المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الحلقة الخامسة ) التصوير الرقمي بالأشعة تحت الحمراء



علي الشايع
10/05/2007, 10:53 PM
التصوير الرقمي بالأشعة تحت الحمراء


عين الإنسان المجردة يمكنها تمييز الموجات الضوئية ذات الأطوال الواقعة في المجال من 400 ولغاية 650 نانومتر. ولمشاهدة العالم من خلال الأشعة الغير مرئية بالعين المجردة تم ابتكار أفلام خاصة تدعى أفلام الأشعة تحت الحمراء. هذه الأفلام تملك حساسية للأشعة الضوئية ذات الأطوال من 700 نانومتر وأكثر. وهو جزء الطيف المعروف بالأمواج الضوئية تحت الحمراء.


http://www.mekshat.com/pix/upload/images35/mk21958_a.jpg

أفلام الأشعة تحت الحمراء تملك استخدامات في المجالات العلمية والأغراض العسكرية، ولكن براعة بعض المصورين وخيالهم الواسع جلبها إلى مضمار التصوير الفني. فالتحريف (التشويه) الكامل لخاصية النقل اللوني الطبيعي يمنح الصور مزاجاً خيالياً ويخرجها من الحالة النمطية.
عند التصوير الملون، تكتسب المواضيع تلوناً غير عادياً عندما تقوم بعكس الأشعة تحت الحمراء. وفي حالة التصوير بالأبيض والأسود فإن المواضيع تشكل تدرجات رمادية مغايرة لما نعرفها. على سبيل المثال، أوراق الشجر والأعشاب تصبح بيضاء عند عكسها للأشعة تحت الحمراء، في حين تكتسي السماء باللون الأسود الداكن. وفي حال وجود بعض الغيوم يتشكل تباين دراماتيكي فريد.

لا تهدف هذه المقالة إلى شرح التصوير بافلام الأشعة تحت الحمراء بشكل تفصيلي، إنما سوف تتناول مسألة أكثر سهولة وقليلة المنغصات وأقصد بذلك التصوير الرقمي بالأشعة تحت الحمراء.
http://www.mekshat.com/pix/upload/images35/mk21958_a1.jpg
في البداية، أرجو أن يكون واضحاً للقراء أن جودة الصور التي نحصل عليها باستخدام التصوير الرقمي لا تجاري تلك الصور التي نحصل عليها بالطرق التقليدية، أي باستخدام أفلام الأشعة تحت الحمراء. وبالتالي ليس من العدل عقد مقارنة بين نتائج الطريقة الرقمية والتقليدية، بل التعامل مع هذه النتائج كل على حدة وفي عالمه الخاص.


لعل معظم المصورين يجهلون إحدى الخصائص المثيرة لرقاقة الكاميرا الرقمية وهي إمكانية التصوير في مجال الأشعة تحت الحمراء. ويمكن القول وبدقة كبيرة أن معظم الكاميرات الرقمية تملك هذه الخاصية، وإن كانت الشركات الصانعة تتجنب الحديث عنها أو التطرق إليها في الكتيبات. ولعل ذلك يعود إلى أن هذه الخاصية التي تمنحنا إمكانيات إضافية من جهة، يمكن أن تشكل نقطة ضعف من جهة أخرى. حيث أن إلتقاط الأشعة تحت الحمراء يمكن أن يؤثر على جودة الصورة العادية بزيادة مستوى التشويش (noise).

http://www.mekshat.com/pix/upload/images35/mk21958_a2.jpg
لا يسعني في هذه المقالة تعداد الكاميرات الرقمية التي تدعم خاصية التصوير بالأشعة تحت الحمراء، وإن كنت على سبيل المثال، قد تأكدت من توفرها في كاميرا Nikon 990. وبإمكان كل مصور فحص كاميرته بطريق بسيطة وسهلة جداً وتتلخص في توجيه أداة التحكم عن بعد لجهاز التلفاز (Remote Control) بإتجاه عدسة الكاميرا، فإذا ظهرت نقطة مضيئة على الشاشة الخلفية للكاميرا (LCD) فهذا معناه أن الكاميرا حساسة للأشعة تحت الحمراء. (من المعروف أن معظم أجهزة التحكم عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء).


التجهيزات الضرورية :

للشروع في هذه التجربة المثيرة يلزمكم الحصول على إضافة وحيدة إلى جانب الكاميرا الرقمية وهي مرشح الأشعة تحت الحمراء. إن جميع منتجي المرشحات بلا استثناء يملكون هذا المرشح في مجموعتهم. وعلى سبيل المثال، إذا كنتم تسعون إلى تأثير خفيف، يمكن استعمال مرشح أحمر داكن من المجموعة التالية: B+W 091 أو Heliopan 29 أو Kodak wratten 29 . وفي حال كنتم تطمحون إلى الحصول على تأثير كبير فأنصحكم باستعمال مرشحات الأشعة تحت الحمراء المانعة لنفاذ الأشعة المرئية وبالتحديد واحد من المرشحات التالية: Ilford SFX أو B+W 092 أو Heliopan RG695 أو Hoya R72 أو Kodak wratten 89B . ولا تنسوا إختيار المرشح ذو القطر المناسب لقطر العدسة. أما إذا تعذر ذلك فلا بأس من صنع حلقة توصيل يدوية من الكرتون المقوى ما بين المرشح ومقدمة العدسة.


http://www.mekshat.com/pix/upload/images35/mk21958_a3.jpg


إرشــادات فـنيـــة :

بما أن استعمال المرشحات يؤثر في معظم الأحيان على قيمة التعريض، لذا أنصح باستخدام الكاميرا في نظام التعريض الأوتوماتيكي، حيث أن هذا النظام سوف يعالج إختلالات التعريض الناتجة عن استخدام المرشحات. ولمن يفضل استعمال الكاميرا في نظام التعريض اليدوي أنصح بزيادة قيمة التعريض بمعدل 4-5 وقفات (5EV+). كذلك سوف تلاحظون أن ضبط التركيز البؤري في حالة التصوير بالأشعة تحت الحمراء يختلف عن التصوير في الأحوال العادية، لذا ومن أجل الحصول على صورة مضبوطة التركيز ينبغي تضييق فتحة العدسة إلى أبعد حد.

إستعمال فتحة عدسة ضيقة جداً وزيادة التعريض بمعدل 5 وقفات يعني أننا مضطرون لإستخدام سرعة غالق بطيئة وهذا سوف يقودنا بدوره إلى ضرورة استعمال ركيزة لتثبيت الكاميرا.

كذلك فإن الصور التي نحصل عليها سوف تعاني من نسبة ضوضاء (noise) عالية جداً، خاصة في قناة اللون الأزرق. لذا من الضروري معالجة كل صورة بواسطة برنامج الفوتوشوب.

وللحصول على مزيد من الإثارة مع زيادة حدة البروز (Sharpness) أنصح بتركيب صورتين للمشهد في صورة واحدة: واحدة بالأشعة تحت الحمراء والأخرى- بالتصوير العادي.

ولعل في هذه المقالة كل ما يحتاجه المصور للشروع باستخدام التقنية الجديدة- التصوير الرقمي بالأشعة تحت الحمراء. ولم يتبقى سوى حمل الكاميرا والذهاب في رحلة بحث عن مشاهد ذات طبيعة بصرية أخاذة تصلح لممارسة هذه التقنية الجديدة.