بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أنكم جميعاً تدركون مدى أهمية البيئة الجيولوجية في المملكة العربية السعودية وتعدد أنماطها وأنواعها .
وكان قد سبق لي في سنة تخرجي من الجامعة أن أجريت بحثا مفصلاً بعنوان ( مدينة ثادق ،، دراسة ميدانية آثارية )
بدأت ذلك البحث بفصل كامل عن البيئة الجيولوجية في المدينة والأماكن المحيطة .وركزت قليلاً على تلك الأحافير البحرية المتحجرة التي جمعتها من نفس المنطقة
ومن ذلك اليوم إلى هذا الوقت لم أقتنع بعد بما كتبته في هذا الفصل ، لعل السبب يعود إلى عدم تخصصنا في هذا المجال ، وعدم توفر المتخصصين الناصحين ممن ذهبت وجلسة معهم وقدر لي عدم الحصول على أية معلومة ولو بسيطة منهم ، كل ما في الأمر أن تم إعطائي أسماء مجموعة من الكتب في علم المستحاثات اللا فقارية وعلم المتحجرات أخذت مني الجهد والوقت لصعوبة فهمها .
والآن سأقوم بعرض بعض ما كتبته عن الأحافير البحرية المتحجرة.
راجياً كل من لديه أية معلومات ولو بسيطة أن يوفي لنا الكيل و يتصدق إن الله يجزي المتصدقين
يطلق هذا اللفظ -في علم الجيولوجيا- على أي دليل مباشر يشير إلى وجود كائن يرجع عمره إلى أكثر من عشرة ألاف عام. وفي هذه الحالة تكون الحفريات هي بقايا التركيب الأصلي للكائن كالعظام وذلك بعد أن ملئت الأجزاء المسامية منها بالمعادن (كربونات الكالسيوم أو السليكا) التي ترسبت بفعل المياه الجوفية . ومن ثم فإن عملية الترسيب هذه تحمي العظام المتبقية من نفاذ الهواء إليها، فتجعلها أقرب ما تكون إلى الحجارة.
العرب والمسلمون هم أول من تحدث في علم الأحافير :
إن تاريخ تسجيل أول تفسير علمي دقيق للحفريات يرجع إلى القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وذلك عندما سجل علماء الطبيعة المسلمون نتائج ملاحظاتهم واستدلوا بها على نظريتهم في تغير سطح الأرض على مدى الأزمنة التاريخية الجيولوجية الفائقة الطول اللازمة، كما استرشدوا بها في دراستهم لعمليات الترسيب وتحجر الفتات الصخري.
فذكرابن سيناء في كتابه الشفاء
ما نصه:"وإن كان ما يحكى من تحجر حيوانات ونبات صحيحا فالسبب فيه شدة قوة معدنية متحجرة تحدث في بعض البقاع البحرية أو تنفصل دفعة من الأرض في الزلازل والخسوف، فتحجر ما تلقاه. فإنه ليس استحالة المياه، ولا من الممتنع في المركب أن تغلب عليها قوة عنصر واحد يستحيل إليه. لأن كل واحد من العناصر التي فيها، مما ليس من جنس ذلك العنصر، من شأنه أن يستحيل إلى ذلك العنصر، ولهذا ما يستحيل الأجسام الواقعة في الملاحات إلى الملح. والأجسام الوقعة في الحريق إلى النار".
أما البيروني فقد ذكر في كتابه "تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن"
علة وجود العظام في الآبار والحياض بقوله: "... فهذه بادية العرب وقد كانت بحرا، فانكبس حتى إن آثار ذلك ظاهرة عند حفر الآبار والحياض بها، فإنها تبدي أطباقا من تراب ورمال ورضراض ثم فيها من الخزف والزجاج والعظام ما يمتنع أن يحمل على دفن قاصد إياها هناك، بل تخرج منها أحجارا إذا كسرت كانت مشتملة على أصداف وودع، وما يسمى آذان الأسماك: إما باقية فيها على حالها ، وإما بالية قد تلاشت، وبقي مكانها خلاء متشكلا بشكلها".
ويستدرك ابن سينا في الشفاء
في تعليل وجود الحيوانات المائية في أعالي الجبال فيقول: "فالجبال تكونها من أحد أسباب تكون الحجارة والغالب أن تكونها من طين لزج جف على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، ..." ويضيف مبينا القيمة العلمية للأحافير الصدفية لأنها تعطي الدليل على أن المكان الذي وجدت فيه كان مغمورا تحت الماء فيقول: "... فيشبه أن تكون هذه المعمورة، قد كانت في سالف الأيام غير معمورة، بل مغمورة في البحار، فتحجرت إما بعد الانكشاف قليلا في مدد لا تفي التأريخات بحفظ أطرافها، وإما تحت المياه لشدة الحرارة المختلفة تحت البحر، والأولى أن يكون بعد الانكشاف... ولهذا يوجد في كثير من الأحجار إذا كسرت أجزاء الحيوانات المائية، كالأصداف وغيرها، ولا يبعد أن تكون القوة المعدنية قد تولدت هناك، فأعانت أيضا".
والآن إليكم بعضاً من هذه الأحافير المتحجرة التي جمعتها من ثادق أضع إليكم مع الأسف الشديد حيث عجزت أن أجد تعريف مناسب لها ودقيقة .
1 – النوتولوئيدات ( هكذا اسمها في الكتب الجيولوجية )
لأصداف النوتولوئيدات أشكال متعددة ، فهي إما أن تكون ملتفة أو غير ملتفة , ما يهمنا هنا هو الأشكال الغير ملتفة والتي تأتي إما على شكل مخروط طويل أو على شكل مخروط قصير .
وقد يزخرف بعض المخاريط النوتولوئيدية بما يعرف بالحلقات والتي قد تكون لتمايز نمو جدار الصدفة أو تموجها .
بعض النماذج التي قمت بتصويرها