كنيسة القرينة او ما يطلق عليها الان ( الكُنيَّسة )
في البداية دعونا نورد بعض النصوص الواردة عن القرينة التي كانت تسمى قرَّان
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب : وفوق ذلك واد آخر يقال له وادي قرَّان، وبه قرية يقال لها قرَّان وهو الذي يعني علقمة بن عبدة بقوله:
سلاءّة كعصى النَّهدي غلَّ لها ... ذو فيئة من نوى قرَّان معجوم
وبقران هذه القرية بنو سحيم، وأسفل منها قرية يقال لها ملهم
قال البكري الاندلسي :زيادة نون، على لفظ الذي قبله: جبل بالحمى، مذكور فى رسم النّير. وقال الطّوسىّ: قرّان: قرية باليمامة، نخلها معطش، ولذلك قال كعب بن زهير:
وصاح بها جأب كأن نسوره ... نوى عضّه من تمر قرّان عاجم
فخصّه لصلابته وجعله معجوما، لأنّه أصلب، ليس بنوى نبيذ ولا خلّ.وقال أبو حاتم: قرّان: رستاق من رسانيق اليمامة. والصحيح أنهما موضعان.
قال صاحب معجم البلدان : قُرّانُ بالضم، يجوز أن يكون جمع قرّ أو قرّ من البرد أو فعلان منه، ويقال: يوم قرّ وليلة قرّة، فيجوز على ذلك أن يقال أيام قرّان وموضع قرّ ومواضع قرّان، وقرّان: اسم واد قرب الطائف في شعر أبي ذؤيب، قال، ويروى لأبي جندب:
وحيّ بالمناقب قد حموها.. لدى قرّان حتى بطن ضيم
كلّها بين مكة والطائف، وقرّان: قرية باليمامة، وقيل: قرّان بين مكة والمدينة بلصق أبلى، وقد ذكر في أبلى، وقال ذو الرّمّة:
تزاورن عن قرّان عمداومن به... من الناس، وازورّت سواهنّ عن حجر
وقال السكري في قول جرير:
كأنّ أحداجهم تحدى مقفيّة ... نخل بملهم أو نخل بقرّانا
قال: ملهم وقرّان قريتان باليمامة لبني سحيم بن مرّة بن الدّؤل بن حنيفة
قال ابن سيرين في تاريخه: وفيها، يعني في سنة 310، انتقل أهل قرّان من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسماتهم وجدب أرضهم، فلما انتهى خبرهم إلى أهل البصرة سعى أبو الحسن أحمد بن الحسين بن المثنّى في مال جمعه لهم فقووا به على الشخوص إلى البصرة فدخلوا على حال سيئة فأمر لهم سبّك أمير البصرة بكسوة ونزلوا بالمسامعة محلّة بها.
-------------
هذا ما يتعلق بقرّان وانها القرينة اما عن موضوعنا وهو المسجد الاول في اليمامة ففيه النصوص التالية :
سنن النسائي /
حدثنا قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْنَا وَفْدًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بِيعَةً لَنَا، فَاسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَبَّهُ فِي إِدَاوَةٍ وَأَمَرَنَا فَقَالَ: «اخْرُجُوا فَإِذَا أَتَيْتُمْ أَرْضَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا بِهَذَا الْمَاءِ وَاتَّخِذُوهَا مَسْجِدًا» قُلْنَا: إِنَّ الْبَلَدَ بَعِيدٌ , وَالْحَرَّ شَدِيدٌ , وَالْمَاءَ يَنْشُفُ فَقَالَ: «مُدُّوهُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَإِنَّهُ لا يَزِيدُهُ إِلا طِيبًا» فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا بَلَدَنَا فَكَسَرْنَا بِيعَتَنَا، ثُمَّ نَضَحْنَا مَكَانَهَا , وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا، فَنَادَيْنَا فِيهِ بِالْأَذَانِ , قَالَ: وَالرَّاهِبُ رَجُلٌ مِنْ طيِّئٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: دَعْوَةُ حَقٍّ، ثُمَّ اسْتقْبَلَ تَلْعَةً مِنْ تِلَاعِنَا فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ . قال الالباني حديث اسناده صحيح .
صحيح ابن حبان /
عن قيس بن طلق عن أبيه قال: خرجنا ستة وفدا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خمسة من بني حنيفة ورجل من بني ضبيعة بن ربيعة، حتى قدمنا على نبي الله، صلى الله عليه وسلم، فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا، واستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض، وصب لنا في إداوة، ثم قال: "اذهبوا بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم، فاكسروا بيعتكم، ثم انضحوا مكانها من هذا الماء، واتخذوا مكانها مسجدا". فقلنا: يا رسول الله، البلد بعيد، والماء ينشف، قال: "فأمدوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيبا". فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها، فجعلها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نوبا لكل رجل منا يوما وليلة، فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا فعملنا الذي أمرنا، وراهب ذلك القوم رجل من طيء، فنادينا بالصلاة، فقال الراهب: دعوة حق، ثم هرب فلم ير بعد .
واورد المحقق لكتاب ابن حبان تعليقاً على طلق رضي الله عنه فقال : قال ابو حاتم رضي الله عنه :.. طَلْقَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ قُدُومُهُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوَّلَ سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّ الْهِجْرَةِ، حَيْثُ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَبْنُونَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْمَدِينَةِ .