استكمالا لما سبق ذكره بالأمس أقول وبالله التوفيق
رابعا : ذكرت أخي د المسند أن أي تلكؤ أو مراوغة أو تسفيه لهذه الفكرة من المعنيين من الطرفين أو ممن يقف خلفهم من المؤيدين أحسبه بوادر خوف وهزيمة تلوح في الأفق ويكاد المريب أن يقول اعرفوني
أقول لك : ماذكرته مجرد رأي وفكرة تفيد أن كاتبها يعتد برأيه دون آراء الآخرين , وفوق الجميع شرع الله وحكمه وقضاؤه , وليس بعد شرع الله وحكمه وقضائه دعوة إلى أفكار بشرية
ونحن سمعنا الرائي( الخضيري ) في برنامج ساعة حوار حينما ذكرعن برنامج سكايل المعروف لدى الفلكيين حيث قال إن البرنامج أثناء ترائي هلال شهر شوال يظهر أن الشمس والهلال قد غابا من
الأفق بينما هما في الواقع موجودان ومشاهدان ؟!!
خامسا : قلت إنه يجدر التنويه إلى أن عدد المؤيدين لكل طرف يعد بالملايين
وأقول لك ليست العبرة بكثرة المؤيدين بل العبرة بما وافق الحق والهدي النبوي ولم يعارضه فما وافقه أخذنا به وما عارضه رددناه
ثم هل عملت استقراء لجميع المسلمين ومن منهم يؤيد الحساب الفلكي أو الرؤية الشرعية حتى تقول ذلك ؟
سادسا: قلت إنه لا يتفق ولا يتسق أن يجمع الفلكيون من عرب وعجم ومسلمين وغير مسلمين على بيانات فلكية بشأن ولادة الهلال ووقت غروبه خلف الأفق الغربي ثم يأتي بضعة شهود عدول ثقات
يشهدون برؤية الهلال في الحال الذي لا يوجد هلال في الأفق وفقا للفلكيين ...إلخ
أقول لك : يقول د محمد المالكي (دكتوراه في الفلك): فتح الباب بالتكذيب يعطي عذرا لغير الحاسبين أن يتهموا الحاسبين بالكذب أو الأخذ من كذابين حيث إن غالبية العناصر الأولية للحسابات تأتي
من عند غير المسلمين وهم أولى بالتآمر على الإسلام من شاهدي الهلال الذين يكثر فيهم الأميون-وإن كان هذا لا يقدح في شهادتهم -لأن رؤية الهلال من الإمور التي يتقنها القرويون والبدو أكثرمن
الحضر لحاجة الأولين لها لمعرفة الطرق والأيام ...ولننظر لحال الغرب في قبوله لشهادات من يدعي رؤية الأطباق الطائرة والأشباح اللطيفة وغيرها من الأمور التي لا يقلبها العلم الغربي نفسه , ومع
ذلك لا يكذبون من يدعي رؤيتها ولا يسخفون رأيهم كم يسخف بعض الحاسبين هداهم الله بآراء رائي الهلال.أ هـ
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في الفتاوى 25|183"اعلم أن المحققين من أهل الحساب كلهم متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب بحيث يحكم بأنه يرى لا محالة أو لايرى البتة على
وجه مطرد وإنما قد يتفق ذلك , أو لايمكن بعض الأوقات ولهذا كان المعتنون بهذا الفن من الأمم الروم والهند والفرس والعرب وغيرهم مثل بطليموس الذي هو مقدم هؤلاء ومن بعدهم قبل الإسلام
وبعده لم ينسبوا إليه في الرؤية حرفا واحدا ولا حدوه كما حدوا إجتماع القرصين وإنما تكلم به قوم منهم في أبناء الإسلام مثل كوشيار الديلمي , وعليه وعلى مثله يعتمد من تكلم في الرؤية منهم . وقد
أنكر ذلك عليه حذاقهم مثل أبي علي المروذي القطان وغيره وقالوا إنه تشوق بذلك عند المسلمين , وإلا فهذا لايمكن ضبطه.ولعل من دخل في ذلك منهم كان مرموقا بنفاق فما النفاق من هؤلاء ببعيدأو
يتقرب به إلى بعض الملوك الجهال ممن يحسن ظنه بالحساب مع انتسابه إلى الإسلام " أهـ
سابعا : قلت أخي د المسند : وأزعم أني قريب من الطرفين ... إلخ
وأقول سياق الكلام لا يفيد ذلك بل فيه انحياز ظاهر للفلكيين ضد المترائين ولعل رسالتك التي أرسلتها عبر جوال كون التي نقلتها هنا خير برهان , والله جل شأنه مطلع على ما في القلوب
وحتى لوتم إقتراحك فلن ينتهي الخلاف بل سيبقى ويزيد فذلك سنة ماضية (الصراع بين الحق والباطل) قال سبحانه " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين -إلا من رحم ربك
ولذلك خلقهم ،ولذا فإن المخرج والنجاة إنما هي في اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .