نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الشاعر غالب بن خطاب آل سراح من زعماء مدينة الجوف عاش في القرن الثالث عشر الهجري وعندما استولى الأمير عبيد بن علي الرشيد على الجوف حوالي عام 1258 هـ 1841 م أخذ حطاب وأبنه غالب اسيرين ووضعهما في السجن بمدينة حائل ، واستطاع غالب أن يهرب من السجن واتجه شمالا حتى وصل غلى أبن عدوان أمير البلقا فحل ضيفا عنده ، وتوفي رحمه الله عام 1275 هجري - 1858 م . وكان متخفيا مخافة من الملاحقة ممن هرب منهم فتقدم مع الضيوف على مائدة الطعام ولكثرة الضيوف كان الآكلون يتحلقون على صينية الطعام حلقة واحدة وخلف الحلقة الأولى حلقة ثانية يتناولون الطعام عن بعد أو يناولهم الذين في الصف الأول والحلقة الثانية تسمى ( الرّدف ) أو المردوف مما لم يكن مألوفا عند غالب فاستغرب هذا الوضع وبقي حتى انتهى الآكلون وعندما اقترب ليتعشى ورأى بقية الأكل أنسدت نفسه من الأنفة وعاد إلى المجلس دون طعام وعندما تفرق الناس ولم يبقى غيره بالمجلس كان هناك ربابة معلقة في عارض البيت الشَّعري فأخذها وبدأ يغني عليها :-

ياما حلا والشمس ييبدي شعقها *** من عدّل الزرقا على نقرة الجوف


نسقي بها غيد ظليل ورقــــــــها *** نقلــــــــط نماها للمسايير وضيوف


أحلى من البلقا وصافي مرقــــها *** مقلطة للضيف كـــــــرعان وكتوف


كم حايــــل للضيف ترمى شنقها *** يقلط حفف ماهو على الزّادمر دوف


إن روحت بالليل ترمي عـــــلقها *** متياسريـــــن بالغداء يطلب الشوف


وقد سمعت ابنة أبن عدوان هذه الأبيات وأيقضت أباها من نومة وقالت له : ضيفك هذا غير عادي وهذا ما قال ، ثم أوردت الابيات فأشعل أبوها النار في منتصف الليل واجتمع عليه رجال قبيلته كالعادة أنها لا توقد النار في الليل بهذه الدرجة إلا لأمر مهم وعندما اجتمعوا طلب ابن عدوان من الضيف إعادة ما قال ، فأعاده فقال ابن عدوان لرجاله : ما رأيكم فيمما قاله الرجل ؟ فقالوا له :- إن كان صادقا فيما يقول فهو كفوء ويستحق أكثر وإن كان إدعاء فأمرك فيه ، فقال : نستبقيه عندنا ونرسل إلى بلدة وجماعته ليرى صدق قوله من عدمه ، هذا الكلام يجري بين الرجال في الوقت الذيس يجهز فيه عشاء جديداً للضيف وفي الصباح استبقى ابن عدوان غالب وأرسل أهل أربع ركائب إلى الجوف ليعرفوا مدى صحة ما أشار إليه . وعندما وصل الركب إلى مدينة الجوف أكرمهم أهل الجوف غاية الأكرام دون أن يعرفوا عن مهمتهم شيئاً فكانوا في الغداء على ذبيحة وفي العشاء على ذبيحة يأكلون منهاا لوحدهم لايشاركهم فيها أحد غير ما يتخلل ذلك من دعوة للقهوة وتقديم أصناف التمور الفاخرة طيلة اليوم وكان أحد هؤلاء الركب يأخذ حنوك الذبائح التي يأكلونها عند أهل الجوف ويجمعها لتكون دليلاً ماديا بصدق ما قاله غالب وعندما عاد الركب واتضحت الحقيقة لابن عدوان قال لضيفه غالب : أطلب مني ما تريد !! قال غالب : لا أريد منكم سوى التوسط لدى الأمير عبدالله بن رشيد أمير حائل لاطلاق سراح والدي المحتجز هناك وعلى الفور لبى ابن عدوان هذا الطلب وتوجه مع مجموعة من رفاقه إلى حائل لهذا الغرض . هذه هي القصة والله أعلم الحقاق

فتافيت - للكاتب عبدالرحمن بن زيد السويداء الجزء الأول الطبعة الإولى 1413 - 1993 م
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي