دعاني الأخ سعود الشريف لحضور الاحتفال الكبير ، بالخبير الكبير ، الدرع العربي على صفحات خيمة المعالم والظواهر . فحضرت على عجل وتناولت كرسيا في الصف الأخير ؛ لأجد فرصة للاستماع والإنصات للأساتذة الكبار ، ومع تفاعلي مع الاسئلة ، أو قل : الاستجوابات وجواباتها ، وجدت نفسي اتقدم إلى الكرسي الذي أمامي ثم الذي أمامه ، وهكذا ، دون وعي ... فإذا أنا في المقدمة
وإذا عين الدرع العربي ترمقني وتقول : ماهو سؤالك ؟
فأرتج عليّ قليلا ، ثم قررت أن أسأل . وقد وجدت الإخوة يتخولونه بالأسئلة على دفعات ، ووجدته في الإجابات صلبا كالدرع ، فقلت لابأس أن أفجأه بها دَفعة واحدة ، فأقول :
أولا : قرأت هنا أنك بصدد عمل أطلس لمواقع القبائل العربية في الجاهلية وصدر الاسلام . وأقول : هذا عمل كبير لو تم .
وقد كنت أتحدث حوله منذ امتلكت نسختي الأولى من كتاب معجم البلدان قبل أكثر من ثلاثين عاما . ثم ارتفع صوتي بهذا بعد ان خرج كتاب الهمداني وامتلكته ، حتى إني عرضته على أخ شقيق لي متخصص في الجغرافيا واستاذ في الجامعة( رحمه الله )
لكن لم يقبل عليه ؛ لعدم الاهتمام الشخصي من جهة ؛ وللخوف من الصعوبات المتعلقة بنقص المعلومات ( في ذلك الوقت ) وتعارضها ، والتداخل الموجود بين القبائل
البدوية ؛ وحساسية الموضوع .... وأنا أعرف حساسية الموضوع وصعوبته ، وقد سبق لي أن كتبت عن موضع قبيلتي فقط ، وهي قبيلة صغيرة مستقرة ، وقد عانيت الكثير في تحديد الموقع ، وعانيت أكثر مع ابناء القبيلة حين نشرت البحث في منتداها ، حتى كادوا أن يفتكوا بي .
وسبق لي أن كتبت بحثا عن مواضع قبيلة بني سعد أظآر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحددت المواضع لكن كان من الصعب علي ( وأنا غير متخصص ) أن أرسم خريطة يقينية . وبالرغم من هذا وغيره
مازلت أرى أن إخراج هذا الأطلس عمل عظيم . ولو قام به مثلك من الأشداء ، لأصبح تراثا لا ينسى .
ثانيا : وهذه مخاشنة رأيت الإخوان هنا يحثون عليها ، وهي أني أجدك تدخل عقيدتك في بلدانيتك . وإدخالها ليس ضروريا ، وإخراجها ليس صعبا ، فالحكم على كثيّر والهمداني وشعراء الجاهلية عقائديا موضوعه كتب العقائد والتراجم ونحوها ، أما الخبر البلداني فنأخذه من الجميع ، وإن كان يهوديا أو نصرانيا ،
والتحقيق ينحصر في صدق الخبر وأهميته لا في معتقد صاحبه ، أوفي الولاء والبراء .
ثالثا : قرأت في ملاطفاتك مع بعض الإخوة شيئا يتعلق بالأسير اليماني والشيخة العبشمية ، ولم أفهم مرادك ، لو استطعت أن تخبرنا أكثر مما قلت لكان خيرا .
رابعا : لن أنصرف من هنا حتى أقول لك : إني أحبك ، وأحببت أهل الشَّعراء من أجلك . بل الحقيقة أني أحبهم من قبل ولي منهم معارف وأصدقاء ، منهم محمد بن سعد الرشيد وهو استاذي ، وناصر بن سعد وهو في حكم استاذي ، وعبدالله بن سعد وهو في حكم الزميل بالرغم من فارق السن ، وأبوهم الشيخ سعد الرشيد رحمه الله ، وهو شيخ مهيب ، كأني اسمع حديثه الآن وهو يتحدث عن تجار الشعراء ومخاطر الطرق ، والحنشل ... وأعرف عبدالله بن سعد اليحيا وهو زميلي . وابن عمه عبدالله بن محمد اليحيا ، ومما أحفظه عنه أن وادي الرشا يسيل كل سبعة عشر عاما مرة واحدة !! وأذكر حديثا منه عن بارود أبو دعزوز لكني لا أحقه ، ليتك تحدثنا عنه .
أطلت !!
أليس كذلك ؟
سامحوني .