وليست القسوة متمثلة في قتل الحيوان أو التسبب في موته فقط، بل إن أي إيذاء له لا يُقبل في الإسلام؛ ولذلك نجد الشرع الإسلامي يهتم بحماية حقوق الحيوان من أكثر من جانب: كالنحو التالي :
أولا : حرمة دم الحيوان، فدم الحيوان مصان الا ما أحل الله ذبحه لأكله ـ و قتله لأذيته :
الحيوان المؤذي يقتل لكن ليس بهذه الطريقة البشعه ... يرمى بسلاح بعيد عن الإسراف والتعذيب
ثانيا : الإحسان اليه حتى حال ذبحه، واحترام مشاعره :
حين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تعذيبه أثناء الذَّبح لأكل لحمه، سواء كان التعذيب جسديًّا بسُوءِ اقتياده للذبح, أو برداءة آلة الذبح، أو كان التعذيب نفسيًّا برؤية السكين؛ ومن ثَمَّ يجمع عليه أكثر من مَوْتة!
فقد روى شَدَّاد بن أوس قال: ثِنْتَانِ حفظتُهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ, وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ, وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ"
كما رَوَى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رجلاً أضجع شاة يُريد أن يذبحها وهو يَحِدُّ شَفْرته، فقال النبي : "أَتُرِيدُ أَنْ تُمِيتَهَا مَوْتَاتٍ، هَلاَّ حَدَدْتَ شَفْرَتَكَ قَبْلَ أَنْ تُضْجِعَهَا
ثالثا: تحريمَ حبسه وتجويعه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ؛ لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ
رابع: لايجوز تعذيب الحيوان ,وقتله دون وجه حق :
خامس: نَهَى الإسلام عن اتخاذ الحيوان غرضًا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ؛ فَإِنَّ اللهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ
فها هو ابن عمر رضي الله عنهما يمَرَّ بِفِتْيَانٍ من قريش قد نَصَبُوا طيرًا وهم يرمونه، فقال لهم: لعن الله مَنْ فعل هذا؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضا
ومن صوره الأن
أ ـ توزين الأسلحه على الحيوانات والطيور
ب ـ تجريب جودة الأطلاق
ج ـ مصارعه الديكه
وغيرها الكثير
سادسا: الحماية من ألم الجوع والعطش ::
فقد روى أبو داود وابن خزيمة عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ (أي ظهر عليه الهزال من قلة الأكل), فَقَالَ: "اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ! فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً, وَكُلُوهَا صَالِحَةً
في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلأ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ"
سابعا: وجوب الرحمة والرفق به :
وقال رجل: يا رسول الله، إنِّي لأرحم الشَّاة أن أذبحها. فقال: "وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ"[
ثامنا : يُخْتَار لها المَرَاعي الخِصْبَة والأطعمة النظيفة والبحث عنها :
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا ))
تاسعا : نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات بالنار :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي مسعود قال : كنا مع رسول الله صلىالله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : (( من حرق هذه ؟ )) قلنا : نحن . قال : (( انه لاينبغي أن يعذب بالنار الا رب النار )) رواه أبو داؤود
عاشرا: عدم إيذائه :
فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على حمار قد وُسِمَ في وجهه، فقال: "لَعَنَ اللهُ الَّذِي وَسَمَهُ" . وعن عبد الله بن عمر، قال: "لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ مَثَّلَ بِالْـحَيَوَانِ"
الحادي عشر : التعرض لأعشاشها وصغارها :
وروى عبد الله بن عمر t قائلاً: "كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرَة معها فرخان، فأخذنا فَرْخَيْهَا، فجاءت الحُمَّرَة فجعلت تُعَرِّشُ ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا
الثاني عشر : نهى الإسلام عن قتل ما ليس فيه منفعه أو قتله دون أكله :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( "مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ" ))
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( مامن انسان قتل عصفورا فما فوقهابغير حقها الاسأله الله عز وجل عنها )) . قيل : يارسول الله وما حقها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( أن يذبحهافيأكلها ولا يقطع رأسها فيرمي بها )) رواه النسائي والحاكم وصححه
الثالث عشر : عدم إرهاقه في العمل :
فعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسّر إلي حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه، فجرجر وذرفت عيناه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه (ذفري البعير: أصل أذنه)، وهو الموضع الذي يعرق منه الإبل خلف الأذن - فسكن فقال: ((من صاحب الجمل؟ فجاء فتىً من الأنصار فقال: هو لي يارسول الله فقال (أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله! إنه اشتكى إلي أنك تجيعه وتدئبه – أي تتعبه -))
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" ""
وإذا كانت مغفرة الله وثناؤه على عبده جوائز إلهية تنتظر من يرقُّ قلبه للحيوان الأعجم فيرحمه ويغيثه ويخفف عنه، مهما كانت حال هذا العبد سيئة فيما يبدو -كما رأينا-؛ فإن العقاب الأليم -على الجانب الآخر- سينتظر من جفت ينابيع الرحمة في فؤاده؛ فنسي أن لهذه المخلوقات أكباداً رطبة, وأنها -وإن أعياها النطق والبيان- تشعر وتألم، بل تشكو إلى الله ظلم الإنسان لها..
وما أروع أن أنْ يأمر الشرعُ الإسلامي بالإحسان إلى الحيوان، لا سيَّما في تلك اللحظات التي يسلبه فيها أغلى ما لديه وهو الحياة، وذلك حين يذبحه بغرض الأكل؛ حيثأَمَرَت الشريعة الإسلاميَّة بأن يكون ذلك بأكرم الطرق وأفضلها.
وبينما كانت الحضارة الإسلاميَّة تنظر للحيوان تلك النظرة الراقية المتوازنة كانت عديد من الأممغير الإسلاميَّة في العصور القديمة والوسيطة تقرُّ مبدأ مسئوليَّة الحيوان - أي أنه مسئول ومحاسَب على تصرفاته!!
ولعلنا نهي هذا الموضوع بحديث الحبيب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"في كل كبد رطبة أجر"
؛
؛
أي أن لنا في رحمة أي حيوان أجرًا.
نسأل الله إن يهيدنا إلى سواء السبيل ... إخواني وأحبائي في الله لنتعاهد على نشر هذه الرساله
ليعلم الجاهل وليهتدي الضال
ولنربي أجيال
واعيه بماهية الصيد وطريقة حفاظنا على ثرواتنا الحيوانيه
بعيد عن الإسراف والتذبير
و الافراط و التفريط
فلنكن يدا واحده للحفاظ على بيئتنا وحيواناتها
ديننا دين (( الرحمة .. الرحمة ... ))
هذا والله أعلم
فهذه دعوتي إلى المقصر والمخطأ .... باااااب الـــتــوبة مــا زال مـفـتــوح فــبــادرأخــي قــبــل أن يــغــلق