المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النبهانية ، ماضٍ أصيل وحاضر مشرق .



كاشت نبها
02/11/2010, 02:00 PM
النبهانية ، ماضٍ أصيل وحاضر مشرق . .







التسمية والنسبة:




النبهانية بتشديد النون، وإسكان الباء فهاء مفتوحة فألف، ثم نون مكسورة فياء مشددة مفتوحة فهاء في آخره.


على صيغة النسبة إلى نبهان. وربما كانت هذه النسبة إلى نبهان بن عمرو، وهو أبو حي من طيء. ذلك أن الإخباريين الأقدمين ذكروا أن المنطقة التي تقع فيها النبهانية كانت لطيء فأجلتهم عنها بنو أسد، ثم بعد ذلك أصبحت بنو أسد حليفة لطيء وأصبح يقال للقبيلتين (الحليفين) عندما ظهر الإسلام.


وتسميتها قديمة، بل موغلة في القدم كما هو ظاهر من نسبتها إلى نبهان بن عمرو؛ إذ أصبحت - وكما يفهم من وصف المتقدمين لها - قرية كبيرة.
قال لغدة الأصفهاني: النبهانية: قرية ضخمة، أهلها بنو والبة.
وقال ياقوت: نبهانية بالفتح ثم السكون، وبعد النون ياء النسبة: قرية ضخمة لبني والبة من بني أسد. ونلاحظ أنهما وصفاها بأنها قرية ضخمة في وقت كانت فيه القرى والبلدان في تلك المنطقة قليلة نادرة؛ إذ أكثر المواضع المشهورة هي مياه أي: موارد للماشية، أو جبال أو وديان؛ مما يدل على أن عمارة النبهانية سابقة على عمارة غيرها من المواضع في تلك المنطقة من القصيم.
وذكر عبد الرحمن السويدا (1410) النبهانية في كتابه «ألف سنة غامضة من تاريخ نجد من بداية القرن الأول حتى نهاية القرن العاشر الهجري» حيث أوردها ضمن الجيل الأول من المدن: «النبهانية: قرية لبني نبهان بن عمرو الطائي، ثم صارت لبني والبة من بن أسد، وهي الآن مدينة متوسطة عامرة بمقومات الحياة الحاضرة، تقع على طريق المدينة المنورة، وهي بمنطقة القصيم»،
وقال الشاعر امرؤ القيس:


أمِن ذكر نبهانية حل أهلها


بجزع الملا عيناك تبتدران





الموقع :l :



تقع محافظة النبهانية في الجزء الغربي لمنطقة القصيم شرق جبال أبان الأسمر «الأسود قديماً» وتحديداً عند درجة العرض «26:51:25» ودرجة الطول «04:04:43» ويمرُّ بجانبها وادي الرمة على بُعد 5 كم، وتُعتبر من أكبر المحافظات إداريا في المنطقة؛ حيث يتبعها 24 مركزاً رسمياً و10 مراكز مطلوب إنشاؤها وأكثر من مائة قرية وهجرة، وتبعد عن إمارة منطقة القصيم «140» كم. ويمر بها الطريق المسفلت المتجه من مدينة عنيزة إلى المدينة المنورة.


وذكرها ياقوت عرضا فقال: الخَوَّة: ماء لبني أسد في شرقي سميراء، و(النبهانية) من شرقي سميراء، بينها وبين الخَّوة يومان.


وعمارة النبهانية قديمة، وإن المعمور منها قديماً كان أقرب إلى جبل أبان الأسمر منها الآن؛ إذ توجد هناك آثار كتابة قديمة على هضبة صغيرة تعتبر جزءاً من أبان تسمى (الكويفر). قال العبودي في معجم بلاد القصيم: «كما أن وجود عدد من الأسر العربية التي لا تستطيع أن تصل نسبها بقبيلة معينة دليل على قدم الحضارة فيها؛ إذ لو كانت عمارتها حديثة لما صعب عليهم ذلك».
قال المستر لوريمر في العبودي 1410هـ: «يوجد في النبهانية عدد من حدائق النخيل، ويزرع بها القمح، والماء من الآبار على عمق عشر قامات، وهو عذب».
وتوضح الخريطة رقم (2) المواقع الداخلية لمحافظة النبهانية وأماكن الآثار والجبال والمزارع.. إلخ.






الآثار التي تحتضنها محافظة النبهانية :


تحتضن النبهانية عددًا من الآثار، أولها جبل الكويفر الغربي: يقع الكويفر جنوب غرب النبهانية على بُعد 2 كم تقريباً، ويطلق على هذا الموقع الأثري جبل الكويفر، والكويفر جبلان أحدهما كويفر شرقي (ويسمى الكويفر الصغير)، والآخر كويفر غربي (ويسمى الكويفر الكبير)، وتسمى الكويفرات، ويوجد جنوب شرق الكويفر بميل نحو الشرق على بُعد 3 كم تقريباً جبل يطلق عليه اسم المصلوخة.
ومن أهم المشاهدات الميدانية في جبل الكويفر الغربي
النقوش الكتابية
- نقش في طلب المغفرة وسط الجبل:
يوجد في وسط جبل الكويفر الغربي إلى الشرق من منجم التعدين نقش إسلامي في طلب المغفرة، ويتكون من ثلاثة أسطر نُقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت. ويُقرأ النقش كالآتي:
* اللهم اغفر لموسى
* ابن حفر ذنبه كله
* وارحم من قال آمين
والنقش مكتوب بالخط الكوفي الخالي من النقط، ويبدو أنه خطوط القرن.
نقش في طلب المغفرة أسفل الجبل
في أسفل جبل الكويفر الغربي، وإلى الشرق من منجم التعدين، يوجد نقش إسلامي آخر في طلب المغفرة، ويتكون من ثلاثة أسطر نقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت، وهو مشابه للنقش السابق، ويبدو أن صاحب النقشين شخص واحد، في أعلى هذا النقش توجد نجمة سداسية، كما أن السطرين الأخيرين يصعب قراءتهما، ويرجع ذلك إلى العوامل الطبيعية، ويقرأ السطر الأول في هذا النقش على النحو الآتي: «اللهم اغفر لموسى»، والنقش مكتوب بالخط الكوفي الخالي من النقط، ويبدو أنه من خطوط القرن الثاني الهجري.





منجم التعدين :


توجد في هذا الجبل آثار منجم يبدو أن تاريخ استغلاله يعود إلى العصر العباسي، ومما يؤكد ذلك أن العباسيين كانوا مهتمين إلى حد كبير باستغلال مناجم النحاس والذهب في منطقة الدرع العربي وماوان، ويحتوي هذا الجبل على صخور جُلُّها من صخور الجرانيت، والبعض منها من صخور الجرانيت المتحلل، وتتخللها عروق من الصخر بيضاء (كوارتز)، ويلاحظ عندما تنعكس عليها أشعة الشمس ظهراً أنها تعطي بريقاً قوياً لونه يميل إلى اللون الرصاصي الشبيه بالقصدير، وبعد تحليل عينة من حجارة الكوارتز تبين أنه يدخل في تركيبها عنصر من المعادن يعطيها بريقاً وقت الظهيرة، كذلك يحتوي هذا الجبل على عروق لصخور حمراء (أرثو كليز)، كذلك يحتوي هذا الجبل على صخور ذات لون يميل إلى الأخضر والأصفر، البعض منها مختلط مع عروق الرخام، والبعض الآخر يظهر على شكل يشبه الطفل، هذه الصخور يطلق عليها اسم (كلورايت شسيت).
قال تركي القهيدان في كتابه (القصيم.. آثار وحضارة): «ويبدو لي من خلال المشاهدات الأولية وما حصلت عليه من العينات أن هذا منجم عباسي لتعدين الذهب أو الفضة أو النحاس».





النقوش في الكويفر الشرقي :


يقع الكويفر الشرقي شرق الكويفر الغربي على بُعد 250م تقريباً، ويوجد في الكويفر الشرقي نقوش عدة غير واضحة المعالم، ويصعب قراءتها. انظر قال تركي القهيدان في كتابه القصيم آثار وحضارة: «ويبدو من خلال المشاهدات الأولية أن بعضها نقوش ثمودية، وتظهر بعض أحرفها بشكل واضح منها حرف H، وهو شبيه بحرف (ذ) الثمودي، كما يوجد نقش غير واضح يبدو أنه يقرأ كالآتي (لا إله إلا الله)».
النقوش في هضيبة الصقرة
في هضيبة الصقرة العديد من النقوش والرسوم، وهذا الجبل يقع جنوب النبهانية على بُعد 10 كم تقريباً.
وفي منتصف هضيبة الصقرة من الجهة الجنوبية الغربية توجد نقوش عدة، البعض منها متقن الرسم، والبعض الآخر غير متقن الرسم، وقد نقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت، وجُلّ هذه النقوش رسوم لحيوانات، منها إبل عليها نقوش آدمية ووعول لها قرون طويلة، ونقش وعل له قرون من الأمام والخلف طويلة شبيهة بأنياب الفيل المقلوبة، كذلك توجد في هذا الجبل خربشات عدة على صخور الجرانيت، وهي بشكل عام غير واضحة المعالم.





جبال ابانات :


أبان: جبلان مشهوران، أبان الأحمر وأبان الأسود أو الأسمر، وبهما مياه، قال زهير بن أبي سلمى المزني:
تبين خليلي هل ترى من ضغائن
بمنعرج الوادي فويق أبان
مشين وأرخين الذيول ورفّعت
أزمَّة عيس فوقها ومثاني
وتقع جبال أبانات في الجزء الغربي الجنوبي من محافظة النبهانية، وتقع جبال أبان الأسمر غرب النبهانية، وتتكون جبال أبانات من جلاميد من الجرانيت كبيرة الحجم، وتعتبر هذه الجبال من أهم المرتفعات الجبلية في أرض القصيم، تقول لهما العامة (أبانات) بصيغة الجمع، وهما جبلان اثنان، كما كان الأقدمون يقولون فيها أبانين، والمسافة بينهما غير متساوية (من 12 - 32 كم)، وهي في المتوسط 18 كم. وقد ذكر العبودي عن أبان: جبلان أحدهما أبان الأسمر وكان قديماً أبان الأسود، وهو الشمالي بالنسبة لمجرى وادي الرمة، والثاني أبان الأحمر وكان يسمى قديماً الأبيض، وهو الجنوبي من مجرى الوادي، والواقع أن تسمية العامة المحدثين لهما أقرب إلى الحقيقة من تسمية الأقدمين، اللهم إلا إذا كانت كلمة الأسود والأبيض عندهم تعني خلاف ما تعنيه عند المتأخرين، أو إذا كانوا يقصدون بالأبيض مقابل الأسود لا حقيقة كونه أبيض؛ ذلك أن أبان الشمالي الذي يسمى الآن الأسمر لونه في الحقيقة أسمر وليس أسود كما كان يسميه الأقدمون، وأبان الجنوبي الذي كان يسمى أبيض لونه فعلاً يميل إلى الحمرة كما يسمى الآن الأحمر.
ويوجد على قمة جبل السمراء (أبان الأسمر) منازل قديمة وقلاع يذكر أنها لبني هلال، وتحتاج إلى دراسة ومشاهدة ومزيد من البحث.





غار قرناس :


ويقع في جبل أبان الأسمر، ويعرف غار قرناس نسبة إلى الشيخ قرناس بن عبد الرحمن بن قرناس (1190هـ - 1262 هـ) من أهالي الرس الذي كان يظل نهاره فيه ويأوي إلى النبهانية ليلا حينما استتر من إبراهيم باشا الذي استولى على الرس آنذاك، ولم يزل كذلك إلى أن سافر الباشا وغابت عسكره فرجع إلى وطنه الرس.
كما يوجد بالمحافظة العديد من المنازل القديمة التي أصبحت أطلالا؛ مما يدلل على أن النبهانية كانت - وما زالت - بلدا مأهولا بالسكان على مر التاريخ.