بسم الله الذي فلق الحب والنوى وأخرج الحي من الميّت وأخرج الميّت من الحي لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون
والحمد لله والصلاة والسلام على النبي المصطفى الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين
وبعد
أخواني أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عنونت هذا الموضوع واخترت له هذه الصيغة
(( الأثل وأكبر أثلة ))
وعلى هذا الموضوع بعض المعلومات التي يجهلها بعضنا
نعم هي أكبر أثلة رأيتها بأم عيني وليست أكبر أثلة في العالم ولعل أحدكم يأتي لنا بما هي أكبر منها
وهذه صورة لها من بعيد
موضوعي اليوم عن أثلة عظيمة في القصيم / بريدة / محافظة الأسياح وتسمى أثلة عقاب وهي تقع جنوب بلدة التنّومة القديمة كما يتّضح موقعها في الصورة التالية
أخوتي أخواتي في الله كُلنا يعلم أن كلمة الأثل تطلق على الجمع والأثلة أسم يطلق على المفردة من الأثل وذلك بمختلف مقاساتها وشجرة الأثلة تتكوّن من لونين أساسيّين هما الأدهم وهو لون الجذع والأخضر لون الورق / الهدب
الأثلة من النباتات المعمّرة وذات القامة الطويلة والعروق الوتديّة الطويلة التي تمتد مسافات بعيدة عن أصل الجذع بحثاً عن الندى
وللمعلومة أن الأثل يستحسن غرسه في وقت محدّد وذلك وسط الشتاء / المربعانيّة وله ثمر مستدير يقرب شكله من الفستق ويسمّى بــ (( الكرمع ))
ومن أبواب السخرية في الأقوال المحليّة :: ـــ عندما يستمع الشخص إلى كلام ليس بالصحيح
يقول (( الله يعز الأثل يطلع كرمع ))
وهذا الثمرلا يبذر كي تنبت الأثلة منه ومن أراد أن يغرس أثل فمن المعلوم أنه يؤخذ شتلة من أحد أغصانها بمقاس البوصة فما أكبر ويدسّها في التراب أو يضعها في حوض من الماء ثم يبدأ خروج أغصان صغيرة فتكبر شيئ فشيئ حتى تصبح أثلة كبيرة وهذا ما يطلق عليه بالإسم المحلّي (( بريض )) كناية على صغر الأثلة فهي بالأرض لم ترتفع ... الصورة
فقد حرص واهتم الناس القدامى بقطع أخشاب الأثل في الوقت المحدّد لتأكدهم من عدم سريان الماء في أغصان الأثلة وخلوها مما يسمّى بـ (( القادح ))
والقادح سوسة دقيقة غير محسوسة وسط الجذوع : تقوم بنخر الخشب فهنا يحتاط أصحاب الأبنية الطينيّة والمساجد القديمة عند طَمّها من هذا القادح الذي ينخر الخشب لكي لا تسقط الأبنية على من تحتها وهذه صورة لمجلس الأخ :: ــ أبو صالح
وهذه صورة من مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموجود بمنطقة الجوف / دومة الجندل وقد سقفت أبنيته من خشب الأثل وهذا أكبر دليل على أنا الأعمدة الأفقيّة قطعت في الوقت المحدّد والمضبوط
الأثلة نبتة نافعة ومحبوبة لدى الأولين والآخرين وكان ولازال الناس تثبّت أملاكها بشجرة الأثل كما يعمد الإنسان إلى غرسها حول الأرض التي استولى عليها لتكون صواداً للرياح الشديدة وكذلك لأحياء الأراضي البور لتحمّلها انقطاع الماء والصبر عنه ما دمت كبيرة
وشجرة الأثل تنبت في الأماكن الساحليّة والصحراويّة من جزيرة العرب / المملكة العربيّة السعوديّة وقدر مررت بجميع مناطق المملكة فلم تنقطع عن ناظري
وهذه صورة من القوقل إرث لوسط البلد / الصباخ
وتتواجد في هضبة نجد بكثرة وأخص في منطقة القصيم إذ لا يمكن لأحد أن تنقطع الإثلة عن نظيره في الشوارع وداخل المدينة وفي الضواحي والمزارع
وهي لا تقل منفعة عن النخلة حيث يستفيد الإنسان والحيوان منها كالإبل والغنم تلجأ إلى أكل هدبها لأنه غني بالأملاح
الأثل نبات قوي فهو يتحمّل المناخ شديد الحرارة ويتحمّل شدّة البرودة التي تحل بالمنطقة الوسطى فأهل المزارع وبعض الاستراحات يصنعون (( حظائر/عريش )) من الأثل
والبعض يعمل من جذوعها أداة لتقطيع اللحم (( فاض / سندان ))
ولا يخفى على البعض أن الشجر يقاس عمرها بعدد الدوائر / الحلقات الموجودة في مساحة مقطع الجذع
وهل يا ترى أن نوحاً عليه السلام صنع السفينة من خشب الأثل أو خشب الأرس :: ــ الله أعلم
ومما يعرف عن الأثلة وقوّتها فقد تطال وتتعدّى أسلاك الكهرباء الموصلة بين الحارات مما تتسبّب في الاحتكاك بها حتى ينقطع التيار الكهربائي الموصّل بين البيوت
وبالمناسبة في أحد المواقع القديمة :: ــ صوّرت بمسافة 500 متر ورأيت أكثر من خمس توصيلات في السلك الكهربائي كلّها بسبب تطاول الأثل وخطورته
=============
============
والمعروف أن الأثل يضايق الجدران مما يؤدّي إلى تشطيب المباني و والقيام بخنق الطرق والشوارع التي بين بعض القرى و المزارع مما يتسبب إلى ازدحام المرور
========
=========
الأثلة يعرفها ويحبّها الإنسان من قديم الزمن وحتى عصرنا هذا إذ يستنفع منها بالكامل فجذوعها بمختلف أحجامها تستخدم سواقي للمياه بالمزارع ومثاعب للسطوح ويستغل حطبها نار للتدفئة وقت الشتاء ويباع بأقل الأسعار كما يطلق عليه أهل المنطقة من لا يشتري حطب السمر وحطب الأرطى وغيرة
فيقول هذا (( سمر الديرة , سمر بلدي ))
وهذه صورة لأحدى مبيعات حطب الأثل في القصيم / بريدة
ومن واقع تعاملي معه حطب الأثل وإيقاد النار منه الأفضل أن يلجأ مشعل النار إلى تقشير لحائه كي تقل نسبة الدُخان المنبعثة من ناره التي تؤلم العيون
كما يعمل الطاهي على حطب الأثل تحضير الأكل بالطبخ من إشعال خشبها وينجر من أعوادها المتوسّطة خشباً يستخدمه الإنسان في بعض أدواته كالمساحي والفؤوس وبعض الأواني المنزليّة كالصحاف والأدوات المساعدة
والبعض يعلم أن أوراق الأثل (( الهدب )) تستخدم علاجاً حيث يشعل بالهدب نار صغيرة كي تثور أدخنتها ويستنشق دُخانه من قبل النساء والرجال حيث له منفعته قويّة بعد مشيئة الله للأورام وبعض الأمراض
و الطريق سهلة ولا يحتاج لها وصفة ورائحة دُخان هدب الأثل مهم جداً للحامل والنفساء فهي طاردة لشمم والالتهابات
حتى أن أجدادنا الأولين رحمهم الله كانوا ولا زالوا يتّخذوا هدب الأثل علاجاً أساسي في بيوتهم وقد لمسوا منه الشفاء بعد توفيق الله عز وجل
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لفح الهجير
