متعب بن جالي
أحسنت .. وأحيي فيك روح التقصي و الإطلاع . وأشكرك على طرح الموضوع والإشارة لهذا البحث المتميز و المثير للجدل .
وبما أنك تستطلع الآراء إرتأيت -وليس تجاوزاً على آراء أساتذتي- أن أبدي قناعتي التامه بكل ما جاء فيه . فالباحث محمد سمير عطا يطرح نظرية واقعية توافق العقل تماماً إن لم تكن هي عين العقل و يسلط الضوء على عدة حقائق لم تكن غائبة عن أذهاننا فقط بل كانت مغيبّة أيضاً وارتكز في إثبات آرائه بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه .
وقد كرر في معرض بحثه بأن هدفه الأسمى ليس مجرد إثبات مسأله تاريخية و هي أن قوم عاد هم بناة الحضارة في مصر إنما لأن في تأكيد ذلك إثبات لمصداقية القرآن الكريم وبأنه كلام الله المنزّل ودحض ماكتب اليهود بأيديهم وقالوا هذا من عند الله .
وكما تفضلت أخي متعب فإن مثل هذا الطرح يعتبر شاذاً في حاضر كحاضرنا شح فيه الإستنباط وعزّ فيه الفكر النيّر وأما العقول فقد دأبت على التقليد وعوديَ كل مجتهد . وكأن باحثنا المجتهد لم يكتفِ بمن عاداه على هذا الصعيد فقد ظهر أعداءه على عدة محاور ألخصها كالتالي :
_ اليهود ومناصروهم ومن لفّ لفّهم حيث أوهموا العالم بأن أقدم الحضارات لايتجاوز عمرها 7000عام واستماتوا لإثبات أن الآثار المهولة في مصر هي نتاج لحضارة الفراعنه (التي لم يخلق مثلها في البلاد) وبأن ماورد في القرآن الكريم عن قوم عاد إنما هو أساطير وعلى إفتراض صحتها يمكن أن تكون مبانٍ متواضعه مدفونه بالأحقاف .
_ القائمين على القطاع السياحي في مصر لن يعجبهم التعرض لثوابت هذا القطاع الذي من أهم ثوابته إستمرار وجود هاله من الألغاز والأسرار في كيفية بناء هذه الصروح الضخمه وبالتالي إستمرار توافد السيّاح . (وأنا أتساءل هل إعترافهم بأن حضارتهم ليست فرعونية سيثني السائح عن زيارته)
_ لم تجدِ محاولات صاحب البحث بإستمالة أبناء جلدته فهو يبشّرهم بأن حضارتهم أقدم من عصر الفراعنه ولكني أتفاجأ في أكثر من موقع بحملات شرسه ضده بعضها كأنه منظم ومدفوع والبعض الآخر بشكل عشوائي ولكن أساليبهم تنبئ عن تشربهم لحضارتهم الفرعونيه وبتعلقهم واعتزازهم بها(دحنا الفراعنه)
وعودة لبداية موضوعك عن نقش تيماء أتمنى لو تبحث عن أي الأقوام بنوا تيماء ولماذا سميت كذلك وأي الأقوام كانوا يحكمون ثلثي مصر لمدة قرن ونيّف من الزمان مرغمين الفراعنة على دفع الجزية وخلال حكمهم مهدوا لقدوم عدة أنبياء إلى مصر واحتضنوا دعوتهم .
أخي متعب أعتقد أنه لاداعي للتحفظ على شيء فالصور الوارده في البحث متعددة الأغراض ولكنها تظل إضافية وليست لبّ البحث لأنه يظل مقنع بها أو بدونها