استكمالا لما وعدت بتوضيحه فيما يخص توزيع الأمطار على جنوب غرب المملكة
نستطيع أن نقسم المنطقة الجنوبية الغربية وتحديد منطقة عسير وجيزان من
حيث توزيع الأمطار خلا فترة الصيف إلى أربعة أقسام :
قسم القمة والمناطق المحيطة بها
وتتميز أمطارها الصيفية بالاتي
1/ تعدد أيام الهطول فالمطر لا ينقطع كثير حتى ولو بأقل كمياته
2/ في ضل الظروف العادية الهطول غالبا مابين أمطار خفيفة إلى متوسطة إلى
شبه غزيرة أحيانا وبشكل متفرق
3/ في ضل أفضل الظروف والأحوال تسقط الأمطار بغزارة أحيانا لكن خلال فترة
قصيرة جدا وعلى مساحات محدودة مصحوبة بالبرد قد لاتتجاوز كميتها اليومية 30 ملم
4/ تساقط البرد في كثير من الأحيان يوهم البعض بغزارة المطر
قسم الجبال الأقل ارتفاعا الواقعة أسفل سفوح القمة الجبلية غربا
وتتميز أمطارها الصيفية بالاتي
1/ قلة أيام الهطول خلال فترة الصيف مقارنة بقسم القمة والمناطق المحيطة بها
2/ في ضل الظروف العادية الهطول عادة مابين أمطار خفيفة إلى متوسطة
3/ في ضل أفضل الظروف والأحوال الأمطار تكون غزيرة وعلى مساحة أوسع
وأحيانا تكون على شكل عواصف شديدة وأمطار غزيرة وكمية الأمطار قد
تتجاوز 60 ملم في اليوم
4/ ندرة سقوط البرد إلا انه يسقط أحيانا حسب نمط وشدة السحب الركامية
قسم المناطق الواقعة إلى الغرب من جبال تهامة
وهذه المناطق تكون فرصتها ضعيفة خلال شهر يونيو ومتوسطة خلال يوليو
وأغسطس لكنها تتحسن كثيرا من منتصف أغسطس وخلال شهر سبتمبر
وبعض المناطق هناك تسجل كميات هطول كبيرة في ظرف يوم
قد تتجاوز 35 ملم مصحوبة بالعواصف الشديدة خاصة في شهر سبتمبر
طبعا هذا في أفضل الظروف والأحوال
قسم السواحل
وهذه المناطق قد تتعرض خلال بعض فترات الصيف لهطول خفيف جدا
لا يذكر خاصة من منتصف أغسطس إلى سبتمبر لكن في بعض
الظروف النادرة والقليلة الحدوث تسقط أمطار متوسط إلى شبه غزيرة
إلى غزيرة أحيانا تبعا لظروف وحالة الجو العامة بالمنطقة
وعموما
تسجل المناطق الاقل ارتفاعا الواقعة أسفل كعب المرتفعات هطولات اكبر
من مناطق القمة خلال الصيف
بينما تشهد مناطق القمة وشرق القمة الهطولات الأكبر والأفضل خلال الربيع
أما المناطق الواقعة مابين تهامة إلى الساحل فتسجل هطولاتها الأكبر خلال
النصف الأخير من الخريف والنصف الأول من الشتاء
مع الوضع في الحسبان الحالات الشاذة سلبا وإيجابا اللي ممكن تحدث في أي
فترة حسب ظروف الجو العامة ونمط الظواهر الجوية المؤثرة كالنينو وغيرها
والله اعلم
من الذاكرة
لن ينسى أبناء منطقة جيزان شهر أغسطس عام 2004 وتحديدا يومي
3 و 4 أغسطس من ذلك العام عندما تعرضت المنطقة لأعنف الأمطار الصيفية
منذ مايقارب 45 سنة حيث فاض مايقارب أربعين واديا بالسيول الجارفة
وحصل الكثير من الأضرار ولقي ما يقارب عشر أشخاص مصرعهم
حينها كنت أنا في نزهه في مصايف أبها الجميلة في أجواء ماطرة وجميلة
يكسوها الضباب الكثيف ولا اعلم مايحدث في تهامة سوى مشاهدتي للكتل
الركامية الرعدية الضخمة الممتدة على طول منحدرات تهامة والتي تتجدد
باستمرار وومضات البرق التي لا تكاد تنقطع حتى في ساعات الليل المتأخرة
لقد انتابني شي من الاستغراب فلا متابعة ولا تنبؤات ولا أقمار صناعية
ولا رادار سوى ما تراه العين وتجهل ما بعده ولم اعلم أنها ستكون أيام
استثنائية لتلك المنطقة .. حقا أنها أيام استثنائية