المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفتقدناك أيها الشتاء الممطر ؟؟؟



عالي الذاري
24/02/2012, 01:03 PM
أفتقدناك أيها الشتاء
أفتقدناك وأفتقدنا ليالي المطر الطويلة
حين كنت متميزاً بأمطارك المستمره ، حين كانت الآمال والأحلام ما زالت وردية ، نعم أتذكرها جليّا ، أتذكر تلك الليالي ، حين كنت أغوص تحت غطائي المفضّل ، جالسا في زاويتي أقاوم نعاس البرد اللذيذ وسمفونية تساقط حبات المطر على ورق الشجر...أبتسم وأنا أتذكر كم كان النوم ذا مذاق خاص حينها.


ليس كذلك النوم صيفا، حين يحتار المرء أيصارع حر الصيف أم يصارع ملابسه!


وأتذكر كيف كنتُ دائما أستيقظ نصف عاريا ، إلا من قليل جدا من الملابس، مع تأكدي أني كنت نائماً بملابسي البارحة....ما هذه؟...أهذه ضحكة؟ آه يا زمن كدت أنسى صوت ضحكتي!



أفتقدك أيها الشتاء....أفقتدك وأفتقد معاناتي اللذيذة مع الطين الذى يملأ شوراع قريتى الصغيرة في طريقي إلى الدروس، نعم فاللغة العربية عند الأستاذ عبدالله ...والإنجليزية عند الأستاذ محمود...والرياضيات عند الأستاذ ضياء .



أتذكر حين نتسابق من يصل أولا مع احتفاظه بنظافة "الكندوره"،


أتذكر كم كنت أنتظر امتحان منتصف العام في شهر يناير حين تكون أنت فى قمة مجدك وبرودتك، وكم كنت أكره امتحان آخر العام، حيث كان غريمك يتباهى بقوته، نعم كل الامتحانات كريهة ولكن الامتحان والبرودة والمطر والطين، هم مقادير أجمل سعادة بالنسبة لي!



أفتقدك أيها الشتاء ....أفتقدك وأفتقد "....." جارتنا العجوز، أتتذكرها؟ ...إنها ببالى كما رأيتها آخر مرة، وهي تمسك بيد حفيدها وباليد الأخرى حقيبته المليئة بالكتب .
كانت نساء قريتنا يقفن على أبواب بيوتهن يودعن ويشدن "بالعقاطه" على رقاب ورؤوس أبناءهن، أتذكر أكياس الرز "العيش" البسمتي وهي تقبع على رؤوسنا لتمنع المطر أن يبللنا .


أتذكر كم كنت مستاءً ذات يوم، كان أول يوم تروى فيه ظمأ الأرض فى تلك السنة، بقدر فرحتى بك وبمطرك بعد غياب طويل، بقدر غضبى من ذهابي للمدرسه فهذا اليوم عيد .


أشعر بالحرج من نفسى الآن حين أتذكر طلبى من "جدتي" أن تعطيني كيس البسمتي الذي تضعه على رأسها وتحمل لي حقيبتي ، كم كنت أحمق!! "رحمك الله ياجدتي"



أفتقدك أيها الشتاء .....كم حزنت حين ذهبت لزيارتك فى قريتى هذا العام، ورأيتك رثا إلى هذا الحد، لم أر مطرك ولا طينك ولا أطفالك يعبثون ويسبحون في مجاري الأوديه ، فالأوديه تمتليء بالغبار، أين شمسك بعد المطر! رأيتها ذابلة شاحبة الوجه، لم تكن كشمسك حين كنا نتسابق من يلقى عليها سلاما بعد يومين أو أكثر من مطرك الجميل......لم أرك كما اعتدتك.


أين ذهبت؟ أين ذهبت؟ أين ذهبت؟
أين ذهبت؟ أين ذهبت؟
أين ذهبت؟
"" أيها الشتاء بأجواءك الممطره ""