الجزء الثالث
جنوب افريقيا
نكمل معاكم الرحلة الافريقية والتي بدأناها في كينيا عبر جزئين وهنا نتحول الى دولة اخرى ارتحلت اليها هذه الصيفية 2005م وهي دولة جنوب افريقيا الديمقراطية والتي بها رأس الرجاء الصالح فالى الموضوع .
نبذة صغيرة عن دولة جنوب افريقيا :
دولة جنوب افريقيا التي كانت يوما ما دولة عنصرية تميز البشر باللون والحكم للبيض الذين استولوا عليها قبل 300 سنة من سكانها الاصلين من قبائل الزولو .
واول من استولى عليها هم الالمان ثم جاء الانجليز وسيطروا عليها وتوالت الهجرات الاوربية للدولة الغنية واما السود فكانو مهانين ومغلوب على امرهم الى ان جاء النصر قبل 12 سنة من توالي الثورات وقيادة السود الذين تحرروا من قبضة العنصريين الاوربيين وقدم السود تضحيات كبيرة على مدى السنين الاخيرة الى ان نالت حريتها وبقيادة الثوري نيلسون مانديلا الذي قاد الثورة من سجنة في جزيرة روبن قرب مدينة كيب تاون ، والذي سجن على مدى عشرين عاما ، نال الجائزة وتوالت الضغوط الخارجية وقوطعت دولة البيض وحوصرت سياسيا حتى تنازلوا عن الحكم للسود بقيادة نيلسون مانديلا وكانت فرحة للسود من قبائل الزولو الرئيسية وقبائل اخرى وتحطمت العنصرية البغيضة وصار الالولوية في الوظائف والقيادات الحكومية للسود وثم الملونين واخر شيء البيض بعد ان كانوا يسيطرون وبتفرد عنصري للبيض بالحكم وادارة البلاد وقسوة في التعامل مع اهل البلد الاصليين حتى انهم يمنعون في ذلك الزمن الغابر من السكن في المدن ولهم ممرات غير ممرات البيض ويهانون اهانة بغيضة .
واما الان فالسود تولو القيادة ولكن بقليل من الحنكة والضبط وبامية كثيرة منهم فقد كانو منبوذين سابقا ، ومازالوا امامهم طريق طويل لمجارات البيض في التأقلم مع الوضع الجديد .
لان البيض مازالو هم المسيطرون ماليا وقد سورت جميع اراضي الدولة باسلاك شائكة حتى يومنا هذا وهي لاقطاعيين بيض قد استولو على الاراضي والمقدرات .
ولكن القانون الجديد للدولة فتح باب التجارة والصناعة وبدون قيود للجميع حتى يتسنى للسود ان يتمتعوا بالحرية الكاملة لتولي القيادة الكاملة لبلدهم ، ولاعطائهم الثقة ورفع معنوياتهم المحطمة منذ 300 سنة من القهر والاستبداد الاوربي البغيض .
والان السود والبيض متجاورين في العمل والسكن وجميع المزايا ، وهي فرصة قد تنازل السود للبيض فيها بالتعايش السلمي فيما بينهم مع ان المفروض ان ينتقم السود للسنوات المرة التي عاشوها في ظل الظلم من البيض.
ولكن نيلسون مانديلا كان افضل وقدم العفو ، ولم يرغب ان تكون الدولة الفتية للسود دولة حقد وعداوة ، بل دولة حب ومعايشة واعطاء درس للاوربيين الذين يظنون انهم بتحضرهم افضل الناس ، بل قدم هذا الافريقي الاسود اروع الامثلة في حضارة السود ورقيهم في التعامل مع اعدائهم .
نبدأ معكم في الرحلة الممتعة الى هذه الدولة
اليوم الاحد 26\6\2005

وصلنا الى مطار جوهانسبرغ الساعة 11:00 صباحا وكان وصولنا يوم الاحد وهو عطلة الدولة وكان المخطط لرحلة جنوب افريقيا هو المسير من جوهانسبرغ الى بريتوريا العاصمة السياسية وثم الاتجاه شمالا على الطريق (N1 ) الى منطقة ( WARMBATHS) الحمامات الحارة .
وثم الى منطقة (MOKOPANE ) مزارع الصيد.
وثم نتجه الى الشرق الى المناطق الجبلية والشلالات في منطقة( PILGRIMMS REST) ومنطقة( GOD"S WINDOW ) وبها التضاريس الجميلة والشلالات.
ثم نزلنا جنوبا الى (WHITE RIVER ) وايت ريفر .
وزرنا محمية ( ) كروكر
ومنها اتجهنا جنوبا الى الشرق لمدينة دربان(DURBAN ) الساحلية مدينة الرجل الصالح الشيخ احمد ديدات وزرناه.
ومن دربان رجعنا للشمال الغربي باتجاه (HOWICK ) حويق وشلالها.
ثم الى (HARRISMITH ) هاري سمث ومنتجع (STERKFONTEIN DAM ) سد ستيركفونتين ثاني اكبر سد بالعالم.
ومنها الى جوهانسبرغ مرة اخرى والعودة.
واليكم صورة لخريطة الرحلة وهي على قسمين القسم الاول والذي نحن بصدده هو الجزء الشمالي والشرقي من دولة جنوب افريقيا

الخريطة ومخطط الرحلة .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



اليوم الاحد كان مسيرنا وسط جوهانسبرغ التي كانت خالية تماما من المارة ويوم الاحد عندهم اجازة وكان من الجيد التمشي وسط المدينة التي غالبا ماتكون مزدحمة جدا وقد كان وقت الغذاء فاتجهنا الى حي (مايفير) وهو حي ذي اغلبية متوسطة وفيه الهنود والباكستانيين والسود ووجدنا به عدة مساجد ولكن مما شدنا الية رغبتنا بمطعم هندي واكل البرياني وهو ماوجدناه لدى مطعم كشمير .
وبعد الغذاء اتجهنا نحو بريتوريا وسكنا في احد فنادقها .
وبريتوريا هي العاصمة السياسية وكانت يوما ما من اظلم المناطق والتي كانت تسمى نظام بريتوريا للفصل العنصري ، ابّان الحكم للبيض ، ولكن الان بعد ثورة نيلسون مانديلا صار الحكم للسود ، والافضلية للسود في كل شيء .
وسابقا بريتوريا بعد الخامسة مساءً يمنع تواجد السود ومن يجدونه يطلقون النار غليه ، ويعاملومنهم معاملة حيوانية ، وهم متصلين مع اليهود بعلاقات حميمة وقد بنيت جامعة بيتوريا الضخمة على نفقة الدولة الصهيونية انذاك ومازالت قائمة الى الان .
والندينة حديثة جدا وهي بمصاف الدول الاوربية وامريكا من حيث البناء والنظام والاقتصاد.
وكذلك جوهانسبرغ .
واليكم صور من جوهانسبرغ


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وصور ايضا لبريتوريا من تله تشرف عليها


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وبعد قضاء يومين بين حوهانسبرغ وبريتوريا وزيارة السفارة السعودية والتي استقبلنا فيها السكرتير الاول الشمري والثاني الباتلي واحد العاملين وهو عامر العتيبي واحمد السبيت والشايع ، فقد اكرمونا بطيب الاستقبال وكانو مضيافين وبحكم وجود احد زملائي بالرحلة عبدالله العتيبي فقد اصر الاخ عامر العتيبي ان يغذينا وقو عزمنا على احد مطاعم بريتوريا من المسلمين .
وبعد قضاء وقت ممتع اتجهنا نحو خطتنا الى الشمال والخرايط معي ونسير بموجبها وهي سهلة جدا والدولة منظمة وليست مثل كينيا ، فهنا الطرق حديثة ، والاتجاهات دقيقة واللوح كثيرة .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وبعد المرور على الحمامات الحارة (WHITE RIVER ) وقضاء ليلة فيها وزيارة النبع الحار الكبريتي انطلقنا نحو الشمال الى مناطق مزارع الصيد فلنا لقاء مع صيد الغزلان في منطقة (MOKOPANE ) مزارع الصيد وترون بالصورة لمدخل احد المزارع التي يملكها بلجيكي يدعى (كريس)واخوة وكل واحد منهم له قطعة عشرين كيلومتر طول وخمسة كيلومترات عرض واسم المزرعة التي دخلناها (ساديبا) وتبعد عن بريتوريا 150 كيلومتر شملا على الطريق ( N1)

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ودخولنا للمزرعة بسعر 260 دولار وتشمل المبيت بغرف خمس نجوم على مناطق خلابة وروعة وكذلك السلاح والطلقات وصيد غزال مع سلخة وتقطيعة .
فالى الصيد والى الصورة الاولى والرحّال حاملا بندقية الصيد بسيارة البلجيكي اللييسوق السيارة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وهنا صورت نوع الطلقات المستخدمة وهي التي نستعملها ببندقية القناصة لصيد الوعول


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وقبل الاتجاه للصيد اتجهنا الى موقع النياشين والجماعة هناك منظمون فلم يرد الذهاب للصيد حتى يعرف مهارتنا بالنيشان وكنا نحن ثلاثة وجرب كل منا الرمي وقد كنت والحمد لله الأفضل بين زملائي وترون هدفي في المربع اما الاخران ففي خارج المربع


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


واتجهنا بالسيارة عبر الغابة والوقت عصرا واستمرينا نتجول ولكن كانت الغزلان حذرة جدا فلم نستطيع في الساعتين الاول ان نعثر على شيء .


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


ولذا ترجلنا من السيارة وصرنا نمشي بين الغابة ، وهنا جحر وهو لحيوان الخنزير البري والذي يحفر تحت الارض للسكن ويحفرها بنابية الضخمة ، وهو خطر ويهاجم ، ولكن وجود كريس معنا واهتمامة بسلامتنا جعلنا نمشي مطمأنين

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي