بسم الله والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت أنا وإخوة لي في جولة متعبة ممتعة في جيان الصمان وقد كان عزمي في هذه الرحلة هو تصوير ما أستطيع تصويره من حياة فطرية متمثلة في أنواع النباتات الصحراوية هناك وكذلك تصوير ما يمكن الوصول إليه من الدحول وهنا كانت الصعوبة
طرق وعرة , إحداثيات غير دقيقة ولكن يسر الله وأمكننا من الوصول إلى بعض بغيتنا وأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يحيينا على طاعته وعلى توفيقنا لإتمام ما بدأناه في الازمان القادمة.
بدأت رحلتنا إلى الصمان من الخميس 18 مارس إلى 22مارس
وقد قمت خلال هذه الفترة بتصوير بعض الدحول والتي تفاجأت أن بعضها وفي نفس الفترة قد قام بتصويرها أخي الحبيب شقردي وللأسف لم أواجهه واتشرف بالسلام عليه.
ولكن بما أنني سأتحدث عن الدحول من وجهة نظر أخرى فأرجو أن يعذرني الإخوان إن كان هناك أي تشابه في الموضوعات
الكل يعلم أن الصحراء هي بيئة شحيحة في موارد المياه وقد عانى اجدادنا الكثير في سبيل الحصول على المياه
للشرب ولسقي دوابهم ولري زروعاتهم.
وكان البدوي في الصحراء هو أكثر من يعاني من هذه الشحة والندرة في الماء فهو كثير الترحال لإطعام دوابه مما يجعله عرضه للضياع في الصحراء الواسعة والهلاك عطشا هو ودوابه .
ولكن الله لا ينسى عباده برحمته التي وسعت كل شيء فقد سخر الله الارض للأنسان وخلق فيها ما يسمى بالدحول وهي تجاويف بعضها صغير وبعضها من الممكن أن يمتد إلى مئات الامتار وتجتمع في هذه التجاويف مياه الامطار بكميات كبيرة في ايام الشتاء مما يوفر مخزونا استراتيجيا لا غنى عنه في فصل الصيف.
وقد كان الانسان في ذلك الوقت شاكرا لنعمة ربه محافظا عليها بل أن الانسان كان يقوم احيانا بإزالة ما يغلق هذه الدحول من اتربة للحفاظ على سهولة انسياب الماء داخل تجاويفها .
وقد كان الانسان يعرض حياته للخطر الشديد أثناء الدخول في هذه الدحول للحصول على الماء وتكمن الخطورة في إحتمالية سقوطه من على ارتفاع عالي إلى قعر الدحل أو أن يضيع في تجاويف الدحل المتشعبة أو أن يكون عرضة للدغ الافاعي والعقارب .
وكان من أهمية هذه الدحول أنه من الممكن أن تقوم المعارك بين القبائل في سبيل التسيد على مورد الماء هذا.
اسمحوا لي على هذه المقدمة المطولة فوالله ما قلتها إلا بسبب ما رأيت من تناقض عجيب لما يحصل الان لهذه الدحول من أعمال شنيعة فقد أصبحت هذه الدحول مزابل للناس حتى أصبحت كل جيفة وكل قمامة تلقى فيها... فشتان ما بين السابقين وما بين اللاحقين.
ألهذا الحد وصل استهتار الانسان بنعم ربه ....أخاديد وتجاويف خلقها الله لتجتمع فيها المياه وتبقى فيها أو تنتقل إلى مسافات بعيد لتسقي ارض بعيدة أو لتغذي الابار البعيدة فيقوم الانسان بتلويث هذه المياه بالجيف والقمامة
هل تصدقون أني في جولتي هذه أصبحت أعرف أني قريب من منطقة الدحل فقط من نتن ريحه.
لا حول ولا قوة الا بالله
أترككم مع بعض الصور ومع بعض التعليقات المرفقة
دحل مبهل وهو دحل يصل قعره إلى ما يعادل الاربعة امتار ثم يبدأ في التشعب جانبيا
استراحة قصيرة في هذا الغار البارد والذي يبعد عن دحل مبهل بضع عشرات الامتار
فجر اليوم الثاني وانعكاس ضوء شبة النار على الخيمة
ضيف صغير جاء يدرس الحياة الفطرية.... للبشر
دحل نضو وانظروا الى مجرى السيل وأين ينتهي .....في داخل الدحل
والآن المصيبة جيفة داخل دحل النضو العميق دققوا النظر تجدوا ارجلها واضحة
ظننت أن هذه العنز قد سقطت من نفسها داخل الدحل ولكن بعد أن رأيت أكوام النفايات
لا أستبعد أن يكون هنالك من ألقاها بعد نفوقها.(الدحل عميق ولكن بسبب الزوم يظهر غير ذلك)
ثم اتجهنا بعد ذلك إلى دحل التشت أو الطشت
والملفت للنظر في هذا الدحل أنه يمر من تحت أحد الضلعان ويبدو وأنه مع مر السنين
إنهار سقف الدحل من تحت الضلع فأخذ معه ربع الضلع تقريبا كما هو واضح أعلى الصورة والدحل الأساسي
يوجد في أسفل الصورة عند الشجيرات التي تغطيه
منظر للضلع وجزءه المنهار
طبعا لا ننسى المناظر المأساوية والروائح المنتنة في التشت
للحديث بقية