المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((_ مفرح بن مسهيه _))



ريف النشاما
30/05/2005, 02:35 PM
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk8178_mofarh.jpg

مفرح بن مسهيه ال سليمان مشهور بالشجاعه والكرم كان مع اصهاره من خوال ابنائه في ديرة يسكنهاقحطان وكذلك ال هويمل من بني زيد في مدينة الرين في جبال يقال لها جبال عريقيه مشهوره بشخامتها وكثرة صيدها وكان من الرجال الطيبين ويتصف بحسن الخلق والكرم والمروءة، وقد رزقه الله بولد سماه محمد، ترعرع ونشأ في كنف والديه وكان ولده الوحيد، شاباً في ريعان الشباب ونظرته تبدو على وجهه سمات الذكاء، وله ملحة وطرفة، يهوى القنص والصيد، وكانت أمه تكن له في مكنون صدرها حباً شديداً لبره بها وإغداقه عليها مما يحصل عليه من رزق، ومحمد مميز بين أصحابه بحضور خاص واحترام يفرضه على من حوله.. وحدث أن خرج مع والده مفرح لجهة جبال عريقيه وعندما أراد أن يخرج للصيد في البر، وضع على راحلته الماء والزاد وذهب يبحث عن الصيد، وعندما حل المساء ولم يعد محمد أحس أبوه وأهله بالقلق، فخرجوا للبحث عنه، وبعد وقت طويل من البحث في الشعاب شاهد أبوه شخصاً يشبه النائم، فأخذ يقلبه فوجده ابنه محمد ميتاً من الظمأ، فانكب عليه مذعوراً وهو يبكي، وسمعه من معه ففزعوا إليه مذعورين، فرأوا محمد وأباه فهالهم بشاعة المنظر، فغسلوه ودفنوه، وعادوا بوالده الذي صار محطماً من هول الفجيعة وصمم ألا يبيت الليلة إلا في دياره، فركب راحلته كاتماً أمره خائفاً من أن يطير الخبر إلى زوجته لعلمه بأثر هذا الخبر المؤلم على قلبها، واخذ يدير في رأسه كل الأفكار واستدعى في ذهنه كل الردود التي يمكن أن يرد بها على زوجته إذا سألته عن ابنها حتى أعياه التفكير وصورة زوجته ما ثلة أمام عينيه وهو ينتحل كل الصفات التي سيقابلها بها، أيكون وجهه محزوناً أم بشوشاً؟ وغير ذلك من كل القناعات التي يمكن أن يقنع بها زوجته، وبعد عناء وجهد جهيد خطرت بذهنه فكرة ألهمه إياها منزل الصبر والرضا، وقلبه يذوب بين ضلوعه أسى وحسرة على فقد ابنه الوحيد، فقال لها بعد أن طرق الباب إن معي ضيوف ونريد أن نكرمهم، ولكنهم لا يأكلون إلا زاد ناس لم تصبهم مصيبة ولم تفجعهم الدنيا بموت عزيز عليهم، فصدقت زوجته هذه الحيلة، وخرجت تبحث عن أناس ينطبق عليهم الوصف، فلما يئست من وجودهم عادت إليه قائله: ما وجدت أناسا إلا وفجعتهم الدنيا، فسألها ونحن ألم تكربنا الدنيا؟ فقالت: بل نحن بخير والحمد لله، فأنبأها بأنهم قد لحقهم نصيبهم من الفجيعة بموت ابنهم( محمد)، ونصحها بالصبر والاحتساب كما يصبر كل الناس، فتلقت النبأ بقلب صابر، وقالت الحمد لله مقدر الأقدار.وكان مفرح ممن يقولون الشعر، فقال هذه القصيدة يسأل فيها الجبال والأطلال عن ابنه (محمد)




ياجبـال الريـن مـا شفتـي محمـد = عليـك منـه ياجبـال مــلام

يبكيـه عـود ثالـث رجليـه العصـا = يكـه عقـب القعـاد مقـام

وتبكيه عذرا فاتها غي الصبـا = مثـل مافـات العصيـر لقـاف نعـام

ومن قبلش الهلال ياعيـن فاصبـري =بيوتهـم عقـب الطمـام هـدام

ومن قبلش الحميـد ياعيـن فاصبـري = الـزاد فقـه والبـيوت خيـام

ومن قبلش الحبيش ياعيـن فاصبـري = أهل مزاريـج وريـش نعـام

من قبلش الحبيش ياعين فاصبري = يبكون جريس وحامي الجاذيات حزام

ومن قبلش المعيض ياعيـن فاصبـري = أهل بيـوت وتوهـا جهـام

وكل القبايل قد عثت في نزولها = وجموعهـم عقـب الصفـاف أثلام

يا الله يا لمطلوب تجبـر مصيبتـي = ياجابـر المكـسـور يـاعـلام

وأنا وغيـري كـل أبونا بقدرتـك = ويا خالق الانـوار والظـلام

تلطـف بعـود يـوم اخـذت جنينـه = سهيـر عيـن مايـذوق المنـام

عود وغريب الـدار مـن جماعتـه =واليـوم عنـده كنـه أميـة عـام

وتجبر عزى من عافت النوم عينـه = والكبـد صامـت ماتبـي طعـام

ودنيـا دهتنـي وافجعتنـي بغـره = وعـود غريـب وحايـر الاقـدام

دنيـاي فاحيتنـي كفـى الله شرهـا = والـزرع لابـده مـن الصـرام

وبقعا خذت من ا لاوليـن وعادهـا = وفـي خشمهـا للمقبليـن عـرام

اخوكم عزوتي نايـــــــــــــف
""