ريم البراري
20/04/2007, 10:12 AM
عكاظ
( الجمعة 02/04/1428هـ )
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2007/04/20/ww90-big.jpg
قبل ان اسوق خطواتي لزيارة مدينة الاخدود الاثرية في نجران تملكتني هواجس كثيرة عما يشاع ان هناك اشباحاً تغزو المدينة ليلاً علاوة على صرخات تنطلق من وحشة المكان تسبب الرهبة والخوف لكل من يزورها في الامسيات غير أنني نفضت غبار الخوف وعزمت على اقتحام هذه المدينة التاريخية من اجل مشاهدة حوار الاماكن في اسمى صورها
حتى تكون الزيارة مكتوبة بمداد المصداقية والتعرف على تفاصيل ودقائق الاخدود كان علينا اصطحاب المرشد السياحي هادي مهدي ال شليم احد منسوبي ادارة الآثار والمتاحف في منطقة نجران ليكون دليلي في هذه الرحلة وقبل الدخول الى بوابة المدينة شاهدت من بعيد القلعة والآثار الصامدة.
غابة الاراك
فور دخولنا من بوابة المدينة التاريخية اصطدمت اعيننا بحديقة لاشجار الاراك وقلعة كبيرة بعض اجزائها متهدمة وخلال لحظات شعرت كأنني اسير في دهليز التاريخ حيث شاهدت الكثير من الرسوم الحيوانية والنقوش على الجدران.
قصة الأخدود
وردت قصة اصحاب الاخدود في القرآن الكريم بسورة البروج حيث اقدم الملك ذو نواس وهو آخر ملوك الدولة الحميرية على حفر اخدود كبير جعل منه فرناً احرق فيه من رفضوا التخلي عن ديانتهم ومعتقداتهم في ذلك الزمن.
رحى الحبوب
كان الدليل السياحي يتمتع بمخزون كبير من الثقافة التاريخية حيث توجه بي الى موقع الرحى التي كانت تستخدم في طحن الحبوب وهي ذات حجم كبير وكانت تدار بواسطة البغال لكبر حجمها وبعد ذلك اتجهنا الى المسجد الذي تم اكتشافه في العام 1417هـ ويعود تاريخه الى القرن الاول الهجري.
وقال المرشد آل شليم ان وكالة الآثار والمتاحف قامت بجهود كبيرة في الكشف عن الآثار حيث تم اكتشاف مسجد شمال شرق القلعة وهو يعد اقدم مسجد في المنطقة ويعود تايخه الى القرن الاول الهجري.
لا اشباح ولا صراخ
ونحن نتجول بين آثار مدينة الاخدود سألت حارس المدينة محمد مفلح عما يشاع ان مدينة الاخدود بها اشباح تتجول بها ليلاً وان هناك اصواتاً وزعيقاً يسمعه الناس في ردهاتها في اخريات الليل وعند ذلك ضحك وقال ان هذه الشائعات مجرد خرافات يتناقلها الناس جيلاً بعد الآخر.
الأشباح خرافة
واضاف انه في كل ليلة عقب تناوله طعام العشاء يقوم بالتجول داخل المباني القديمة حيث لم يسبق ان شاهد شبحاً اوسمع صراخاً او صوتاً غريباً.
وتابع ان آثار الاخدود تشعر الزائر بالراحة النفسية.
حاضرة نجران
وقال حسين محمد احد السكان القدامى في نجران ان مدينة الاخدود الاثرية كانت تعتبر حاضرة نجران ومحطة للقوافل التجارية.
واضاف ان المدينة الاثرية مليئة بالعديد من القطع الاثرية منها الفخارية والحجرية والكتابات والرسوم الصخرية التي تتميز بالاشكال الغريبة.
واضاف انه عندما كان صغيراً كان يسمع عن مدينة الاخدود ولكن كان الوصول اليها في السابق صعباً حتى تمت سفلتة الطريق المؤدي اليها مما جعل الناس يذهبون لمشاهدة آثارها الصامدة في وجه تصاريف الزمن وفي موقع آخر تلتقي بمدير ادارة الآثار والمتاحف في منطقة نجران.
صالح محمد آل مريح والذي اوضح ان تاريخ القلعة في مدينة الاخدود يعود الى الفترة الممتدة من 500- 300 ميلادية.
واضاف ان القلعة عبارة عن مدينة متكاملة مستطيلة الشكل يحيط بها سور بطول 235 متر يمثل نظام تحصين كان معمولاً به في السنين الخوالي في الحضارات جنوب الجزيرة العربية.
واستطرد ان داخل سور المدينة تنتشر مجموعة كبيرة من المباني التي تتفاوت حالتها من حيث درجة تأثير عوامل التعرية والزمن وقواعد هذه المباني مشيدة من كتل حجرية ومنحوتة على شكل واجهات مستطيلة او مربعة باحجام مختلفة.
وفيما يتعلق بسكان مدينة الاخدود في الماضي قال ال مريح: كان سكانها من جنوب الجزيرة العربية ولا تختلف الوانهم وبشرتهم حسب كتب التاريخ عن القبائل الموجودة في الوقت الراهن. كما ان النقوش والكتابات تبين ملامح وطبيعة البشر الذين كانوا يستوطنون مدينة الاخدود وفيما يتعلق بالزوار الذين يرتادون هذه المدينة التاريخية قال: يبلغ زوارها شهرياً حوالى 3000 زائر واول ما يشاهده الزائر جداراً دائرياً مشيداً من الحجارة المربعة ومزيناً في الاعلى بشرفات تحيط بكامل المدينة.
وعن الخنادق التي اضرمت فيها النيران قال: سميت تلك الخنادق بالاخدود نسبة للحفرة التي احرق فيها الآلاف بواسطة الملك الحميري ولا زالت آثار الحريق باقية الى يومنا هذا في اجزاء من المدينة وعلى جدرانها. اضافة الى عظام البشر والحيوانات التي احرقت.
وفيما اذا كانت ادارة المتاحف تواجه أية معوقات في نواحي الحفر والتنقيب قال: سمو أمير منطقة نجران يدعم تطوير مدينة الاخدود الاثرية وحريص على تذليل كافة الصعاب التي تقف امام تطوير المدينة وكافة المواقع الاثرية في نجران.
( الجمعة 02/04/1428هـ )
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2007/04/20/ww90-big.jpg
قبل ان اسوق خطواتي لزيارة مدينة الاخدود الاثرية في نجران تملكتني هواجس كثيرة عما يشاع ان هناك اشباحاً تغزو المدينة ليلاً علاوة على صرخات تنطلق من وحشة المكان تسبب الرهبة والخوف لكل من يزورها في الامسيات غير أنني نفضت غبار الخوف وعزمت على اقتحام هذه المدينة التاريخية من اجل مشاهدة حوار الاماكن في اسمى صورها
حتى تكون الزيارة مكتوبة بمداد المصداقية والتعرف على تفاصيل ودقائق الاخدود كان علينا اصطحاب المرشد السياحي هادي مهدي ال شليم احد منسوبي ادارة الآثار والمتاحف في منطقة نجران ليكون دليلي في هذه الرحلة وقبل الدخول الى بوابة المدينة شاهدت من بعيد القلعة والآثار الصامدة.
غابة الاراك
فور دخولنا من بوابة المدينة التاريخية اصطدمت اعيننا بحديقة لاشجار الاراك وقلعة كبيرة بعض اجزائها متهدمة وخلال لحظات شعرت كأنني اسير في دهليز التاريخ حيث شاهدت الكثير من الرسوم الحيوانية والنقوش على الجدران.
قصة الأخدود
وردت قصة اصحاب الاخدود في القرآن الكريم بسورة البروج حيث اقدم الملك ذو نواس وهو آخر ملوك الدولة الحميرية على حفر اخدود كبير جعل منه فرناً احرق فيه من رفضوا التخلي عن ديانتهم ومعتقداتهم في ذلك الزمن.
رحى الحبوب
كان الدليل السياحي يتمتع بمخزون كبير من الثقافة التاريخية حيث توجه بي الى موقع الرحى التي كانت تستخدم في طحن الحبوب وهي ذات حجم كبير وكانت تدار بواسطة البغال لكبر حجمها وبعد ذلك اتجهنا الى المسجد الذي تم اكتشافه في العام 1417هـ ويعود تاريخه الى القرن الاول الهجري.
وقال المرشد آل شليم ان وكالة الآثار والمتاحف قامت بجهود كبيرة في الكشف عن الآثار حيث تم اكتشاف مسجد شمال شرق القلعة وهو يعد اقدم مسجد في المنطقة ويعود تايخه الى القرن الاول الهجري.
لا اشباح ولا صراخ
ونحن نتجول بين آثار مدينة الاخدود سألت حارس المدينة محمد مفلح عما يشاع ان مدينة الاخدود بها اشباح تتجول بها ليلاً وان هناك اصواتاً وزعيقاً يسمعه الناس في ردهاتها في اخريات الليل وعند ذلك ضحك وقال ان هذه الشائعات مجرد خرافات يتناقلها الناس جيلاً بعد الآخر.
الأشباح خرافة
واضاف انه في كل ليلة عقب تناوله طعام العشاء يقوم بالتجول داخل المباني القديمة حيث لم يسبق ان شاهد شبحاً اوسمع صراخاً او صوتاً غريباً.
وتابع ان آثار الاخدود تشعر الزائر بالراحة النفسية.
حاضرة نجران
وقال حسين محمد احد السكان القدامى في نجران ان مدينة الاخدود الاثرية كانت تعتبر حاضرة نجران ومحطة للقوافل التجارية.
واضاف ان المدينة الاثرية مليئة بالعديد من القطع الاثرية منها الفخارية والحجرية والكتابات والرسوم الصخرية التي تتميز بالاشكال الغريبة.
واضاف انه عندما كان صغيراً كان يسمع عن مدينة الاخدود ولكن كان الوصول اليها في السابق صعباً حتى تمت سفلتة الطريق المؤدي اليها مما جعل الناس يذهبون لمشاهدة آثارها الصامدة في وجه تصاريف الزمن وفي موقع آخر تلتقي بمدير ادارة الآثار والمتاحف في منطقة نجران.
صالح محمد آل مريح والذي اوضح ان تاريخ القلعة في مدينة الاخدود يعود الى الفترة الممتدة من 500- 300 ميلادية.
واضاف ان القلعة عبارة عن مدينة متكاملة مستطيلة الشكل يحيط بها سور بطول 235 متر يمثل نظام تحصين كان معمولاً به في السنين الخوالي في الحضارات جنوب الجزيرة العربية.
واستطرد ان داخل سور المدينة تنتشر مجموعة كبيرة من المباني التي تتفاوت حالتها من حيث درجة تأثير عوامل التعرية والزمن وقواعد هذه المباني مشيدة من كتل حجرية ومنحوتة على شكل واجهات مستطيلة او مربعة باحجام مختلفة.
وفيما يتعلق بسكان مدينة الاخدود في الماضي قال ال مريح: كان سكانها من جنوب الجزيرة العربية ولا تختلف الوانهم وبشرتهم حسب كتب التاريخ عن القبائل الموجودة في الوقت الراهن. كما ان النقوش والكتابات تبين ملامح وطبيعة البشر الذين كانوا يستوطنون مدينة الاخدود وفيما يتعلق بالزوار الذين يرتادون هذه المدينة التاريخية قال: يبلغ زوارها شهرياً حوالى 3000 زائر واول ما يشاهده الزائر جداراً دائرياً مشيداً من الحجارة المربعة ومزيناً في الاعلى بشرفات تحيط بكامل المدينة.
وعن الخنادق التي اضرمت فيها النيران قال: سميت تلك الخنادق بالاخدود نسبة للحفرة التي احرق فيها الآلاف بواسطة الملك الحميري ولا زالت آثار الحريق باقية الى يومنا هذا في اجزاء من المدينة وعلى جدرانها. اضافة الى عظام البشر والحيوانات التي احرقت.
وفيما اذا كانت ادارة المتاحف تواجه أية معوقات في نواحي الحفر والتنقيب قال: سمو أمير منطقة نجران يدعم تطوير مدينة الاخدود الاثرية وحريص على تذليل كافة الصعاب التي تقف امام تطوير المدينة وكافة المواقع الاثرية في نجران.