مقتبس من موضوع
للدكتور عبد الرحمن الفوزان - شبكة محافظة القويعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
موضوعي هذا يحكي قصة لم تكتمل وإن شئت قل لم تبدأ كما ينبغي. بدأ أحد فصولها ولكن المقدمة والفصل الأخير والخلاصة لم تكتب. فمن قرأ الفصل المكتوب تشوق لاكمال القصة وتحسر على فقدان باقي فصولها.
إنها قصة حلم متحف في محافظة القويعية ، كتب فصلها الأول شاب غيور على التراث وتاريخ أجداده ، قرأ أناس كثير ما كتب ومازالوا ينتظرون من يكمل باقي الفصول.
سأستعرض الفصل الذي كتبه ، ثم صور منه ثم أختم موضوعي برسالة للأستاذ عبدالله الربيعة
العمق التاريخي والبعد الحضاري لأي دولة أو مدينة تزورها يتجلى في متحفها. فتجد أن إعلانات ودعايات المتاحف تشد من المطار يدعونك لزيارتها بل ويشجعونك بعروض مصاحبة لا لأجل متعتك فقط بل لإعلام العالم أن لهم تاريخ صنعوه ولتثقيف الزوار بما كانوا عليه وتوعية أجيالهم عما كان عليه أجدادهم وكيف عاشوا ومعاناتهم. فلا تجد بلد غني أو فقر إلا وله متحف وطني. واهتمت المملكة العربية السعودية بالمتاحف فبنتها وشجعت كل المدن على بناء متحف يحكي الشباب للصغار عن الكبار. فلو زرت أي مدينة في السعودية لأخذك مضيفك للمتحف وهو قد زاره عشرات المرات ولكنه مصدر اعتزاز وفخر.
ولكن
بقيت أرض الذهب بمنأى عن امتلاك متحف يتلقى الزوار والسكان والطلاب. لم يأخذ أحد المسؤولين المبادرة في انشاء واحد يكتب تاريخ القويعية ، ويكتب اسمه أنه ساهم في الحفاظ على تاريخها.
سألت وكان الجواب لا تبحث فلا نعلم إلا في غير القويعية. ولكن أحد الأخوة ذكر لي بأن هناك اجتهادات من بعض أبناء المحافظة الغيورين والمحبين للتراث والتاريخ. قلت له وماذا تجدي المحاولات الفردية وكيف ستكون وماذا عساها أن تجمع. اقترح علي زيارة أحد المتاحف "الخاصة" التي أنشأها أحد سكان بلدة أبارحي. وبعد التنسيق مع الأستاذ سليمان المطوع ، رحب بنا وبالزيارة وأخذنا في جولة في المتحف.
المتحف عبارة عن صالتين بينهما ممر. زرت متاحف كثيرة داخل وخارج المملكة ولم أتوقع أن أرى 10% مما رأيت في هذا المتحف. مئات القطع الأثرية والتي تحكي تاريخاً وقصصاً تصور ما كان عليه الأجداد. كيف كانوا يلبسوا وكيف كانوا يتعلمون بل كيف كانوا يجهزون الطعام. ماذا كانت بعض الأسر الفقيرة والمترفة تستخدم من الآنية. مفاتيح الأبواب كيف كان شكلها. الزراعة ومعاناة المزارعين جسدها المتحف. في الممر وضع نموذج لما كانت عليه الفصول في الماضي. ألعاب الأطفال قديماً أخذت لها حيز. من كان يملك التقنية في ذلك الوقت وكيف كانت الأجهزة. متحف لم أرتوي من زيارته وإن شاء الله سوف أقوم بزيارته مرة أخرى وأشجع على زيارته.