المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبه الجزيره العربيه فيها أنهار ومروج ...؟؟؟؟ معقول



صقرنجد
23/02/2005, 12:56 PM
روى الامام مسلم في صحيحه بسنده عن ابي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله: "لن تقوم الساعة حتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا".

الحالة الراهنة لشبه الجزيرة العربية: وارض العرب المقصودة في كلام النبي –صلى الله عليه وسلم- هي شبه الجزيرة العربية، التي تقع ضمن حزام الصحراء الممتد بين خطي عرض 51، 30 شمالي خط الاستواء وجنوبه.

والرطوبة النادرة والجفاف الشديد هما ابرز السمات المميزة للمناطق الصحراوية بصفة عامة، فقد تشهد بعض الجهات الداخلية وخاصة الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية سنوات بطولها دون ان تتلقى قطرة مطر واحدة (1)، وهذا بدوره يكون له اثر على الغطاء النباتي والزراعي، حيث ينتشر اللون الاصفر –لون الرمال القاسية الملتهبة- ولا يستثنى من ذلك الا بعض المناطق الساحلية التي تسقط عليها بعض الامطار، والواحات المتناثرة بالقرب من الآبار والعيون.

وقد وصف المولى –عز وجل- بعض ارض العرب وصحرائها، حين قال في كتابه الكريم على لسان سيدنا ابراهيم –عليه السلام: "ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم"(ابراهي: 37) وهو وصف يدل على حالة الجدب والقفر والجفاف الذي تعيشهم شبه الجزيرة العربية منذ عهد ابراهيم الخليل –عليه السلام-.

فإذا كانت هذه هي السمات العامة لمعظم اراضي شبه الجزيرة العربية، فكيف يقول النبي –صلى الله عليه ولم- انها ستصبح ارض مراع وانهار في آخر الزمان ؟! لا شك ان معنى الحديث غريب وعجيب، يصعب على العقل فهمه او تفسيره.

والمعنى الظاهر للحديث: ان صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج –اي المراعي- والانهار، في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وقوله: "حتى تعود" يدل على انها كانت كذلك في وقت سابق، وانها ستعود الى حالتها الاولى، وان طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها..

فالحديث في الواقع يتضمن حقيقة ونبوءة واعجازا خبريا وآخر علميا.

فالحقيقة: ان شبه الجزيرة العربية كانت في الماضي ارضا ذات مراع وانهار، ثم طرأت عليها الحالة الصحراوية الراهنة..

والمعجزة الاخبارية: ان الانهار والمسطحات الخضراء ستعود ثانية الى شبه الجزيرة العربية في آخر الزمان قبل قيام الساعة..

وقد استغرق هذا الحديث اربعة عشر قرنا من الزمان لكي يفهم على هذا الوجه الصحيح، حدث ذلك بعد التقدم الهائل في علوم الجيولوجيا والتاريخ المناخي والفلك وغيرها، وبعد العديد من اعمال الحفر والتنقيب في صحراء شبه الجزيرة العربية والتي تثبت لغير المسلمين- بما لا يدع مجالا للشك- صدق النبي صلعم نتيجة ثبوت الاعجاز العلمي في هذا الحديث، وسنعرض لهذه الحقيقة التاريخية الابحاث والاكتشافات التي تؤكدها، كما سنعرض الدلالات العلمية التي تقيم الحجة والبينة لنبوة محمد صلعم على من علم هذا وعرفه.

الحقيقة العلمية شبه الجزيرة العربية في الماضي "ارض ذات مراع وانهار"

تؤكد المكتشفات العلمية الحديثة ما قاله النبي صلعم في هذا الحديث المعجز، من ان شبه الجزيرة العربية لم تكن صحراء بالمعنى المتعارف عليه حاليا، بل كانت ارضا خضراء تتدفق فيها الانهار، وتترقرق في بعض نواحيها البحيرات الواسعة، وتنهض في ما اصبح بادية بعد ذلك –مدن على خط كبير من التقدم الزراعي والحرفي.

شبه الجزيرة العربية في الماضي:

كان ذلك في مرحلة متقدمة من حقبة جيولوجية تعرف باسم "الحقبة البليستوسينية كما يقول علماء الجيولوجية(2) "pleistocenc" والتي بدأت قبل اكثر من مليون سنة، وانتهت منذ عشرة آلاف سنة خلت، وخلال هذه الحقبة من الزمن ساد الارض مناخ بارد وغطت الكتل والمسطحات الجليدية الضخمة الاجزاء الشمالية من اوروبا وامريكا الشمالية- حتى وصل الجليد الى شمال فرنسا- في ما اطلق عليه العصور الجليدية "Glacials " الا ان الجليد كان يذوب خلال الفترات الادفأ –والتي عرفت باسم "الفترات بين الجليدية Interglacials " – فتحسنت الاحوال المناخية تحسنا كبيرا(3).

وكان انتشار المسطحات الجليدة في الاجزاء الشمالية –اثناء العصور الجليدية- يؤثر في مناخ الارض فيؤدي الى زحزحة نطاق المطر الى الجنوب، فتدخل شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بشمال افريقيا في نطاق الرياح الغربية الممطرة، والتي تهب الآن على غرب اوروبا- فيؤدي ذلك الى ازدهار تلك الصحراوات وامتلائها بالانهار والوديان الخصبة(4).

وفي فترات الدفء بين العصور الجليدية تتحرك نُطُقْ الامطار الى الشمال فتصبح شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية ويسودها مناخ مشابه لمناخها اليوم(5).

واستنادا الى ابحاث الجيولوجي الامريكي هال ماكلور –في رسالة دكتوراة عن الربع الخالي- فان البحيرات كانت تغطي هذه المنطقة الصحراوية خلال العصور المطيرة (العصور الجليدية) وانها ظهرت مرتين، الاولى قبل 37000 الى 17000 سنة، والثانية بين 10000 الى 5000 سنة خلت(6).

البعثات البيولوجية:

هذه الصورة الزاهية في شبه الجزيرة العربية بانهارها الرقراقة واشجارها الوارقة، والتي كانت شائعة في الادبيات التراثية(7)، اصبحت حقيقة علمية الآن بفضل البعثات الجيولوجية الباحثة عن بصمات تلك الازمنة الغابرة في قلب رمالها.

ومن اكبر هذه البعثات بعثة جيولوجية بقيادة بيتروايبرو من المتحف البريطاني، والتي توجهت الى دولة الامارات في اوائل عام 1989 ، واكتشفت بقايا للحياة الحيوانية تعود الى اواخر عصر الميوسين، اي الى حوالي 7 ملايين سنة.

والحيوانات التي عثر بيتروايبرو وزملاؤه على بقاياها حيوانات من رتبة البهميات (وهي خرطوميات ثديية تعتبر من الاقارب البعيدة للفيلة المعاصرة) وافراس النهر، وآكلات اللحوم الصغيرة، والجيات، ووحيدي القرن، والسلاحف والتماسيح والاسماك والطيور، وقرود تشبه الماكاك وواضح ان كل هذه الحيوانات من اصول حبشية.. ففي حقبة الميوسين كان بحر الاحمر مفتوحا على البحر المتوسط، ولكنه كان مغلقا من جنوبه بجسر بري قائم بين الحبشة واليمن، وفي الشرق كانت شبكة نهر دجلة والفرات تمتد الى الجنوب اكثر مما هي عليه اليوم، وتشير انواع الحيوانات التي عثر عليها الى انها قد ازدهرت في دلتا هذه الشبكة(8).

التصوير الفضائي:

مع التقدم الهائل في علوم الفضاء والاستشعار عن بعد، دخلت هي الاخرى حلبة السباق في البحث والكشف عن الكنوز المدفونة في باطن الارض، مثل الاثار والمياه الجوفية والمعادن وغيرها. تستطيع تكنولوجيا التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد، اعطاء علماء الآثار فكرة عامة عن الاماكن التي عليهم ان ينقبوا فيها، وهذا ما حدث في احد اشهر الابحاث التي اجريت في صحراء مصر عام 1981.

ففي مختبر المسح الاثري الامريكي لولاية اريزونا الامريكية، بينما كان الباحثون يحللون جداول معطيات جمعتها اجهزة الرادار المركبة على متن مكوك الفضاء "كولونبيا" اظهرت صور الرادار وجود منطقة تحت رمال صحراء جنوب مصر، وشمال غرب السودان، لا تهطل فيها الامطار الآن الا بمعدل مرة كل خمسين سنة، ولكنها تحتوي على مجاري انهار قديمة كبيرة بعضها اوسع من نهر النيل نفسه!(9)

بعد ذلك بعدة اشهر اثبتت البعثات التي توجهت الى المنطقة ان اشعة الرادار كانت قد اخترقت الرمال الجافة وانعكست على الاحجار الكلسية الموجودة في قيعان الانهار (الجافة) على عمق مترين من سطح الارض، ووجد المنقبون عند شطآن الانهار التي حددها الرادار اصدافا لانواع من الحلزون البري الذي لا يمكنه العيش الا في الاماكن الرطبة المبتلة وفي مناخ استوائي.

والامر الاكثر اثارة للدهشة هو ان المنقبين عثروا على الوف من الادوات التي صنعها الانسان في العصر الحجري، كالفؤوس اليدوية وما شابه ذلك، والتي يعود تاريخها الى حوالي 200 الف سنة خلت، وهذا ما جعل العلماء يعتقدون بأن تلك الصحراء كانت رطبة ومأهولة في بعض تلك العصور(10).

وقد اجريت حديثا دراسة مشابهة لشبه الجزيرة العربية، حيث اظهرت الصور الجوية وجود مجرى لنهر قديم عملاق يخترق شبه الجزيرة العربية من الغرب ويتجه الى الشرق، ناحية الكويت، ويختفي مجرى هذا النهر تحت كميات هائلة من الكثبان الرملية، واوضحت الصور ايضا ان مساحة شاسعة من شمال غرب الكويت عبارة عن دلتا لهذا النهر العملاق، ويشير هذا الكشف –كما ذكر الدكتور فاروق الباز(11)- الى وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم والى احتمال وجود آثار للانسان القديم الذي لا بد انه عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة عندما كان النهر يجري بالمياه قبل 5000عام(12).

المكتشفات الاثرية في شبه الجزيرة العربية: وتدل التنقيبات الاثرية الحديثة على صحة هذه المعلومات، خاصة بعد اكتشاف عدد من المواقع الاثرية هي بقايا حضارات ومدنيات متقدمة، في مناطق هي الآن صحراء جافة!

ففي عام 1834م اكتشفت قلعة على مقربة من عدن، تعرف بـ"حصن الغراب" وبعد ازاحة اكوام الرمال عن اطلال هذه القلعة عثر على قطعة من الرخام وعليها نقش يقول:

"لقد قضينا دهورا بين افنية هذه القلعة في عيشة راضية لا يشوبها ضيق او عسر، وتحيط بنا مياه البحر في حالة طغيان المد، وانهارنا تفيض مندفعة غزيرة، وبين النخيل الباسقات كان حارسها يغرس الرطب الجني على ضفاف الجداول المتعرجة الدافقة بالماء او الجافة، وكنا نصيد صيد البر بالحبال والغاب، كما كنا نخرج الاسماك من اعماق البحار، وكنا نختال في مشيتنا، رافلين في ملابسنا الحريرية الموشاة عند اطرافها، وثياب سندسية خالصة، واودية ملونة بخطوط خضراء، وكان الملوك الذين يحكموننا منزهين عن الدناءة، اشداء على اهل الخديعة والغدر، وقد اختاروا لنا شريعة محكمة مستمدة من ديانة هود، وكنا نؤمن بالمعجزات، والبعث، واحياء الموتى.."(13).

وهذا الحصن من بقايا حضارة عاد الثانية، وهو يصور مدى رغد العيش والسعة والتقدم الذي كانوا يعيشون فيه.. وواضح ان هذه الصورة لا تكون في صحراء جافة.

وفي صفحات التاريخ تذكر العديد من المدن العربية التي ذاع صيتها، وتناقل الرواة الحكايات عن تقدمها الحضاري، ونسجت حولها الاساطير والروايات، ومن اشهر هذه المدن المدينة الاسطورية "اوبار Ubar "، ويعد الكشف عن اطلال وكنوز هذه المدينة احدى المغامرات العلمية المثيرة الرائعة(15).

فوجود هذه المدينة وموقعها ظلا لغزا حير علماء الآثار لسنوات خلت، وجعلهم اسرى الشكوك والتكهنات والافتراضات، فتوقعوا مواجهة صعوبات جمة في البحث عن ضالتهم المنشودة، ولكن اليوم، وبفضل تسخير الله احدث الوسائل التكنولوجية التي تميز بها عصرنا، خصوصا التطور التقني الهائل في مجال تكنولوجيا الفضاء، تمكن العلماء من تحديد موقع هذه المدينة ونفض الغبار عنها، مما جعل عملية الاكتشاف في حد ذاتها، سابقة لا مثيل لها في علم الآثار الحديث.


منقول


صقر نجد

الحسي
23/02/2005, 06:37 PM
سبحان الله

علامات الساعة تنبيه للغافلين ولكن .... هل نتنبه ؟؟




شكرا لك على الموضوع الرائع

صقرنجد
23/02/2005, 06:50 PM
شاكر لك يالحسي على المرور

والله يهيدينا يارب



صقر نجد

أبــوريـــان
25/02/2005, 01:56 AM
بارك الله فيك اخي صقرنجد
واحب اضيف بعد اذنك رابط
لموضوع ذي صلة[(((((((هنـــــــــــــــــــا)))))) (http://www.morooj.com/)

صقرنجد
25/02/2005, 02:03 AM
هلا والله بأبو ريان

اشكرك على المرور

وعلى الإضافة

صقر نجد

اسيزو 4x4
25/02/2005, 02:07 AM
يعطيك العافية ابو سليمان (صقر نجد) على المعلومات الطيبة

وجزاك الله خير.......

صقرنجد
01/03/2005, 06:17 AM
الله يعافيك
وهذا قليل مقابل ماقدمه لنا منتدى مكشات

اسف على التأخير

صقر نجد