أعجب ممن أتعب نفسه في طلب حقيقة ما يسمّى بـ( الشِّيْب ) وقد فرغ منها أسلافنا قبل أكثر من 1200 سنة ، وهو لا يزال في ريبٍ من أمره تارة يثبته وطورًا ينكره ، فإن كان أراد التثبتَ وأخذ الخبر من معدنه ومن أهله الذين هم أهله فلينظر في كتاب ( الحيوان ) لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي بتحقيق عبد السلام هارون فقد استقصى الكلام في الحيوان المركب ، والنتاج المهجن ، ونقل عن اليونان وعن العلماء بشأن الحيوان الذين كانوا في زمنه ، وأما إن كان الشِّيْب ( السِّمْع ) على ما انتهى إليه أخي الفاضل / صقر البحيرات من أنه ولد الذئب من الكلبة فإنّ العرب كانت تسمي ذلك الخَلْق ( الدَّيْسم ) ، والله تعالى أعلم . قال بشار بن برد يهجو رجلاً اسمه دَيْسم العنزي :
أَدَيْسمُ يا ابن الذئب من نَسْلِ زارعٍ ** أتروي هجائي سادرًا غيْر مُقْصِر
وزارع : اسم الكلب ، يقال للكلاب أولاد زارع .