المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو رافع الظاعن
سلام عليك في الخالدين
أبا فارس...
كنت أتساءل ...كيف بقي هذا الحمى في مأمن من مطاردات باحثي مكشات ... رغم يسر طريقه... وقرب موقعه...
ولعله فاتني أن :
قلوب العاشقين لها عيون ...ترى مالا يراه الناظرون!!!
فهيبة التاريخ ... تطأطئ رؤوس الباحثين...حتى إذا ما آنس فذ منهم من نفسه تهيؤاً... واستعداداً...وثب على طلبته ...ونكب عن ذكر العواقب جانباً...
التاريخ وقوده الذاكرة ...
وقد تذكرت بسبب موضوعك الجميل بعض الذكرى التي وجدتها في زوايا ذاكرة ترهلت بسبب العيال وأم العيال والانشغال بأسباب العيش فالله المستعان...
تذكرت فيد وقد مررت بها قبل ما يقارب ثلاثين عاماً في رحلة مع والدي لصيد القمري...
وتذكرت ليلة لا أنساها حيث بات عندنا في ضيافة الوالد الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ...
والشيخ محمد العبودي حفظه الله...
وفي الصباح غادرونا إلى الشمال وقد يكون على قصدهم حمى فيد...
أتذكر ماء الوضوء يتحدر من وجه الشيخ حمد الجاسر لصلاة المغرب...فالله المستعان...
وتذكرت ببيت الشعر الذي أوردته وهو:
سقى الله حياً بين صارة والحمى
حمى فيد صوب المدجنات المواطر
ماتركته أنت عمداً من إخوة هذا البيت:
وأوردها أنا قصداً لبعثها من مرقدها فقد كنت كثيراً ما أرددها عندما أمر على تلك الديار:
سقى الله حياً بين صارة والحمى
حمى فيد صوب المدجنات المواطر
أمين ورد الله من كان منهم
إليهم ووقاهم صروف المقادر
كأني طريف العين لما تطالعت
بنا الرمل سلاف القلاص الضوامر
أقول لفقام ابن زيد ألا ترى
سنا البرق يبدو للعيون النواظر
فإن تبك للوجد الذي هيج البكا
أعنك وإن تصبر فلست بصابر...
سدد الله خطاك يا أبا فارس...وشكراً لك على هذا العمل المتقن...
وكنت لما رأيتك ذكرت بلدة( النعي )
خفق قلبي استبشاراً بأنك سوف تذكر شيئاً عنها يشبع جوعتي إلى معرفة شيء من سرها المدفون بين جبالها الحاضنة لنخيلها ... وعينها الرقراقة في غربيها إلى الشمال منها ...
لعلك تتكرم علينا بإلمامة أخرى على تلك الديار تنقع بها غلتنا...
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بصاحب المعلقة التي طربت لها أسماعنا وهشت لها قلوبنا وطارت بها الركبان
وتذكيرا بتلك القصيدة الرائعة اسمح لي أن أقدمها لمن فاته الاطلاع عليها في هذا الرد :
أخي الأديب الظاعن
لقد سرت في جسدي مشاعر البهجة وأنا أقرأ هذا الرد الراقي ..
وحينما ذكرت لنا قصتكم في لقاء الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والشيخ محمد العبودي حفظه الله قبل ثلاثين عاماً .. وقفت أتأمل عطاءهم خلال تلك الأعوام ..
لقد بذلوا الكثير وقدموا الكثير ... ومازال هناك الكثير مما لم يقدم بعد !!
فهل سنقدم - ونحن في بداية المشوار - مثل ماقدموا ؟؟
رغم أن السبل والإمكانيات قد أتيح لنا منها أكثر مما أتيح لهم ..
إن المسؤولية على عواتقنا كبيرة وخصوصاً أن هذا العلم لم يخدم في كثير من الجوانب .
وفيما يتعلق بطلبك بالكتابة عن بلدة النعي فلعل الله أن ييسر لي ذلك في مستقبل الأيام ولقد تركت الحديث عنها لأنها خارجة حدود الحمى وليست في نطاق هذا البحث
سدد الله خطاك أخي الفاضل وبارك الله في علمك وعملك .