المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحر القلزم



مخاوي الأعماق
07/02/2011, 04:57 AM
بحر القلزم
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/9/7/10/7zors6ysc.jpg (http://games.m5zn.com)

بحر القلزم هو البحر الأحمر يفصل بين افريقيا وجزيرة العرب وقارة آسيا . " والقلزم " نسبه إلى مدينة القلزم القديمة الواقعة فى أقصى شمال هذا البحر ، بالقرب من مدينة السويس الحاليه ، ويتشعب البحر الأحمر فى شماله إلى شعبتين منفرجتين هما : خليج العقبة وخليج السويس ، ويبلغ طوله من القلزم حتى باب المندب نحو 2240 كيلو مترا ، كما يبلغ عرضه فى أوسع نواحيه 350 كيلو مترا .ولبحر القلزم شهرة سيئة لدى العرب القدماء ، بسبب ما كان يكتنفه من شعاب صخرية وحواجز مرجانية ، وما يحدث فيه من الزوابع والاعاصير وخاصة فى الجزء الشمالى منه ، كما كان العرب يخشون الملاحة عند الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء بسبب اصطفاق الرياح القادمة من شعبتيه الشماليتين ، لا سيما بالقرب من جزائر تيران عند مدخل خليج العقبة ، وعند مدخل خليج السويس ، ولهذا ظلت الملاحة فى هذا البحر محفوفه بالمخاطر ، وكان التجار يلجئون للملاحة فيه نهارا فقط ، حيث تسير السفن بقرب سواحله فإذا جن الليل أرست فى مواقع معروفة منزوية بين الحواجز المرجانية .
وحينما فتح العرب مصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب زادت الروابط بينها وبين الجزيرة العربية وثوقا ، وزادت أهمية البحر الأحمر ، وتوثقت العلاقات بين موانيه الشرقية والغربية .
ولقد جذب اهتمام العرب فعملوا على استغلال هذا الموقع العالمى إلى اقصى حد ، لا سيما فيما يتعلق بطرق التجارة بين الشرق والغرب ، وغدا طريق البحر الأحمر أهم الطرق على الاطلاق ، بسبب قلة نفقاته ، وقلة صعوباته بالنسبة للطرق البرية .
وتجلى اهتمام العرب بتجارة البحر الأحمر فى اهتمام الخليفة عمر بن الخطاب بإعادة حفر القناة النيلية ، التى كانت تصل بين النيل والبحر الأحمر سنة 23 هـ (643 م ) ، والتى كانت تبدأ شمال مصر القديمة بقليل وتنتهي إلى قرب مدينة القلزم ، بغية تسهيل سير السفن بين البحر الأحمر والنيل ..
وليس من شك أن هذه القناة قد أفادت تجارة البحر الأحمر كثيرا إذ تدفقت السفن منها إلى موانى الحجاز واليمن وعبرت باب المندب إلى الهند . على ان فكرة توصيل البحر الأحمر بالبحر المتوسط بواسطة قناة ، لانعاش التجارة ، وتسهيل التبادل التجارى بين الشرق والغرب ، نبتت فى عقول العرب فى هذا العصر فيقال أن عمرو بن العاص فكر فى ذلك ، لولا معارضة الخليفة عمر ، ويذكر أن الخليفة هارون الرشيد فكر أيضا فى هذا المشروع ، لولا أن أثناه البعض ، وحذروه من إمكان توغل سفن الروم وتهديد الحجاز .وظلت تجارة البحر الأحمر عن طريق القلزم و برزخ السويس منتعشة فى القرون الأولى للهجرة ، تشهد بذلك أقوال الرحالة والجغرافيين المعاصرين الذين ذكروا استمرار سفر التجار بين الشرق والغرب عن طريق البحر الأحمر ومصر جالبين معهم من الغرب الجلود والفراء والخز والديباج و والسيوف والخدم و الغلمان والجوارى من فرنسا ، حيث يصلون إلى الفرما ، ثم يحملون تجارتهم برا إلى القلزم ثم يركبون البحر الأحمر إلى الجار ( ميناء) المدينة المنورة وجدة ( ميناء) مكة المكرمة ، ثم يتابعون إبحارهم إلى الهند والصين ، ويعودون منها حاملين التوابل والمسك والكافور والعود ، ومن الفرما يركبون البحر المتوسط إما إلى القسطنطينية ، وإما إلى الغرب ، بصفة خاصة إلى فرنسا ، وكان هذا الطريق هو أكثر الطرق ارتيادا فى هذه الفترة .
لكن على الرغم من ذلك فقد ظل التجار والحجاج والمسافرين يتخذون بعض الطرق الأخرى بين النيل وموانى البحر الأحمر جنوبي القلزم ، لكن هذه الطرق البرية لم تحظ فى الحقيقة بالأهمية التي حظيت بها ابتداء من القرن الخامس الهجرى ( الحادى عشر الميلادى ) ،حين ازدهرت عيذاب من مواني البحر الأحمر وقوص من الموانى النيلية ، وحازتا شهرة فائقة بالنسبة لتجارة مصر والبحر الأحمر فى العصور الوسطى . ولم تكن هذه الطرق مهمله كلية فى تلك الفترة ، خاصة وان العلاقات بين مصر من ناحية وكل من اليمن والحبشة وأواسط أفريقيا من ناحية أخرى ، علاقات قديمة لعبت التجارة فيها دورا بارزا حيث كانت تجارة هذه الأقطار تنقل إلى مصر بطريق البحر الأحمر . كما أن هذه الطرق لم تكن مهملة أيضا، بسبب سهولة الملاحة فى الجزء الجنوني من البحر الأحمر عنها فى جزئه الشمالى . ولعب البحر الأحمر دورا هاما فى نقل الحجاج والبريد فى هذه الفترة أيضا ، نظرا لاهتمام الخلافة الإسلامية بتأمين سلامة الحجاج وعمارة الطرق التى يسلكونها وتوفير الراحة فيها ، وكان الحجاج يسيرون فى خليج أمير المؤمنين إلى القلزم ومنها يركبون البحر الأحمر إلى (الجار) ميناء المدينة ، أو يسيرون من القلزم إلى أيلة على طرف خليج العقبة مكان العقبة الحاليه ، حيث يواصلون السير إلى الحجاز .
وعلى عهد الخلافة الفاطمية زاد الاهتمام بالطرق البرية الداخلية الواصلة بين النيل والبحر الأحمر ، لانعاش تجارة مصر الخارجية ، فكان التجار والحجاج يقدون إلى موانى البحر الأحمر ، خاصة القصير وعيذاب وهذه الأخيرة كانت أهميتها آخذة فى الازدياد بعد تحول طرق التجارة إلى جنوب البحر الأحمر لاشتداد النزاع بين الفاطميين والسلاجقة ، فضلا عن تعطل طريق أيلة على خليج العقبة بعد استيلاء الصليبيين على أيلة ذاتها سنة 510هـ ( 1116 م ) .
وعلى الرغم من توالى اهمال خليج أمير المؤمنين ، إلا أن الفاطميين استأنفوا فتحه وتطهيره ، فغدا شريانا رئيسيا ، يصل النيل بالبحر الأحمر وبلاد العرب ، و ظلت مدينة القلزم مدينة تجارية هامة كما برزت مدينة سويس ( السويس الحاليه ) ، واخذت السفن تصل إلى القلزم حاملة تجارة الشرق ، من الحرير والقرفه والفلفل والبخور والنيلة وغيرها من منتجات الهند والحبشة واليمن ، كما ظلت سفن التجار وحجاج مصر والغرب تعبر البحر الأحمر إلى ميناء جدة ، ثم تستانف سيرها إلى موانى الهند والصين ، فتعود محملة بالمتاجر إلى القلزم وعيذاب ، التى مثلت الطريق الرئيسى للحجاج فى ذهابهم له وايابهم لأكثر من مائتى عام من سنة 450 ب (1058 م ) إلى سنة 660 هـ (1261م) وظلت تجارة البحر الأحمر على عهد الدولة الأيوبية، تمثل عنصرا أساسيا ، وكان لابد من تأمين سلامة هذا البحر أمام السفن التجارية الإسلامية ، وحينما تجرأ امير الكرك الصليبي ريجنالد شايتون ( أرناط ) ، المعروف بعدائه الشديد للاسلام والمسلمين ،وانزل مراكبه من ميناء أيلة إلى البحر الأحمر ، حيث قامت باعمال القرصنة ومهاجمة السفن التجارية الإسلامية وهددت بالاعتداء على الحرمين وقطع تجارة مصر مع الشرق الاقصى ، تلقى ارناط درسا قاسيا من البحرية المصرية التى دمرت كل سفنه بالبحر الأحمر وأعادت لهذا البحر هدوءه وسلامته .
وزادت أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجار والتجارة الدولية على عهد سلاطين المماليك ، بعد أن تعطلت طرق التجارة بين الشرق والغرب فى أعالى الفرات وشمال الشام و اسيا الصغرى و البحر الأسود وجنوب روسيا ، على أثر الغزو المغولى وسيطرة المغول على تلك الطرق ، كما قل اقبال السفن التجارية القادمة من الهند والصين والشرق الاقصى ، على دخول الخليج الفارسي بسبب كثرة أعمال القرصنة ، وأدى كل ذلك إلى تحول التجارة إلى البحر الأحمر

مخاوي الأعماق
07/02/2011, 07:57 AM
عوافي
على
الموضوع