غاص مع اصحابه فعلم ان الغوص (غربلة وتعب وخوف ومخاطره)
انه رجل يسمع عن الغوص ومغامراته ومتعته ولذة مهاراته وكلما استمع الي احاديث الغوص ازداد شوقا لمعرفة المزيد عنه ودب الحماس في جنباته لدخول عالمه ومعرفة المزيد عنه...........ولأن الرجل لديه المقومات الكاملة للدخول في هذا العالم(الصحة والمال والذكاء) قرر أن يمارس هذه الهواية لكن للأسف كان الطريق الذي سلكه تحت ضغط المجامله والتساهل خاطئأ خاطئا فقد كان أول نزول له لعالم الأعماق عن طريق زميل(محترف)لكنه ليس مدربا........أحضر له زميله المعدات واصطحبه الي البحر العميق وأنزله (للتدريب والمتعة) لكن الرجل لم يكن يشعر بالراحة ولأطمئنان وكان يتسائل وهو في الأعماق (أين المتعة التي يتغنون بها والتي يتحدثون عنها لاأرى من ذلك شيئأ البته) كان همه الأول والأخير انهاء الغوصة والصعود الي السطح (فالقلب غير مرتاح والأذن تعاني ضغطا غيرمسل والنظارة الرؤية بها غير واضحة والماء يتسلل الي الأنف مما يجعل الحال لايطاق).........ونتهت الغوصة بسلام وتمنى أن يقابل من يتحدثون عن الغوص في المجالس ليسمعهم(كلاما صعبا يخترق قلوبهم ويؤذي أسماعهم حتى يتوقفون تماما عن الغناء بالغوص ومتعته).............وكان له ذلك ووقف بالمرصاد لكل من يحاول الترويج لعالم الغوص ويدعي انه رياضة ممتعه بل وتجاوز الأمر الي أن اتهمهم بالكذب على الناس بداعي المكسب غير المشروع............ومضت الأيام والشهور حتى أقنعه بعض (المقربين لديه) بالدخول في دورة(غوص)مع مدرب جيد ويكون بذلك قد طرق الباب الصحيح نحو معرفة (الصدق من الكذب حول هذا العالم المجهول............وفعلا دخل دورة الغوص (وأشبعه المدرب محاضرات حتى ظن الرجل الثري أنه قد عرف كل شيء عن عالم الغوص وفنونه.........وجاء وقت نزول المسبح والتدريب...........(وتم النزول وتطبيق المهارات المطلوب تعلمها وأجادتها).........وانتهى الدرس الأول وذهب الرجل الي بيته عاقدا العزم على ان لايعود للدورة مرة اخرى(وعرف ان عالم الغوص كذبة كبيرة روج لها اصحابها للضحك على الذقون كما قال).........وفعلا لم يعد لأكمال دورته (يلعن الغوص وأهله ومدربيه)..........ومضت الأيام والشهور........وذات يوم كان هذا الرجل(الثري)مدعو على وليمة على شاطيء هاديء وصحبة طيبة وكان في المجلس بعض الغرباء....وكعادة الناس في مثل هذه الاوقات (الشاطئية) يتحدثون عن الاسماك والصيد والقروش....الخ.
وكان الرجل (الثري) يستمع واحيانا يتبادل الاحاديث حول هذه الأمور وكان هادئا جدا حتى تطرقوا الي الغوص ومتعته(فما كان منه الا أن هاج وماج وأخذ يكيل لهم بالكلمات الموجعة والتي لاتسر الغواصين ولاتفرحهم).........وكان من بين الحضورمدرب غوص(هاديء الطباع كثير الأستماع قليل الكلام فيما لا يعنيه أو يخصه)........ومع حدة النقاش بين المؤيد للغوص والمعارض له....تدخل أحد الحضورقائلا ياأخوان كان المفترض أن لانتحدث عن الغوص بسلب أو ايجاب بحضور احد ضيوفنا وأشاربيده الي المدرب(الصامت) والذي يجب ان يدلي بدوله وأظنه هو المعني بالدفاع عن الغواصين أكثر من غيره....وتحدث المدرب عن الغوص ومتعته بكلام جميل جعل الجميع يصغون بحرص شديد لحديثه ثم التفت الي(الثري)المهتاج قائلا(انني اتفهم وجهة نظرك بعد سماع قصتك كاملة لكنني ادعوك وامام هذا الجمع الغفير ان تتفضل غدا صباحا بالنزول معي في غوصة ليست تدريبيه وانما سأطلق عليها الأثبات القاطع والدليل الساطع على أن الغوص فن راقي ومتعة لا تقدر بثمن وعلم محترم فاءن لم استطيع تغيير وجهة نظرك من خلال هذه الغوصة فليشهد كل من حضر مجلسنا أنني سألقي بجميع بطاقاتي في البحر ولا أعود اليه مرة أخرى)...تلك الكلمات ألهبت حماس(الثري) وأعطته طاقة كبيرة للمحاولة(الثالثة)بعدما رأى من المدرب(الصامت)ثقة كبيرة وروح تحدي لاتصدر الا من رجل يعلم مايقول...........ومضت الليلة وظهرت شمس الصباح......والتقى (الثري والصامت)في غوصة(مليئة بالمتناقضات والتحديات)......وأعطى المدرب له تعليماته وساعده في ارتداء معداته.........وانطلقا نحو الاعماق.....كان (الثري) في لحظات ساحرة كما قال لاحقا......مدرب متمكن هاديء واسماك بديعة وروح مداعبة من المدرب واعطاء تعليمات بطريقة(أذهلت الثري) ومياه صافية والوان زاهية...........وانتهت الغوصة بسلام.......أخذ (الصامت) يخلع معداته بجانب سيارته...بينما(الثري)يخلع بدلة الغوص(خلف مؤخرة سيارته).........والصمت سيدالموقف........وضع المدرب(منشفة على رأسه بينما جسمه العلوي مازال عاريا) وذهب للثري الذي (يصب على رأسه من جالون ماء نقي لأزالة الملح من فوق ذلك الرأس الذي به صلع من مقدمة الجبهة)........وقال له (كيف وجدت الأمر ياصاحبي؟)...فنظر اليه(الثري) وقال مبتسما(الله يوفقك ياكابتن هذه المتعة ولا بلاش تكفى نبي وحدة ثانية اذا مافي احراج)......فتبسم(الصامت)وقال ابشر لكن هل أرمي بطاقاتي في البحر أم احتفظ بها؟؟ فقال الثري بوجه حزين(الله يسامح الذين كرهونا بالغوص فأنا الآن مفتون به ومثلك لايرمي بطاقاته بل نعتز بخوته وتعليمه).....ونزلا غوصة اخرى كان للصيد فيها نصيب ........وخرجا(والثري) لايكاد يصدق ماترى عينه من متعة وجمال واوقات غالية ثمينة........وركب الصامت(سيارته) وودع (الثري) على ان يلتيقيا ذات يوم.....وفي منتصف الطريق وهو يقود سيارته يصل اتصال (للصامت) من جواله فينظر واذا به (الثري).....وداربينهما هذا الحوار...
الصامت-اهلا يأبا فلان
الثري- عذرا على الازعاج ياكابتن لكن احببت ان اسئلك عن امكانية الحصول معك على دورة غوص
الصامت-نعم ممكن ويشرفني.... متى ترغبها؟
الثري- من اليوم اذا لاتمانع
الصامت- عذرا فلدي سفر وارتباطات
الثري- سأدفع ماتريد ياكابتن واجعلها دورة(خاصة) ولايردك الا لسانك
الصامت -ههههه اطلب عشرين الف.... موافق؟؟
الثري-ابشر ورخيصة تعتبرمع شرواك ...هكذا قالها
الصامت-هههه والله مايندفع ريال واحد لهذه الدوره
الثري-لاوالله هذا حقك مايصير.....الخ
الصامت-هذا شرطي اذا تريد الدورة والا الوجه من الوجه ابيض
الثري- لاحول ولاقوة الا بالله مادري ماذا اقول
الصامت-أذن نبدأ اليوم وغدا .....واذا نقص شيء نكمله بعد اسبوعين
الثري- الله يوفقك
واصبح الثري غواصا(متمكنا) الغوص بالنسبة اليه أغلى من أي شيء آخر واصبح يقضي اجازاته داخل البلاد يمارس هواية الغوص بعد أن كان كثير الترحال والسفر............وأصبحا صديقان(متقاربان)وامضيا أياما جميلة واوقاتا ممتعة يصعب نسيانها.........................وقال السرالكبير لأحبابه من أهل مكشات(ان متعة الغوص تكمن في الارتياح له واتقان فنونه وتعلمه على يد من هم أهل له وأحق به............وأن الغوص اخلاق وتواضع وثقة بالنفس.........وان اكتساب معرفة الرجال لاتقدر بأثمان........وكن طيب النفس رفيع الأخلاق يحبك الناس وتجد لذلك فرحة في قلبك تطرب لها نفسك وتسعد بها في حياتك ومماتك............واحصل على دورتك كما يجب فاءن وجدت انك(تحب البحر)فاعلم ان مدربك رجلا(مبدع).......وان رايت انك(تخاف البحرولايطربك الغوص فيه)فاعلم انك اضعت وقتك ومالك واطلب العوض من الله...........وقال السرالكبير(مازال الثري يمارس الغوص ويدفع به الغالي والنفيس وسبحان مغير الاحوال.........وهنا انتهت زبدة الكلام..........والسلام