ابــ فهد ــو
21/02/2010, 03:43 PM
أماكن تاريخية على أرض الكويت...الضلع "مهزول" و"مهيزيل" والتلاع المحيطة بهما
تراثيات
لماذا لا نقول"خبرة مهزول" بدلاً من " ام عمارة مهزول" علماً بأن مصطلح "خبرة" متداول عند عربان البادية ?
"مهزول": هو اسم اطلقه اجدادنا العرب الاقدمون على ضلع يبعد قليلاً من شعيب الباطن, قريب من الجال الجنوبي للشعيب. والمفردات
كما ينطقها اليوم عرب الجزيرة.
"الضلع": في اللغة العربية الفصحى, وفي كلام العرب الاقدمين والحاليين من عرب الجزيرة العربية هو: الجبيل (التل) الصغير المنفرد الذي ليس بالطويل. أما "الشعيب": فهو اسهم يطلقه عرب الجزيرة الحاليون, وبالاخص أهل البادية منهم, على "الوادي" كبيرا كان أو صغيراً, مع العلم أنهم يستعملون مسمى الوادي للشعيب في كلامهم ولكن اسم "الشعيب" اكثر شيوعا على ألسنتهم. وفي اللغة الفصحى: "الشعب" و"الشعيب": هو ما أنشعب من التلعة والوادي . وقيل: هو الصدع والشق. وقيل: هو تيسيل الماء في بطن من الأرض منخفض. أما "الجال" في اللغة العربية الفصحى وفي كلام العرب الاوائل والأواخر هو: جانب الوادي والبحر والنهر وجدار البئر من أسفلها إلى أعلاها.
مهزول في معاجم البلدان والجغرافيا
قال ابو عبدالله شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت 626ه¯/1228م) في كتابه (معجم البلدان) عن مهزول ما يلي: مهزول: وادي , وفي بطن هذا الوادي ماء يقال له الخفاير لبني قريط(1).
أما الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية, وصف "مهزول" بأنه: "تل" يحد النهاية الغربية للكويت عند منطقة الشق, وهو محق في وصفه وكلامه صحيح. واليكم قول الشيخ حمد الجاسر عن مهزول: مهزول : بالقرب من جانب الباطن الأيمن على مسافة غير معينة شمال غربي الجهراء , وهو تل يحد النهاية الغربية للكويت عند منطقة الشق.
وجاء اسم "مهزول" مدونا على الخريطة الجيولوجية الشاملة لدولة الكويت, الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة, والمطبوعة في مطبعة الحكومة هكذا: مهزول: ارتفاعه بالامتار 271 متراً (Mahzool: ElEVATION IN METERS 271m)
معنى كلمة "مهزول" في اللغة
ولو رجعنا الى معاجم اللغة, لأخذ معنى كلمة "مهزول" لوجدناها تقول: مهزول: من الهزال وهو نقيض السمن. يقال: هزل الرجل يهزل فهو "مهزول" أي ضعيف.
وهزل الرجل يهزل هزلا: فوتت ماشيته. وفعلاً هذه اوصاف ضلع (تل) مهزول, فهو ضعيف نحيف نحتته المياه والرياح منذ اقدم العصور أيام كان وادي الباطن نهراً عملاقا يتدفق بالمياه من جبال الحجاز الى بحر الخليج.
مهيزيل
ولمهزول ضليع شقيق اسمه "مهيزيل" - تصغير مهزول - دون اسمه على الخريطة الجيولوجية الشاملة لدولة الكويت بالعربي "مهيزيل" وبالانكليزي "Muhaizeel" وهو ضليع "تليل" متواضع قليل الارتفاع يقع إلى الشمال الشرقي من مهزول قريباً من الجال الجنوبي لشعيب الباطن , ضمن أراضي دولة الكويت.
وصف أرض مهزول ومهيزيل
والأرض التي تحيط بضلعي مهزول ومهيزيل, يسميها بدو اليوم ب¯ "الدبدبة" "Dibdibba" وهي عبارة عن ارض مفروشة برمل متوسط الحبيبات مع حصى صغير ومتوسط, فهي ليست حجرية, يسير عليها الإنسان والحيوان بكل يسر وسهولة لانها مستوية ومتواسية.أما علماء الجغرافيا الطبيعية والجيولوجيا فيصفون ارض الدبدبة بأنها سهل حصوي يحتوي على مفتتات قليلة من احجار الجرانيت الوردي والدولرايت والاردواز والكلس والطفل (الطين الحري) ومنشأ هذه المفتتات صخور الدرع العربي خلال الفترات المطيرة في العصور الموغلة في القدم حيث كان شعيب (وادي) الباطن انذاك نهراً عملاقا ينقل معه الكتل الحجرية والرمال والطين (التراب) ومفتتات التربة والجبال. وانشد الشاعر العربي الجاهلي:
عوجا خليلي على الطلول
بين اللوى وشعبتي "مهزول"
وبالقرب من ضلع "مهزول" يوجد للحكومة الكويتية مركز لشرطة الحدود يسمى "مركز شرطة مهزول" تابع إلى قيادة منطقة الحدود الغربية.
أم عمارة مهزول
يوجد الى الجنوب من ضلع مهزول بمسافة قليلة خبرة كبيرة تمتلئ بالماء في موسم الامطار, يقطن حولها عربان البادية, وتسمى هذه الخبرة ب¯ »أم عمارة مهزول« ومكتوب اسم هذه الخبرة على الخرائط الجغرافية لدولة الكويت, و»الخبرة« أو »الخبراء« في اللغة العربية الفصحى وفي كلام العرب الأوائل والآواخر هي: ارض كبيرة مستديرة منخفضة يجتمع فيها الماء لمدة طويلة قد تصل الى القيظ, وفيها ينبت الخبر, وهو شجر السدر, وقيل: اسمها جاء من شجر الخبر, وقبل: جاء من الانخبار وهو الانخفاض والاطمئنان, لأنها ارض منخبرة والجمع الخباري والخبراوات, واذا نضب الماء منها تصبح روضة غناء ينبت فيها حرار العشب والأزاهير والنوار والشجيرات والاشجار, فترعاها انعام البدو وتفلي بالارض التي حولها.
لقد لفت انتباهي شيوع اسم »ام عمارة« للخباري الكبيرة في بوادي جزيرة العرب, فمثلاً عندنا في الكويت »أم عمارة الشق« و»ام عمارة الرفعي« وامهات العماير كثيرة, وكل واحدة تنسب الى المكان الذي تقع فيه, هذه التسمية جعلتني أتساءل بيني وبين نفسي لماذا لا نقول: »خبرة مهزول« بدلاً من »أم عمارة مهزول« و»خبرة الرقعي« بدلا من »ام عمارة الرقعي«, علماً بأن اسم »خبرة« اسم متداول وشائع عند عربان البادية ولكن اسم »ام عمارة« نلاحظة في اكثر الاحيان يطلق على الخبرة الكبيرة النائية في الصحراء .. هذا الامر ألجأنا الى تصفح معاجم لغة العرب لنكشف الحقيقة بصورة جلية واضحة عن اسم »ام عمارة« المتداول عند العرب الاوائل والاواخر, تقول المعاجم:
»ام الشيء« اصله وعماده وكل شيء انضمت اليه اشياء فهو ام لها والام تكون للحيوان الناطق وللموات الناحي كأم النخلة والشجرة, اما »العمارة« و»العمر« فهي الحياة, نقول عمر الرجل عمراً وعمارة اي طال عمره, والمعتمر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ الذي يقام فيه, قال طرفة بن العبد: يالك من قبرة بمعمر.
الان انجلى الغموض واتضح معنى اسم »ام عمارة مهزول« الذي اطلقه البدو على خبراء كبيرة تقع في ارض مهزول, فهم في وقت الشتاء والربيع واحياناً بعض الصيف او كله, يعيشون هم وانعامهم على مياه هذه الخبرة وترعى ابلهم على الارض المحيطة بها التي هي ارض مهزول فيكثر عندهم اللبن والسمن والاقط والكمأ فتصبح ايامهم بيضاء ولياليهم قمراء وارضهم خضراء »قمرا ولياليها ربيع« .. الان ألا تستحق هذه الخبراء الكبيرة الموجودة على صحراء مهزول ان تسمى »ام عمارة مهزول« فهي التي عمرت ارض مهزول وبعثت فيها الحياة والموروث الشعبي لعربان البادية يؤيد ما فسرته معاجم لغة العرب ل¯ »ام عمارة« سواء كانت لمهزول او لغيره.
تلاع مهزول ومسايلها وبحارها وكلام ياقوت
تحيط ب¯ "ضلع مهزول" مجموعة من "التلاع" ينحدر منها عدد من المسايل "الوديان الصغيرة" وبعض هذه المسايل تلتقي مع بعضها وتشكل واديا كبيرا يصب في "بحرة" كبيرة او "بحار" عدة وهذه المسايل والبحار تصبح في ايام الربيع الجيد من اطيب المراعي لحلال "مواشي" عربان البادية. ونظن ان هذا الوادي الكبير الذي صنعته تلاع مهزول هو الذي جعل ياقوت الحموي (ت 626 ه¯ / 1228م) يقول في وصف مهزول "مهزول وادي, وفي بطن هذا الوادي ماء يقال له: الحفائر لبني قريط".
والحفائر: جمع الحفيرة والحفيرة ومعناهما البئر الموشعة فوق قدرها, قال الفرزدق (ت 110 ه¯ أو 114 ه¯):
فيا ليت داري بالمدينة اصبحت ب¯ "أحفار" فلج او بسيف الكواظم".
وآبار الحفائر كانت قديما من مساكن بين قريط من قبيلة بكر بن كلاب, ذكرها الحسن بن عبدالله الاصفهاني (ت 310 ه¯) المعروف ب¯ "الغدة" صاحب كتاب "بلاد العرب", وذكرها امام اللغة والشعر والبلدان الاصمعي ( ت 216 ه¯ - 831 م) وعاش ايام طفولته وشبابه قريبا منها على ماء لقبيلته باهلة يسمى "الحفير" مصغر حفير والحفائر والحفيرات متناثرة في باطن وادي فلج " الان اسمه وادي الباطن" وفي بحار تلاعه ومسايلها.
وكاتب هذه السطور يعرف الكثير من رجال قبيلته عثروا على رسوم قلبان "آبار" قديمة فحفروها وسموها باسمائهم, ومعظم هذه الآبار عقل وحسيان قليلة العمق.
والتلاع عادة تكثر على جيلان "جمع جال: جانب" الوديان الكبيرة, مثل "تلاع شعيب الباطن" و "التلاع" جمع "تلعة" والتلعة - في لغة العرب وكلام بدو اليوم : هي ارض مرتفعة غليظة, عندما ينهمر المطر عليها, ينحدر الماء من اعلاها الى اسفلها صانعا له مجرى يسمى "مسيل او وادي التلعة" وعندما يصل هذا المسيل الى اسفل التلعة حيث الارض المستوية المطمئنة, يتسع وادي المسيل وينفرش ويصبح "بحرة" ومسمى "التلعة" يقع على ما ارتفع من الارض وعلى المسيل "الوادي" المنحدر منها.
"البحرة" في لغة العرب وكلام بدو اليوم : هي ارض متطامنة وسيعة يجتمع فيها ماء مسيل التلعة بعبارة اوضح هي الدلتا المنفرشة التي يصب فيها مجرى "مسيل" التلعة, واذا نضب الماء من البحرة شوهدت فيها الرمال بغزارة والجمع "بحار" ويحفر البدو في هذه البحار بعمق قليل فيجدون الماء فوق الارض الصلبة التي تحت الرمال.
التلعة في موروثات العرب الأدبية
جاء في امثال العرب الاوائل: "ما اخاف الا من سيل تلعتي" اي من بني عمي وذوي قرابتي.تشبيها لهم بسيل تلعته التي ينزل بقربها, لان الاعرابي لا ينزل التلعة في موسم الامطار خوفا من السيول لئلا تجرفه وتجرف بيته معه.
وجاء في امثال العرب الآواخر "الحاليين" : "بلشة اهل التلعة" والبلشة: هي البلوى والورطة وللمثل قصة هي: نزل غزاة من البدو مع ركائبهم على جال "جانب" تلعة في شتاء بارد فنزل المطر بغزارة فجأة, وسال من التلعة بقوة فجرفهم الى الوادي الذي تحتهم, وصدفة كان الوادي هو الآخر يهدر بالمياه الاتية من ارض ممطورة قبل مطر تلعتهم, فاحتاروا في امرهم وجاهدوا للخلاص بأنفسهم, وبعد دون جهد جهيد خرج بعضهم ومات البعض الاخر غرقا مع جميع الركائب "الهجن" فاسحتوى البدو هذا المثل من قصة اصحاب التلعة المنكوبين ليضربوه بكل من يوقع نفسه بمشكلة عويصة كان بامكانه تلافيها قبل وقوعها.
جاء في كلام العرب الاوائل والاواخر: "فلانة تلعاء" و "فلان اتلع وتليع" يراد به ان فلانة وفلان طويل الرقبة والرقبة هي العنق والجيد.
قال اعشى قيس ميمون بن قيس بن جندل القيسي "مات في بداية البعثة ولم يسلم" يصف طول جيد حبيبته قتيلة الذي تزينه الاطواق الذهبية:
يوم تبدي لنا قتيلة عن جيد
"تليع" تزينه الاطواق
وهذا شاعر شعبي من العرب الآواخر يصف طول جيد حبيبته الابيض قائلا:
"متلع" الجيد مبيضه
يا بعد قرطه للاكتافي
والعرب تصف الفتاة الطويلة الرقبة ب¯ "بعيدة مهوى القرط" والقرط: الحلقة الذهبية التي تعلق بشحمة الأذن للزينة.
ومن اسماء النساء عند العرب : "تلعة" و "تليعة"
ومن اسماء الرجال عند العرب "تليع" و "تلعيان" و "تلعان" و "متلع".
http://dc07.arabsh.com/i/01169/6tgvlxe0q80z.jpg
http://dc07.arabsh.com/i/01169/6b57z7xj9njf.jpg
http://dc03.arabsh.com/i/01169/1z1wodxfor8k.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/1z1wodxfor8k.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/cd1poxzgt2ql.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/0yzm5pnbghcc.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/2hoz97g0lcti.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/p5i6ze43kolq.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/bdgj8di98fmt.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/z1edqfi3nmgw.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/p4hf6d951ay1.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/t4w7idq3kles.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/16vt4twfrupn.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/t4w7idq3kles.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/3zv3fdflbpzo.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/bdgj8di98fmt.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/8cgeiugit3uz.jpg
http://dc03.arabsh.com/i/01169/4kba7il60d0q.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/l7zmbtd5ehb3.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/2tjl0w27zedf.JPG
تراثيات
لماذا لا نقول"خبرة مهزول" بدلاً من " ام عمارة مهزول" علماً بأن مصطلح "خبرة" متداول عند عربان البادية ?
"مهزول": هو اسم اطلقه اجدادنا العرب الاقدمون على ضلع يبعد قليلاً من شعيب الباطن, قريب من الجال الجنوبي للشعيب. والمفردات
كما ينطقها اليوم عرب الجزيرة.
"الضلع": في اللغة العربية الفصحى, وفي كلام العرب الاقدمين والحاليين من عرب الجزيرة العربية هو: الجبيل (التل) الصغير المنفرد الذي ليس بالطويل. أما "الشعيب": فهو اسهم يطلقه عرب الجزيرة الحاليون, وبالاخص أهل البادية منهم, على "الوادي" كبيرا كان أو صغيراً, مع العلم أنهم يستعملون مسمى الوادي للشعيب في كلامهم ولكن اسم "الشعيب" اكثر شيوعا على ألسنتهم. وفي اللغة الفصحى: "الشعب" و"الشعيب": هو ما أنشعب من التلعة والوادي . وقيل: هو الصدع والشق. وقيل: هو تيسيل الماء في بطن من الأرض منخفض. أما "الجال" في اللغة العربية الفصحى وفي كلام العرب الاوائل والأواخر هو: جانب الوادي والبحر والنهر وجدار البئر من أسفلها إلى أعلاها.
مهزول في معاجم البلدان والجغرافيا
قال ابو عبدالله شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت 626ه¯/1228م) في كتابه (معجم البلدان) عن مهزول ما يلي: مهزول: وادي , وفي بطن هذا الوادي ماء يقال له الخفاير لبني قريط(1).
أما الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية, وصف "مهزول" بأنه: "تل" يحد النهاية الغربية للكويت عند منطقة الشق, وهو محق في وصفه وكلامه صحيح. واليكم قول الشيخ حمد الجاسر عن مهزول: مهزول : بالقرب من جانب الباطن الأيمن على مسافة غير معينة شمال غربي الجهراء , وهو تل يحد النهاية الغربية للكويت عند منطقة الشق.
وجاء اسم "مهزول" مدونا على الخريطة الجيولوجية الشاملة لدولة الكويت, الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة, والمطبوعة في مطبعة الحكومة هكذا: مهزول: ارتفاعه بالامتار 271 متراً (Mahzool: ElEVATION IN METERS 271m)
معنى كلمة "مهزول" في اللغة
ولو رجعنا الى معاجم اللغة, لأخذ معنى كلمة "مهزول" لوجدناها تقول: مهزول: من الهزال وهو نقيض السمن. يقال: هزل الرجل يهزل فهو "مهزول" أي ضعيف.
وهزل الرجل يهزل هزلا: فوتت ماشيته. وفعلاً هذه اوصاف ضلع (تل) مهزول, فهو ضعيف نحيف نحتته المياه والرياح منذ اقدم العصور أيام كان وادي الباطن نهراً عملاقا يتدفق بالمياه من جبال الحجاز الى بحر الخليج.
مهيزيل
ولمهزول ضليع شقيق اسمه "مهيزيل" - تصغير مهزول - دون اسمه على الخريطة الجيولوجية الشاملة لدولة الكويت بالعربي "مهيزيل" وبالانكليزي "Muhaizeel" وهو ضليع "تليل" متواضع قليل الارتفاع يقع إلى الشمال الشرقي من مهزول قريباً من الجال الجنوبي لشعيب الباطن , ضمن أراضي دولة الكويت.
وصف أرض مهزول ومهيزيل
والأرض التي تحيط بضلعي مهزول ومهيزيل, يسميها بدو اليوم ب¯ "الدبدبة" "Dibdibba" وهي عبارة عن ارض مفروشة برمل متوسط الحبيبات مع حصى صغير ومتوسط, فهي ليست حجرية, يسير عليها الإنسان والحيوان بكل يسر وسهولة لانها مستوية ومتواسية.أما علماء الجغرافيا الطبيعية والجيولوجيا فيصفون ارض الدبدبة بأنها سهل حصوي يحتوي على مفتتات قليلة من احجار الجرانيت الوردي والدولرايت والاردواز والكلس والطفل (الطين الحري) ومنشأ هذه المفتتات صخور الدرع العربي خلال الفترات المطيرة في العصور الموغلة في القدم حيث كان شعيب (وادي) الباطن انذاك نهراً عملاقا ينقل معه الكتل الحجرية والرمال والطين (التراب) ومفتتات التربة والجبال. وانشد الشاعر العربي الجاهلي:
عوجا خليلي على الطلول
بين اللوى وشعبتي "مهزول"
وبالقرب من ضلع "مهزول" يوجد للحكومة الكويتية مركز لشرطة الحدود يسمى "مركز شرطة مهزول" تابع إلى قيادة منطقة الحدود الغربية.
أم عمارة مهزول
يوجد الى الجنوب من ضلع مهزول بمسافة قليلة خبرة كبيرة تمتلئ بالماء في موسم الامطار, يقطن حولها عربان البادية, وتسمى هذه الخبرة ب¯ »أم عمارة مهزول« ومكتوب اسم هذه الخبرة على الخرائط الجغرافية لدولة الكويت, و»الخبرة« أو »الخبراء« في اللغة العربية الفصحى وفي كلام العرب الأوائل والآواخر هي: ارض كبيرة مستديرة منخفضة يجتمع فيها الماء لمدة طويلة قد تصل الى القيظ, وفيها ينبت الخبر, وهو شجر السدر, وقيل: اسمها جاء من شجر الخبر, وقبل: جاء من الانخبار وهو الانخفاض والاطمئنان, لأنها ارض منخبرة والجمع الخباري والخبراوات, واذا نضب الماء منها تصبح روضة غناء ينبت فيها حرار العشب والأزاهير والنوار والشجيرات والاشجار, فترعاها انعام البدو وتفلي بالارض التي حولها.
لقد لفت انتباهي شيوع اسم »ام عمارة« للخباري الكبيرة في بوادي جزيرة العرب, فمثلاً عندنا في الكويت »أم عمارة الشق« و»ام عمارة الرفعي« وامهات العماير كثيرة, وكل واحدة تنسب الى المكان الذي تقع فيه, هذه التسمية جعلتني أتساءل بيني وبين نفسي لماذا لا نقول: »خبرة مهزول« بدلاً من »أم عمارة مهزول« و»خبرة الرقعي« بدلا من »ام عمارة الرقعي«, علماً بأن اسم »خبرة« اسم متداول وشائع عند عربان البادية ولكن اسم »ام عمارة« نلاحظة في اكثر الاحيان يطلق على الخبرة الكبيرة النائية في الصحراء .. هذا الامر ألجأنا الى تصفح معاجم لغة العرب لنكشف الحقيقة بصورة جلية واضحة عن اسم »ام عمارة« المتداول عند العرب الاوائل والاواخر, تقول المعاجم:
»ام الشيء« اصله وعماده وكل شيء انضمت اليه اشياء فهو ام لها والام تكون للحيوان الناطق وللموات الناحي كأم النخلة والشجرة, اما »العمارة« و»العمر« فهي الحياة, نقول عمر الرجل عمراً وعمارة اي طال عمره, والمعتمر: المنزل الواسع من جهة الماء والكلأ الذي يقام فيه, قال طرفة بن العبد: يالك من قبرة بمعمر.
الان انجلى الغموض واتضح معنى اسم »ام عمارة مهزول« الذي اطلقه البدو على خبراء كبيرة تقع في ارض مهزول, فهم في وقت الشتاء والربيع واحياناً بعض الصيف او كله, يعيشون هم وانعامهم على مياه هذه الخبرة وترعى ابلهم على الارض المحيطة بها التي هي ارض مهزول فيكثر عندهم اللبن والسمن والاقط والكمأ فتصبح ايامهم بيضاء ولياليهم قمراء وارضهم خضراء »قمرا ولياليها ربيع« .. الان ألا تستحق هذه الخبراء الكبيرة الموجودة على صحراء مهزول ان تسمى »ام عمارة مهزول« فهي التي عمرت ارض مهزول وبعثت فيها الحياة والموروث الشعبي لعربان البادية يؤيد ما فسرته معاجم لغة العرب ل¯ »ام عمارة« سواء كانت لمهزول او لغيره.
تلاع مهزول ومسايلها وبحارها وكلام ياقوت
تحيط ب¯ "ضلع مهزول" مجموعة من "التلاع" ينحدر منها عدد من المسايل "الوديان الصغيرة" وبعض هذه المسايل تلتقي مع بعضها وتشكل واديا كبيرا يصب في "بحرة" كبيرة او "بحار" عدة وهذه المسايل والبحار تصبح في ايام الربيع الجيد من اطيب المراعي لحلال "مواشي" عربان البادية. ونظن ان هذا الوادي الكبير الذي صنعته تلاع مهزول هو الذي جعل ياقوت الحموي (ت 626 ه¯ / 1228م) يقول في وصف مهزول "مهزول وادي, وفي بطن هذا الوادي ماء يقال له: الحفائر لبني قريط".
والحفائر: جمع الحفيرة والحفيرة ومعناهما البئر الموشعة فوق قدرها, قال الفرزدق (ت 110 ه¯ أو 114 ه¯):
فيا ليت داري بالمدينة اصبحت ب¯ "أحفار" فلج او بسيف الكواظم".
وآبار الحفائر كانت قديما من مساكن بين قريط من قبيلة بكر بن كلاب, ذكرها الحسن بن عبدالله الاصفهاني (ت 310 ه¯) المعروف ب¯ "الغدة" صاحب كتاب "بلاد العرب", وذكرها امام اللغة والشعر والبلدان الاصمعي ( ت 216 ه¯ - 831 م) وعاش ايام طفولته وشبابه قريبا منها على ماء لقبيلته باهلة يسمى "الحفير" مصغر حفير والحفائر والحفيرات متناثرة في باطن وادي فلج " الان اسمه وادي الباطن" وفي بحار تلاعه ومسايلها.
وكاتب هذه السطور يعرف الكثير من رجال قبيلته عثروا على رسوم قلبان "آبار" قديمة فحفروها وسموها باسمائهم, ومعظم هذه الآبار عقل وحسيان قليلة العمق.
والتلاع عادة تكثر على جيلان "جمع جال: جانب" الوديان الكبيرة, مثل "تلاع شعيب الباطن" و "التلاع" جمع "تلعة" والتلعة - في لغة العرب وكلام بدو اليوم : هي ارض مرتفعة غليظة, عندما ينهمر المطر عليها, ينحدر الماء من اعلاها الى اسفلها صانعا له مجرى يسمى "مسيل او وادي التلعة" وعندما يصل هذا المسيل الى اسفل التلعة حيث الارض المستوية المطمئنة, يتسع وادي المسيل وينفرش ويصبح "بحرة" ومسمى "التلعة" يقع على ما ارتفع من الارض وعلى المسيل "الوادي" المنحدر منها.
"البحرة" في لغة العرب وكلام بدو اليوم : هي ارض متطامنة وسيعة يجتمع فيها ماء مسيل التلعة بعبارة اوضح هي الدلتا المنفرشة التي يصب فيها مجرى "مسيل" التلعة, واذا نضب الماء من البحرة شوهدت فيها الرمال بغزارة والجمع "بحار" ويحفر البدو في هذه البحار بعمق قليل فيجدون الماء فوق الارض الصلبة التي تحت الرمال.
التلعة في موروثات العرب الأدبية
جاء في امثال العرب الاوائل: "ما اخاف الا من سيل تلعتي" اي من بني عمي وذوي قرابتي.تشبيها لهم بسيل تلعته التي ينزل بقربها, لان الاعرابي لا ينزل التلعة في موسم الامطار خوفا من السيول لئلا تجرفه وتجرف بيته معه.
وجاء في امثال العرب الآواخر "الحاليين" : "بلشة اهل التلعة" والبلشة: هي البلوى والورطة وللمثل قصة هي: نزل غزاة من البدو مع ركائبهم على جال "جانب" تلعة في شتاء بارد فنزل المطر بغزارة فجأة, وسال من التلعة بقوة فجرفهم الى الوادي الذي تحتهم, وصدفة كان الوادي هو الآخر يهدر بالمياه الاتية من ارض ممطورة قبل مطر تلعتهم, فاحتاروا في امرهم وجاهدوا للخلاص بأنفسهم, وبعد دون جهد جهيد خرج بعضهم ومات البعض الاخر غرقا مع جميع الركائب "الهجن" فاسحتوى البدو هذا المثل من قصة اصحاب التلعة المنكوبين ليضربوه بكل من يوقع نفسه بمشكلة عويصة كان بامكانه تلافيها قبل وقوعها.
جاء في كلام العرب الاوائل والاواخر: "فلانة تلعاء" و "فلان اتلع وتليع" يراد به ان فلانة وفلان طويل الرقبة والرقبة هي العنق والجيد.
قال اعشى قيس ميمون بن قيس بن جندل القيسي "مات في بداية البعثة ولم يسلم" يصف طول جيد حبيبته قتيلة الذي تزينه الاطواق الذهبية:
يوم تبدي لنا قتيلة عن جيد
"تليع" تزينه الاطواق
وهذا شاعر شعبي من العرب الآواخر يصف طول جيد حبيبته الابيض قائلا:
"متلع" الجيد مبيضه
يا بعد قرطه للاكتافي
والعرب تصف الفتاة الطويلة الرقبة ب¯ "بعيدة مهوى القرط" والقرط: الحلقة الذهبية التي تعلق بشحمة الأذن للزينة.
ومن اسماء النساء عند العرب : "تلعة" و "تليعة"
ومن اسماء الرجال عند العرب "تليع" و "تلعيان" و "تلعان" و "متلع".
http://dc07.arabsh.com/i/01169/6tgvlxe0q80z.jpg
http://dc07.arabsh.com/i/01169/6b57z7xj9njf.jpg
http://dc03.arabsh.com/i/01169/1z1wodxfor8k.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/1z1wodxfor8k.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/cd1poxzgt2ql.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/0yzm5pnbghcc.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/2hoz97g0lcti.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/p5i6ze43kolq.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/bdgj8di98fmt.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/z1edqfi3nmgw.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/p4hf6d951ay1.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/t4w7idq3kles.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/16vt4twfrupn.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/t4w7idq3kles.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/3zv3fdflbpzo.JPG
http://dc03.arabsh.com/i/01169/bdgj8di98fmt.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/8cgeiugit3uz.jpg
http://dc03.arabsh.com/i/01169/4kba7il60d0q.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/l7zmbtd5ehb3.JPG
http://dc07.arabsh.com/i/01169/2tjl0w27zedf.JPG