ابو سمر
17/09/2010, 10:18 PM
بسم الله الذي لا يحمد على مكروه سواه
واللي ما يطيع مدربه يأكله القرش !! على قولة الأولين..
من المعلوم أن لا تكتمل المهارة الرياضية إلا بمصاحبتها للمهارة العقلية، ومن ذلك تذكير معلقوا الرياضة لنا بأن (هذا لاعب خبرة) وهذا لاعب كبير لا بسنه وإنما بعقله، فمن لا يستخدم العقل في أي رياضة من الرياضات فسيفشل سريعاُ، ويخرج من الميدان بلا نجاحات.
يوم أمس شاركت مع مجموعة من الغواصين والصيادين أحد مدربي الغوص برحلة بحرية داخل البحر المفتوح، كان البحر هائجاً، والأمواج عالية جداً، بعد الإنطلاق عرضت على الكابتن موقع إحدى السفن الغارقة التي تبعد عن الساحل ساعتين ونصف تقريباً لأنه سبق أن غصت لها، فأبدى تجاوباً ثم عرض ذلك على قائد البوت الذي اعتذر ببعد هذا الحطام الذي يقدر بخمسة وثلاثين كيلومتراً، وبعد مسافة خمسة عشر كيلو متر أُرسي البوت بالقرب من إحدى جزر الشعاب المرجانية والتي يسميها أهل البحر (قطع) وبعمق يتجاوز ال 150 قدم ، ثم استعجل الشباب بالنزول والكابتن يوجه هنا وهناك (افعل ولا تفعل ،، فاهمين ؟؟)، هناك من استمع لما يقول، وآخرون لم يلقوا بالاً لنصائحه، نويت النزول بمفردي للتمتع بمناظر الشعب والأسماك رغم أنه حذرني من ذلك، المهم نزلت للماء مع أول مجموعة نزلت وكان الموج يتلاعب بنا، ناديت الكابتن بأني سأنزل بمفردي، فقال أحد الشباب أنا سأنزل معك قلت (حياك الله) فقلت له الموج قوي جداً وسنتجه مباشرة للحيد المرجاني فقال تفضل، فطلبت أن يكون هو الأمامي بحكم أنه يحمل مسدساً بحرياً ثم يظن إني سمكة (إكس لارج) ، فكان شاباً عمره يتجاوز العشرين عاماً تقريباً، خفيف الوزن ذو لياقة عالية، اتجه للعمق مباشرة ولم يلتفت إلي فلحقت به، ولم ينفذ طلبي بأن نتجه للحيد لنحتمي به من الموج، المهم لم نتجاوز العشر دقائق حتى وصلنا لعمق 105 قدم وبسرعة عالية، كنت أستمتع باطعام السمك بقطع الخبز، كان المجهود قليلاً جداً والطفوية ممتازة جداً، أحسست أني بدون وزن، المهم بقيت مدة 10 دقائق بعمق ال 100 قدم، ثم تنبهت بعدم البقاء في هذا العمق أكثر من المدة المقررة، فحاولت تنبيه زميلي بذلك، وعندما حاول الاستدارة لي لم يستطع، وأصبح شعره الطويل مشدوداً للخلف (كأنه واقف بصندوق وانيت بسرعة 120كم) عندها ذهلت من الموقف، وأحسست بالخطر ( تذكرت حينها ما حذرنا منه المدربون وهو المد الذي لم أتوقع أن يكون بهذه القوة لأنه سبق أن واجهت المد لكن على الشاطئ ولم يكن شديداً ) حاولت الاستدارة بعكس الاتجاه ولم أستطع، حاولت الصعود ولم أستطع، زميلي بدأ به الرعب وأصبح يزعنف بكامل قواه، أشرت له بأن يتجه مع المد للحيد لكي نحتمي به ولم يشاهدني، عرفت حينها أننا وقعنا في مأزق بفعل (الطفاقة والعجلة) حاولت تنبيهه عدة مرات واللحاق به فلم أستطع، دفعني المد بقوة بنفس اتجاهه الخادع، حاولت الصعود ولم أستطع نفخت البي سي دي فصعد بي بقوة، ثم أفرغته بسرعة وتوقفت بعد جهد لأني صعدت من عمق 100 إلى 40 قدم بسرعة عالية، واختفى زميلي ولم أعد أراه، حاولت الاقتراب للحيد حتى وصلت إليه ولله الحمد بدأت حينها أستطيع مقابلة المد بالزعنفة تارة وبالتعلق بالصخور تارة أخرى، لكن خوفي الشديد كان على الزميل حتى بدأت أراه في المنطقة المظلمة، وبالكاد رآني، حينها ارتحت برؤيته ثم صعدت لسطح الماء لأرى البوت في أي مكان ، فإذا هو على مسافة تزيد على ال 200 متر أو أكثر، عدت للغوص مرة أخرى حتى وصل زميلي بعد جهد، وكان مجهداً تماماً، تحركنا على الشعب حتى وصلنا خرسانة فنار وضع لارشاد السفن لنستريح قليلاً، وبدأ الإنهاك الشديد على زميلي وأخرج ما في بطنه من الدوار والإجهاد ، ولم تنتهي القصة عند ذلك، بل سرت وإياه بعد الراحة لزملاء آخرين ألقاهم الموج قبلنا على نفس الشعب ينتظرون قائد البوت بالاقتراب منهم وإلقاء العوامة عليهم، المهم تجرأت وقلت: عيب يا أبو سمر يرمون عليك العوامة، قلت لازم أوصل البوت بنفسي ، لبست الزعانف ولم أشدها جيداً وغصت بجوار الصخور مرة تدفعني الأمواج لها ومرة تبعدني عنها وقد أصابتني في ساقي إصابة قوية لكن لم أهتم بها لأن الموقف أهم من أشعر بالإصابة، المهم كان مخططي أن أغوص بسرعة لحبل البروسي ومن خلاله أصل للبوت فتحقق ما خططت له لكن الحبل كان عالياً عند مقدمة البوت ولا أستطيع التعلق به، تركت الحبل لأتجه لمؤخرة البوت حينها دفعتني الأمواج للخلف ، حاولت الزعنفة (ولا عندك أحد) لأن إحدى الزعنفتين ضاعت، وصرت بزعنفة واحدة حاولت ثم حاولت ولم أستطع فأصبحت كالورقة المعلقة بالهواء تتقاذفني الأمواج (قلت ليتنا من حجنا سالمين!!) لو أنا صابر على الشعب زي الزملاء كان ما ورطت!! دفعتني الأمواج مسافة تزيد على الثلاثمائة متر باتجاه المياه العميقة، أشرت وأحد الزملاء الذي رماه حظه مثلي بنفس المكان للكابتن في البوت، فقال خلوكم في البحر نجيكم، الموج عالي جداً والشمس حارقة جداً، والأخ يقول: خلكم نجيكم بعد شوي، بعد مدة نصف ساعة داخل الأمواج العالية حضر البوت وانتشلنا واحداً تلو الآخر بعد جهد جهيد ، ودرس كبير استفدت منه كثيراً.
مثل هذه المواقف رغم طرافتها وصعوبتها إلا أنها تضيف للغواص كثيراً من الفوائد بوجهة نظري سواءً كانت في البحر أو في حياته العادية من أهمها :
- ضرورة أن يكون زميل الغوصة (البودي) مُدرَباُ مستوعباً للموقف ولمشروع الغوصة وأن لا ينسى نفسه، وهذا ما تحقق بالغوصة الثانية مع زميل من اليمن السعيد، فعوضنا بالغوصة المشؤومة غوصة ثانية جميلة جداً رغم قصرها الذي لم يتجاوز ال 45 دقيقة وبعمق من 50 إلى 70 قدم وبجهد قليل جدًا.
- ضرورة اهتمام قائد الرحلة بالمشاركين بها، خاصة أنه يكثر بمثل هذه الرحلات الشباب قليلي الخبرة، وكل منهم يرى نفسه أنه أكبر من أن يقبل النصيحة من مدرب أو زميل، وقد يرى أنه استوعب كل ما قيل له من نصائح أثناء فترة التدريب.
- ما كان يؤكد عليه المدربون والغواصون المتقدمون بالغوص الذين اجتمعت بهم وعلى رأسهم كبير المدربين أبو نايف من أن ينتبه الغواص للمد عند بداية الغوصة، وأن يغوص عكسه ليكون عوناً له عند العودة، بينما أنا وزميلي لم نحسب حسابه في البداية فسهولة الغوص بنفس اتجاهه أنسانا خطورته، ومطاردة شخص لم يستوعب المد فيه خطورة أكبر خاصة إذا كان متلهفاً للصيد وبكميته.
- تأكد لي أن ليس كل من حصل على شهادة مدرب أن يستحق هذا اللقب، وتأكد لي ما يقال عن بعضهم، فكان يشاركنا الرحلة أحد المدربين الذي كان يستعرض بتي شيرت منظمة بادي ذي اللون الأسود، وعلى ما يبدو أنه قادم من خارج مدينة جدة، فقد كان أنانياً بمعنى الكلمة، ولم يقدم أي نصيحة لأي غواص رغم أن أكثر من عشرين شخصاً كانوا من المستجدين الذين لا يعرف بعضهم تركيب البي سي دي والمنظم على الأسطوانة، فكان يجول بعينيه تجاههم، ولسان حاله يقول: لن أخدمهم ببلاش، حتى أنه كان يعلم بخطورة المد لأنه لم ينزل مع صاحبه الذي حضر معه، بل بقي في البوت حتى غيرنا هذا الموقع إلى موقع آخر أكثر أمنا، ولم يتبرع بالاطمئنان على الغواصين الشباب المجهدين جداً سواء نفسياً أو معالجة أحدهم الذي تعرض لجرح كبير في ذراعه وساقه من الشعب وخرج الدم منها، وقارنت بينه وبين المدرب البحرية (أبونايف) الذي كان يرشد الغواصين عدة مرات ويقدم لهم النصائح رغم أنهم يتلقون التدريب عند غيره.
- الغوص مهارة عقلية أكثر منه مهارة بدنية، فبالعقل تنجو بمشيئة الله، والأهم هو أن نستفيد من هذه الأخطاء والمواقف لكي نتداركها مستقبلاً لكي نستمع أكثر، وألا تؤثر على حب هذه الرياضة، فلو بقيت على الشعب المرجانية وصبرت فقد يقل مجهودي ولم أقع بالموقف الخطر الآخر، لكن الاستعجال والثقة الزائدة بالقدرات قد توقع الإنسان في مأزق.
- قد يكون الحياء أو الإيثار سبباً في أن يقود الغوصة غواص غير مؤهل فكرياً، فيقود زملائه لمواقف محرجة مثلما حصل لي وزميلي، ولذا يجب أن يقود الغوصة شخص ذي مهارة يقدر لياقة زملائه ولياقتهم لكي لا يجهدوا عضلاتهم خاصة الفخذ والساق، أو أنهم يستهلكوا كمية أكبر من الهواء، فقد يكون ذو لياقة عالية ورئة تتحمل نقص الهواء بينما غيره عكسه تماماً..
أتمنى أن أستفيد من أخطائي مستقبلاً ولا أعتبر نفسي بهذا الموضوع مرشداً أو خبيراً وإنما كتبت باختصار ما وقعت به وطبقت ما كان يحذر منه من دربني ومن رافقته بعدة غوصات أمثال الكابتن أبو فهد (هادر) لهم مني جزيل الشكر..
والله يحفظ الجميع من كل مكروه ..
بعض من صور الرحلة طيبة الذكر
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1232.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1235.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1236.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1260.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1263.jpg
واللي ما يطيع مدربه يأكله القرش !! على قولة الأولين..
من المعلوم أن لا تكتمل المهارة الرياضية إلا بمصاحبتها للمهارة العقلية، ومن ذلك تذكير معلقوا الرياضة لنا بأن (هذا لاعب خبرة) وهذا لاعب كبير لا بسنه وإنما بعقله، فمن لا يستخدم العقل في أي رياضة من الرياضات فسيفشل سريعاُ، ويخرج من الميدان بلا نجاحات.
يوم أمس شاركت مع مجموعة من الغواصين والصيادين أحد مدربي الغوص برحلة بحرية داخل البحر المفتوح، كان البحر هائجاً، والأمواج عالية جداً، بعد الإنطلاق عرضت على الكابتن موقع إحدى السفن الغارقة التي تبعد عن الساحل ساعتين ونصف تقريباً لأنه سبق أن غصت لها، فأبدى تجاوباً ثم عرض ذلك على قائد البوت الذي اعتذر ببعد هذا الحطام الذي يقدر بخمسة وثلاثين كيلومتراً، وبعد مسافة خمسة عشر كيلو متر أُرسي البوت بالقرب من إحدى جزر الشعاب المرجانية والتي يسميها أهل البحر (قطع) وبعمق يتجاوز ال 150 قدم ، ثم استعجل الشباب بالنزول والكابتن يوجه هنا وهناك (افعل ولا تفعل ،، فاهمين ؟؟)، هناك من استمع لما يقول، وآخرون لم يلقوا بالاً لنصائحه، نويت النزول بمفردي للتمتع بمناظر الشعب والأسماك رغم أنه حذرني من ذلك، المهم نزلت للماء مع أول مجموعة نزلت وكان الموج يتلاعب بنا، ناديت الكابتن بأني سأنزل بمفردي، فقال أحد الشباب أنا سأنزل معك قلت (حياك الله) فقلت له الموج قوي جداً وسنتجه مباشرة للحيد المرجاني فقال تفضل، فطلبت أن يكون هو الأمامي بحكم أنه يحمل مسدساً بحرياً ثم يظن إني سمكة (إكس لارج) ، فكان شاباً عمره يتجاوز العشرين عاماً تقريباً، خفيف الوزن ذو لياقة عالية، اتجه للعمق مباشرة ولم يلتفت إلي فلحقت به، ولم ينفذ طلبي بأن نتجه للحيد لنحتمي به من الموج، المهم لم نتجاوز العشر دقائق حتى وصلنا لعمق 105 قدم وبسرعة عالية، كنت أستمتع باطعام السمك بقطع الخبز، كان المجهود قليلاً جداً والطفوية ممتازة جداً، أحسست أني بدون وزن، المهم بقيت مدة 10 دقائق بعمق ال 100 قدم، ثم تنبهت بعدم البقاء في هذا العمق أكثر من المدة المقررة، فحاولت تنبيه زميلي بذلك، وعندما حاول الاستدارة لي لم يستطع، وأصبح شعره الطويل مشدوداً للخلف (كأنه واقف بصندوق وانيت بسرعة 120كم) عندها ذهلت من الموقف، وأحسست بالخطر ( تذكرت حينها ما حذرنا منه المدربون وهو المد الذي لم أتوقع أن يكون بهذه القوة لأنه سبق أن واجهت المد لكن على الشاطئ ولم يكن شديداً ) حاولت الاستدارة بعكس الاتجاه ولم أستطع، حاولت الصعود ولم أستطع، زميلي بدأ به الرعب وأصبح يزعنف بكامل قواه، أشرت له بأن يتجه مع المد للحيد لكي نحتمي به ولم يشاهدني، عرفت حينها أننا وقعنا في مأزق بفعل (الطفاقة والعجلة) حاولت تنبيهه عدة مرات واللحاق به فلم أستطع، دفعني المد بقوة بنفس اتجاهه الخادع، حاولت الصعود ولم أستطع نفخت البي سي دي فصعد بي بقوة، ثم أفرغته بسرعة وتوقفت بعد جهد لأني صعدت من عمق 100 إلى 40 قدم بسرعة عالية، واختفى زميلي ولم أعد أراه، حاولت الاقتراب للحيد حتى وصلت إليه ولله الحمد بدأت حينها أستطيع مقابلة المد بالزعنفة تارة وبالتعلق بالصخور تارة أخرى، لكن خوفي الشديد كان على الزميل حتى بدأت أراه في المنطقة المظلمة، وبالكاد رآني، حينها ارتحت برؤيته ثم صعدت لسطح الماء لأرى البوت في أي مكان ، فإذا هو على مسافة تزيد على ال 200 متر أو أكثر، عدت للغوص مرة أخرى حتى وصل زميلي بعد جهد، وكان مجهداً تماماً، تحركنا على الشعب حتى وصلنا خرسانة فنار وضع لارشاد السفن لنستريح قليلاً، وبدأ الإنهاك الشديد على زميلي وأخرج ما في بطنه من الدوار والإجهاد ، ولم تنتهي القصة عند ذلك، بل سرت وإياه بعد الراحة لزملاء آخرين ألقاهم الموج قبلنا على نفس الشعب ينتظرون قائد البوت بالاقتراب منهم وإلقاء العوامة عليهم، المهم تجرأت وقلت: عيب يا أبو سمر يرمون عليك العوامة، قلت لازم أوصل البوت بنفسي ، لبست الزعانف ولم أشدها جيداً وغصت بجوار الصخور مرة تدفعني الأمواج لها ومرة تبعدني عنها وقد أصابتني في ساقي إصابة قوية لكن لم أهتم بها لأن الموقف أهم من أشعر بالإصابة، المهم كان مخططي أن أغوص بسرعة لحبل البروسي ومن خلاله أصل للبوت فتحقق ما خططت له لكن الحبل كان عالياً عند مقدمة البوت ولا أستطيع التعلق به، تركت الحبل لأتجه لمؤخرة البوت حينها دفعتني الأمواج للخلف ، حاولت الزعنفة (ولا عندك أحد) لأن إحدى الزعنفتين ضاعت، وصرت بزعنفة واحدة حاولت ثم حاولت ولم أستطع فأصبحت كالورقة المعلقة بالهواء تتقاذفني الأمواج (قلت ليتنا من حجنا سالمين!!) لو أنا صابر على الشعب زي الزملاء كان ما ورطت!! دفعتني الأمواج مسافة تزيد على الثلاثمائة متر باتجاه المياه العميقة، أشرت وأحد الزملاء الذي رماه حظه مثلي بنفس المكان للكابتن في البوت، فقال خلوكم في البحر نجيكم، الموج عالي جداً والشمس حارقة جداً، والأخ يقول: خلكم نجيكم بعد شوي، بعد مدة نصف ساعة داخل الأمواج العالية حضر البوت وانتشلنا واحداً تلو الآخر بعد جهد جهيد ، ودرس كبير استفدت منه كثيراً.
مثل هذه المواقف رغم طرافتها وصعوبتها إلا أنها تضيف للغواص كثيراً من الفوائد بوجهة نظري سواءً كانت في البحر أو في حياته العادية من أهمها :
- ضرورة أن يكون زميل الغوصة (البودي) مُدرَباُ مستوعباً للموقف ولمشروع الغوصة وأن لا ينسى نفسه، وهذا ما تحقق بالغوصة الثانية مع زميل من اليمن السعيد، فعوضنا بالغوصة المشؤومة غوصة ثانية جميلة جداً رغم قصرها الذي لم يتجاوز ال 45 دقيقة وبعمق من 50 إلى 70 قدم وبجهد قليل جدًا.
- ضرورة اهتمام قائد الرحلة بالمشاركين بها، خاصة أنه يكثر بمثل هذه الرحلات الشباب قليلي الخبرة، وكل منهم يرى نفسه أنه أكبر من أن يقبل النصيحة من مدرب أو زميل، وقد يرى أنه استوعب كل ما قيل له من نصائح أثناء فترة التدريب.
- ما كان يؤكد عليه المدربون والغواصون المتقدمون بالغوص الذين اجتمعت بهم وعلى رأسهم كبير المدربين أبو نايف من أن ينتبه الغواص للمد عند بداية الغوصة، وأن يغوص عكسه ليكون عوناً له عند العودة، بينما أنا وزميلي لم نحسب حسابه في البداية فسهولة الغوص بنفس اتجاهه أنسانا خطورته، ومطاردة شخص لم يستوعب المد فيه خطورة أكبر خاصة إذا كان متلهفاً للصيد وبكميته.
- تأكد لي أن ليس كل من حصل على شهادة مدرب أن يستحق هذا اللقب، وتأكد لي ما يقال عن بعضهم، فكان يشاركنا الرحلة أحد المدربين الذي كان يستعرض بتي شيرت منظمة بادي ذي اللون الأسود، وعلى ما يبدو أنه قادم من خارج مدينة جدة، فقد كان أنانياً بمعنى الكلمة، ولم يقدم أي نصيحة لأي غواص رغم أن أكثر من عشرين شخصاً كانوا من المستجدين الذين لا يعرف بعضهم تركيب البي سي دي والمنظم على الأسطوانة، فكان يجول بعينيه تجاههم، ولسان حاله يقول: لن أخدمهم ببلاش، حتى أنه كان يعلم بخطورة المد لأنه لم ينزل مع صاحبه الذي حضر معه، بل بقي في البوت حتى غيرنا هذا الموقع إلى موقع آخر أكثر أمنا، ولم يتبرع بالاطمئنان على الغواصين الشباب المجهدين جداً سواء نفسياً أو معالجة أحدهم الذي تعرض لجرح كبير في ذراعه وساقه من الشعب وخرج الدم منها، وقارنت بينه وبين المدرب البحرية (أبونايف) الذي كان يرشد الغواصين عدة مرات ويقدم لهم النصائح رغم أنهم يتلقون التدريب عند غيره.
- الغوص مهارة عقلية أكثر منه مهارة بدنية، فبالعقل تنجو بمشيئة الله، والأهم هو أن نستفيد من هذه الأخطاء والمواقف لكي نتداركها مستقبلاً لكي نستمع أكثر، وألا تؤثر على حب هذه الرياضة، فلو بقيت على الشعب المرجانية وصبرت فقد يقل مجهودي ولم أقع بالموقف الخطر الآخر، لكن الاستعجال والثقة الزائدة بالقدرات قد توقع الإنسان في مأزق.
- قد يكون الحياء أو الإيثار سبباً في أن يقود الغوصة غواص غير مؤهل فكرياً، فيقود زملائه لمواقف محرجة مثلما حصل لي وزميلي، ولذا يجب أن يقود الغوصة شخص ذي مهارة يقدر لياقة زملائه ولياقتهم لكي لا يجهدوا عضلاتهم خاصة الفخذ والساق، أو أنهم يستهلكوا كمية أكبر من الهواء، فقد يكون ذو لياقة عالية ورئة تتحمل نقص الهواء بينما غيره عكسه تماماً..
أتمنى أن أستفيد من أخطائي مستقبلاً ولا أعتبر نفسي بهذا الموضوع مرشداً أو خبيراً وإنما كتبت باختصار ما وقعت به وطبقت ما كان يحذر منه من دربني ومن رافقته بعدة غوصات أمثال الكابتن أبو فهد (هادر) لهم مني جزيل الشكر..
والله يحفظ الجميع من كل مكروه ..
بعض من صور الرحلة طيبة الذكر
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1232.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1235.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1236.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1260.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload04/images180/mk7079_dscn1263.jpg