بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله الذي اتمم علينا العافية والصحة والسلامة في رحلتنا الطيبة المباركة مع ثلة من خيار الرجال ، رجال الخليج العربي أهل الصعاب والسنايد في مثل هذه الرحلات التي شملت الخوض في خضم قارة أفريقيا وفي كنانتها ارض تنجانيقا وزنجبار التي لها في التاريخ معالم عربية إسلامية وامتداد لأهل الخليج من خلال أهل عمان وإخوانهم من أهل الجزيرة، فكم تكلمت الطرق والأبنية وآثار من أخلاق عربية إسلامية في ما رسمته وجوه المسلمين في تلكم الأرض الطيبة وما يطلق عليها حديثاً (تنزانيا) .
لقد ضمت رحلتي فريقين في تلك الديار فريق سعودي وفريق كويتي على مدى 24 يوماً، فشملنا بزيارتنا أراضي تنجانيقا وجزيرة زنجبار جزيرة البهار ، وجزيرة حكم السلطنة الإسلامية والتي كان يطلق عليها (سلطنة مسقط وزنجبار).
وفي الخريطة التالية أبين وجه تنقلنا بين زنجبار وتنزانيا
رأينا التاريخ وما تبقى رغم الاحتلال الصليبي من مسلمين متمسكين بقيمهم وعاداتهم الأصيلة رغم ما تعرض له المسلمون من اضطهاد وقتل وتشريد بتحريض من المحتل الأوربي الصليبي ،وقد حفظ التاريخ شيئاً من تلك الصور المأساوية المتمثلة في ما التقطته أخبار ايطاليا من صور إعدام عشرون ألف مسلم في وقت واحد في عام 1964 وكيف أمد الانجليز الأفارقة الغير مسلمين بالسلاح وتحريضهم للسلطة الإسلامية في زنجبار وتقتيلهم بأيد افريقية لكي لا يظهرون بالشكل الإجرامي وكأن الأمر ليس بأيديهم!!
يقول معلق الفلم الإخباري والموجود نسخة له في موقع اليوتيوب(×××××××) على أحد الروابط التالية :
zanzibar 1964 part 1 مجزرة زنجبار عم 1964 الجزء
http://www.×××××××.com/watch?v=40_ih4nNdoc&feature=related
يقول المصور مع تعليقي لما رأيت من الفلم ،انه في يوم أخر وفي يوم 19 يناير 1964م ومن طائرة الهليكوبتر وما رأينا من مجموعات افريقية قادمة بدعاية من قبل المستعمر بأن العرب المتواجدين بالجزيرة مازالوا يمارسون العبودية وتحت ظل هذه الدعاية لضرب التواجد العربي بالمجموعات الأفريقية المجرمة تم حصد الآلاف من العرب بالجزيرة ويظل هذا الفلم الذي نصوره كمصدر وحيد للمجزرة التي تمت مابين 18 و20 يناير من عام 1964م مشاهد من الفلم الوحيد يصور المقابر الجماعية لقتلى بالثياب البيضاء ومقابر كبيرة لآلاف منهم وغيرهم ممن سقطوا في مواقع على أبواب القرى وفي الطرق وتستمر الجريمة بمتابعة الأبرياء والعزّل وهم يتجهون للبحر في غير هدى ، مجرد الخروج من أصوات الرصاص وأمل النجاة من إجرام الأفارقة بتأييد استعماري نصراني وحشي لا يعرف للإنسانية اسم سوى اسمه ، فلم يترك طفلاً ولا امرأة وعجوزاً بل هم في عقلة مجرد أهداف لمطامعه الدنيئة المجردة لأي معنى للإنسانية
لكن يظل للإسلام رباً يحميه وللشهداء جنة الخلد ويبقى الإسلام شامخاً ما بقى للأرض هواء وماء، فما للدنيا حياة ما كان فيها إسلام....
الله اكبر وأنا في رحلتي التنزانية التي بها رأينا عظمة هذا الدين وكيف انه باقٍ رغم الأعداء ورغم كل حاقد فهو دين الله.
نستكمل معكم فرحتنا بما رأينا في جزيرة زنجبار وارض تنجانيقا المسلمتين وما حملناه إليكم من عبير الياسمين وفواح القرنفل والهيل والزنجبيل وحب أهل بلد تلك الديار للمسلمين ، سنجول ونسرد في ثنايا كتيبنا هذا قصة رحلة رحّال الخبر مع رجال الخليج ما رأيناه وما شعرنا به وأحسسنا من فيض نفيض به إليكم لتشاركونا ما لا نستطيع حمله وحدنا ولا احتواء جوانبه لعلكم تساعدوننا في تقاسم هذا الحمل الثقيل.
خارطة جزيرة زنجبار التي تمتد من الشمال للجنوب 120 كلم تقريباً
الحمد لله حمداً طيباً يوازي نعمه فبه سبحانه وبعونه وصلنا وأكملنا رحلتنا الأفريقية مع مجموعتين من خير من عرفت أرجو أن يجمعنا الله بهم وبمن يحبنا ونحبه في مستقر رحمته وتحت ظل عرشه الكريم.
كانت تلك الرحلة من خير الرحلات لما اشتملت من أخوة وتحاب وتعاون وهدف مشترك في رحلة مميزة لن أنساها ما حييت، فكم يحيى الإنسان بقيم تظل رغم الزمن باقية تعينه على نوائب الحياة ومن اجلّها الأخوة في الله وهذه ما شعرت به في هذه الرحلة المباركة ، أخوة وحب وتعاون وإيثار ...
كم كانت تلكم الأيام جميلة برفقة أحباب لم تجمعني بهم رحلة سابقة ولا معرفة قديمة ولكنه الهدف السامي في معاني الأخوة هي من رفعتنا لمرتبة عالية مرتبة المحبة في الله والمشاركة والتعاون في مؤاخاة فريدة اسأل الله أن يديمها علي وعلى من أحب اللهم أمين.
ستكون طريقتي هذه المرة في جمع الرحلتين وربطهما ببعض في المكان وسأفرد لكل مجموعة في ثنايا كلامي ما تميزت به على انفراد وبتداخل مع تدرج المكان المقصود، بمعنى أني سأتكلم عن رحلة زنجبار وتنزانيا مع العلم أنهما في الوقت الحاضر دولة واحدة ولكن ككتلة واحدة سأفصل زنجبار عن ارض تنجانيقا لكي يتعرف قارئي الفاضل على المكان كوحدة مستقلة .
وبما أن جزيرة زنجبار الأقرب إلى نفسي لما احتوت من تاريخ وقيم وطبيعة فريدة سأبدأ بها بعون الله تعالى.
قبل البداية بداية البداية وبدايتنا تحضيرنا لهذه الرحلة ومن المهم ذكر أخ كريم بمقام الأخ الشقيق فهو من الأصحاب الذين اخذوا مني تجربة الترحال بكل جدية وأجاد في معرفة تفاصيلها فتفنن في العون والمساعدة بل غلب الأستاذ في بعضها وكيف لا وهو الأساس في طرح هذه الرحلة لغير من اعرف ممن ربطتني بهم إخوة لا سلكية إن صح التعبير من خلال الانترنت ، فقد نجح الأخ الحبيب يوسف البدر في إخراجي من طور الرحلات الخاصة لمن تعددت رحلاتي معهم إلى الانفتاح لمشاركة رحلاتي لمجموعة اكبر في إطار الرحلات الجماعية المرتبة والمنظمة ، وقد نجحنا في تنظيم هذه الرحلتين بجهود مميزة من الأخ يوسف حفظه الله وتكللت بالنجاح رغم ما اعترضنا من عوائق بسيطة خارجة عن سيطرتنا فهي تدخل ضمن الفكر الإفريقي لتسيير الرحلات ولكن رغم ذلك فقد تمت عناصر الرحلة كما نحب فلله الحمد والمنة .
تم الاتفاق مع الأخ يوسف على الترتيبات قبل الرحلة بثلاثة شهور وتم التنسيق مع شركات الطيران وشركات السياحة في تنزانيا وبعد معرفة جوانب الرحلة وخط السير وتقدير المبلغ تم الإعلان عنها من خلال المنتديات المميزة لمثل هذه الرحلات ذات الأهداف العالية ومن تلكم المنتديات منتدى الرحلات ومنتدى مكشات ومنتدى زاد المسافر ومنتدى السياحة وكذلك تم إرسال الإعلان لبريد الإخوة والمعارف ممن ارتأيت بهم المشاركة ، علماً أن العدد محدود جداً فكان هدفي لكل رحلة عدد 15 شخصاً لا يزيد ،وتم كتابة الأسماء ورغم الخبرة القليلة في إدارة الرحلات الجماعية فقد تمت إدارتها إدارة طيبة وتم التشكيل النهائي للرحلتين بالنحو الآتي:
الرحلة الأولى:
كانت هذه الرحلة هي لإخواني من أهل السعودية وهم:
- خالــــد الخنينــــــي
- عبد الله العتيبـــــي
- عبد العزيز العثمان
- راكــــان اليوســف
- عمــــار العقيــــــل
- حمـــد الابراهيـــم
- محســن الحربـــي
- يعقـــوب الحسيــن
- عبدالله الخليفـــــة
- احمــــد العمـــــــر
- مجـــدي الــردادي
- يوســـف البــــــدر
- وأنــــــــــــا معهم.
وهنا صورة جماعية للفرقة الاولى وينقصهم الخنيني والعمر والابراهيم
وخط الرحلة من الدمام إلى مطار كلمنجارو في شمال تنزانيا وقضاء ستة ليالي في الغابات والتخييم في خيام ضمن مناطق المحميات الطبيعية ، ورحلات سفاري لأشهر المواقع التنزانية المحتضنة لحيوانات إفريقيا الشهيرة كالأسود والنمور والفيلة والزراف والكركدن والخرتيت والنعام وجملة من الغزلان وبقر السهول الإفريقية ، وبعدها الطيران من كلمنجارو إلى جزيرة زنجبار وقضاء ليلتين بثلاثة أيام في موقع فريد سنتكلم من خلال هذا السرد على الغريب في طبيعة ومناحي الحياة في هذه الجزيرة إن شاء الله .
الرحلة الثانية :
وهذه الرحلة الثانية زمنياً بعد الأولى مباشرة حيث أنني بعد توديعي للمجموعة الأولى في زنجبار خرجت لأستقبل المجموعة الأولى من أهلنا أحبابنا الكويتيون أهل الغيرة والنخوة وأهل نشر الخير في مواقع شتى في الأرض المعمورة وعلى رأسهم الداعية الإسلامي الكبير الدكتور السميط حفظه الله للمسلمين عونا ومفتاحاً للخير في القارة السوداء .
والفريق الثاني كان بعدد تسعة وهم:
– سليمـــان العقيلـي
– جاســـم الشــــراح
– حمــــد المزعـــــل
– عبد السلام الرندي
– وليــــــد البـــــدر
– أحمـــــد القصــار
– محمــــد الخليفـي
– فيصـــــل العثمان
– وتاسعهم محدثكم
صورة للفريق الثاني من أهلنا أهل الكويت
ورحلتي معهم ابتدأت من جزيرة زنجبار ولمدة يومين والتجول بها وثم الطيران إلى مطار اروشا في شمال تنزانيا لقضاء ستة ليالي في كنف المحميات الطبيعية وسأفصل الكتابة عن الرحلتين بذكر تسلسل واحد لكل منهما يبدأ من زنجبار وينتهي بالطيران من الجزيرة وثم الكتاب الثاني الذي سأتكلم فيه عن منطقة تنزانيا البرية وأبدأ فيه ان شاء الله تعالى بمدينة اروشا التنزانية مدينة السفاري وأنتقل بكم في مناطق الداخل ومابها من مناطق ومحميات طبيعية جعلت من هذا البلد الافريقي وجهةً سياحية لرحلات السفاري العالمية .
فالى موضوع كتابنا الحالي والى زنجبار ارض الخير والبهار .
زنجبار
ارض البهار الإفريقي المميز كما أنها ارض السلطنة الإسلامية المترامية الإطراف والممتدة من الخليج العربي إلى سواحل إفريقيا الشرقية وسنذكر إن شاء الله هذه الحقبة بما قرأت وشاهدت من خلال الزيارة الفريدة مع تلكم المجموعتين الفريدتين أسأل الله أن يعينني على الصواب وعلى بسط الأمر على ما يحب قارئي العزيز اللهم آمين.
ما أن صدر إعلان الركوب لفريقنا للصعود للطائرة حتى كان الفريق متأهب ومتهيئ لتلك المغامرة والتي ابتدأت بطائرة ذات مراوح تتسع لستين راكباً
التوجه للطائرة من مطار كلمنجارو الى زنجبار
ففتحت الأبواب والمندرجة لسلم الصعود تلقائيا ومن مؤخرة الطائرة كان الدخول وثم بعدها أتت عربات نقل العفش لوضعها بالطائرة ومما لاحظه احد فريقنا أن الطائرة أكتفت بما تلقفته من حقائب واقفل سائق العربة بإرجاع الحقائب المتبقية وصاح بنا صاحبنا أن الحقائب لم تحمّل معنا بل رجعت!
ظننا بصاحبنا المزاح وإلا كيف تقلع طائرتنا بلا حقائبنا ؟
المهم لم نعط ذلك الأمر بالاً وأتممنا رحلتنا بالاستمتاع بالطيران ومشاهدة جبل كلمنجارو ذو الخمسة ألاف وثمانمائة متر وأخيه الصغير جبل مونتميري ذو الخمسة ألاف متر، وحين مرورنا عليه كان منظر الجبل وقمته المكتسية بياضاً منظراً يأسر الألباب من روعة وهيبة ذلك الشموخ الإفريقي المتمثل بجبل كلمنجارو.
المنظر لم يكن عادياً البتة وتعبيري سيكون قاصراً عن إيصال ولو جزء يسير من عظمة خلق الله ولكن شيء في النفس وددت بثه وشيء من الامتنان لما أحسست به ، الغيوم جاثية أسفل قمة الجبل في ما لا تستطيع بلوغ قدر ذلك الشموخ فإطلالته العالية التي اخترقتها قمته بكل فخر تعبيراً لكل العالم ولكل من يرى هذا الشموخ، بأنه هنا في أفريقيا مكاناً وموطناً ورمزاً يسمو فوق السحاب وكأنه يقول هنا إفريقيا كما لقمم الهملايا بآسيا ولقمم الألب بأوربا من رمز يفخر أهله به .
أن مجرد رؤية ذلك المنظر كافية لتغذي أعيننا بفيض من المتعة والمعرفة وتعطي للمكان التنوع الغير مألوف عن إفريقيا بلد الغابات والسفاري إلى تنوع تضاريسي مشوق وجميل.