.. الصـرد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظنا في السنوات الأخيرة تواجد بعض أنواع الطيور المهاجرة في مملكتنا الحبيبة في غير أوقات الهجرة
وهذا يدل على تحول ما ، أدى إلى اختيارها البقاء والتفريخ وعدم العودة لديارها
هذه الظاهرة بحاجة لتأمل ودراسة من المختصين للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء بقائها !
وسبق لأخي الأستاذ ناصح في عام 2007م طرح موضوع عن تفريخ الصرد في منطقة المجمعة
وربما هناك من كتب شيئا مماثلا عنها فلم يعد لدينا الوقت الكافي لتتبع كل مايكتب في مكشات !
المهم أني لا أدعي السبق في هذا الإكتشاف ووجب رد الحقوق لأصحابها
،،،
هي محاولة متواضعة لإثارة هذا الجانب المهم والحيوي لعل أعضاء مكشات يتسابقون في هذا المجال
خصوصا وأننا مقبلون على قفزة نوعية تستهدف إثراء المكتبة العربية بكل ماهو مكشاتي
سواءا كان ذلك عبر التقارير المكتوبة المدعمة بالصور أو عبر الأفلام الوثائقية .
فنحن بحاجة لمتابعة الطيور والحيوانات المستوطنة وفهم سلوكها
والتعايش معها بعيدا عن لغة الرصاص !
،،،
عندما رأيت صغار الصرد لأول مرة في أحد الشعاب بأم حزم كانت فرحتي لاتوصف !
فلم أكن وقتها أعلم أن هناك من سبقني في اكتشاف الأمر !
وربما مع الفرحة نسيت شيئا من هذا القبيل !
فبدأت برصده ومتابعته وإن لم يكن ذلك بشكل يومي بسبب ارتباطي الوظيفي
ومهما كانت البداية ضعيفة فلا يخالجني أدنى شك بأن الإصرار والعزيمة ستقودنا للإحترافية مع الوقت
فالإحترافية لاتأتي في البدايات وإنما يلزمها عمل دؤوب وجهد مضن وتعاون مثمر بين الجميع
خصوصا عندما يطرز العمل بالنقد الهادف البناء كي نصل في النهاية لتحقيق مانصبوا إليه جميعا
،،،
هذا الصرد في الصورة الأولى إختار مكانا لعشه في شجرة طلح صغيرة على ارتفاع مترين تقريبا
اختار مكانا محاطا بالأشواك من كافة الاتجاهات
قبل أن يشوهه المقص الذي اضطررت لاستخدامه كي تظهر لكم الصور واضحة قدر الإمكان
لاحظ وجود ثلاث بيضات وفرخ واحد !
والسؤال : لماذا فسدت الثلاث بيضات !
التساؤل دوما يقودنا للإكتشاف !
هل هو المطر أم الحرارة الشديدة أم غير ذلك !
فمن لها ؟
وكلما تأخر الوالدان بإحضار الغذاء أطل برأسه بحثا عنهما !
وبدأ بالنداء لعلهما يسمعانه فسبحان من علمه !
هذه السحلية رغم صغرها تعتبر كبيرة نوعا ما ، ولاحظ كيف يضعها في فم الصغير !
المسألة ليست عشوائية فهو دوما يقدم الرأس لتنزل بسهولة !
بعد ابتلاعه للسحلية قام الصغير بخفض رأسه ورفع ذيله وهي إشارة واضحة لفهم المقصود !
فالصغير بحاجة لمن يزيل الأذى عن مؤخرته !
أخذه معه وطار به بعيدا عن العش !
تُرى مالذي يدعوه لإبعاد هذا الشيء عن العش ؟
أيضا هذا التساؤل يقود للإكتشاف !
يلاحظ مغادرة الصغير للعش قبل اكتمال ريشه ، وهذا الامر تكرر في جميع الحالات هناك !
صغيرنا هذه المرة عاد لعشه فلم يحن وقت المغامرات بعد !
وهذه الصور لصغيرين في مناطق مختلفة
لاتستطيع الطيران وفي نفس الوقت بعيدة عن أعشاشها !
دمتم بحفظ الله