شكراً على هذا الموضوع
في الحجاز مواسم الجفاف تتصاعد تدريجياً
حيث كانت الأمطار شبه مستديمه ومعهود زمانها
ووديانها تجري كالأنهار طوال العام
قبل عام 1350هـ وبعد ذلك العام بدأ الجفاف بسنواته فترة نزوح المزارعين بعوائلهم من اودية الحجاز الى مكة وجدة والطائف والمدينة بعد
جفاف الاودية والعيون
يذكر اجدادنا سيل عظيم حدث قبل اكثر من 150 عام او اقل اذ ان ركباناً كانوا قد قدموا لعشيرة من ناحية العرفاء وتقدموا مع السيول الخفيفة
حتى وقفوا على طرف (سلم) جنوب عشيرةوهالهم منظر السيل العريض حتى حرة ( بس) ويقال ان السيل وسم على تل الأبرق شرق عشيرة بالغثاء والدمن
اي ان السيل كان عرضه اكثر من 4 كلم ووسطه الآن عشيرة,, والله اعلم
عام 1360 او قبله بعام او عامين ( سنة صباب ) نظراً لستمرار هطول المطر لفترة طويلة
بعدها ديمة العام الذي تزامن مع تولي الملك فيصل لمقاليد الحكم
وامطار عام 1398 هـ حيث اجتاحت سيول جرفت السيارات والبيوت في الطائف
شخصياً لم ارى مثل سحابة اوائل صيف 1414 هـ
على الطائف ومناطقها الشمالية
حيث سال وادي عقيق عشيرة سيل عظيم لم نعهده
واتسع الوادي ودخل بيوت عشيرة من الطرف الشمال غربي
واتخذ طريق مغاير له في وادي المحدثة شمال عشيرة 9 كلم
حيث انه اصطدم بحاجز الأسفلت المحاذي للوادي
في تلك الليلة كاد يغرق مجموعة من الشباب بعد ان قلب السيل سيارتهم وهرعت
فرقة الدفاع المدني وتطوع والدي حفظه الله بإنقاذهم وبعد ان تم ربطه مع احد افراد
الدفاع المدني بحبل ,, وعندما حاولوا تخطي الوادي في مجراه الجديد بمحاذاة الأسفلت
عندها وصلت مع ابناء عمومتي وكنت صغيراً في حينها
ورأيت والدي من بين جموع الناس وهو يصارع امواج السيل ورجل الدفاع المدني يسقط ثم يرجع لسطح السيل بعد ان كان والدي يحاول رفعه
بيد واليد الأخرى يحاول ان يمسك بجذع شجرة السمر الطويلة وهو يتقدم ببطء
وفجأةً بمنظر سنمائي وعند إقترابه من الجذع الا والسيل يرمي بهم بعيداً وانوار الكشفات تتباعهم مع صرخات الناس
مادريت عن نفسي الا وانا اصيح محاولاً ان اصل له وسط تجمع كبير عندما كانوا يشجعون بعضهم في سحب الحبل
حتى وصلت لطرف السيل واذ بهم يخرجونهم وقد امسكوني بثيابي واخرجوني من السيل قبل ان اقع فيه
والحمد لله على سلامتهم
اذكرب داية السحابة عندما تجمعت السحب بقوة وبسرعة وبكثافة مصطفه مع بعضها
في منظر مرعب وكأنما اصبح للسماء سقف وبداية المنشأ من الجنوب الشرقي ثم كسرت السحابة وهطلت أمطار غزيرة جداً
اذكر المزارع المصري كان في مزرعة جدي رحمه الله يقول سمعت اصوت قوية للسيل قبل قدومة وقد كان يفجر العقوم الترابية
ووصل قبيل صلاة العشاء على ما اذكر .. السيل ملئ جل أبار مزارع الوادي والبعض طمرها وكثير من المزارع غير معالمها
السيل جرف معه بعض اشجار السيال العملاقة وبعض الأغنام وكثير من المحاصيل من الثمار كما رمى بمواطير سحب مياه الآبار لمسافات
وقبلها بيوم ضربت سحابة عظيمة وعريضة الحوية محملةً بالبرد وسمعنا انها تكسرت منها بعض السيارات وغرقت معارض السيارات من جراء السيول
ومشى الطريق بين كوبري المطار المدني والمطار الجوي سيل عظيم صعدت الناس على التريلات وصلت السيول الى جنوب عشيرة على ( سلم ) و ( المنحه ) الرفيعة
اذكر الشعاب صارت اودية في ذلك المكان ولازالت آثار تلك السيول واضحة في خريطة قوقل
ياليت احد الأخوة يأتي لنا بصور من الأقمار لتلك الأيام
ديمة شتاء 1417 هـ شهر رجب يوم 11المعروفة كانت الأجمل والأيسر في السيول حيث ان تلك الأمطار كانت تختلف عن 1414 هـ من حيث خفتها وسلاستها لكن كانت بصفة اطول
حيث استمرت اسبوع او عشرة ايام سال جميع الأودية من الشفا الى المحاني بمافيها عشيرة وماجاورها هذا غير ماشهدته مكة وجدة ايضاً من توالي الأمطار
في تلك الأيام كاد يغرق عمي في سيل ذلك العام لولا الله ثم شجاعة مكفولة الأفغاني في موقف بطولي حيث انقذه بشيول عمي بعد ان خاض بالسيل الهادر وانتشله من فوق سياراته
امطار تلك الأيام خرت منها اسقف البيوت الشعبية وسكن كل قريب مع قريبة في البيوت المسلحة
وفي المحاني سكنوا الناس المدراس وحوصرت قرى وهجر الحرة بالسيول ومنها( حاذة والفريع والقاحة والسالمية والحفاير وفيضة المسلح ) وكاد يهلك الناس
لولا الله ثم الطائرات التي هرعت اليهم وتم إسعافهم وامدادهم بالمؤن والخيام
ذلك العام شهد الحجاز ربيع غير مسبوق وظهر ( الفقع ) في الحرة على مقربة من المحاني
عام 1418 شتاء متفاوت ايام الديمة سالت أودية الطائف جلها بسيول متفاوتة الأيام
امطار ربيع 1402 هـ اذكرها مثل الحلم طرح الله فيها البركة ونبت الشرشر بشكل غير معهود في عشيرة وركبة واكتست الأرض حلة خضراء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لمن سأل عن سيل ابى النفوس