من معالم الوجه التاريخيةالمساجد
لم تزل مساجد المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مجمعاً للمسلمين وملتقى بأهل العلم والمتعلمين ومهداً ليبث العلم والتوجيه ورفع الجهل وهذه خصوصية تميز المساجد لدى أهل الإسلام ولا تقوم أي حضارة علمية للمسلمين إلا وتكون المساجد في صدارة شواهدها ومظاهرها ومع انتشار ظاهرة الكتاتيب في المساجد لتعليم الصغار القرآن ومبادئ التوحيد في الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وآداب المشي إلى الصلاة وجملةً من الأحاديث الصحيحة فالمساجد والجوامع عند المسلمين وفي الجزيرة العربية تبوأت مكانة عالية ورتبةً لائقة وكل ذلك تأسٍ واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ( 1 )
حيث انه أول ما قدم المدينة شرع في بناء المسجد الجامع الذي أضحى منطلق الدعوة للأسلم ومورد العلم والوحي وعليه فإن الجذورالتاريخية عن نشأة التعليم بالوجه من خلال الكتاتيب و المساجد الموجودة آنذاك والتي أدت في النهاية إلى تأسيس مدرسة نظامية في الوجه كغيرها من مدن الحجاز
ومن المعروف تاريخياً وجود أربعة مساجد في المدينة لتكون آثاراً شامخةً لتحكي ما بناه الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد ومن هذه المساجد التي شيدت مسجد الأشراف الذي شيده السيد عمر علي مرعي الحسيني عام 1272هـ (2) وما زال قائماً حتى يومنا هذا ومسجد الحاج بديوي شحاتة(3) الذي أُسس عام 1295هـ وما زال قائماً حتى يومنا هذا وتوارد على إمامة هذا المسجد أحد مؤسسي الكتاب محمد احمد عيسى الفقيه ومسجد السنوسية الزاوية الذي شيده محمد علي السنوسي(4)أثناء رحلته إلى مصر ومكة وكان السنوسي قد عاش في الحرمين فترة أثناء إقامته في الحجاز وقد أُنشأ على موانئ ساحل الحجاز الشمالي (5) (ينبع واملج والوجه وضبا) عدداً من المساجد الصغيرة والتي عرفت باسم الزاوية وقد ترك هذا المسجد اليوم بسبب انه آيل للسقوط أما المسجد الآخر فهو مسجد (البوق) في سوق الوجه وقد شيده عبدا لله حمدان البوق (6)والمسجد الرابع هو مسجد الشيخ أبو نبوت ويعرف أيضا بالزاوية
ونجد أن هذه المساجد الأربعة قريبة من بعض وواقعة على البحر حيث لعب دوراً كبيراً في نشأة الكتاتيب وقيام المدرسة
وقد ذكرت هذه المساجد من خلال من زار الوجه من الرحالة المسلمين والغربيين حيث ذكرها صاحب الرحلة الحجازية محمد لبيب البنتوني وعمر كحاله في كتابه جغرافية شبه جزيرة العرب فقد ذكر وجود ثلاثة مساجد وزاويتان وأشار محمد صادق باشا في كتابه دليل الحاج في وصفه الوجه عام 1297هـ ويشاركه في هذا العدد إبراهيم رفعت باشا في كتابه مرآة الحرمين بينما يؤكد خير الدين الزر كلي الذي زار الوجه عام 1346هـ وجود أربعة مساجد ونلاحظ من يشير بوجود ثلاثة مساجد وزاويتان ومن يشير بوجود أربعة مساجد ويقصد بالزاويتين مسجد السنوسية وأبو نبوت حيث يطلق عليهما العامة الزاوية وهو مصطلح عُرف في فترة تاريخية ويشير إلى المسجد أو الزاوية التي يتخذ منها الشيخ مكاناً يُعلم فيه
أما المساجد الثلاثة فالمقصود بها (مسجد الأشراف ومسجد الحاج بديوي ومسجد البوق )نظراً لكبرهما
أما الزر كلي الذي يشير بوجود أربعة مساجد فيقصد بها بالإضافة إلى المساجد الثلاثة الكبيرة مسجد أبو نبوت بحكم أن مسجد السنوسية (الزاوية) صغير الحجم
وهذه المساجد هي المعروفة عند أهل الوجه ولم تزل معالم بعضها قائمة حتى الآن وبعضها الآخر قد دخل ضمن نزع ملكيات المباني لتطوير كورنيش المدينة والآخر هجر وترك لأنه آيل للسقوط وهو مسجد الزاوية
إبراهيم خليل الشريف
البلدةالقديمة
تمثل التراث الحضاري وشاهده على الرقي المعماري والهندسي التي تميزت به هذه المحافظة وأخذت هذه البلدة نمطها المعماري من النمط السائد بحوض البحر الأحمر والأبيض المتوسط إذ نجد أكثر مبانيها من طابق أو طابقين وتلامس بعضها لبعض مبنية من الحجر الجيري وتتميز بوجود شوارع ذات أبعاد هندسية تُرسم كما هو معروف اليوم عكس ما هو سائد في المدن الأخرى من ضيق الشوارع وكثرة أزقتها
وأعطت الرواشين الخشبية جمالاًَ لها بالإضافة إلى تعدد حاراتها وتسمى بأسماء القانطين فيها ذات الأغلبية وللبلدة القديمة كما رواه كبار السن بوابتان إحداهما نحو الشرق باتجاه قلعة السوق والأخرى نحو الشمال بالإضافة لبوابة السوق التي ضلت قائمة حتى أواخر التسعينات الهجرية
وترجع بداية نشأة هذه البلدة أولاً والقرب من البحر والميناء والسوق ودلت على ذلك تواجد المباني والمنازل السكنية المطلة على البحر وأسفل الهضبة ووجود بعض المساجد القديمة مثل مسجد الأشراف والبوق والسنوسية بالإضافة إلى وجود مبنى الجمرك والبلدية ثم اتجه البناء فوق الهضبة شمالاً التي تشكل مباني البلدة اليوم حيث تضم العديد من الدوائر الحكومية مثل المالية والشرطة والسجن والمحكمة التي تعرف عند العامة بالمحافظة بالإضافة إلى المدرسة الأميرية وقصر الأمير بالإضافة إلى مسجد البديوي وأبو نبوت ووجود القلعة والكائوش ( مقر العمارة ) وهذه البلدة أصبحت الآن محل اهتمام من قبل هيئة السياحة
نبذة عنالصهاريج
أحد صهاريج المائية التي أعتمد عليها مدينة الوجه قديماً
الصهاريج في اللغة هي كالحياض يجتمع فيها الماء ذكره ابن سيده الأندلسي بأن أصلها فارسي ولكن عربت كما ذكر ابن منظور في كتابه لسان العرب في مجلده السابق
حيث يختلف تسمية صهاريج عن صهاريج حسب كبره وصغره فإذا كان صغيراً ومكشوف سطحه يسمى بركة ومن أشهر ذلك بركة العون للشيخ محمد حسن عواد وبركة كركدان أما إذا كان كبيرا ومسقوف سطحه
يسمى صهريج كصهريج الشريف مصطفى بدوي وصهاريج أشراف آل مرعي وصهاريج آل بديوي والعلي وحماص والغبان والسنيور وآل غنيم والفلاح وهي أشهر الصهاريج الموجودة في الوجه
الهدف من بناء الصهاريج :
1ـ مصدر من مصادر المياه التي اعتمده عليها بلدة الوجه القديمة
2ـ الاستفادة من مياه الأمطار
3ـ مصدر دخل لبعض الأهالي في توفير لقمة العيش والرزق
مكان إقامتها :
في مصبات السيول والأمطار وخاصة في المناطق المنخفضة حيث تنحدر مياه الأمطار والسيول من الشرق إلى الغرب وأكثرها بنية قريبة من البحر للاستفادة من المياه وعدم ضياعها ولهذا نجدها في أماكن مختلفة منها ما يقع في الشمال الغربي ومنها ما يقع في الشمال الشرقي
ذكر الصهاريجفي الوثائق التاريخية :
1ـ ذكر وجودها إبراهيم رفعة باشا في كتابة مرآة الحرمين عندما زار الوجه عام 1318هـ
2ـ تشير الوثائق التاريخية أن الصهاريج هي المصدر الوحيد للمياه داخل البلدة
3ـ تشير الوثائق إلى نفاذ المياه من الصهاريج وهذا يرجع إلى تأخر سقوط المطر
4ـ تشير الوثائق إلى استرحام الأهالي لجلالة المليك عبد العزيز لتأمين الماء فأهداهم الكنداسة
5ـ مجلس الشورى يوافق على تأمين آلة سقط المياه من الصهاريج عام 1346هـ
بناءالصهاريج
ولا يغيب عنا بناء الصهاريج ذات الشكل الهندسي المبني على أسس هندسية علمية للاستفادة من مياه الأمطار نظراً لقلة الماء العذب ومشقة الحصول عليه من أماكن غير بعيدة عن البلدة والتي تأخذ الوقت والجهد إذ يبلغ(5) أطوال الصهاريج 60 ذراعاً وعرضه 20ذراعاً وعمقه 20 متر وقد ذكرت في العديد من الكتب ولم يبق منها إلا صهريجاً واحداً علماً بأن هذه الصهاريج عرفت في جده والمدينة دون بقية مدن الحجاز
وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى ما توصلت إليه عقلية تفكير أهل هذه البلدة وهو مصداق للحكمة القائلة الحاجة هي أم الاختراع وهذا أولاً
و ثانياً اتصالها المباشر بمدينة جده ومكة والمدينة وهي أكثر مدن الحجاز تحضراً ولا تستغرب أسبقية الوجه في التعليم من خلال وجود مدرسة نظامية على نظام تعليمي حديث
الفنار
من أقدم الفنارات التي أنشئت على ساحلالبحر الأحمر حيث يقع في الطرف الجنوبي من ميناء الوجه انشأ عام 1292 هـ على مدخلالميناء لإرشاد السفن البحرية المتجهة إلى ميناء قناة السويس حيث رأت الدولةالعثمانية والدول الكبرى بضرورة إنشاء الفنارات على ساحل البحر الأحمر حيث تجبي هذهالفنارات رسومًا من السفن العابرة لقاء خدمات مقدمة لها من قبل هذه الفنارات ويبلغارتفاعها إلى 51 متر ويرى نورها من مسافة 14 ميلوقد هدم هذا الفنار ولا نعرف كيف هدم ، حيثأنَّ له بعض البقايا من الحجارة وقد صُور من قبل المستشرقين اللذين زاروا الوجهويعرف أيضا بالبرج الجنوبي
القاووش أوالكشك
أحد المباني القديمة التي بنيت فوقالهضبة بجوار قلعة السوق أستخدم مركزاً للإمارة ( أي مقراً ) للإمارة ولا نعرفتاريخ نشأته وربما نرجعه إلى حكم الأشراف أو قبل ذلك لرواية سمعتها عن أحد كبارالسن الذي نقلها عن والده بأن هو وأثنين من أهالي الوجه تم احتجازهم داخله وتسفيرهمإلى مكة لمحاكمتهم من قبل الدولة العثمانية وهذه القصة تعود إلى مابين 1330-1333هـويتكون من طابقين يشتمل على غرفتين وصالة ومرحاض وهو الآن أُدرج من قبل الهيئةالعامة للسياحة لترميمه وجعله مقراً لإدارة متحف القلعة
إبراهيم خليل الشريف منتدى مشارف الوجه
المسجــد القديمـ بالوجــه
الصهاريج