حتى تكتمل القصه أنصح بالاطلاع على الجزء الأول على هذا الرابط :
http://www.mekshat.com/vb/showthread...0&page=1&pp=15
رحلتي الى قلب الاعصــار غونو (((O ))) الجزء الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ما أنتهينا من صلاة الظهر , حيث لحق بنا في الركعة الثانيه أحد الرعاه باكستاني ( اجاويد خان ) وبعد التعارف سمعت عثمان يدعوه للغداء , ويبدوا أن هناك اتفاق ما وتناوب على الطبخ أو حسب الضروف ,كان الجو حار ولكن مع الوضوء والصلاة يبدوا أن الجسم تكيف بلا مكيفات مع البيئه والحراره العاليه ,وأشعة الشمس اللافحه , فسبحان من وهب الانسان القدره على التكيف مع بيئته
هدأت الرياح قليلاً وتلاشى الغبار وأصبحت الرؤية أفضل من سابقتها , تركت الرجلين يتحدثان في أمورهما الخاصه واستأذنت من عثمان , وعد ت للغرفة , خلعت ثوبي ووضعته على المسمار , استلقيت على ظهري , بدأ النعاس يتسلل باستحياء الى جفوني , ولكن هيهات في هذا الجو الحار ,
دخل عثمان وتوجه لصندوق في ناحية الغرفه , وأخرج في وعاء معه رز وعدد من علب التونه , فقلت له عليك الله يازول لاتتكلف ,, فقال ,, بنعمل غدانا العادي ,, مافيه كلفه يااخي الله يحييك , اليوم بتذوق غداء الرعاه وبتشرفنا ياخي ,, فقلت ولي الشرف , قال : برد بشوية مويه على شان تنام فقلت فكره أخذت شماغي وذهبت لتانكي الماء , أغرقته بالماء وبللت الفلينه كذلك , وعدت ووضعت الشماغ على وجهي بعد ما فككته وتغطيت به , شعرت بالراحه والبروده , بحثت عيني عن ذلك النعاس الخجول فما أن شاهدته حتى تشبثت به وعانقته , ولم أستيقظ إلا بنداء من عثمان للغداء
نظرت في الساعة فإذا بها الثانية والنصف , نظرت للجوال لا يوجد اتصال , مخرجي من هذا المأزق هو اتصال على جوالي ولا يمكنني الاتصال لانقطاع ألخدمه لعدم السداد , فقلت لعل أحد الأصدقاء يتصل علي بإذن الله .. ارتديت ثوبي ووضعت الطاقية على راسي , ذهبت واغتسلت وتوجهت إلى مصدر الصوت , خلف الغرف حيث وجدت المأدبة في دكة بارتفاع نصف متر ومسقوفه بجريد النخل , ألقيت السلام فردوا مرحبين , أخذت مكاني فقلنا بسم الله وانتظروا قليلاً حتى شعرت بأنهم يريدون أن ابدأ بوضع يدي في الصحن , ففعلت وبدأو , كان الغداء رز ابيض مع تونه , وقليل من البصل منثور هنا وهناك ,
كان الغداء لذيذ على الرغم من بساطته في جو لا يخلوا من الدعابة والطرفة , إن رعي الغنم والإبل تورث الرجل صفات وأخلاق حميدة وحنكه في الحياة ربما لأنه يقضي يومه كله في العراء السماء سقفه والأرض فراشه متأملاً في ملكوت الله , كيف لا والرسل والأنبياء كلهم رعوا الغنم بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وربما يكون في ذلك حكمة علمنا بعضها وربما جهلنا أكثرها ..
كان الحديث معظمه يدور بين الرعاة عن ابل فلان وكيف أنه انتقل للمقيظ ( المكان الذي تقضي فيه الإبل الصيف ) وكانوا يتحدثون عن البعير الفلاني والناقة والبيع والشراء ,,,>>>