حادث سير(مريع).........والسيدة(التي لقنتني درسا في الحياة)
الساعة الثامنه مساء (ومازلت في الفندق)......ننتظر وصاحبي اصدقائنا(اللذين سيصطحبوننا الي مطعم خاص للماكولات العربيه)........نسمع رنين الهاتف(انه الأستقبال)يخبرنا بوصولهم.............نزلنا.......وأذا هم(خمسة اشخاص).........سلمنا عليهم (وتعارفنا بمن لم نكن رأيناهم قبلا)........ثم انطلقنا........وفي الطريق وبينما نحن نسيرعلى اقدامنا...........سيارة مسرعة(تصطدم وتضرب بقوة سائق (دراجة ناريه)...............صوت الضربة(مفزع ومؤلم جدا)...........تقف حركة السير......يجتمع الناس حول(سائق الدراجة).......أردنا الذهاب والمشاهدة(لكن نصحنا الاصدقاء بعدم الذهاب خوفا من منظر مفزع)........فقررنا الأنصراف وشأننا....وفجأة.........سمعنا اصوات الناس وصياح وبعضهم (يضع يده على رأسه منصرفا)........تركت اصحابي وهرولت مسرعا نحو(الحادثه)........فتبعني الأصحاب مهرولين ايضا........وصلت الموقع.....وأذا رجلا ملقى على الأرض على وجهه (والدماء تحيط به من كل مكان).......ولكن الرجل يتحرك(بقدميه يرفس بهما كما الكبش الذبيح وحركة بسيطة يحاول بها تحريك رأسه ونظرت حولي(فشاهدت رجال شرطة ينظرون اليه وأناس يلتفون حوله بشكل دائري لكن لاأحد يتقدم اليه........وبعد دقيقة تقريبا (رأيت الرجل المصاب تتشنج يداه بينما __يـأن بونين لايكاد يسمع .......ثم يرفس بقدميه ثانيه......نظرت حولي (مندهشا)من رجال الشرطة الواقفين.........وبسرعة انطلقت نحو الرجل وأمسكت برأسه(المتقطردما)......وأذا برجال الشرطة(يمسكون بي)...........ويبعدونني عنه(أخبرتهم انني استطيع مساعدته..لكنهم رفضوا......اخرجت لهم(بطاقتي).....وأخبرتهم بمضمونها(بصوت مرتفع)....وبأنني (رجل انقاذ وأستجابة سريعة للطواريء).......لكنهم (اصرواعلى عدم أقترابي)......حاولت مجادلتهم(بغضب)......فتوعدوني(بأنهم سيضطرون الي توجيه تهمه(أعاقة عمل رجال الشرطة)........تقدم ألي (احد اصدقائنا)وجذبني (قائلا).....هذه قوانين البلاد(ولن يفيدك الجدال وقد تقدم الي المحاكمة وتفسد رحلتك)..........حينها رأيت انه من الحكمة(الأنسحاب)..وأنا على يقين(انني فعلت مابوسعي)......نظرت الي الشاب الملطخ بالدماء(فأذا هو بلا حراك).....ويبدو انه قضى(نحبه وانتهت حياته)........غادرت(حزينا)......وأكملت ليلتي.......وعدت الي(الفندق)...........منتظرا يوما جديدا.........يتخلله غوصة(مع مجموعة طلبة اوبن ووتر_غواص مبتديء_)برفقة مدربيهم(وكانت غوصتهم الرابعة)...........انطلقنا الي(المنتجع).......وأخذت اراقب كل ماحولي.......مجموعة من الطلبة يتحدثون مع بعضهم.......وأخرون تراهم يلتفون حول مدربهم.......وأخرون يجهزون معداتهم...........كان جوا مفعم بالحيويه والنشاط.........انطلقنا نحو الغوصة.........وكانت المسافة من حمل الأسطوانه حتى النزول الي البحر مسافة(40 مترا)يضطر الغواص حمل اسطوانته حتى يصل موقعه المطلوب............حملت اسطوانتي وانطلقت.........نظرت حولي وأذا بجانبي(سيدة عجوزا انحنى ظهرها وتجعد وجهها تظهر_شرايين يديها نتيجة نحفها الشديد).........وللأسف اطلت النظر اليها دون ان(ألاحظ)مما جعلها تبتسم لي... فتبسمت لها خجلا(ومضيت).............نزلنا الأعماق(كان العدد كبيرا).....حاولنا الأبتعاد قليلا عن الطلبة(لعدم الأزعاج)......بينما اراقب عن بعد(كان منظر الطلبة جميل جدا)وهم يلتفون حول مدربيهم (يتابعونهم في كل شيء)........حتى ظننت لو ان المدرب(حك انفه اورأسه)لتابعه الطالب في ذلك...........انها علاقة(الحب والثقة من الطالب لمدربه الذي سلمه الطالب حياته ومستقبله ووضعهما بين يديه)........فهل ياترى الايستحق الطالب (ان يعطى دورة طيبه ويواجه اهتماما كبيرا من مدربه)؟؟؟.......سؤال يطرح للمدربين...........
في ذلك(الجوالمفعم بالعواطف الجياشه) كنت ابحث عن (عجوزي الجميلة)...........كيف هو طفوها؟ ولياقتها؟كيف ثقتهابنفسها؟..........كيف وكيف وكيف.........أسئلة وبحث(لم يكن ضمن مخططاتي)......نعم كنت محظوظا جدا........أخذت ابحث عنهاوسط كم كبير من الغواصين............واعجوزاه .....واعجوزاه........واخيرا وجدتها..........عرفتها من (قفاها).......ونحول ساقيها........وشعيرات تدلت حول اذنيها................وأخذت اراقبها من بعيد دون ان تشعر(بوجودي).............كانت غواصة(ماهره) بل قل(عبقريه)........كأنها (حية رقطاء).......تنساب بين كثبان من الرمال...او قل......كأنها سمكة الأنقليس(الشاقة) تغادر جحرها لتنطلق الي اخر ثم اخر ممزقة جزيئات الماء(برقصة انفعوانيه تسر الناظرين)........................انتهت الغوصة.....................واصبحنا على الشاطيء تناولنا(الشاي والقهوة).........وأخذت ابحث عنها مجددا.........ونعم وجدتها جالسة على احد الكراسي وحدها.........بيدها كوبا من ماء وبجانبها منشفة(زرقاء).وضعت عليها نظارتها ...............ذهبت اليها مباشرة(والقيت عليها التحيه).......وابتسمت في وجهي ......أخذت كرسيا وجلست(مباشرة امامها)........واستسمحتها(بطرح بعض الأسئلة عليها.......فأجابت (بكل رحب وسعه)......فعلمت أنها(ألمانيه).......وأن عمرها تجاوز السبعون عاما.......عرفتها بنفسي(وكم كانت فرحتها عندما عرفت انني مدربا للغوص)...........كانت شديدة الأدب في حديثها......(سئلتني عن بعض الأسئله بما يخص امراض القولون العصبي وعن أغمائات امراض السكر)فأجبتها وشكرتني بطريقة (وكأنني وهبتها الدنيا ومافيها)سبحان الله العظيم ......وبعد حديث طويل عن الغوص وعالمه.......سئلتني (كم عمرك؟ فأخبرتها........فتبسمت وقالت....مازلت صغيرا.....فقلت لها مازحا(عسى ان يتقبلنا الله عند موتنا).......نظرت الي بدهشة وقالت كيف تقول ذلك؟......واسترسلت مسرعة قائلة(انظر الي فما دمت اخرج(بضم الألف)الهواء زفيرا وأستقبله شهيقا فأنني مازلت على قيد الحياة وسأعيش هذه الدنيا واتعلم وأستفيد حتى يتوقف الزفير والشهيق)..............صفقت لها ووقفت على قدمي قائلا لها(لقد لقنتني درسا في الحياة لن يمحى من ذاكرتي ماحييت)........وودعتها مبتسما وانصرفت............وعرفت حينها (لماذا كانت هذة المرأة تغوص حتى ذلك السن ولماذا كانت مبدعة وقوية وصبورة.......
وجالت في خاطري احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث أمته على العمل والتوبه والاصلاح والعلم مادام يتنفس في هذه الدنيا........وتمنيت لو انني استطيع ان اقابل هذة السيدة مرة اخرى لأخبرها(ان الله واحدا لاولد له وأن محمداعليه الصلاة والسلام خاتم النبيين والمرسلين.........لعلها تنجو ويختم لها بخير.......كانت أمنية ورحمة.....وعسى الله ان ييسر فتحا قريبا (بالعلم والمحبة والرحمة يصل بها الأسلام مشارق الأرض ومغاربها).......________________________ وفي الحلقة القادمة (القرش الأبيض العظيم).......ولكن.......................اخوكم السرالكبير