15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27 منتديات مكشات


::::::: تابعونا على تويتر مكشات :::::::


مرحبا بكم في منتديات مكشات

::::::: تطبيق مكشات للأجهزة الذكية :::::::


تفعيل العضوية

إرسال كود التفعيل

مركز تحميل الصور

باحث قوقل لمكشات

الرصد الجوي

رادارات المناطق

إستعادة كلمة المرور

تنبيه : منتديات مكشات تمنع عرض أو طلب الأسلحة أو الذخائر بكافة أنواعها ، كما تمنع طرح مواضيع عن أي أسلحة عسكرية
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 34

الموضوع: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    Post رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    حتى تكتمل القصه أنصح بالاطلاع على الجزء الأول على هذا الرابط :
    http://www.mekshat.com/vb/showthread...0&page=1&pp=15

    رحلتي الى قلب الاعصــار غونو (((O ))) الجزء الثاني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد ما أنتهينا من صلاة الظهر , حيث لحق بنا في الركعة الثانيه أحد الرعاه باكستاني ( اجاويد خان ) وبعد التعارف سمعت عثمان يدعوه للغداء , ويبدوا أن هناك اتفاق ما وتناوب على الطبخ أو حسب الضروف ,كان الجو حار ولكن مع الوضوء والصلاة يبدوا أن الجسم تكيف بلا مكيفات مع البيئه والحراره العاليه ,وأشعة الشمس اللافحه , فسبحان من وهب الانسان القدره على التكيف مع بيئته
    هدأت الرياح قليلاً وتلاشى الغبار وأصبحت الرؤية أفضل من سابقتها , تركت الرجلين يتحدثان في أمورهما الخاصه واستأذنت من عثمان , وعد ت للغرفة , خلعت ثوبي ووضعته على المسمار , استلقيت على ظهري , بدأ النعاس يتسلل باستحياء الى جفوني , ولكن هيهات في هذا الجو الحار ,

    دخل عثمان وتوجه لصندوق في ناحية الغرفه , وأخرج في وعاء معه رز وعدد من علب التونه , فقلت له عليك الله يازول لاتتكلف ,, فقال ,, بنعمل غدانا العادي ,, مافيه كلفه يااخي الله يحييك , اليوم بتذوق غداء الرعاه وبتشرفنا ياخي ,, فقلت ولي الشرف , قال : برد بشوية مويه على شان تنام فقلت فكره أخذت شماغي وذهبت لتانكي الماء , أغرقته بالماء وبللت الفلينه كذلك , وعدت ووضعت الشماغ على وجهي بعد ما فككته وتغطيت به , شعرت بالراحه والبروده , بحثت عيني عن ذلك النعاس الخجول فما أن شاهدته حتى تشبثت به وعانقته , ولم أستيقظ إلا بنداء من عثمان للغداء

    نظرت في الساعة فإذا بها الثانية والنصف , نظرت للجوال لا يوجد اتصال , مخرجي من هذا المأزق هو اتصال على جوالي ولا يمكنني الاتصال لانقطاع ألخدمه لعدم السداد , فقلت لعل أحد الأصدقاء يتصل علي بإذن الله .. ارتديت ثوبي ووضعت الطاقية على راسي , ذهبت واغتسلت وتوجهت إلى مصدر الصوت , خلف الغرف حيث وجدت المأدبة في دكة بارتفاع نصف متر ومسقوفه بجريد النخل , ألقيت السلام فردوا مرحبين , أخذت مكاني فقلنا بسم الله وانتظروا قليلاً حتى شعرت بأنهم يريدون أن ابدأ بوضع يدي في الصحن , ففعلت وبدأو , كان الغداء رز ابيض مع تونه , وقليل من البصل منثور هنا وهناك ,



    كان الغداء لذيذ على الرغم من بساطته في جو لا يخلوا من الدعابة والطرفة , إن رعي الغنم والإبل تورث الرجل صفات وأخلاق حميدة وحنكه في الحياة ربما لأنه يقضي يومه كله في العراء السماء سقفه والأرض فراشه متأملاً في ملكوت الله , كيف لا والرسل والأنبياء كلهم رعوا الغنم بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وربما يكون في ذلك حكمة علمنا بعضها وربما جهلنا أكثرها ..

    كان الحديث معظمه يدور بين الرعاة عن ابل فلان وكيف أنه انتقل للمقيظ ( المكان الذي تقضي فيه الإبل الصيف ) وكانوا يتحدثون عن البعير الفلاني والناقة والبيع والشراء ,,,>>>

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    اجاويد خان التفت نحوي وبادرني بالسؤال الذي كنت أتمنى أن لا يسألني أحد عنه , " يقول عثمان أنت سيارة خراب في الطريق اش فيه مشكله " كنت وقتها أمضغ الطعام , فأشرت له بالانتظار حتى أكمل المضغ والبلع J وأعطي نفسي فرصه للاجابه ألدبلوماسيه , فلو قلت له الكفر مبنشر فسوف يسأل عن الاستبنا , ذلك ما لمسته من شخصية اجاويد فقد كان يحاور عثمان متسائلاً عن كل كبيرة و صغيره , ومن غير اللائق القول بأن الاستبنا غير موجود أومبنشر , وجدت انه ليس من الحكمه الضهور بهذا الوضع المزري أمامهم , وقد يسأل " ليش مافيه يسوي اتصال نفر يجي ؟؟؟ ايضاً من الصعب إخبارهم بأن الجوال مقطوع والله حاله ووضع لأول مره اشعر انه محرج للغايه( معيشة ضنكا ..!! )

    بلعت اللقمه مع قليل من الماء وقلت , نفر سعودي يعرف يمسك دركسون بس مافي معلوم شي ثاني ايش خراب مافي معلوم هههههه فضحك الجميع , بادر عثمان والله يااخي فعلاً كلنا ذلك الرجل للأسف , وأصحاب الورش عارفين هذا الشي عشان كذا بيسلخوا فينا , لمحت اجاويد متحفز لطرح بقية الاسئله لكنني بادرته على الفور بالسؤال عن " انت مشتاق روح باكستان ... والا مافي اجازه .. " طبعاً لاتثير شجون مغترب وتسأله عن غربته لأنه حديث ذو شجون وأحزان فهؤلاء الاخوه يعملون في ضروف لا يعلمها إلا الله وحده من اضطهاد وعدم وفاء كفلائهم بالتزاماتهم الماليه نحوهم , لكنه ضعف الوازع الديني وقصر النظر وغير ذلك , ولو يعلم الكفلاء أنهم يزيدونهم غربة على غربتهم و يضيفون عليهم ضغوط والآم لاتقوا الله فيهم ,, على أي حال يبدوا أن الحديث أخذ منحى أخر بقيادة أجاويد نحو الوطن والأهل شاركه عثمان فيه وكنت مستمع لهم بكل جوارحي حامداً ربي على واسع نعمه وفضله , ومن كان في نعمه فليحمد الله ولينزل للبسطاء ليعلم ماهم عليه وماهو فيه ,,,, و نجحت في الهروب من اجاويد بامتياز ..!!انتهينا من الطعام وبقي الكثير فقد بالغ عثمان في ذلك فكثرت بالخير , أصر على أن اكمل لكني شكرته على حفاوته وأكدت له بأني شبعت وقد كنت كذلك , تراجعت للوراء قليلاً اسندت ظهري , نظرت حولي أشاهد الإبل فان منظرها وتأمل خلقها يدخل على النفس السرور فسبحان الله الخالق العظيم

    فرغ الجميع من الطعام وقمنا لغسل الايدي قال عثمان اللي بيتوضأ الان لأنه باقي على صلاة العصر خمس دقائق , توجهت لمكان الغسل نظرت حولي لعلي أجد قطعة صابون أزيل بها رائحة التونه , لكن لا يوجد أي أثر يدل على زيارتها لهذا المكان , ناداني عثمان قال شنو داير يازول ؟ ... فتبسمت قال صابون تايد فوق الخزان في الكرتونه فضحكت وضحك و كأنه فهمني , أدخلت يدي وأخذت قليل من البودرة بشيء من الفرحه غسلت يدي وتوضأت , ورجعت للدكة ,

    جلست متأملاً اجتماعي مع الاخوه هذا من السودان وذاك من باكستان , وكيف صلينا سوياً قبله واحده ورب واحد ودين واحد وكتاب واحد , وكيف شعرت بالاندماج والانسجام على اختلاف الحال والثقافه والبيئه , كيف اجتمعنا على صحن واحد كأننا اخوه , و مشاعر الغربة التي شعرت بها من خلالهم وتأملت حالنا معهم وتعاملنا معهم , وكيف أننا كشعوب نطمح للوحده , ولكننا نعامل بعضنا البعض بازدراء واستخفاف وهضم للحقوق , ثم تأملت حالنا لو كنا جميعاً نتعامل كما أمرنا ربنا عز وجل كيف سيكون حالنا ,,,, فقطع تفكري ( الله أكبر ... الله أكبر ) الأذان يقيمه عثمان .......<<<


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    صوت رنين جوال , لم اصدق أذني تحسست فإذا به صوت حقيقي جوالي يرن , كدت أطير من الفرح أخرجت الجوال من جيبي , الشاشه تضيء ( المنزل يتصل ) لم تكتمل الفرحه , لانه ليس الوقت المناسب للفرحه بصوت الأهل , ما عذري عن الانقطاع ,وماذا أقول , لكنني تداركت الوضع , رديت , السلام عليكم ابو كاشت , مساء الخير , كيف الحال ياقطوعي ..!! من فجر الله خير وأنت برا البيت , ولا احم ولا دستور رديت السلام وقلت الحمد لله بخير , في استراحة وزي ما تعرفين الجوال مقطوع ههههه كالعاده قالت : أبو طبيع مايغير طبعه خخخخ قلت مثلك عارفه كيف كيف كاشت وإخوانه : قالت بخير الحمد لله , متى بترجع قلت مازحاً واللي يخرج من البيت تفكرين يبغى يرجع , قالت لا من جد : قلت حسب التساهيل قالت كشوت حليبه خلص , قلت اطلبي من البقاله قالت ماعندهم النوع الجديد اللي غيرناه لازم من الصيدليه قلت صراحه ماادري بالضبط لكن ييسرها الله ( قالت صيدليه قالت ) مانا مثل ( راعي الهدد ) الله يمسيه بالخير دبر نفسه مع المطوع يسجل له , انا سفير معتمد لدى الهنود في البقاله لم اترقى بعد, ثم قلت إذا لم اتصل حتى الساعه الثامنه ضروري جداً تتصلين علي قالت طيب في أمان الله قلت في أمان الله ,, طبعاً طلبت اتصالها حتى إذا لم يتصل علي احد من الأصدقاء , يكون أخر حل على الأقل اطلب منها تتصل على أخوها أو أي احد من الأقارب ولا أحب ذلك ولكن ما حيلة المضطر إلا ركوبها ....

    فشيله موقف يحمل كل تعابير الفشيله لا تستطيع البوح به حتى لسكن الروح , الزوجه الغاليه , عجيبه النفس البشريه والكبرياء , لكنه يضل شعور بالإثم , وتخشى أن يطلع عليه الناس , لعلمك المسبق انه من سؤ تدبير وقلة بركه وليس من شح أو حاجه , فلله الأمر من قبل ومن بعد .

    ذهبت للمصلى وجدت الاخوه في انتظاري و للمرة الثانيه يحاول عثمان جاهداً أن أتقدم للصلاة لكني رفضت وقلت له " لا يؤم الرجل في سلطانه " ولاشك هذا سلطانهم وهم أولى بالامامه فيه , فرغنا من الصلاة , ولا يزال قول الله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) يتردد صداه في أذني لم احفظ الآيات كاملة وقتها , وكم وددت أن اسأل عثمان عن الايه وفي أي سورة هي , وجدت رغبة جامحه في نفسي لقراءتها وتأمل معناها ومعرفة تفسيرها , لكني لم أستطع السؤال هل هو مكابره فأنا في نظر عثمان من ابناء ألصحابه , أم هو الخجل من النفس فلم استطع تذكر متى أخر مره قرأت القران , وفي أي يوم جمعة كان ذلك لان عدد من الجمع السابقة دخلت الجامع بعد الإمام , حالة مزرية بكل تأكيد , وإشارات المعصية بدأت تلوح في أفق حياتي مؤذنه بتشكل أعاصير مدمرة إن لم يتولاني الله برحمته ,

    الهي وخالقي , وعزتك وجلالك إن أجمل أيام حياتي هي تلك التي قضيتها في طاعتك , وان ألذ اللحظات هي تلك التي قضيتها في مناجاتك , الهي إن شفافية الروح وصفائها بقربك قد وجدتها , لكني لم أبرح حتى أدنس نفسي بالمعاصي لضعفي( اللهم اني أشكو اليك ضغف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ) يارب اهدني ولاتكلني الى نفسي طرفة عين فقد عرفت قدري , ولاحول ولا قوة لنا الا بك , اللهم لاتمتني الا وأنت راضي عني اللهم فرج هم المهومين وكرب المكروبين , اللهم فرج كربة أخونا( راع الابل ) فقد سألنا الدعاء له وأشفه ولاتكله إلى نفسه طرفة عين ولا إلى الناس يا ارحم الراحمين , اللهم لا تردني خائباً ياحي يا قيوم .......) أمــــين <<<

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    كانت الساعة حوالي الرابعة عصراً عندما عدنا للدكة بعد الصلاة و بحكم وجودي في هذه الأجواء منذ الصباح شعرت بالفرق في انخفاض درجات الحرارة , ولو كنت للتو خارج من البيت , لتأففت من شدة الحر , ولولا مكيف السيارة لما خرج معظمنا في هذا الوقت , درجة الحرارة في المنزل تقريباً خمسة وعشرين وفي الخارج خمسة وأربعين هناك فارق عشرين درجة فعلاً مؤثره , لكن وجودك في هذه الأجواء بعيداً عن المكيفات لفترة طويلة تجعل جسمك يتكيف لاارداياً فسبحان الله العظيم ,

    بدأت الإبل في الحركة والتجوال, حمام القوقسي يهبط بالقرب منا يلتقط حبات الشعير ثم يطير ويعود بكل حذر خائفاً ربما على صغاره التي يرعاها , كان يشاركه الوليمة بضع دجاجات بلدي مع ديكها الذي كان يطرد خلف دجاجة شابة يبدوا أنها مستعصية عليه وذلك لترويضها وقد كانوا يقطنون في عشة قريبة " القمح والحماية من الثعالب مقابل البيض " تبادل منافع بين الإنسان والأنعام على أصنافها ,
    لا ينقص هذه الأجواء غير بيالة شاهي أو فنجان قهوة , فقد انخفض مخزون الكافيين في الدم , وأعطى اشارات للجسم بالكسل والتراخي على شكل إضراب حتى يتم إعادة التموين , أصوات الفناجيل تتأرجح في الصحن كانت كفيلة بفض الإضراب , صوت صكيك البيالات ببعضها لها لذة عند راعين الكيف لا يعرفها سواهم , جلس عثمان وصب الفنجال الذي له طعم ونكهة البر الكايف , يتسآل عثمان عن اجاويد اذا كان سيحضر للشاي ثم قال ربما انه مشغول , جلس مستريحاً ينظر للإبل قال : الحمد لله خلصت اليوم من أشغالي ويازين الراحه بعد التعب فقلت له الله يعطيك العافيه ويقويك ثم جاء اجاويد وسلم وجلس وتناول فنجاله , فقلت يارب اجاويد مايبدأ في تحقيقاته اياها في هذه الاثناء كنت في حديث مع عثمان عن أوقات انتقالهم للصمان ومتى وكيف ..الخ فعلمت انهم ينتقلون مع بداية فصل الشتاء وليس الربيع وأن لهم مكان قرب روضة أم القوين "اعتقد ان هذا اسمها أو ربما اسم قريب من هذا لست متأكد " فقلت له كيف الزياره لكم هناك قال : اعطيني رقم جوالك وباذن الله اتصل عليك اذا انتقلنا واحدد لك المكان , فاعطيته الرقم وسجله في مذكرة هاتف صغيره كان يحملها في جيبه ...

    صوت جوال يرن صوت خافت , لم أصدق لولا نظرات عثمان واجاويد لي , كأنهم يقولون لي رد على جوالك , أدخلت يدي لجيبي بهدؤ , الشاشه تضيء ( أبو عبد الرحمن ) يتصل , ان فرحتي بهذا الرنين لا تعدله فرحه وخاصة إذا كان المتصل هو ( أبو عبد الرحمن ) وفي مثل هذا الظرف , ضغطت على الزر الأخضر , " السلام عليكم قلت عليكم السلام هلا وغلا , لحظه معاي يابو عبد الرحمن , استأذنت وابتعدت قليلا عن الاخوه , قلت ابو عبد الرحمن وينك قال غريبه كيف ويني , قلت له قصدي انت فاضي والا مشغول , قال أنت تأمر لو مشغول اتفضى لك , قال أنت وينك في البيت , قلت له لا وبشيء من الضحك مع صوت مكتوم قلت له في البر , قال : هو سهيل طلع قلت لا ....الضيق والطفش طلعوني من البيت قال : صوتك ماهو عاجبني وش فييييك ..!! قلت له أنا متعطل وفي البر عند رعاه , قال كيييف انت وش تقول وليش ما تتصل كم لك متعطل قلت له كل هذه الاسئله اجاوبك عليها بعدين , بس الموقع هو على الطريق السريع واذاتعديت الخزانات بستين كيلوا تلاقي الثعلب " الديسكفري " على اليمين , من عند الصدام الامامي تلف يمين تتجه جنوب جهة جبال على يمين الجبال فيه ابل وعشش تلاقيني هناك , قال يعني تركت السياره ومشيت قلت له ايه , قال اييييه طيب ..!!! اعطني ساعة وانا عندك , مع السلامه ..

    مع السلامه ........<<<

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    عدت للدكه وتباشير الفرحه والسرور لايمكن إخفاؤها , رأيت ذلك في نظرات عثمان لي , سلمت عليهم وجلست مكاني , قلت أخيراً ابو عبد الرحمن اتصل , كنت منتظر اتصاله طوال اليوم , فقال عثمان جميل جدا أجل السهره عندنا , قلت له كلفت عليكم اليوم ولو لم يتصل كانت سهرتي الليله معاكم بالتأكيد وربما المبيت فضحكنا , استأذن اجاويد وذهب لعمله مودعاً اياي وانا بالمثل ودعته , كانت الساعه قرابة الرابعة والنصف تزيد قليلاً , وموعد وصول ابو عبد الرحمن الساعة الخامسة والنصف , كنت اشعر بالفرحه لقرب انفراج الأزمه , تركني عثمان وذهب لبعض شئونه , كنت انظر للساعه مستعجلاً الوقت بالمضي قدماً , كنت اتجه بنظري تجاه الخط السريع شمالاً لعلي أرى , VXRالأبيض , قادماً يقوده ابو عبد الرحمن الرجل الذي يتوج الأخلاق الفاضلة فما من صفة من صفات الرجولة إلا وله فيها أسهم رابحه لا يساوم أبداً عليها , يصف صاحبي هذا البيت المعبر لشاعرنا الكبير ( برق المزون ) :

    للمرجله سعر ولاني بســــوام <><><> اشري ولو كان الثمن سمع وابصار

    دقائق الانتظار تمر ببطء وعقارب الساعة تتباطأ , نهضت من مكاني سرت قليلاً نحو الإبل , وجدت عثمان يوثق عقال بعير , فجلست اتأمل طريقته في ذلك , لم يكن البعير راضي عن الأسر والعقل والربط , كان

    يرغي ويزبد ويلف عنقه ليد عثمان وبشيء من القسوة يبعده عثمان عنه , وهكذا حتى تأكد من قوة الرباط ثم تركه ونظر في ساعته قائلاً : تعال نعمل شاي المويه غليت دقائق ويوصل صديقك , مشينا سوياً وسألته لماذا يعقل البعير ؟ قال هذا يشرد كثير ويتعبنا نطرد وراه خليه كذا يستاهل ما يسمع الكلام خخخخخخ

    قلت له ماهو شعوره ياترى فحل مربوط والنياق تسرح وتمرح بلا قيد , فضحك وقال شعوره زي شعور أي بعير عاصي المشكله انه يشرد ويسوق الابل معاه J

    كانت أشعة الشمس تميل للصفره تتسلل بين غيوم متقطعه مؤذنة بنهاية عملها اليوم وستشرق في مكان أخر من الأرض توقظ أناس ونباتات وأشجار وتنشر الدفء والحياة كعادتها منذ خلقها الله عز وجل لم تغير ولم تتبدل حتى يأذن لها بنهاية مستقرها ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز ) تهب نسمات من الهواء الدافي المنعش لتلامس كل شيء في طريقها , وفي مسقط في تلك اللحظات كان غونو يدمر كل شيء في طريقه يقتل البشر ويغرق المدن ويهدم البيوت ويقتلع الاشجار , هنا نتأفف من النعيم وهناك يتضرعون الى الله لرفع العذاب عنهم , هنا لم نعطي رغد العيش والأمان حقهما من الحمد والشكر لواهبه وهناك نقمة وبلاء وقعت وفي كلتا الحالتين , لاأمان هنا من وقوع ما حدث هناك أن يقع هنا ولا أمان هناك من عدم وقوعه مرة أخرى وكلها أقدار الله , وتعمل الأسباب لجلبها أو رفعها ...!!

    جلست على الدكة في الجهة المقابله للجبل والطريق لأرى قدوم أبو عبد الرحمن نظرت للساعة فإذا بها الخامسة والربع , تجولت بنظري في المكان , وتفكرت فيما سأقوله لصديقي عندما يسألني , عمر صداقتنا تجاوزت العشر سنوات تشاطرنا الأفراح والأحزان , وقفنا مع بعضنا البعض كما يفعل الاخوه وربما أكثر , قنصنا سوية , بتنا في الصمان وفي الصحاري أيام وليالي , في أحد ليالي المربعانية أتذكر عندما بتنا في روضة خريم كيف لم ينم حتى تأكد بأن رواق الخيمة من جهتي لا تدخل منه الزمهرير , استيقظت مبكراً قبل الفجر حتى أسخن الماء للوضوء , فوجدته قائم يصلي , كنت ارتجف من البرد , عدت للفراش ,


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    فاستقبلني بالفروة عندما رآني خارج من الخيمة , ومهما تحدثت عن أبو عبد الرحمن يبقى كلامي مبتوراً لايوفيه حقه ,,,,, تعرضت لمواقف كثيرة من قبل وأتذكر أنني كنت عاجز بمعنى الكلمة عن البوح بها أو الإفصاح عن ما يجول في نفسي , حتى لمن لي أيادي بيضاء عندهم , أجد لساني ملجوم وينتابني شعور بالخجل حتى أنه , تبقى حاجتي في نفسي لا أبوح بها حتى لمن اثق في رجولتهم وشهامتهم , أو لمن بيني وبينه موانه , ولا أعلم هل هو الإمعان في المعيشة الضنكا , أم هو حصار نفسي , أم أنه الهوان حقيقة لم أجد تفسير للحالة وليتني أجد لها تفسير , لكن يغلب على ضني أنها , ايكال المرء بنفسه حتى يرى عجزه عن شيء يستطيع قضاؤه ولكن يرده لسانه , جهد بسيط تتكلم ولكن تبقى عاجز ..!!!!!!!

    جاء عثمان حاملاً ألشاهي قال : اسمع صوت سيارة يمكن يكون صاحبك جاي , فوقفت ورأيت غبار من أثر سياره قادمه من الخط السريع , ثم جلست وقلت ان شاء الله يكون هو , ناولني الفنجال , رشفت رشفة من الفنجال وأنا انظر الى حيث أتوقع أرى السياره الجيب الأبيض , كان يجول في خاطري أن يجلس ابو عبد الرحمن لبضع دقائق معنا ويشرب فنجال شاهي ثم نغادر , فليس من الأدب أن اغادر هكذا من عند رجل استضافني وأكرمني ومكثت يومي كله معه , ولكن لم أقلق كثيرا فمعرفتي بخلق صاحبي جعلتني ارتاح ولا أفكر في هذا الامر كثيراً , اقتربت السياره حتى أصبح الصوت مسوع بشكل واضح , شاهدت الجيب الابيض , عرفته فلهذا الجيب ذكريات جميلة مخزنة في القلب والعقل معاً غير قابل للحذف إطلاقا , وقف عثمان ملوحاً حتى يراه صاحبي , عرف مكاننا وأتجه نحونا بهدؤ عندما شاهدته كانت ألابتسامه مشرقهتعلو محياه ما أجملها من ابتسامه تدخل على القلب السرور , اتجه بالسياره عكس تجاه الهواء حتى لايثير الغبار تجاهنا أوقف السياره على بعد بضعة أمتار وأطفأها ثم ترجل , هذا هو أبو عبد الرحمن وهذه أخلاقه

    ذهبت إليه وسلمت عليه مصافحاً مرحباً به فضغط على يدي بقوة كنوع من العتاب , جاء عثمان فعرفتهم على بعض , قلت له فيه شاهي بر على كيفك من يد عثمان, فأومأ برأسه موافقاً , ناوله عثمان الفنجال أخذ رشفة من الشاي يتذوقه القى بنظرة تفرس وقراءه في وجهي , شعرت بعينيه تتفرس في عيني , كنت أزيغ ببصري في المكان هروباً من الفحص , لمح ذلك صاحبي , قال ابو عبد الرحمن يخاطب عثمان : مكانكم هنا جميل الجبال تقيكم قليلاً من الرياح , فرد عثمان موافقاً على كلامه , ثم قال له خويي أبو كاشت يحب الابل مادام عرف طريقكم الله يعينكم عليه , فقال عثمان ونعم فيك وفي صاحبك المحل محلكم تشرفونا في أي وقت , فقلت لو تعرف انهم يربعون في الصمان وش تقول : فقال الصمان مرابع العرب قديماً وحديثاً , وهكذا قضينا بضع دقائق نتجاذب أطراف الحديث , لم يسألني عن العطل ولا كيف وصلت لهذا المكان , لانه يعرف أنه ليس الوقت المناسب فلله دره من رجل , لكنني بادرت بالقول أنني قضيت يومي مع عثمان وشكرته على ما قدم ووعدته بزيارة أخرى وقلت له جوالي معاك وأي خدمه ارجوا انك ما تتردد في الاتصال فوعدني بذلك , فقال عثمان ما عملنا شيء يااخي مرحب بيك , أومأت لصاحبي بالانصراف فأومأ براسه موافقاً , ركبنا السيارة وعند خروجنا أشرنا لعثمان بالتحية فرد مبتسماً بابتسامه جميلة , نظر الي صاحبي فصرفت وجهي لليمين كأنني للجبال , فقال مامعك حق ليش ماتتصل على طول , قلت له الجوال مقطوع , قال اييييه طيب من متى انت هنا , قلت له من الصباح لم احدد الوقت , قال : درت حول السيارة الكفر الايمن الامامي مبنشر هل هذا هو العطل , قلت نعم قال كفر مبنشر يعطلك ..!!كل هذا الوقت ؟ قلت يعني قال كلمة يعني ما تعني شيء , قلت له مافيه استبنا رميتها عند البنشري من كم يوم ونسيتها , قال تخرج خارج المدينه بدون استبنا لييييه ؟؟ قلت عاد هذا اللي حصل ,(( لايعلم صاحبي بأنه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    لم يكن يدر في خلدي شيء غير الوصول للبيت لم يخطر في بالي إصلاح الكفر لم أتفحصه كنت اعتقد انه ضرب ربما لشدة ما كنت فيه من ضيق وقتها , ولعلمي بعدم وجود مال في محفظتي)) , كنا متجهين للسيارة فقلت له روح البيت , السيارة ارجع لها أنا في وقت ثاني , نظر اللي باستغراب و اكمل طريقه نحو السيارة لم يأبه لكلامي , كنت وقتها اهرب بنظري لقرص الشمس الذي بدأ يتوارى خلف الأفق , أوقف سيارته أمام الديسكفري , قلت له الأبواب مقفلة والمفتاح بداخل السيارة خلنا نروح للبيت عندي مفتاح احتياطي , قال معقوله هذا تفكيرك نترك السيارة في هذا المكان طوال الليل والمفتاح بداخلها حتى ترجع لها يوم ثاني والله اعلم متى تفكر ترجع , نزلنا من الجيب وهو يتمتم بكلام سمعته يقول : مفتاح مقفل عليه ما تعيق راعي بر وكشتات , ثم فتح شنطة الجيب وأخرج قضيب حديدي وقال نفتح السيارة ونفك الكفر ونتجه لأقرب محطة أضنها قريبه من هنا وينتهي الموضوع انت مكبر السالفه وهي ما تستدعي , كانت نظراته توحي بمعرفته الأزمة التي أمر فيها لكنه لم يصرح بذلك , وبالفعل كان ما توقعته صحيح فبينما نحن متجهين ومعنا الكفرة المبنشره لأقرب محطة أخرج محفظته ووضعها في يدي , قال : خذ منها ما يكفيك , فرجعتها له قلت : مانا في حاجة دراهم كثر الله خيرك , قال : خيرك سابق يابو كاشت وأبشرك جاني خير والحال ميسور ولله الحمد , بعدين ياخي أبغى اودع عندك بعض الدراهم تحفظها لي حتى اطلبها منك , انا حر ماابغى اودعها في بنك , وكان يضحك , فضحكت من أسلوبه ثم اعاد لي المحفظه وقال : مادري هل رجعت لك دراهمك اللي أخذتها منك يوم شريت هذي السياره والا باقي منها شيء , وقد اعادها وتفضل علي بعدها لكنه أسلوب أبو عبد الرحمن , حتى يزيل عني الحرج , فقلت له أعدتها وتفضلت علي بعدها أنت راعي الاوله ولا احد يسبقك في الفضائل , قال خذ ولا تكثر هرج , فتحت المحفظه ووجدتها عامره وأخذت ورقتين زرق واعدتها له , قلت له في حسابك عندي الف ريال , قال أسالك بالله تأخذ منها اللي تحتاجه فقلت له , هذا كفاية وزيادة كثر الله خيرك ,

    خنقتني العبرة وتسللت دمعة من عيني لا أعرف سببها , كان بالامكان مصارحته والطلب منه عندما كلمني بالهاتف لكن هي تلك الحالة الغريبه التي تنتابني في الأزمات , ابو عبد الرحمن نادر الوجود في هذا الزمن مسيرة حياته مليئه بمواقف موسومه بفضائل الأخلاق والصفات الحميدة قلما تجتمع في رجل واحد في هذا الزمن .لاحرمه الله أجرها وأقر عينه بما يحب في الدنيا والاخره

    وصلنا المحطة وقد أطفئت بعض أنوارها وكان الجميع يتجهون للمسجد , فقد حان وقت الاقامة , دخلنا للمسجد وقد أخذ الامام موقعه ليقيم الصلاة , فرغنا من الصلاة , ثم صلينا السنة , كنت وقتها أشعر بارتياح عجيب , كيف لا وقد زالت المعاناة وأسبابها , وقد فرغنا من عبادة وفرض يخرج منه المرء وقد أرضى ربه وأرضى روحه التي تحتاج لاداء هذا الفرض حتى تكون مطمئنه , ان أوقات العبادة والفروض الخمسه عجيبه في عمل توازن نفسي للمؤمن يشعر بعدها بالرضى التام تجاة كل شيء في الحياة , محروممن لم يذق حلاوتها ولذتها , فقد كانت أخر كلمات المصطفى خير البشر صلى الله عليه وسلم ( الصلاةالصلاة وما ملكت أيمانكم ) خرجنا من المسجد , فقلت لصاحبي قصة اليوم من أوله عجيبه , لن أسردها عليك اليوم , لكن أخيرك في بداية طلوع سهيل على شبة الضو , والا أول البذارفي البر , فقال : انا متشوق لسماعها منك لكن دامك اشترطت فلا تنسى , وبعد طلوع سهيل وعلى شبة ضو والدله تفوح راح أقول لك سولف علي سالفتك لكن وش اذكرك به قلت له قل لي ( رحلتك الى قلب الاعصار غونو ) قال ياكافي الشر غونو مره واحده , الا على ذكر غونو انت منقطع اليوم عن الاخبار , شفت مناظر مؤثره في التلفزيون على قناة المجد , عصف بمسقط عصف الله لا يبتلينا ياهو قلع الشجر والفيضانات غمرت

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    المدينه حقيقة مناظر مؤلمه الله يرفع البلاء عن اخواننا في عمان ويبعده عنا وعن ديار المسلمين فقلت أمين كان البنشري يحمل الكفرة للسياره فقد عمل رقعة لم تأخذ من وقته خمس دقائق , ولم تكلف سوى عشرة ريالات رفض ابو عبد الرحمن ان أدفعها أنا , عطل بسيط قد يستغرق من الإنسان يومه كله , إذا كان موسوم بقلة البركه وسؤ التدبير , فالحمد لله على كل حال ....

    في طريق العودة للسيارة كان الليل قد أسدل أستاره على الأرض , عادت ا لعاصفير لأعشاشها , السكون مخيم والكائنات ألليليه بدأت تدب على الأرض تبحث عن ارزاقها , وكم في جنح هذا الظلام من تائب لربه وكم من باحث عن جنحه وكم من متألم يئن , وكم من جائع يطوي ليله يحلم برغيف خبز يسكت به جوعه وكم من نائم يغط في سبات عميق لايعلم ماذا يخبيء له النهار وكم من أمور يسترها الظلام ولا تغفل عنها الكتبه فذلك يؤجر والاخر يؤزر و(كل نفس بماكسبت رهينه)

    وصلنا للسيارة أنزلنا الكفره وقمنا بتثبيتها , ادخلت المفتاح في السويتش وأدرت المحرك , كل شيء على مايرام وبقي ابو عبد الرحمن واقفاً بجانبي , انزلت الزجاج وقلت له نعم وش تبغى أي خدمه الاخ يعرفني فضحك وانارت الابتسامه وجهه المشرق , نزلت من السيارة قلت له نكمل السهرة عندي في البيت , قال : شكلك تدور الفراش نجتمع في وقت لاحق ان شاء الله , فسلمت عليه مودعاً شاكراً داعياً له بالخير , فرد بأحسن مما قلت , قال توكل على الله , استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه فرددت عليه بالمثل , فحركت السياره وبقي واقفاً ليطمئن اني غادرت بسلام هذا هو ابو عبد الرحمن وهذه اخلاقه

    نظرت في المرآه فرأيت سيارته تتحرك , سلكت طريق العودة للمنزل , وهج اضواء المدينه أمامي يتلألأ مبدداً ظلمة الليل , وحاجباً ضؤ النجوم والكواكب , , ادرت المذياع لاستمع للاخبار , كان هناك موسيقى اطفأته وأدخلت شريط الاناشيد " بك أستجير ومن يجير سواكا " كانت الساعة تشير للسابعه والنصف مساءً وبقي على وصولي للمنزل قرابة النصف ساعه أو اقل حسب الزحمة والاشارات فالليلة هي ليلة الجمعة وخروج معظم الناس للاسواق والتجمعات ليلاً لاعتدال الجو , فشمس النهار لاتطاق للعوائل والاطفال , على الطريق الدائري ترى الناس كأنهم هاربين من شيء ما , وفي طريقك ترى موج أحمر يبتلعك وكل في فلك يسبحون , شعرت باشتياق للاهل والاطفال , تذكرت كاشت وأخوانه تذكرت كشوت الصغير وددت لو أني احتضنه وأقبله , كم انا في شوق لهم واللعب معهم , قبل وصولي للمنزل مررت على الصيدليه فأخذت حليب كشوت , وصلت للمنزل فرحان مسرور , دخلت استقبلني الجميع كالعادة أمام الباب , سلمت وقبلت وحضنت , وهذا كشوت يحبي ويتأتي باصوات ليجلب انتباهي فرفعته وحضنته وبدأ يتشبث بشعري ولحيتي وكعادته "يكعش "وينظر في يديه ليرى ان كان قد نجح في اقتلاع بعض الشعر ثم يعيد الكره حتى يطمئن انه انتزع بضع شعرات وهكذا , كم هي جميلة الحياة بالحب والحنان والشوق , كم هو جميل أن تشعر بان هناك أحد ما في الدنيا يفتقدك اذا غبت ويبتهج ويفرح برؤيتك , تشعر بأن لك قيمة وأن لحياتك معنى وهدف يستحق العيش من أجله , هذه المشاعر يجب أن تدفعنا للنظر في المستقبل , تزرع اليوم ماتجنيه في الغد من تربية سليمه كما يحب الله ورسوله , وان تركتهم للضياع فستحصد الضياع وتتجرع مرارة العقوق بلا شك ...

    جلست في مكاني المعتاد في صالة المنزل وجلس الأهل حولي , وبدأ كل واحد يشتكي ويقص علي مشكلته مع الاخر هذا أخذ لعبة هذا , وهذا اكتشف شيء جديد في الحياة , وهذا يسأل عن حالي ولماذا لم أخذهم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    للاستراحة , وكاشته تسألني عن شماغي لماذا هو بحاله مزريه على غير العاده , عادت ام كاشت من المطبخ بعد أن سألتني هل اريد قهوة يبدوا انها شعرت بشوقي لفنجالها العزيز , ثم جلست تتأمل وتتفرس وتقرأ وتنصت لعلها تعرف ماذا حدث , لمحت في عينيها أسئله , لكن تهربت من نظراتها حتى استجمع قواي فما من مفر من سكن الروح , وواحة الحياة , أن تعلم ولو بعد حين , عادت للمطبخ مرة اخرى وأحضرت القهوة , تناولت فنجالي , شعرت بتفتح العروق وصفاء النظر, فرائحة الهيل ونكهة الزعفران كانت كفيلة بايقاظ حواسي كلها , فتردد في الأجواء صوت ( الله أكبر ... الله أكبر ) فقد حان وقت صلاة العشاء ., طلبت من كاشت وكشيت أن يتجهزوا للصلاة , ملابسي واغتسلت وتوجهت للصلاة , لقد وجدت لذة في الصلاة نعم تلذذت بكل معنى الكلمة , لقد انقطع عني هذا الشعور منذ مده للأسف , فاستبشرت خيراً وعدت للمنزل , وجدت العشاء جاهز على السفرة , وأثناء تناول الطعام لمحت نظرات ام كاشت متعجبة من الحال ثم سألتني كيف قضيت يومك , لكني قلت يوم ما سوف اخبرك بتفاصيلها , لكن الحمد لله كل شيء تمام ولافيه أي مشكله , الامور طيبه لاتقلقين ...

    بعد أن انتهينا من العشاء شعرت برغبة في الاستحمام ففعلت , واتجهت لغرفة المكتب , نظرت في المكتبه فلقد كنت في شوق لا أستطيع وصفه لقراءت الايه الكريمه التي سمعتها ( ومن يعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ...) وجدت تفسير ابن كثير , لكنني لا اعرف في أي سورة ابحث ونسيت طريقة البحث في فهرس التفسير , اتجهت للحاسب الآلي في زاوية الغرفه , شغلت الجهاز ودخلت الانترنت , وبحثت في موضع القران الكريم عن الآية فوجدت أنها في سورة ( طه ) الايات 124-125 , بحثت عن التفسير , لكنني قررت فتح المصحف الشريف والقرأه منه , فتحت المصحف على سورة( طه) بدأت القراءه من أول السوره , حتى وصلت للايات الكريمات فقرأتها وشعرت بأن ربي يخاطبني بها , شعور جميل أن تسمع وتقرأ كتابك الذي أنزله الله لك وتشعر بانك أنت المخاطب فيه , سبحان الله شعور عظيم لا اله الا الله ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) ( قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا) (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) اللهم اجعله حجة لنا لا علينا , عدت قرأتها مرات ومرات وتبادرت لي خواطر عجيبه , والآيات ما قبلها وما بعدها مترابطة وغاية في التعبير والوصف , وجدت لذة ورهبه ورغبة , مشاعر مختلطة لا يمكن وصفها , طرق الباب فدخلت زوجتي تحمل معها كاس شاهي , فنظرت لي وبيدي المصحف , وفي عيني أثر دمع , فرأيتها متعجبه , نهضت وتركتني , وضعت المصحف جانباً ثم قرأت التفسير , سمعت أهل الذكر يقولون ان أجمل الكلام كلام الله عز وجل , وخير الهدي هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم , وعندما يفسر اهل العلم تجد في تفسيرهم جوانب كانت تخفى عليك تزيد خواطرك نوراً على نور ... فلله الحمد والفضل والمنه ..

    كانت الساعة الحادية عشرة ليلاً عندما ذهبت لفراشي , بحثت عن الساعة المنبه , فعيرتها على الساعة الثالثة والنصف لصلاة الفجر , فتعجبت زوجتي وقالت : انا اصحيك , قلت كم مرة صحيتيني وماصحيت لان ماكان عندي نية للصحيان لكن اذا دقت الخراشه راح اصحى ان شاء الله , لان لي نيه الان في الصحيان فتعجبت وقالت اللهم اجعله خير , وجهك منور فدعت لي ودعوت لها , ذهبت للاطفال اطمئن عليهم قبل النوم فلابد من الممازحه والمداعبه , لحظات جميلة تثري مشاعرهم ..

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    عدت للفراش وضعت راسي على المخده , حاولت أتذكر دعاء النوم , فتذكرت قول " بسمك اللهم وضعت جنبي وبك ارفعه إن أنت أمسكت روحي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها كما تحفظ عبادك الصالحين ", مر علي اليوم كشريط أمامي ببعض تفاصيله , وخلدت في نوم عميق , نفس مطمئنه بإذن الله تعالى ...

    لقد عرفت سبب المعيشة الضنك لذا فقد ألزمت نفسي بتعهد الصلاة والذكر , مع شيء من التدبير في المال وليس التبذير , عرفت أن الإنسان تصله رسائل تذكره بحاله بين وقت وأخر في رحلة العمر , وقد تكون هناك رسالة أخيره , فان لم يقرأها بعقله ويعمل بمقتضاها فقد يخسر الدنيا والاخره , علمت من العلماء قولهم أن الإنسان مخير ومسير وأن للإنسان مشيئة تحت مشيئة الله عز وجل , لذا فهو محاسب على ما يدخل تحت إرادته وتصرفه , وليست الحياة عبث يلهو بها الإنسان كيفما شاء ومتى شاء , فالعمر يمضي والأيام مطايا

    لاشك أن المال عديل الروح كما يقال , وبه عيش الإنسان وصون للكرامة , واليد العليا خير من اليد السفلى , ومااروع اللحظات وأجملها تلك التي تفرج بها كربة مسلم , أو تدخل بها السعادة على يتيم أو فقير , او تكرم بها ضيفاً , تلك من صفات الرجوله وقد حثنا عليها ديننا العظيم , لذلك إن لم يفكر الإنسان بنفسة في تدبير أموره فليتذكر تلك اللحظات التي يكون فيها مقصداً للمحتاجين , تمر على أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا أعاصير يكونون فيها بأمس الحاجة لمنطقة أمنه هادئة يستظلون بها ويحتمون بها من حواف الإعصار فلتكن( أنت ) تلك ألمنطقه الهادئة في قلب الإعصار ) والحمد لله رب العالمين .



    اخواني أعضاء مكشات اعذروني على الإطالة والقصور والأخطاء

    راجياً أن تكونوا قد قضيتم وقت ممتع مع الرحلة والى الملتقى , تقبلوا مني خالص الود والتقدير .


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    5,728

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اخوي ربيع الكشته ليتك أطلت ووالله ماجاء منك قصور كفيت ووفيت
    وبهذا الجزء انسيتنا طول الأنتظار

    ولقد أبحرنا معك في هذه القصه التي كأننا عشناها معك في كل تفاصيلها وأحداثها

    قصه جميله غلفتها بنصائح ومواعظ اثابك الله بها وجزاك الله بها عنا كل خير

    أما ابوعبدالرحمن فهذا كنز رزقك الله به فلا تفرط به ولا أظن مثلك يفعل
    جمعنا الله وأياكم في جنته بعد عمر طويلا في طاعته

    تقبل تقديري وأعجابي

    أخـــوك :
    الرجم العالي

    نسيت >>>> ليش ماستعملت please call me >>>> وأحد متعقد من الجوال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .. النجوم الساكنة وطريقة تصويرها .. معلومات وصور ..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    my flickr


    " أستغفر الله العلي العظيم التواب الرحيم لذنبي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات الى يوم الدين "





  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجم العالي




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    اخوي ربيع الكشته ليتك أطلت ووالله ماجاء منك قصور كفيت ووفيت

    وبهذا الجزء انسيتنا طول الأنتظار


    ولقد أبحرنا معك في هذه القصه التي كأننا عشناها معك في كل تفاصيلها وأحداثها

    قصه جميله غلفتها بنصائح ومواعظ اثابك الله بها وجزاك الله بها عنا كل خير

    أما ابوعبدالرحمن فهذا كنز رزقك الله به فلا تفرط به ولا أظن مثلك يفعل

    جمعنا الله وأياكم في جنته بعد عمر طويلا في طاعته


    تقبل تقديري وأعجابي



    أخـــوك :
    الرجم العالي





    نسيت >>>> ليش ماستعملت please call me >>>> وأحد متعقد من الجوال نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اخي الرجم العالي
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    شرفني مرورك واشكرك على رفع معنوياتي كونك وجدت مايمتع ويجذب على الابحار
    الله يكثر من امثال ابوعبدالرحمن ولاتهون أنت والاخوه جميع
    تقبل الله دعائك , أسعدني مرورك الكريم
    أما بخصوص pls call me فلو استخدم لما وجدت قصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع الكشته ; 05/07/2007 الساعة 01:00 PM

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    170

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    لم اقرأ موضوعا شدني مثل هذا الموضوع وجزاك الله خير وكم كنت اتمني ان يطول الموضوع ولكن المهم الاعتبار

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    1,520

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    اخوي ربيع الكشته

    والله انها قصه توسع الخاطر وخصوصا لاصارت تحكي عن حالنا اليوم ومشاكلنا العامه والاجتماعيه
    خليتني اعيش بين اسطرها لمدة نصف ساعه
    ما اقول الا بيض الله وجهك وقصه تستحق الاشاده

    (لاكن اكثر شي اعجبني يوم صرفت الباكستاني يوم انه احرجك بالاسأله ) دقيته على الوتر الحساس

    والى الامام وننتظر المزيد والمفيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ابو محمد

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    373

    مشاركة: رحلتي الى قلب الاعصــار غونو ((( O ))) الجزء الثاني

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alhawy1
    لم اقرأ موضوعا شدني مثل هذا الموضوع وجزاك الله خير وكم كنت اتمني ان يطول الموضوع ولكن المهم الاعتبار
    اخي Alhawy1
    يسعدني أن الموضوع اعجبك
    جزاك الله خير , وشاكر لك مرورك الكريم .

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •