الحريق خذيه واقذفيه خارج البيت أيضاً .
سارت البنت حتى وصلت الى دار (اركب) وعملت بنصيحة العجوز فحملت الأطفال من الظل الى الشمس وأفرغت ماء الزير وحملت الحطب وألقت به خارج البيت وبعد قليل جاء (اركب) يصدر صوتا مخيفا كصوت الرعد ويتمتم (أني اشتم رائحة إنسان نوبي) ولما دخل البيت وجد أطفاله يصرخون ولما اقترب منهم شرحوا له ما قامت به البنت الزائرة من أعمال التخريب .
سأل (اركب) البنت عن أسباب قدومها ولما عرف قصدها وضع (حلة) مغطاة على النار ووضع فيها ماء وقطعة من الفحم وطلب من البنت أن تعتني بالنار الموقدة تحت الحلة وأوصاها بأن لا ترفع الغطاء عن الحلة ثم خرج وبعد مضي وقت طويل وبدافع من حب الاستطلاع رفعت البنت غطاء الحلة لتعرف ما بداخلها فطارت نقطة من الماء المخلوط بالفحم ووقعت على وجهها وبسرعة فائقة عم السواد الشديد جسد البنت ولما صرخت أقبل (اركب) وقال لقد فعلت ذلك في نفسك بإرادتك أنت ولأنك غير أمينة ولقد حذرتك من رفع الغطاء ولكنك أهملت تحذيري وليس لي علاج لما حدث فاذهبي لأهلك .
نهضت البنت كئيبة حزينة وذهبت لأمها فتألمت الأم غاية الألم وزاد حقدها على ابنة ضرتها ففكرت في إرسالها لنفس المكان لتصاب بمثل ما أصيبت ابنتها به من نكبة .
أقنعت المرأة البنت اليتيمة لتذهب الى (اركب) لطلب المزيد من الجمال فقبلت البنت وسارت الى بيت (اركب) وفي منتصف الطريق رأت امرأة عجوز تجلس تحت شجرة فذهبت نحوها وألقت عليها التحية ثم عرضت عليها كل ما تستطيع من خدمات فطلبت منها العجوز أن تعينها على (فل القمل) من رأسها فجلست بالقرب منها وبدأت تلقط القمل من رأسها وتقتله ثم أخذت طرحتها وفستانها وذهبت الى النيل وغسلتها وجاءت بالماء من النيل وملأت قلة صغيرة كانت فارغة بالقرب منها .
ولما نهضت وودعت المرأة وهي تتجه نحو (اركب) نصحتها المرأة بأن تعتني بأطفال (اركب) عندما تصل دياره لأنه سيكون غائبا عن البيت فسارت البنت حتى وصلت الى بيت (اركب) فوجدت أطفاله يرقدون في الشمس فنقلتهم الى الظل ووجدت الزير خاليا من الماء فملأته من النيل ووجدت البيت خاليا من حطب الحريق فخرجت وجمعت كمية منه ووضعته في البيت وبعد قليل اقبل (اركب) يزأر يملأ الأفق بصوت مخيف ولما صار عند الباب صرخ قائلاً (إني اشتم رائحة إنسان نوبي) .
امتلأ قلب البنت بالخوف وتوجه (اركب) الى أطفاله يسألهم فنقلوا إليه كل ما قدمته هذه البنت من عاطفة نحوهم ومن خدمات للبيت في غيابه فسر (اركب) واكرم البنت ثم وضع (حلة) على النار فيها قليل من الماء ووضع فيها قطعة من الذهب وطلب من البنت أن تعتني بالنار الموقدة تحت (الحلة) ثم خرج وبعد مضي وقت طويل وبدافع من حب الاستطلاع رفعت البنت الغطاء فإذا بنقطة من الماء تطير وتقع على وجهها وبسرعة فائقة يعم جسدها لون ذهبي براق واكسبها ذلك نورا وجمالا عظيماً .
امتلأ قلب (نب تود) بهجة وسرورا بما نالته من فتنة وجمال فودعت (اركب) وأطفاله وسارت عائدة الى بيت أبيها . وهناك استقبلتها زوجة أبيها بالسخط والحقد والحسد .
انتشر خبر ما بلغته هذه البنت من جمال وعم الخبر المنطقة فأقبل شاب ثري وطلب الزواج منها ، وأقيمت الزينات والحفلات وتمت ليلة العرس كأبهى ما تكون ليلة عرس ولما كان الناس مشغولين بالرقص استدرجت المرأة العروس وأدخلتها في قسيبة (صومعة كبير مصنوعة من الطين تحفظ فيها الحبوب والتمر بكميات كبيرة لوقت الحاجة) مليئة بتسالي (أسلي) ونصحتها بأن تأكل اكبر قدر ممكن منه لتزداد سمنا وجمالا وفي نيتها تقديم ابنتها للعريس بدلا عن العروس الحقيقية ولما شعرت ابنتها (فود تود) بوجود أختها داخل القسيبة سألتها عن حالها فردت بأنها في غاية السعادة والمتعة بما تحويه القسيبة من خير كثير فطلبت منها الدخول ولو الى حين فقبلت (نب تود) وخرجت وأدخلت أختها .
قرر العريس رحيل العروس الى دياره الى في البر الغربي في نفس الليلة فنقل الناس أدوات وعفش العروس الى المراكب ولما انتهوا من كل شيء زفت العروس (ملفوفة بالفركة) الى المركب ودخل المرافقون والمرافقات وأبحرت والزغاريد تشق عنان السماء وقد كانت أم (فود تود) تقف عند الشاطئ مع المودعين وعندما ابتعدت المركب عن الشاطئ قالت بصوت مرتفع وهي متأثرة (حليلك يا بنتي) (فود تود) الله يديك العافية والسعادة في بيتك الجديد ، عندئذ صاحت ابنتها من داخل القسيبة قائلة (أنا ما زلت باقية هنا يا أمي فلا تتحسري) صدمت الأم لفشل خطتها فصاحت تنادي الذين في المركب (هوي يا جماعة انتو نسيتوا المفراكة) (تعالوا راجعين وشيلوا باقي عفش العروس) فرد المرافقون للعريس قائلين (كفانا ما عندنا فقد حبا الله عريسنا بهذه الفاتنة ذات الأدب والأخلاق والجمال الفريد) ثم واصلوا رحلتهم الى قريتهم في البر الغربي (ونب تود) اليتيمة تجلس الى جوار عريسها الشاب .