أعجوبة من عجائب الحضارة العربية الإسلامية
نواعير حماة
مجموعة نواعير تقع على نهر يسمى النهر العاصي لأنه خالف الأنهار بجريانه من الجنوب إلى الشمال
عكس الانهار الأخرى فاستحق هذه التسمية
النواعير مصنوعة من الخشب ويرتبط هيكلها كله بجذع كبير هو مركز دورانها ..وعند الدوران تصدر صريرا يسمع عن بعد
صوتها عجيب مزيج من صرير الأبواب الضخمة وصوت خلوج تجر الصوت على ابنها المفقود بلا رجعة
صوت صريرها حزين .. تئن ثم تسكت قليلا ..ثم كأنما تستعيد أنفاسها لتئن من جديد
صوتها كبكاء من يحاول كظم بكاؤه
وقد احسن بعض الشعراء في توظيف أبيات تظهر هذه الأحاسيس
ناعورة أنّت وحنّـت فـقـد=شوّقت الداني والقـاصـي
قد نبهتني للهدى والـتـقـى=لمّا غدت تبكي على العاصي
وقال آخر:
وناعورة رقت لعـظـم خـطـيئتـي=وقد لمحت شخصي من المنزل القاصي
بكت رحمة لي ثم ناحت لـشـجـوهـا=ويكفيك أن الخشب تبكي على العاصي
قد أنّت النواعير وحنّت .. فكدت أجر معها الأنين والحنين لماضينا العريق
موقف عجيب ترى فيه الشاهد على حقبة تاريخية عظيمة لازال يعمل أمامك بهمة
17 ناعورة تعمل ليل نهار لرفع الماء من نهر العاصي بواسطة الصناديق المثبتة بها إلى جدار مرتفع , وعلى قمة الجدار يوجد ما يشبه القرو أي مجرى ذو حواف لينساب منه الماء إلى البساتين والقصور والحمامات المعروفة آنذاك فكرة عبقرية جدا
أنظروا
اندفاع النهر يدفع مجاديف الناعورة ليجبرها على الدوران وبين هذه المجاديف يوجد صناديق مفتوحة فقط من جهة الجدار وعندما تدور الناعورة فإنها تحمل معها الصناديق المملوءة بالماء إلى الأعلى ..
أنظروا
وأثناء وصول الصناديق إلى أعلى الجدار يكون الماء لا يزال مندفعا منها (أي من الصناديق) فيقع الماء على حافة الجدار والذي صمم ليكون مناسبا لانسياب الماء عليه
أنظروا للماء المندفع من الصناديق
نكمل لاحقا بعض المعلومات عن هذه النواعير