المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الاخان الثلاثة بالدهنا



مسافر
19/07/2002, 12:03 AM
اخواني اهل المكشات هذي قصة الاخوان الثلاثة بالدهنا نشرته جريد ةالرياض عن الاخوان الثلاثة بالدهنا الي
مايعرفون عن الدنيا شي الارعي الغنم حبيت اشارك بالمشاركه معانها طويلة سامحونا
بسم الله نبدا
ـ سعود المطيري ـ الأسياح



* هم ثلاثة اخوة تجاوز اصغرهم كما يبدو سن الخامسة والستين من عمره يعيشون في مجاهل الدهناء في المسافة بين منطقة القصيم وحفر الباطن مع الحدود الشمالية في عزلة شبه تامة وفي صحراء مقطوعة عدى بعض مصادر المياه الواقعة على مسافة منهم وما قد يمر بهم من سيارات هواة القنص والرحلات البرية بين منطقة القصيم والحدود الشمالية امضوا في هذا المكان وعلى هذه الحالة ما يزيد على الاربعين عاماً وتفرغوا تماماً لتربية قطيع قليل من الماشية يرعونها في النهار ويشاركونها السكن والمنام في الليل.

هؤلاء الاخوة يعيشون ظروف صحية ومعيشية قاسية ويرفضون حياة المدينة بكل اشكالها ومغرياتها. اختلطت امامهم الأيام والفصول مما جعلهم يحرصون على استيقاف اي عابر او مسافر يسألون عن أيام الاسبوع ويطلبون الحلوى.. (والبردقان) ويسألون عن (الشونة) بكل حرص وهو موعد او معاش الضمان الاجتماعي.

مع ذلك فهم اشخاص في غاية الطيبة والنقاء وفي منتهى البراءة والبساطة لا يؤذون احد.. ولا يعتدون على احد ولا يمكن ان يصدر منهم اي تصرف او تلفظ غير مؤدب مع من يلتقيهم ولكنهم يحبون العزلة والانطواء حتى فيما بينهم البين كماظهر لنا ولا يحبون البقاء اكثر من دقائق مع اي غريب حتى وهم في مكان اقامتهم فعندما كنانحاورهم كان الواحد منهم يتحدث معنا قليلاً ثم ينصرف للانطواء في احد زوايا الخيمة.

يصحون يومياً مع تباشير الفجر الاولى للخروج بمواشيهم الى المرعى وفي الساعة التاسعة من صباح كل يوم يجتمعون لتناول وجبة (الغداء) والتي لا تتجاوز (قرص جمر) او ارز مع اللبن. وهي الوجبة الوحيدة التي يكتفون بها في اليوم. بعد ذلك يلحق احدهم الى غنمه كما جرت العادة ويبقى الآخر في حراسة الخيمة اما الثالث فإنه عادة ما يتخذ له مكان مرتفع ومتوسط بين الاخوين الذي في المرعى والذي في الخيمة يراقب هذا ويتابع ذاك حتى ينقضي اليوم وبعد صلاة العشاء مباشرة يخلدون الى النوم والراحة جميعاً.

لا يعرفون القراءة والكتابة ولا شيء من اخبار العالم ولا يهتمون بشيء من ذلك حتى الراديو الوحيد الذي كانوا يكتفون منه ببرنامج البادية تعطل منذ عدة سنوات ولم يتمكنوا من اصلاحه او شراء غيره الأمر الذي جعلهم يسألون ويستشهدون بمسؤولين وزعماء دول ماتوا او تنحوا عن مواقعهم قبل ثلاثين عاماً.

في الطريق اليهم وكان يرافقني سعود المثيب وصالح العبدالرزاق كان الاول يحدثني كثيراً عن طيبة ونقاء هؤلاء الاخوة وبساطتهم والكيفية التي يعيشون بها في هذه الصحراء المقطوعة بالاضافة الى معلومات اخرى عرفتها عنهم من اهالي المنطقة بحكم انهم من الشخصيات الغريبة في اختيار اسلوب عيشهم والصبر عليها رغم قساوتها كل هذه السنوات. كنت ايضاً قد علمت ضمن طرائف تصرفاتهم انهم اثناء تنقلاتهم في السيارة عنما كان عندهم سيارة يقود احدهم السيارة ويركب الآخر في مؤخرة ا لصندوق حتى لا يموتون جميعاً لو حصل لهم حادث او مكروه.

عند وصولنا الى مكان سكناهم وهو عبارة عن بيت شعر متهالك وقطعة شراع جعلوها على شكل خيمة صغيرة تناثرت حولهما وداخلها ملابسهم وادوات طبخهم وبعض مستلزماتهم المتواضعة وهي تفترش ركام روث ومخلفات اغنامهم التي مضى عليها زمن طويل.

بعد ان توقفنا وانتظرنا طويلاً انسل الينا الأخ الاصغر (عزيز) رد علينا التحية ثم عرض علينا العزيمة على (حلو) وللمعلومية فالحلو هذا تسمية قديمة جداً للشاي مضى عليها اكثر من خمسين عاماً، سألناه عن اخويه قال: حمود هو هذا منسدح في (القشعة) اللي وراكم.. وصالح تغدى قبل شوي ولحق الغنم (لحظتها كانت الساعة لم تبرح العاشرة صباحاً) في هذه الاثناء لم يكن حمود وراء القشعة أو الشجرة بل انه كان (ينهل) علينا مقبلاً من رأس تلة رملية كان يراقب من خلالها شقيقه صالح و(مغلى) غنمه.

ببراءة الانقياء زف لنا عزيز بشرى غالية جداً أقسم لكم بالله اننا فرحنا بها جميعاً:

أبشركم اني (كبيت) ا لتتن الماخوذ ما فيه خير لعب في صدري ويوم أشربه ما كنت اشتريه آخذه من اللي يهدونه علي.

سألنا بعد ذلك سؤال عرفنا انهم يسألونه لأي عابر طريق يمر بهم:

ما جبتوا لنا خبر عن المعاش..؟!

ـ أي معاش..؟

(الشونة) هي ما تفيضت على قبه..

وبعد ان عرف ان الشونة اي معاش الضمان الاجتماعي لم تصرف حتى الآن كرر.. هي (علامها) تأخرت هالسنة ما تدرون ويش اللي عوقها.

وعندما لم نجبه اجابة شافية قال وهو يبتسم لا صار ما جبتو خبر الشونة ولا معكم حلاو.. ولا بردقان وشولة جايين ليه هنيا.

مرة اخرى أنبرأ يذكر لنا حادثة اخرى:

عام الاول هد علينا الذيب في الجال هذاك وافترس غنمنا وعدى عليه (عليان) بشوزله وذبحه شوفوا عظامه في الصمد اللي على يمناكم كان عندكم مرة فيها سبب

عزيز ما تعرف تسوق السيارة..؟

لا.. اخوي حمود هو اللي يعرف يسوقها (قدام) لكن المأخوذة احترقت فيها الظفيرة اول الشتاء واحترق الكبوت (وكبيناها) تحت شجرة وتعطلت روحاتنا وجياتنا.

في هذه الاثناء كان الاخ الاوسط قد وصل ليسألنا عن اخبار معاش الضمان الاجتماعي ولماذا تأخر هذا العام على حد قوله.

ثم علمنا منه ان صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر امير منطقة القصيم عندما علم باحوالهم كلف لجنة من الشئون الاجتماعية بالمنطقة لزيارتهم بموقعهم وانهاء جميع اجراءات صرف معاش سنوي لكل واحد منهم يزيد على خمسة آلاف ريال لكل واحد منهم سنوياً. وهو ما تم بالفعل.

مرة اخري انضم لنا الاخ الثالث وبدأنا معهم حوار بلغة بسيطة استنتجنا منه بعض ما ذكر.

لكنهم متفقون على رفضهم القاطع للمدينة بكل اشكالها وذكروا ان معاش الضمان الاجتماعي مع ما تقدمه لهم جمعية البر الخيرية بمدينة قبة وما يجود عليهم المارة يغطي جزءاً من مصاريفهم ومتطلباتهم الدنيا في حدود الأكل والشرب وبعض اللباس واضاف احد الاخوة انهم بأمس الحاجة الى سيارة مهما كانت حالتها حيث كانوا يستعملون سيارة من موديلات السبعينات احترقت فانشلت حركتهم تماماً الامر الذي جعلهم ينقطعون عن اقرب مدينة منذ ما يقارب الثلاثة اشهر.

وقد طلبوا منا توجيه دعوة لأهل البذل والاحسان مساعدتهم بتأمين سيارة مهما كانت حالتها. وذكروا ان احد المحسنين عندما علم بحالتهم وعدهم بشراء سيارة ولكن ربما حصل ظروف منعته من ذلك.

مشاهدات

* كانوا مستعجلين جداً على السيارة وحريصين عليها فكرروا علينا السؤال عدة مرات:

هاه.. متى نتحراها.. عجلوا بها علينا ترانا هاللي تشوفون حتى (الطريفة) ما نقدر نجيبها من الديرة.

* لازالوا يستخدمون مصطلحات لفظية ومسميات لم تعد متداولة بعضها كان يستخدم قبل خمسين عاماً مثل (الحلو) للشاي (والوزنة) بدل الكيلوغرام (والذرعة) من مسميات الشماغ والغترة عندما كانت تقاس بالذراع عند البيع ثم تقص.

* عزيز النموذج الأكثر نقاء ظننته سيطلب مولد كهرباء عملاق على الاقل عندما همس بأذني لاكتب له طلب لاحد المسؤولين فقال: اريد (حجار للتريك) بطارية كشاف ليلي.

* لم يتزوج منهم احد ولا يحبوا ان يسألهم احد عنه وكان والدهم قد وعد الاخ الاكبر بالزواج وعند اقتراب الموعيد بينما والدهم مسافر ليحضر لهم طعاماً من سوق المدينة توفي بحادث سيارة فمات حلم الزواج وبدأت حياة العزلة والانطواء.

* تم الاطلاع على بطاقة الضمان الاجتماعي لأحدهم فاتضح انه استلم مستحقاته في رجب الماضي ولكنه ذكر انه استلم متأخراً.

* هؤلاء الاخوة بقدر حاجتهم حالياً الى المال والمساعدات العينية محتاجون اكثر واكثر الى المؤسسات الاجتماعية للمساهمة في محاولة دمجهم مع مجتمعهم خصوصاً وانهم وصلوا الى مرحلة عمرية محتاجين معها في الفترة القريبة القادمة الى الرعاية اكثر من غيرها. وقد يكونوا بحاجة الى من يزورهم ومعرفة ما اذا كانوا بحاجة الى من يفقههم في الامور والواجبات الشرعية الأساسية.
http://http://pix.mekshat.com/imagesupload/images/ffffffffffffffffffffffffffffffffffffff.bmp

والسلام عليكم وقبل السلام هذي صور ة لنقا ابو حثول بالدهنا صورته الشتا الماضي

http://pix.mekshat.com/imagesupload/images/aaaaaaa.jpg

هاوي مقناص
19/07/2002, 03:05 AM
السلام عليكم 0

يعطيك العافيه وما قصرت ،اخوي المسافر ،بس الله يرحم زمان مضي ،وعسي الله يفرجه عليهم وعليناااا 0

اميييييييين ، ومشكور وماقصرت يالمسافر على القصه0

ودمت0


اقبل تحياتي:اخوك هاوي مقناص0

السمح
19/07/2002, 01:31 PM
سبحان الله .. عجيب أمر الإنسان والتكيف الذي يستطيعه والعيش في حياة صعبة كهذه في مثل هذا الزمن .. حقيقة إنها قصة عجيبة ..
مشكور أخي الغالي مسافر على حسن الاختيار ...
وننتظر منك المزيد ..