بسم الله الرحمن الرحيم
يقول سبحانه في كتابه الكريم فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159].
وقال : ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)) [رواه مسلم]
بعد أنقطاع طويل آثرت على أن لا آتي الا برحلة تستحق أن تكون خير اعتذار لهذا الغياب و الذي أشكر فيه أخي أبو فيصل مشرف هذه البوابة الأخ دغيم حيث أهديه هذا التقرير المتواضع و الذي أتمنى من العلي القدير على أن يعينني على تقديم ماهو جديد و غير مكرر في هذا الموقع من خلال هذه الوريقات التي مزقتها من مذكرتي السياحية و الغالية علي حيث هي من تكون رفيقتي الاولى في رحلاتي
الفصل الأول:
( وريا ماحدونيســـــــه ) ، ( مجعا ) ؟ ( أيسكور ) !!!
كانت تلك الكلمات هي الكلمات الاولى التي سمعتها بعد نزولي الى أرض الصومال وقد كان يتبادلها الركاب مع بعض اقاربهم الذين استقبلوهم على أرض المطار – أرض الأحلام بالنسبة لي فمن كان يتخيل أن هذه الأرض ستحتضن سائحاً عربياً غريباً لايرتبط معها بأي علاقة كانت غير العلاقة الدينية التي تربطني بذلك الشعب و حب الأستكشاف في هذه القارة .
بالمناسبة الكلمات الآنفة الذكر تعني مايلي :
وريا : يارجل وباقي الكلمات تعني الترحيب و السؤال عن الأحوال
ربما يتبادر الى ذهن القارئ من الوهلة الأولى أن رحلتي كانت الى الصومال التي عاصمتها مقديشو بينما في الحقيقة هي الى أرض الصومال ( SOMALI LAND ) و عاصمتها هرقيسا
أو هرجيسا وهو ما يعرف عندنا بالصومال الشمالي
قصة الصومال و كيف وضعت في البرنامج ،،،
كنت دائماً ما أسمع أسم مدينة بربرة في الصومال وتردد علي الأسم كثيراً و انا في رحلاتي المستمرة الى اليمن فمن هنا أبتداءت أولى الشرارات لأكتشاف صاحبة أكبر مهبط طائرات في أفريقيا ،،،
ومع كثرة من التقيهم من أناس صوماليين قد عاشوا في اليمن فأنهم يتحدثون كثيراً عن الصومال و أرض الصومال بكلام قد زاد الفضول لدي بزيارة تلك البلاد ،،،
في عام 2000 م تسنى لي زيارة مقديشو العاصمة الصومالية آنذاك و لكن الظروف في ذلك الوقت لم تساعدني على اكتشاف الصومال ،،،
مازالت الصومال تدور في رأسي بالرغم من تخوفي منها و الحمد لله بعد زيارات متعددة لدول أفريقية تعودت عل الأجواء و على التعامل مع تلك الشعوب التي لم أرى أطيب منها متى ما عرفت كيف تتعامل معهم ،،،
في أواخر عام 2005م التحقت بدورة تدريبية في العمل تحت قيادة مدرس كندي من أصل صومالي و قد تحدثت معه عن رغبتي الشديدة لزيارة الصومال ،،،
وكنت كلما وجدنا وقت فراغ تحدثنا عن أرض الصومال فبداء يشرح لي عن الفرق بين ذهابي الى الصومال أم الى أرض الصومال قلت لا فرق لدي ، قال: ومن قال لك ذلك ، قلت له: وضح .
قال: منذ سقوط نظام الطاغية زياد بري و أرض الصومال تبحث عن الاستقلال عن الصومال .
و بداء يشرح لي على الخرائط حدود الصومال و حدود أرض الصومال و كيف ضرب نظام زياد بري مدينة هرقيسا عاصمة أرض الصومال بالصواريخ من الطائرات التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت عندهم و التي كانت تقلع من مطار هرجيسا نفسه ،،،
و أيضا قص علي قصة الصومال و كيف أخذت كينيا بعض أراضيه و كيف إثيوبيا أخذت النصيب الأكبر من الأرض و كيف أخذت جيبوتي أجزاء من الشمال ،،،
ثم تلا ذلك بقصة استقلال الصومال من الإيطاليين و قصة استقلال أرض الصومال من الإنجليز و قصص كثيرة أثارت فيني الفضول الى زيارة إخواننا المسلمين هناك و ما زاد إصراري على زيارة تلك الدولة هو أخباري بأن أرض الصومال جميع سكانها من المسلمين فقلت له : إذا سأقضي عيد الأضحى مع أخواني هناك في الصومال ،،،
فسألته عن الفيزا؟ قال لي : اعتقد أنك لا تحتاج الى فيزة و يكفيني أن آخذها من المطار فأتصلت على سفارة الصومال في الرياض و قالوا لي نفس الكلام.
فأوكلت أمري الى الله ،،، ( ومن توكل على الله كفاه ).
جمهورية ارض الصومال ( Somaliland)
كانت تقع تحت الاحتلال البرطاني ثم حصلت على استقلالها في 26 يونيو عام 1960.
ثم اتحدت مع صوماليا ( الصومال الايطالي) في نفس العام ليكونوا جمهورية الصومال.
فشل الاتحاد و وقعت الصومال في حرب اهليه ثم استعادت جمهورية ارض الصومال علمها
و حريتها في 18 مايو عام 1991.
جمهورية ارض الصومال هي الان دوله تتمتع بديمقراطيه و امن و استقرار كبير. لم تعترف بها اي دوله حتى الان ولكن معظم الدول تتعامل معها ككيان مستقل و توجد بها مكاتب دبلوماسيه تعمل مثل السفاره للاتحاد الاوروبي و جنوب افريقيه و ايثوبيا و جيبوتي و بعض الدول الاخرى ، كما اعلنت اليمن انها ستفتح مكتب دبلوماسي هناك قريبا لتكون اول دوله عربيه تنتبه الى اهمية هذا البلد العربي الاسلامي.
لنتعرف اكثر على علم هذا البلد و الذي كتب فيه الشهادتين
شعار الدولة الرسمي
تقع فيها مدينة زيلع التاريخيه المشهوره التي نشترت الاسلام في ربوع افريقيا و اخرجت علماء كبار. و تقع فيها مدينه ساحليه هي الاخرى لا تقل اهميه من مدينة زيلع تسمى بربره. و يعتقد بان ملوك الفراعنه كانوا ياتون اليها ليشتروا البخور فسميت المنطقة بارض البخور.
عدد السكان يقارب الاربعة ملايين نسمة
الجمهورية تتكون من ستة ولايات:
1- ولاية صول
2- ولاية سناج
3- ولاية ساحل
4- ولاية الشمال الغربي
5- ولاية توج ضير
6- ولاية اودل
اللغة الرسمية : العربية و الصومالية .
اقليم العاصمه هرجيسا ( انطق الجيم بالطريقه المصريه ) و هناك مدينه لا تبعد عن هرجيسا كثيراً و تسمى جبيلي ( الجيم المصريه) فيها مزارع كثيره و ارض خصبه. منها يتم جلب الخضار و الفواكه الى المدن الكبرى.
تشتهر أرض الصومال بتربية المواشي و تصديرها للدول المجاورة و للخليج
و أرضها تعتبر مخزنناً للأحجار الكريمة و التي وقفت شخصياً على بعض من تلك المناجم و سبحان الله الذي أوجد تلك الأحجار في تلكم الأماكن .
ايضاً تشتهر بالكهوف و التي توجد بها نقوش من الاف السنين
هذه الاثار المهمه تم اكتشافها قبل فتره و المنطقه تقع بين هرجيسا العاصمه و مدينة بربره الساحليه. طريق هرجيسا بربره. تسمى لاس جايل
Las Geel
و جيل تعني بالصومالي الجمل
هذه الاثار مازال يستكشفها علماء غربيون و يتوقعون ان تكون اثار فرعونيه
و أيضاً تكتسب شهرتها من ميناء بربرة الرافد الرئيسي لأثيوبيا و غيرها من الدول التي لا تطل على البحر
هذه نبذة بسيطة عن الدولة التي سأشترك و أياكم قراءتها من خلال مذكرتي المتواضعة .
و تقبلوا تحياتي
اخوكم كبيان