المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((_عبدالرحيم البرعي_))



ريف النشاما
30/05/2005, 02:35 PM
http://www.mekshat.com/pix/upload/images8/mk8178_dwannnn-mkkkk000.jpg




الشاعر

((ــ عبد الرحيم البرعي ــ))

احكام
19/02/2007, 08:44 PM
عبد الرحيم البرعي؛ نسبة إلى جبل (بُرع)، المطل على مدينة (باجل)، في محافظة الحديدة.
عاش في بلده قرية (النيابتين)، من بلاد (برع)، ونعتقد أنه ولد فيها.
شاعر، بليغ، متصوف، مشهور، درس وقرأ الفقه والنحو على جماعة من علماء عصره، ثم اشتغل بالتدريس، والفتوى، واشتهر بالعلم والعمل، وكان شاعرًا مجيدًا، له غرر القصائد وأروعها في مدح الرسول، (صلى الله عليه وسلم).
ورغم شهرته الواسعة في اليمن وخارجها، إلا أن المعلومات التي يذكرها عنه المؤرخون، وكُتّاب التراجم، قليلة جدًّا، وقد اختلفوا في تحديد تاريخ وفاته، وأنه من أهل القرن السادس، وقد أوضح المؤرخ (عبدالوهاب البريهي) في كتابه: (طبقات صلحاء اليمن) بأنه من أهل القرن الثامن، وتوفي في أول القرن التاسع الهجري.
من مؤلفاته: ديوان شعر، طبع عددًا من الطبعات، في (مطبعة الحلبي)، و(البولاقية) في مصر، و(بومباي) في الهند. وقد حقق الديوان الباحث المصري (محمد عبداللطيف قناوي)، في رسالة ماجستير، في جامعة القاهرة، وصحح النصوص الشاعر اليمني المعاصر (حسن بن صغير بن حمود بن يغنم البرعي).
كان الوحيد من شعراء العصر (الرسولي)، لم يتكسّب بشعره لدى الملوك والرؤساء لمدحهم، رغم فقره المدقع، إلا أنه كان يضطر إلى مدح بعض الأثرياء، غير المتصلين بالدولة، فنجده في شعره يصرح بعائلته الكبيرة، وما يعانيه من هموم لإعالتها، كما في قوله:

كهلٌ كبيرٌ وأطفالٌ وحاشــية

لا يقدرون على التحويل والنقل

أو يقول:

أما ترني لأطفال صغـــار

أبوهم من محلتهم طــريدُ

يمر العيد بالصبيان لهــوًا


وليس لهم مع الصبيان عيدُ



ويُعلن عن فقره بصراحة أكثر، فيقول:

فقرٌ وإفلاسٌ ودهرٌ خــائنٌ

وهموم عائلة وضيق مكانِ

وعظيم دينٍ لا يقوم بحملـــه


رضوى ولا الصخرات من ثهْلانِ

وسمعتُ من أم العيال تواعــدًا


وتهددًا ما كان في حســـباني

رجبٌ وشعبانٌ قطعتُ مداهمــا


صبرًا وعز الصبرُ في رمضـانِ

فبحق حقك برني وأمــــدني


بعوارف وعواطف وحـــنانِ



ويقول في وداع طفليه:

من لي بطفلين من خلفي كأنهمــا

زغب القطا إذ عدمن الماء والشجرا

فارقت ريحانتي قلبي وما رضــيت


نفسي الفراق ولا اخترت النوى بطرا



ويقول عند مرض أحدهم:

أبنيَّ دونك عبرتي وتنهدي

كمدًا عليك فكم أعيد وأبتدي



وكان يقصد المحسنين والأعيان من العلماء والتجار إلى أماكن بعيدة، ليتكسب بشعره ما يقيم أود صغاره، فيقول:

أيا سيدي شهرٌ كريمٌ وغــربةٌ


ودَين أقاسيه ولست به جلــدا

وغيبة أطفال وبُعد مــــنازل


وإخوان صدقٍ ذبت من أجلهم فقدا

فقضِّ لُباناتي ونجِّح مطالـــبي


وما اسطعت من برٍّ فلا تألني جهدا



وتميز شعره بجيشان العاطفة، وقوة الأسلوب، رغم قلة المعاني الشعرية، وكثرة الصور التقليدية المتكررة، وتأثره بالشعراء من أهل قطره السابقين كـ(محمد بن حمير) و(القاسم بن علي بن هتميل) وفي غزله تظهر تلك اللوعة والحرقة، التي تميل به إلى التأثير السريع:

أتأمرني بالصبر والطبع أغلــبُ


وتعجب من حالي وحالك أعجـبُ

وتطلب مني سلوة عــن ربائبٍ


وراهن أرواح المحبين تطلــبُ

فما قرَّ لي دمعٌ ولا كف مدمـعٌ


ولا طاب لي عيشٌ ولا لذَّ مشربُ



وقد تولع كثيرًا بمدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيقول مخاطبًا إياه، (صلى الله عليه وسلم) معتذرًا إليه، لعدم استطاعته زيارته، أثناء الحج، لافتقاره إلى الزاد والراحلة:

ياسيدي أنا من علمــت أذابني


حمل الذنوب وجور دهــرٍ نابِ

لو لم يكن لي إذ حججت ولم أزر


إلا فناءك وحده لكفــــى بي

ويقول:

إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم


مدحت الذي من نوره الكونُ أبهجُ

وإن ذكروا ليلى ولُبنى فـــإنني


بذكر الحبيب الطيِّبِ الذكر ألهـجُ



وبشعره في رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، اشتهر تلك الشهرة الواسعة، لا في اليمن فحسب، بل في سائر أنحاء العالم الإسلامي.

وله في الزهد قوله:

هل عرّسَ الظاعنُ المشـيمُ


بالأبرقِ الفردِ يا نســـيمُ

أم راحَ في الركبِ يومَ راحوا


لهم برسمِ الحمى رســيمُ

فليتني كنت في المطــايا


أو خلفَ آثارهمْ أهـــيمُ

يا نازلينَ اللوى اليمــاني


هل عن أحبابنا علــومُ؟

ما حال ربعِ الفريقِ بعدي


وكيف الاطلالُ والرسـومُ

ياويحَ نفسي مضى زماني


ومزّقتْ عيشي الهمــومُ

وفرّق الموتُ أهــل ودّي


فلا صديقٌ ولا حمـــيمُ

والآن حان الرحيلُ مـنّي


وهذه الـــدارُ لا تدومُ

وما تزوّدتُ غــير ذنبٍ


عذابهُ دائمٌ ألـــــيمُ

أبارزُ الله بالخطــــايا


والله سبحانه حلــــيمُ

شيبٌ وعيبٌ وحمـلُ ذنبٍ


والذنبُ بعد المشيبِ شومُ