شجـــرة الحمض والصابون (الأشنانة)



الحديث يجر بعضه إلى بعض...


بعد أن زَبْرتُ شيئاً من خبر العجرمة التي أطالت اللبث أمام باب الأكرمين حتى أذنوا لها بالقبول ...


وما كان لها أن تتربع على أريكتهم لو أن عمدتهم ركب رأسه ودفع بكل حجةٍ تثبتُ أصلها وفصلها ...


فالحمد لله على نعمة الوصول ...


رأيتُ أنْ أكتب عن أخوات العجرمة ، لا على سبيل التقصي والتطويل ، ولكن على طريقة التقديم والتحصيل ...


على حدِّ قول القائل :حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق .


ولعلَّ اجترار شجيرة الأشنان (الحرض) من أكثر من باحث يحملني على الاستعجال في البدء بها ...


تسمى الأشنان ،وهو اسم فارسيٌّ معرب ، وتسمى (الحُرُض) وتسمى في عاميتنا (الشنان) ...


وهي من فصيلة الرمراميات ...

الاسم العلمي : seidlitzia rosmarinus

الأسماء المتداولة : الحُرُض – أشنه – أشنان – حَمَض – دويد.


العائلة النباتية : السرمقية الرمرامية Chenopodiaceae



تنبتُ في الأراضي الطينية ، ومن ذلك جنبات وادي الرمة التي أخذتُ الصور لها منها ...وتنبت في الأراضي السبخة التي ليستْ شديدة الملوحة ..


وهي أعظم من عظيم الرمث ، ناهيك عن العجرم والضمران والعراد والعرفج...


لونها يضبط مسارك إليها فلا تتردد عند رؤيتها فيها ..


فأغصانها البيضاء ، الملساء ،التي تشبه أرجل الحجلة السهلية (الدراج) وخضرة أوراقها الباهتة الممسوحة بماء الفضة اللامع ، وتباين غِصْنتها وانفراجها وعدم التئامها كلُّ ذلك ينادي عليها دون غيرها ...


وأمّا أزهارها فأشبه شيء بأزهار الرمث وما كان على شاكلته ...


وهي شجرة الصابون قديماً ، وسمعتُ وقرأتُ أن لها طريقتين في الاستفادة من صابونها ، فقال :أبو حنيفة


إنها تحرق أغصانها وهي رطبة ثم يصب الماء على رمادها فيعقد القلي منها فيكون صابوناً .


وزعم آخرون أنه يجفف بلا إحراق ويدقُّ ويكون صابوناً .ولم أمتحن كلا الطريقتين ،ولعلي أفعل ذلك بحول الله.


وسألتُ والدي عنها هذا اليوم وكان أمامنا شجيرة الأشنان قلت له : هل تعرفونها قديماً أنها صابون تنظف الملابس والأيدي بعد الطعام ؟


قال : اللهم نعم ! لا يكاد يستغني عنها أحدٌ أو يجهلها جاهل !


كنا نشتريها كيلاً . قلتُ بالصاع ؟ قال: لا... من يدرك قيمته . لكنه بالمُدّ والنصيف وما شابهها !


قلتُ له : هل هو رماده الذي يعرف قديما بالقلي ؟


قال : لا ، بلْ يجفف ويسحق ثم يستعمل بهذه الصفة


ترى له رغوةً كرغوة الصَّابون .وله رائحة طيبة تشم في الثياب التي غسلتْ به .

وتعلق بالثياب منه مشع من العيدان الدقيقة تسبب الحكة حتى يمضي زمن تتساقط وتلين الثياب على الجلود...


قلتُ: ما مقداره قال : نسيتُ ، وأظنه مثل مقدار الصابون .


وهذه الخاصية أعني استخدامه صابوناً ليستْ مختصة به بل كل شجر الحمض ذكروا لها هذه الخاصية ، لكن الذي ذهب بالشهرة كلها هو الحرض (الأشنان).



وللحرض خشبٌ يصلح للوقود وإن كان لا ميزة له تميزه بجودة ...


وهو حمض من مراعي الإبل.


الوصف النباتي : شجيرة معمرة تفريعها غزير , سيقانها مزغبة ، أوراقها عصارية متصلبة ومسننة ، يتراوح طول الورقة بين ( 10 – 15 مم ) تشبه إلي حد كبير أصابع الجوانتي ( القفاز) ، الأزهار تخرج في كتلة جانبية كل 3 – 5 زهرات معاً في إبط الورقة ، البذرة صغيرة ذي جناحين غير متساويين


التزهير والإثمار / الخريف وأوائل الشتاء


المنافع الطبية : أساساً كان يستخدم قديماً في لغسيل الملابس والشعر عن طريق طحن الأوراق واستخدام العصارة


من الممكن استخدامه كمطهر للجروح كبديل للمطهرات المعهودة في حال عدم توفرها


أبو حنيفة :هو أجناس كثيرة وكلها من الحمض و الأشنان هو الحرض وهو الذي يغسل به الثياب ، وقال غيره : أشنان القصار ين هو الغاسول الذي يغسل به الثياب ويحل به اللك حتى تمكن به الكتابة ) وفي منافعه يقول ( هو حار في الدرجة الثالثة محرّق ، حديد ينقي ويفتح السدد ويأكل اللحم الزائد )

تميل إلى البياض ...لكنها حين تخلو من البذور تميل إلى الاخضرار .....

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قارن حجمها مع حجم السيارة ...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الورقة مليئة بالماء إذا غمزتها انفقأتْ ماءً(وتلك صفة غالبة على شجر الحمض).

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لاحظ خشبَ الأشنان يصل حجمه حجم ذراع الرجل .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وحفظكم الله ...