كانت العــرب تخطب بالمخاصــر , وتعتمــد على الارض بالقسي , وتشير بالعصي والقنا ....حتى كانت المخاصـر لاتفارق ايدي المــلوك والامــراء في مجالســها ,
قال الشـــــــــاعــر :
فـي كفـه خيزران ريحهــا عبق ***** بكف اروع فـي عرنينـه شـمم
ممــا ســـبق يتبين ان حــديثنا ســيكون عــــن العصـــا ............
هل هي من الكماليات ؟؟
ام هي من الاسـاسيات ؟؟
يغفل كثير من الناس وخاصــةً اهل المغامرات البريه عن شىء اساسي واداة رئيسيه
الا وهي العــــصا ,,,,,,,,,,,,,,,
انا هنا اريد ان اوجــز عن اهمية العصـــا .....
والذي دعاني لذلك ....مما اراه من اهمال هـــذه الاداة المهمه في كثير من المواطن .... وتأتي بل تزداد اهميتها في المناطق البريه والســـفر عموماً ......
وبعض اهل الخليج وخاصــةً عمان ...مازالوا يستخدمونها ....ولكن بنوعيه مدنيه ناعمه من الخيزران ...وهي لديهم من الكماليات ......و قد حملوها في الحضر بسبب عادة حملها في السفــر , وحملوها في المدر بسبب حملها في الوبر ......
قال الله تعالى ..
(وماتلك بيمينك ياموسى * قال هي عصاي اتوكؤا عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مـئـارب اخرى )
قال جرير الخطفي في حمل القناة (وهي العـــصا ):
مــن للقناة اذا ماعي قائلها ***** ام للاعنـة ياعــمرو بن عمـــار
وقال جندل الطهــوي :
حتى اذا دارت رحى لاتجــري ***** صاحت عصي من قنا وســدر
وقال اخــر :
ما للفـرزدق من عـز يلوذبه ***** الابني العــم في ايديهـم الخشب
قال الشــرقي .....
خرجت من المـوصل وانا اريد الرقه مستخفياً وانا شاب خفيف الحـال فصبحني مـن اهل الجزيرة ما رأيت بعـده مثله ...فذكر انه تغلبي من ولد عمرو بن كلثوم ...ومعه مـزود وركـوةً وعـصا ,,, فرأيته لا يفارق عـصاه وطالت ملازمته لهـا ...
فكدت مـن الغيظ عليه أرمي بها في بعض الاوديه ,,, فكنا نمشي فإذا اصبنا دواب ركبناها وإذا لم نصب الدواب مشينا ...
فقلت له في شــأن عــصاه , فقال لي : ان موسى بن عمران عليه وعلى نبينا الســلام حين آنــس من جانب الطور ناراً واراد الاقتباس لأهله منها لم يأت النار من مقدار تلك المســافه إلا ومعه عصـاه , فلما صار بالوادي المقدس من البقعة المباركه قيل له
ألق عصــاك واخلع نعليك , فرمى نعليه راغباً عنهما حين نزه الله ذلك الموضع عن الجلد غير الذكي , وجعل الله جماع امــره من أعاجيبه وبراهينه في عـصاه ,
ثم كلمه من جوف شجـرة ولم يكلمه من جوف انســـان ولا جان ....
يقول الشــرقي ...انه يكثر من ذلك وإني لاضحك متهاوناً بما يقول ......
فلما برزنا على حمارينا تخلف المكاري فكان حماره يمشي فإذا تلكأ اكرهه بالعصــا ,وكان حماري لا ينساق وأعلم انه ليس بيدي شي اجبر حماري بها ,
فسبقني الفتى الى المنزل فاستراح واراح , ولم اقــدر على البراح , حتى وافاني المكاري فقلت : هـــذه واحــده .
فلما اردنا الخروج من الغد لم نقدر على شيء نركبه , فكنا نمشي , فإذا أعيا توكأ على العـصا , وربما احفر ووضع العصا على وجه الارض فأعتمد عليها ومــر كأنه ســهم , والح حتى انتهينا الى المنزل وقـد تفسخت من الكلال , وإذا فيه فضل كبير ,
فقلت وهـــذه ثانيه .
فلما كان اليوم الثالث ...ونحن نمشي في ارض ذات صدوع إذ هجمنا على حيه منكــره فناوشتنا فلم تكن عندي حيله ....الا ....خذلانه ..وإســـلامه اليها ....والهــرب منها , فضربها بالعصا , فثقلت فلما بهشت له ورفعت صدرها ضربها حتى اتعبها ثم ضربها حتى قتلها ....قلت هــذه ثالثه .
فلما كان اليوم الرابع والله قرمت (اشتهيت) اللحــم , وأنا هارب معــدم , إذا ارنب قــد اعترضت فضربه بالعصا فما شعرت والله الا وهي معلقه وأدركنا ذكاتها ,
فقلت وهــذه رابعه .
وأقبلت عليه وقلت له لو ان عندنا ناراً , فأخرج عويداً من مزودته ثم حكه بالعصا فأوردت إبراءاً , ثم جمع ماقدر عليه من الغثاء والحشيش وأوقد ناره وألقى الارنب في جوفها , ثم اخرجناها وقــد لزق بها من الرماد والتراب مانغصها إلي , فعلقها بيده اليسرى ثم ضرب بالعصا على جنوبها وأعراضها ضرباً رقيقاً حتى انتثر كل شيء عليها , فأكلناها وســكن القرم وطابت النفس ....فقلت وهــذه خامســـه .
ثم إنا نزلنا ببعض الخانات وإذا البيوت ملأى روثاً وتراباً , ونزلنا بعقب جند وخراب متقدم , فلم نجد موضعاً نظل فيه , فنظـر الى حديده مسحاة مطروحــة في الدار فأخذها فجعل العصا نصاباً لها , ثم قام فجر جميع ذلك الروث والتراب وجرد الارض بها جرداً حتى ظهر بياضها وطابت ريحها ......فقلت وهــذه سادسه .
على أي حال لم تطب نفسي أن اضع طعامي وثيابي على تلك الارض , فنزع والله العصا من حديدة المسحاة فوتدها على الحائط وعلق ثيابي عليه ...... فقلت وهـــذه ســابعه .
فلما صرنا الى مفرق الطرق وأردت مفارقته اخبرته بالذي احصيته من خصال العصا بعد ان كنت هممت أن أرمي بها , فقال : والله لوحدثتك عن مناقب نفع العصــا إلى الصبح لمـــا استنفدتها .أ.هـ
صــدق , إن مناقب حمل العــصا لايمكن أن تحصى ,
ولكــن من الممكن ذكــر بعض الفــوائد :
- يستخدمها كبار الســـن كما استخدمها سليمان عليه الســـلام للتوكؤ عليها .
- استخدامها من قبل الخطباء ســنه (حيث فعل ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وســـلم ) وقــد رأيت كثير من الخطباء رغـــم انهم شباب يستخــدم العصــا على المنبر فقط .
- استخدامها في الصعــود من قبل الشباب على التلال الرمليه .
- وايضاً حتى الجبال الصخـــريه .
- استخدامها كدليل للبحث تحت الاحجار وذلك حتى يتجنب الانسان لسعات الهـــوام .
ولكــن هل كل انواع العصي مرغــوبه ..... وما هــو الافضل ... وكيف نفرق بينها ...
عموماً نختصر الحديث بأن افضل انواع العصي هــو ماكان مــن الخيزران بقــطر 1 انش تقريباً ....ويجب ان لايزيد طولها عن خاصرة الرجل نفســه حيث تختلف المقاســـات من شخص الى اخـــر ...واي زيادة قــد تتعب الشخص ..ولا يحصل الغرض المرجو .........
هذه بالنسبه للعصا البريه والتي يحتاجها الشخص في البر .....
ولكن العصا المدنيه ...كالتي يستخدمها اهـــل عمان ... فهــذه لا تسمن ولا تغني من جوع (في المــدن ولكن الرعاة يستفيدوا من هذه النوعيه بل احياناً لايستغنوا عنها) حيث لايزيد قطرها عن 1 ســم وهي مــرنه جــداً وقــد تكون اغلى من ناحية السعر ولكن هـــذا ليس دليل ...وهـــذا النوع من الكماليات (ان جاز التعبير) ويستخدمها البعض من العاده فقط كما نستخدم المسبحـــه .........
وللعصـــا اســـماء كثيره ورد بعضها في القرآن الكــريم والســنه النبويه ...مثل العصــا , المخصره قال الشـــاعــر :
إذا قرعـــوا المنابر ثم خطــوا ***** بأطــراف المخاصــر كالغصــاب
وايضأ من الاسمـــاء القناة قال الشــــاعــر :
إني امــرؤ لاتخطاه الــرفاق ولا ***** جدب الخــوان إذا ماستثنى المــرق
صلب الحيازيم لا هذر الكلام إذا ***** هـــز القناة ولا مستعجل زهـــــــق
وايضاً من الاسمــاء المنســأة قال الله تعالى :
(فلما قضينا عليه المــوت مادلهــم على موته الا دابة الارض تأكل منســأته )...الآيـه
وقال الشــــاعــر :
إذا دببت على المنســـاة من كبر ***** فقـد تباعـد عنك اللهــو و الغــزل
وهناك اســـماء اخرى لست بصــددها الان حتى لايتطور المقال ..........
وختـامـاً هــذه طــرفه ورد فيها ذكــر العصــا ,
دخل الحكم بن عبدل الأســدي وهــو اعرج على عبد الحميد بن عبدالرحمـن بن زيد بن الخطاب , وهــو امير الكوفه وكان اعــرج , وكان صاحب شــرطته اعــرج , فقال ابن عبدل :
ألق العصــا ودع التخادع والتمس ***** عملاً فهذي دولة العرجان
لأمــيرنا وأميـر شــرطتنــا معـــا ***** لكليهمـا ياقـومنـا رجــلان
فـإذا يكـــون أميــرنا ووزيــرنـــا ***** وأنــا فإن الرابع الشيطان
عمــوماً اخي الكريم ......هــذه خاطــره كتبتها نتيجة ملازمتي للبيت اثر الانفلونزا التي حرمتني الخروج ...منذ امــس الجمعــه (أســـأل الله للجميع العافيه)....
فإذا كان الصواب حليفا لخواطري .....فالحمــــدلله ....وإذا كان غير ذلك .....فالحمـــدلله
ونصيحتي لإخــواني ...أن تكــون العصـــا من ضمــن العـــدة .....
ولا تبخلوا علينا بمداخلاتكم وردودكم..............
فجـــل الفائدة هـــو في المداخلات والاضافات ......والملاحظات ..............
* للمزيد راجع كتاب البيان والتبيين للجاحظ ....وعيون الاخبار لابن قتيبه
15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27
 |
رد مع اقتباس
وموضوع في محلة 
والله يجزاك خير
مع إنه طووويل 
,, بالصــور
